الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالحسد وتحسد الناس، ولا تترك حتى وأنت نائم فتنام تعيساً تماماً.
فقال الشاب: هل يوجد هناك أشياء أخرى من لصوص النجاح؟
فرد الرجل وقال: هناك لصوص كثيرة، ولكنك ستكتشفها من خلال طريقك إلى الامتياز.
ومن هذه اللصوص أيضاً..
عدم الصبر
..
* عدم الصبر:
فإن لم تصبر لن تنال أي شيء؛ فالصبر خير ولكن بشرط أخذك بكل الأسباب والتزمت واستمررت في هذا الالتزام مهما كانت الظروف ومهما كانت التحديات.
فقال الشاب: عدم الصبر!! هل بعد كل ذلك وبعد كل ما فعلته لم أصل إلى ما أريد؟
فقال الرجل: في الوقت المناسب عندما يقرر الله سبحانه وتعالى أن هذا الوقت خير لك وأنه الوقت المناسب، لذلك يجب عليك الصبر، قال الله سبحانه وتعالى:{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (1)، وقال أيضاً:{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (2) ..
(1) سورة البقرة: 155.
(2)
آل عمران: 146.
فكن من الصابرين؛ لأنك فعلت كل شيء، ولم تستطع فعل أي شيء في الوقت الحاضر، فالصبر إن الله يحب الصابرين.
عبدي أطعني أجعلك عبداً ربانيًّا تقول للشيء كن فيكون
فالله سبحانه وتعالى يحب إذا عزمت أن تتوكل عليه، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (1) ، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (2) .
فقال الشاب: وإذا صبرت هل هذه هي نهاية المطاف؟
فابتسم الرجل وقال له: كما قلت لك أيها الشاب: إن نهاية المطاف هي بداية مطاف جديد، ونهاية هذا المطاف الجديد هي بداية مطاف آخر جديد، ولا يتوقف ذلك حتى النهاية، إلا وقد انتهت الحياة بنهاية الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم ينته ولكن علمه وأسلوبه وطريقته وأخلاقه وعلومه وما أعطاه الله صلى الله عليه وسلم له ما زال مستمراً، وسيكون مستمراً إلى يوم الدين، وهذا ما فعله الله سبحانه وتعالى مع الرسل والأنبياء والصحابة ومع الأولياء، وهذا ما فعله الله سبحانه وتعالى أعطانا لكي تستمر عجلة المعرفة، وهذه العجلة تعطي فتعطي، وعندما تأخذها أنت فتعطيها تصبح قناة وصل تأخذها من المولى عز وجل وتعطيها للآخرين، فأصبحت أنت القناة، فتتمتع بما
(1) سورة آل عمران: 159.
(2)
آل عمران: 146.
أخذه، وتتمتع بما تعطي، وبذلك لن تكون لك خاتمة، ولن تكون لك نهاية؛ لأنك مستمر في الزمن؛ فالجسد ذهب أما أفكارك فلا تنتهي، ولذلك فالطريق إلى الامتياز يعتمد على الأفكار وليس فقط على الأشخاص، فالشخص عندما يموت تنتهي أفكاره، ولكن الشخص المتميز يعطي غيره.
وهذه الأشياء التي أريدك أن تتذكرها -أيها الشاب- بعدما تعلمت ما هم لصوص النجاح، وأخذت بالأسباب، وتوكلت على مسبب الأسباب، وارتبطت بمسبب الأسباب، وتعلمت المهارة المتكاملة، وتعلمت التخطيط الاستراتيجي، والفعل الاستراتيجي، وأصبحت حريصاً من الوقوع في براثن لصوص النجاح، ولكن يبقى بعض الأشياء.
فنظر له الشاب وقال: أعرف أن النهاية هي البداية، والبداية هي النهاية.
فقال له الرجل: دعنا نستمر في طريقنا إلى الامتياز لكي نصل إلى الإخوة الثلاثة وهم:
(الالتزام والإصرار والانضباط) .