الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانياً: النزول والمحيء والإتيان
وكذلك ما أنزل الله عز اسمه في كتابه، من ذكر المجيء2 والإتيان3، المذكورين في قوله تعالى:{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ} 4الآية، وفي قوله:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَاّ أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ} 5 الآية.
ونؤمن بذلك بلا كيف، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك لفعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكففنا عن الذي يتشابه.
2 مختصر لوامع الأنوار: "صـ 48"، الغنية:"51/1"، الإبانة:"صـ 11"، الهداية والاعتقاد:"صـ 71 - 72".
3 انظر المصادر السابقة.
4 الفجر، الآية:22.
5 البقرة، الآية:210.
أقوال السلف في علم الكلام والأهواء
وقال مالك رضي الله عنه: "إياكم والبدع، قيل: وما البدع؟ قال: أهل البدع: الذين يتكلمون في أسماء الله تعالى وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، لا يسكتون عما سكن عنه الصحابة والتابعون".
وفي صحف6 إدريس: "لا تروموا أن تحيطوا بالله خبرة7، فإنه أعظم وأعلى أن تدركه فطن المخلوقين".
قال الشافعي رحمه الله تعالى: "أن يلقَ الله العبد بكل ذنب ما عدا الشرك، أحب إليَّ من أن يلقاه بشيء من الأهواء"8.
6 في الأصل: "محف".
7 الخبر والخبرة: العلم بالشيء.
8 رواه البيهقي في: الهداية والاعتقاد: "صـ 158"، بلفظ: الهوى.
وقال عمر بن العزيز1، لرجل سأله عن شيء من الأهواء، فقال:"الزم دين الصبيان في الكُتَّاب؛ والأعراب، والْهَ2 عما سوى ذلك".
قال ابن عيينة: "كل ما وصف الله به نفسه في كتابه، فتفسيره تلاوته، والسكوت عنه"4.
قال بعض السلف5: "قدم الإسلام لا يثبت إلا على قنطرة التسليم".
فقد قال الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى:"آمنت بالله، وبما جاء عن الله، وعلى مراد الله، وآمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبماء جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم"، نقله عنه الإمام أبو الحسن اللبوذي الحنبلي6 في كتابه: اللمع في السنن والبدع، قال بعد: وعلى هذا درج أئمة السلف.
وسيأتي في التمة الخامسة، ذكر كلام الشيخ الأشعري، وأنه موافق
1 عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي، أبو حفص، الخليفة الصالح: ولد بالمدينة سنة 61هـ، ونشأ بها، وولي إمارتها للوليد، وولي الخلافة بعهد من سليمان سنة 99هـ، فمنع سب علي بن أبي طالب، توفي سنة 101هـ، بدمشق، الأعلام:"50/5".
2 الْهُ: فعل أمر، من اللهو، أي: كن لاهيًا عما سوى ذلك، غير متلفت إليه كلية.
3 سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي، أبو محمد، محدث الحرم المكي، ولد بالكوفة سنة 107هـ، سكن مكة، وتوفي بها سنة 198هـ، وكان حافظًا ثقة، واسع العلم، كبير القدر، قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز، وحج سبعين سنة، له "الجامع" في الحديث، وكتاب في التفسير، الأعلام:"104/3".
4 رواه البيهقي في: الهداية والاعتقاد: "صـ 72" بلفظ: من نفسه، وفي طبقات الحنابلة:"202/1"، والغنية:"51/1".
5 هو الإمام أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية، وهذا النص فيها بلفظ: ظهر التسليم.
6 هكذا في الأصل، ولم نقف له على ترجمة، ولم نقف على رجل هذا اسمه، قد يكون في "اللبوذي" تصحيفًا، ولعله "الزاغوني"، والله أعلم.
للإمام أحمد في الاعتقاد، وأنه يجري المتشابهات على ما قاله الله من غير تصرف ولا تأويل، كما هو مذهب السلف، وعليه: فلا خوف ولا نزاع، والحمد لله1.
1 ليس الخلاف مع الأشعري رحمه الله، بل مع بعض الأشعرية، كابن فورك، والرازي صاحب:"أساس التقديس والتفسير"، وعبد الظاهر البغدادي، والغزالي، وإمام الحرمين، وأترابهم.