الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثامن فوائد نحو المدود
عناصر المبحث:
1 -
فائدة المعرفة:
2 -
معرفة المد القوى من الضعيف.
3 -
الترتيب للمدود مع الدليل.
4 -
اجتماع المدود متساوية الأسباب.
5 -
اجتماع مدين فى كلمة أحدهما قوى والآخر ضعيف.
6 -
اجتماع المد العارض للسكون مع اللين.
7 -
وجه المد.
شرح العناصر
من المهم لدارس علم التجويد أن يعرف مراتب المدود.
1 -
فائدة المعرفة هى: إذا اجتمع مدان سبب أحدهما قوى والآخر ضعيف، ماذا يفعل؟
2 -
معرفة المد القوى من الضعيف:
يعرف بسببه؛ إن كان سبب المد قويا يكون المد قويا. وإن كان سبب المد ضعيفا يكون المد ضعيفا.
مما سبق من خلال الشرح للمدود علمت أن للمد سببين:
أ- لفظى.
ب- معنوى.
فاللفظى: الهمز والسكون، فالهمز كان سببا لثلاثة أنواع من المدود:
1 -
المد المتصل.
2 -
المد المنفصل.
3 -
المد البدل.
والسكون سبب لنوعين من المدود:
1 -
المد العارض للسكون.
2 -
والمد اللازم بكامله.
القاعدة: إذا وجدنا السبب من همز أو سكون ملازما لحرف المد لا يفارقه وصلا ووقفا يكون المد قويا.
3 -
الترتيب للمدود وفائدة المعرفة:
أ- المد اللازم: السبب: لأصالة سببه السكون الثابت فى الوصل والوقف سواء فى كلمة أو فى حرف، وللزوم مده ست حركات.
ب- المد المتصل: السبب: لأصالة سببه الهمز المجتمع معه دائما فى كلمة واحدة ولوجوب مده مع مقدار التفاوت.
ج- المد العارض للسكون: لاجتماع سببه السكون الذى معه فى كلمة واحدة، علما أن السكون الذى معه عارض مع اختلاف فى مده.
د- المد المنفصل: لانفصال سببه الهمز عن حرف المد مع اختلاف فى مقدار مده.
هـ- المد البدل: لأن سببه الهمز متقدم على حرف المد، بخلاف المدود السابقة، وحرف المد فيه مبدل من الهمز.
وإلى مراتب المدود أشار الشيخ إبراهيم شحاتة فقال:
أقوى المدود لازم فما اتّصل
…
فعارض فذو انفصال فبدل
4 -
اجتماع المدود متساوية الأسباب:
أ- إذا اجتمع مدان لازمان كلميان مثقلان: مثل قوله تعالى: قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ [الأنعام: 80] يمد كل منهما ست حركات لزوما.
ب- إذا اجتمع مدان متصلان: مثل قوله تعالى: وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً* [البقرة: 22]. لا يجوز مد أحدهما دون الآخر؛ إن مد الأول أربعا يكون الثانى مثله، وإن زاد الأول زاد الثانى وجوبا.
ج- إذا اجتمع مدان منفصلان: مثل قوله تعالى: بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ* [البقرة: 4]. إن مد الأول أربع حركات يكون الثانى مثله، وإن مد الأول خمس حركات مد الثانى مثله.
د- المد العارض للسكون: مثل قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ [الفاتحة: 2، 3]. إن مد الأول حركتان مد الثانى مثله، وإن مد الأول أربع حركات مد الثانى مثله، وإن مد الأول ست حركات مد الثانى مثله.
وإلى ذلك أشار ابن الجزرى فقال:
واللّفظ فى نظيره كمثله 5 - اجتماع مدين فى كلمة أحدهما قوى والآخر ضعيف:
إذا اجتمع فى الكلمة سببان للمد أحدهما قوى والآخر ضعيف، يعمل بالقوى ويترك الضعيف.
أ- المثال الأول: قوله تعالى: وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ [المائدة: 3]، ففيه مد بدل؛ لتقدم حرف الهمز على حرف المد. وفيه مد لازم كلمى مثقل لاجتماع حرف المد والسكون فى كلمة؛ يلغى البدل ويعمل باللازم.
ب- المثال الثانى: قوله تعالى: وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ [يوسف: 16] ففي الكلمة مدان منفصل وبدل؛ لأن حرف المد وهو الواو اجتمع عليه سببان للمد: سبب المد البدل، وسبب المد المنفصل. والمنفصل أقوى من البدل؛ فيعمل بالقوى المنفصل ويلغى الضعيف البدل.
ج- المثال الثالث: عند الوقوف على قوله تعالى: وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران: 14]، ففيه مد بدل ومد عارض للسكون. والعارض للسكون أقوى من المد البدل، فيلغى المد البدل ويعمل بالمد العارض للسكون.
6 -
اجتماع المد العارض للسكون مع اللين:
أ- إذا اجتمع المد العارض للسكون مع اللين العارض للسكون، وتقدم المد وتأخر اللين:
مثال: إذا وقف على كلمة: الْقِتالِ*، وعلى كلمة: مِائَتَيْنِ* من قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ [الأنفال: 65]:
فإن قرئ بالقصر فى الأول قرئ بالقصر فى الثانى.
وإن قرئ بالتوسط فى الأول قرئ بالتوسط فى الثانى وجاز القصر.
وإن قرئ بالمد فى الأول قرئ بالمد فى الثانى وجاز التوسط والقصر.
ب- إن كان العكس، بأن كان اللين متقدما والمد متأخرا:
مثال: إذا وقف على كلمة: لا رَيْبَ*، وعلى كلمة: لِلْمُتَّقِينَ* من قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة: 2]:
فإن قرئ بالقصر فى الأول قرئ بمثله فى الثانى وجاز التوسط والمد.
وإن قرئ بالتوسط فى الأول قرئ بمثله فى الثانى وجاز المد.
وإن قرئ بالمد فى الأول قرئ بالمد فى الثانى فقط.
وقال بعضهم:
وأضعف الكلّ البدل
…
واللّين عن مدّ لعارض نزل
7 -
وجه المد:
إن حرف المد ضعيف خفى والهمز قوى فزيد فى المد تقوية للضعيف عند مجاورة القوى ليتلاءم لمجاورته.
وقوة الهمزة بسبب ما فيه من صفات الجهر والشدة والإصمات، وضعف حرف المد أنه ليس له من صفات القوة التى فى الهمز، ليس فيه إلا صفتا الجهر والإصمات.
وقيل: إن العلة فى ذلك: التواتر والأثر الوارد عن الصحابة كالحديث الوارد عن ابن مسعود المذكور فى بداية الباب.