الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مذهب ابن كلاب ولأشعري، وأصحابه في الكلام وأدلتهم
وقال ابن كُلَّاب1 وأتباعه، منهم الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، وأتباعه: إن الكلام مشترك بين الألفاظ المسموعة، وبين الكلام النفسي، وذلك أنه قد استعمل لغة وعرفًا فيهما، والأصل في الإطلاق الحقيقة، فيكون مشتركًا2.
أما استعماله في العبارة: فنحو قوله تعالى: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} 3، وسمعت كلام فلان وفصاحته.
وفي مدلولها4، فنحو:{يَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ} 5، {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ} 6.
1 عبد الله بن سعيد بن كلاب، أبو محمد القطان: متكلم، يقال له:"ابن كلاب"، قال السبكي: وكُلَّاب بضم الكاف وتشديد اللام، قيل: لقب بها؛ لأنه كان يجتذب الناس إلى معتقده إذا ناظر عليه، كما يجتذب الكلاب الشيء، توفي سنة 245هـ، له كتب منها:"الصفات"، و"خلق الأفعال"، و"الرد على المعتزلة"، الأعلام:"90/4".
2 في الأصل: "مشتر"، انظر: المستصفى: "100/1"، حاشية البناني على جمع الجوامع:"244/1"، مختصر الطوفي:"صـ 45"، القواعد والفوائد الأصولية:"صـ 154"، فتاوى شيخ الإسلام:"170/7"، "67/2"، المحصول للرازي:"235/1"، المحلى على جمع الجوامع:"104/2"، شرح الكوكب المنير:"10/2".
3 التوبة: الآية 6.
4 أي: وأما استعماله في مدلول العبارة.
5 المجادلة: آية 8.
6 الملك: آية 13.
وقوله عمر1 رضي الله عنه: "زوَّرت في نفسي كلامًا"2.
وقول الأخطل3:
أن الكلام لفي الفؤاد4.. البيت.
ولأنه لما كان سمعه بلا انخراق، وجب أن يكون كلامه بلا حرف ولا صوت5.
وذكر الغزالي6: أن قومًا، جعلوا الكلام حقيقة في المعنى، مجازًا في "7/أ" العبارة.
1 أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، أبو حفص العدوي الفاروق، وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أيد الله به الإسلام، وفتح به الأمصار، وهو الصادق المحدث الملهم، الذي جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لو كان بعدي نبي، لكان عمر" الذي فر منه الشيطان، أعلى به الإيمان، وأعلن الأذان، استشهد أمير المؤمنين عمر في أواخر ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين للهجرة، تذكرة الحفاظ:"8/1".
2 قطعة من حديث طويل، رواه أحمد:"56/1"، والبخاري في: كتاب الحدود: "6830"، وروايته فيهما:"وكنت قد زورت مقالة أعجبتني"، وانظر:"13/ 458" من الفتح.
غياث بن غوث بن الصلت، أبو مالك من بني تغلب، الشاعر الأموي، ومادحهم، كان هجاء بذيئًا، وسماه بالأخطل، كعب بن جعيل، بقوله له: إنك لأخطل يا غلام، والخطل: السفه، وفحش القول، هلك سنة 90هـ، انظر الشعر والشعراء:"صـ 455"، الأغاني:"280/8"، الأعلام:"318/5".
3 البيت بتمامه:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما
…
جُعِل اللسان على الفؤاد دليلًا
وفي كتب أصحابنا كالإمام موفق الدين، وشيخه الخشاب، وأبي نصر السجزي، تضعيف نسبته إليه، وأنه غير موجود في ديوانه، وأنه لو كان صحيحًا عنه، فإنه قال: إن البيان، انظر شرح الكوكب المنير:"42/2"، وقد أضيف إلى الديوان عند طبعه "صـ 508" في قسم الزيادات؛ لأن جملة من اللغويين نسبه إليه، ونسبته إليه لا تصح، ولم يرد في ديوانه، صنعة السكري بتحقيق الدكتور قباوة البتة.
5 انظر: شرح الكوكب المنير: "11/2".
محمد بن محمد بن محمد الغزالي، أبو حامد: فلسوف متصوف، له نحو مائتي =
وقومًا عكسوا، وقومًا قالوا بالاشتراك، ونقل الثلاثة عن الأشعري1،
فعلى القول الثاني، لا خلاف بيننا وبينهم، ولكن المشهور أن الأشعري وأصحابه قالوا: القرآن الموجود عندنا حكاية2 كلام الله تعالى.
وابن كلاب وأتباعه قالوا: عبارة عن كلام الله لا عينه3.
ويروى عن الأشعري: كلام الله القائم بذاته، يسمع عند تلاوة كل تالٍ، وقراءة كل قارئ4.
وقال الباقلاني5: إنما نسمع التلاوة دون المَتْلُوِّ، والقراءة دون المقروء6.
مصنف، مولده سنة 450 هـ، بطوس، ووفاته سنة 505هـ، في الطابران، قصبة طوس بخراسان، الأعلام:"22/7".
1 شرح الكوكب المنير: "11/2"، المستصفى:"100/1"، فواتح الرحموت:"6/2"، فتاوى شيخ الإسلام:"67/12"، المحلى على جمع الجوامع:"104/2"، القواعد والفوائد الأصولية:"صـ 154".
2 في الأصل: لا حكاية كلام الله تعالى، والتصويب من شرح الكوكب المنير:"2/ 12"، انظر: الإحكام للآمدي: "159/1"، الفصل في الملل والنحل:"6/3"، أصول الدين:"صـ 108"، الإنصاف:"صـ 82".
3 شرح الكوكب المنير: "12/2"، الإحكام للآمدي:"159/1"، الفصل في الملل والنحل:"6/3".
4 شرح الكوكب المنير: "12/2"، ونكرر التنبيه أن الأشعري له ثلاثة أقوال في مسألة الكلام، ارجع إلى كلام الغزالي المتقدم.
5 محمد بن الطيب، أبو بكر الباقلاني، رأس المتكلمين على مذهب الشافعي، هو من أكثر الناس كلامًا وتصنيفًا في الكلام، وكان غاية في الفطنة والذكاء، وله:"الإنصاف"، و"شرح الإبانة"، و"التبصرة"، وغيرها، توفي سنة 403 هـ، البداية والنهاية:"350/11".
6 الإنصاف: "صـ 80"، ثم انظر:"صـ 82".