الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللحظة.. فقال له الحكيم: لقد أقلعت عن التدخين لترضي الله سبحانه وتعالى، فأنت تركتها لله، ومن ترك شيئاً لله سبحانه وتعالى عوضه الله خيراً منه.
عوضك الله المال والصحة والزوجة الصالح والسعادة في الحياة، ويعوضك بأناس تحبهم ويحبونك، فتخيل أنك أعطيت وتركت لله وفي الله، وأحببت لله وفي الله، فالله عز وجل سوف يعطيك أفضل منها، وسيعطيك أكثر مما تتخيل.. فقال له الشاب: الحمد لله فقد تركتها وأقلعت عن التدخين.. فقال له: إن هذا لا يكفي، بل لابد من أن تساعد أكبر عدد من الناس كي يتخلص من هذه العادة الذميمة.. فقال له: سوف أساعد أكبر قدر ممكن من الناس للإقلاع عن التدخين، وأن ذلك مكاسب له، منها كسب الصحة؛ فبدون الصحة لا يستطيع العمل، ولا يستطيع اتخاذ القرار.
*
الصلاة:
قال الشاب: وماذا بعد ذلك؟ فقال الرجل: إن الصلاة على وقتها من الطاعة التي تحدثنا عنها، فلابد من اتصال الصلة مع الله عز وجل، فعندما
تقول: "الله أكبر" لابد وأن تعرف أن الله أكبر من كل شيء، ولا ينبغي أن تصلي قبل أن تكون مدركاً فعلاً ماذا ستفعل، وعندما تصلي يجب أن تصلي صلاة صحيحة، وعندما تنفق من وقتك في أي شيء فيجب أن يكون في شيء صحيح، فعندما تزكي مثلاً يجب أن تزكي زكاة صحيحة، وأي إنسان جاهل أو ضال يجب أن تساعده وأن تستفيد منه.. فقال له: وكيف أستفيد منه؟! فقال له: ساعده فهذه صدقة، والمسه واربت على كتفه، فهذه صدقة؛ لأنك حنوت عليه، وابتسم في وجهه، وادعُ له أن يفتح الله عليه، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة"(1) .. فأنت إن فعلت ذلك أجراً عظيماً وحسنات متعددة في عمل واحد، فكل شيء تفعله في سبيل الله تستفيد منه؛ لأنه يقربك من الله سبحانه وتعالى أكثر.. ثم قال الرجل: كرر لي مرة أخرى أيها الشاب ما قلنا.. فقال له: التسامح المتكامل.. فقال له:
(1) رواه الترمذي.
وبعد ذلك؟! فقال: الحب في الله والحب لله، وبعد ذلك العطاء غير المشترط، وبعد ذلك الإيمان بالله عز وجل.. فقال الرجل: أنا سأوقفك عند الإيمان بالله.. ثم قال له: هل تعرف ماذا يعني الإيمان بالله؟! فقال: أعرف.. فقال له الرجل: فماذا يعني؟ فقال الشاب: أن أكون مؤمناً بوجود الله عز وجل.. فقال الرجل: إن هذا لا يكفي.. فقال الشاب: فماذا يعني؟! قال له: من كمال الإيمان بالله عز وجل أن تؤمن بكل ما جاء عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وتؤمن بكل الكتب التي ذكرها والتي لم يذكرها، وأن تؤمن بكل الرسل وأنبياء الذي ذكرهم والذين لم يذكرهم، ولتقُل معي: اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك ورسلك وجميع خلقك أنك أنت الله وحدك لا شريك لك، فأنت الأول والآخر، وأنت الظاهر والباطن، وأنت المقدم والمؤخر، وأنت المعطي والكريم، وأنت المنتقم الجبار، وأنت أرحم الراحمين.. فإذا بالشاب قد أخذ يبكي من حلاوة ذلك الكلام، ثم أكمل الحكيم: وأشهد أن الجنة حق، وأن النار حق، وأشهد باليوم الآخر، وأشهد بالملائكة، وأشهد بكل ما جاء من عند الله سبحانه وتعالى، وبذلك تكون مؤمناً حقاً.. فقال الشاب: آمنت بالله.. فقال له: وتؤمن بأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله ونبيه.. فقال الشاب: أشهد أن