الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الشافعي: "ما ارتدى بالكلام أحد فأفلح"1.
وقال أحمد: "ما أحب أحد الكلام، فكان عاقبته إلى خير".
وقال ابن خويز منداد المالكي2: البدع عند مالك وأصحابه، هي:
كتب الكلام، والتنجيم، وشبه ذلك، لا يصح إجارتها، ولا تقبل شهادة أهله.
1 مناقب الشافعي: "صـ 182"، تبيين كذب المفتري:"صـ 336".
2 محمد بن أحمد بن عبد الله، وقيل: محمد بن أحمد بن علي بن اسحاق بن خويز، منداد البصري المالكي، كان يجانب الكلام، ويحكم على أهله أنهم من أهل الأهواء، له كتاب في الخلاف، والأصول، وأحكام القرآن، توفي سنة390هـ.
الديباج المذهب: "299/2"، لسانالميزان:"291/5"، طبقات المفسرين:"68/2".
رد الحافظ أبي نصر على شبهة: أن الصوت والحرف إذا ثبتا في الكلام اقتضيا عدداً، والله واحد من كل جهة، وأدلته في ذلك
.
قال الحافظ أبو نصر: فإن قيل: الصوت والحرف إذا ثبتا في الكلام اقتضيا عددًا3، والله واحد من كل جهة.
قيل لهم: اعتماد أهل الحق في هذه الأبواب على السمع، وقد ورد السمع بأن القرآن ذو عدد، وأقر المسلمون بأنه كلام الله تعالى حقيقة لا مجازًا4، وهو صفته، وقد عد الأشعري صفات الله تعالى سبعة عشر صفة، وبيَّن أن منها ما لا يعلم إلا بالسمع، وإذا جاز أن يوصف بصفات معدودة، لم يلزمنا بدخول العدد في الحروف شيء، انتهى كلام أبي نصر.
3 في الأصل: "عدد".
4 في الأصل: "مجاز".
كلام الإمام موفق الدين ابن قدامة في إثبات الحرف والصوت في كلام الله وأدلته في ذلك
.
قال الشيخ الموفق فى الاستدلال5: إن الله تعالى كلم موسى صلى الله عليه وسلم، ويكلِّم المؤمنين يوم القيامة، قال تعالى:{وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} 6، وقال تعالى:{يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي} 7، وقال تعالى:
5 هذا كلام المؤلف، والذي في شرح الكوكب المنير:"51/2": الوجه الثاني، بدل ما تقدم.
6 الأعراف، الآية:143.
7 الأعراف، الآية:144.
{وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ} 1، وأجمعنا على أن موسى صلى الله عليه وسلم، سمع كلام الله تعالى من الله، لا من ذات الشجرة، ولا من حجر، ولا من غيره؛ لأنه لو سمع من غير الله تعالى، كان بنو إسرائيل أفضل في ذلك [منه] 2؛ لأنهم سمعوا من أفضل ممن سمع منه موسي، لكونهم سمعوا من موسى، فلم سمي إذن3 كليم الرحمن؟.
وإذا ثبت هذا، لم يكن الكلام الذي سمعه موسى إلا صوتًا وحرفًا، فإنه 4 لو كان معنى في النفس، لم يكن ذلك تكليمًا لموسى، ولا هو شيء يسمع، ولا يسمى مناداة5.
فإن قالوا: نحن لا نسميه صوتًا مع كونه مسموعًا.
فالجواب من وجهين:
أحدهما: أن هذا مخالفة في اللفظ مع الموافقة في المعنى، فإنا لا نعني بالصوت إلا ما كان مسموعًا.
ثانيهما: أن لفظ الصوت قد جاءت به الأخبار والآثار6، والنزاع إنما هو في أن الله تعالى تكلم بحرف وصوت7، أم لا؟
فمذهب أهل السنة اتباع ما ورد في الكتاب والسنة، انتهى كلام الشيخ الموفق8.
1 مريم، الآية:52.
2 ما بين معقوفين زيادة من شرح الكوكب المنير: "51/2".
3 في الأصل: إذا.
4 في الأصل: وحرفانه.
5 مجموعة الرسائل والمسائل: "36/3، 131"، فتح الباري:"367/13".
6 حشد جلها في: توضيح المقاصد بشرح النونية: "226/1".
7 في الأصل: بصوت وحرف، وأشار فوقها إلى التقديم والتأخير.
8 شرح الكوكب المنير: "40/2-52".