الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والارتباط بالله عز وجل يشتمل على ركائز، وأول ركيزة من هذه الركائز لكي ترتبط بالله عز وجل هي
التسامح
..
* التسامح:
أن تسامح الناس جميعاً، وإلا فسوف تحمل في قلبك وصدرك الغل والغضب والشك، وستجد نفسك تحمل طاقة سلبية ليس لها أي داعٍ إطلاقاً.. فقال الشاب: وكيف أتسامح؟! فلقد كان والدي يضربني بدون أي سبب، وكانت والدتي تخاصمني وتهجرني باستمرار، وكان إخوتي يستهزئون بي، فكيف أسامحهم؟! فقال له الحكيم: كيف تشعر وأنت تقول هذا الكلام؟ فقال له: أشعر بطاقة سلبية جداً.. فقال له: وهل هذا هو الطريق إلى الامتياز؟! فسكت الشاب، وقال له: وهل ينبغي أن أسامحهم بعد كل الذي فعلوا معي؟! فقال له: افهم يا بني، إن التسامح من صفات الأقوياء، والتسامح يكون لله عز وجل وليس للناس وهذا بينك وبين الله عز وجل، وأنت تصلي وتدعو الله أن يسامحك وأنت تخطئ وتذنب كثيراً، وكلنا نخطئ ونذنب كثيراً ومع ذلك ندعو الله عز وجل أن يغفر لنا وأن يسامحنا، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم.. إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم.. إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة"(1) .
وأنت الآن أيها الشاب.. هل تريد أن تسامح أم لا؟ فنظر إليه الشاب وقال له: لقد قررت أن أسامحهم.. فقال له الرجل: أغمض عينيك وخذ نفساً عميقاً واجعل الزفير أطول من الشهيق، وهنا تدخل في مرحلة من الاسترخاء.. ثم قال: خذ الآن نفساً عميقاً، ثم دعه يخرج ببطء إلى أن تشعر باسترخاء في جميع جسمك، والآن.. عد بذاكرتك إلى الوراء وفكر في والدك ووالدتك، وسامحهم الآن..
فأخذ الشاب في البكاء، فقال له الحكيم: لماذا تبكي؟! فقال له الشاب: لأني شعرت أني ظلمتهم، وأني كنت السبب في مشاكل كثيرة.. فقال له: اذهب الآن إلى أخوتك وسامحهم.. فقال له: لقد سامحتهم الآن.. فقال له: هل تعرف لماذا سامحتهم؟! لأنك بدأت تسامح، وشعرت بجمال التسامح، وعندما بكيت شعرت بأن الطاقة السلبية تخرج منك، وحل محلها طاقة روحانية، فكان أسهل عليك أن تسامح
(1) أخرجه الترمذي وأحمد.