الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نعم هي مؤثرة للفائدة بالقوة، والعبارة مؤثرة بالفعل، فكانت أولى "بأن تكون"1 حقيقة، وما يكون مؤثرًا بالقوة مجاز، انتهى كلامه2.
1 ما بين قوسين ليس في شرح الكوكب المنير.
2 شرح الكوكب المنير: "14/2".
أدلة السلف على كون كلام حقيقة الأصوات والحروف
…
أدلة السلف على كون الكلام حقيقة الأصوات والحروف:
منه ما روى عبد الله بن مسعود3 رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال:"إذا تكلم الله بالوحي، سمع صوته أهل السماء"4.
وعن أبي هريرة5 رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله تعالى، كأنها - أو قال: كأنه- سلسلة على صفوان" 6، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله
3 هو عبد الله بن مسعود الهذلي، حليف بني زهرة، واشتهر بابن ام عبد، من السابقين الأولين حدَّث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالكثير، سكن الكوفة، وبث علمه بها بإشارة من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضوان الله عليهما، ومات على قول البخاري قبل مقتل عمر بن الخطاب، وقال أبو نعيم وغيره: مات بالمدينة سنة اثنين وثلاثين، وقيل سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: مات بالكوفة، والأول أثبت، وكان قد ولاه عمر بن الخطاب الكوفة، ثم عزله، وأمره بالرجوع إلى المدينة، أ. هـ، عن الإصابة:"368/2".
4 رواه البخاري في: كتاب التوحيد، موقوفًا على ابن مسعود برواية:"إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئًا، فإذا فزع عن قلوبهم، وسكن الصوت عرفوا أنه الحق، ونادوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق"، فتح الباري:"453/13"، وأبو داود في: السنة: برقم 4738.
5 اختلف في اسمه على أقوال كثيرة تصل إلى عشرين قولًا، أصحها عبد الرحمن بن صخر الدوسي، قال النووي: إنه أصح، وهو أوسع الصحابة رواية، وكان ممن وقف نفسه على ملازمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي بالعقيق، وحمل إلى المدينة، وقد اختلف في وفاته فقيل: 57هـ، وقيل 59هـ، وقال البخاري مترددًا: مات سنة سبع وخمسين، ورجح ابن حجر الأول، والإصابة:"403/2"، "202/4- 211".
6 رواه البخاري في: كتاب التفسير: برقم 4701 و 4800، وفي: كتاب التوحيد: برقم 7481، وابن ماجه في: المقدمة: "70/1": برقم 194، والترمذي في: تفسير سورة سبأ: رقم 3221.
أن يوحي الأمر، تكلم بالوحي، أخذت السموات منه رجفة، -أو قال: رعدة- شديدة، خوفًا من الله تعالى، فإذا سمع ذلك أهل السموات، صعقوا، وخروا سجدًا لله، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، عليه الصلاة والسلام، فيكلمه عز وجل من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال الحق، وهو العلى الكبير".
وقال تعالى: {وَإِنْ أحدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} 2.
وقال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} 3، المسموع دائمًا الحروف والأصوات، لا المعاني، والإشارة بالمثل إلى شيء حاضر، فلو كان كلام الله معنى قائمًا في النفس، كما قالت الأشعرية، لم تصح الإشارة إليه، وما روي عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"من قرأ القرآن، فأعربه، فله بكل حرف منه عشر4 حسنات"5. الحديث، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي يطول ذكرها، وسيأتي بعضها.
1 رواه ابن جرير الطبري في: تفسير: "91/22"، وابن خريمة في: التوحيد: "صـ 144"، والبيهقي في: الأسماء والصفات: "203/1"، وابن كثير في: تفسيره: "551/5"، عن ابن أبي حاتم، كلهم عن النواس بن سمعان متصلًا.
وقد سبق طرفه موقوفًا عن ابن مسعود عند البخاري.
2 التوبة: الآية 6.
3 وتمامها: {وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيْرًا} [الإسراء: الآية 88]
4 في الأصل: "خمسوان حسنة"، أي خمسون، وهو خطأ إذا ليس فيما ورد من أحاديث ثواب قراءة القرآن ذلك اللفظ.
5 رواه الطبراني في: الأوسط، وفيه نهشل، وهو متروك، انظر: مجمع الزوائد: "163/7"، غير أن له شواهد، كحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا:"من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.." رواه الترمذي: "175/5"، ورجاله رجال الصحيحين عدا الضحاك بن عثمان، فإنه من رجال مسلم.
ورواه البخاري في: التاريخ، انظر: الفتح الكبير: "226/3"، وروى الدارمي نحوه موقوفًا، ومثله لا مدخل للناس فيه، فحكمه حكم المرفوع، انظر: سنن الدارمي: "429/2".