الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السابع الوقف والابتداء
عناصر المبحث:
1 -
تمهيد.
2 -
الأثر الوارد فيه.
3 -
الوقف لغة.
4 -
واصطلاحا.
5 -
حكم الوقف.
6 -
يأتى دائما.
7 -
السكت لغة.
8 -
واصطلاحا.
9 -
القطع لغة.
10 -
واصطلاحا.
11 -
أقسام الوقف.
12 -
تعريف الابتداء.
13 -
أنواعه مع الأمثلة.
14 -
الشاهد من الجزرية.
شرح العناصر
1 -
تمهيد: قال الهذلى: الوقف حلية التلاوة، وزينة القارئ، وبلاغ التالى، وفهم المستمع، وفخر العالم، وبه يعرف الفرق بين المعنيين المختلفين، وقيل: من لم يعرف الوقف لم يعلم القرآن.
والوقف والابتداء من أهم أبواب التجويد التى ينبغى لقارئ القرآن أن يهتم بمعرفته ويصرف فى إتقانه أكبر عزمه وهمته.
حتى إن البعض من الصحابة جعل لهذا الباب شأنا عظيما، ومنهم من جعل تعلم هذا الباب واجبا.
2 -
الأثر الوارد فيه: ورد أن عليا بن أبى طالب رضي الله عنه سئل عن قوله تعالى:
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 4]. فقال: الترتيل: تجويد الحروف ومعرفة الوقوف (1).
(1) انظر: لطائف الإشارات ج 1 ص 249.
وكما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على النبى صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها وما ينبغى أن يوقف عنده منها (1).
3 -
الوقف فى اللغة: الحبس والكف، يقال: أوقفته عن الكلام: أى حبسته عنه.
4 -
واصطلاحا: قطع الصوت عن القراءة زمنا للتنفس فيه ناويا بعده استئناف القراءة لا معرضا عنها.
5 -
حكم الوقف: جائز، ما لم يوجد ما يمنعه أو يلزم الوقف.
وإلى ذلك أشار ابن الجزرى فقال:
وليس فى القرآن من وقف وجب
…
ولا حرام غير ما له سبب
6 -
يأتى دائما: فى رءوس الآى وأوساطها، ولا يأتى فى وسط الكلمة، ولا فيما اتصل رسما. مثل قوله تعالى: أَيْنَ ما تَكُونُوا [النساء: 78]؛ لاتصاله رسما.
ولا ينبغى أن يكون التوقف النهائى عن القراءة فى وسط الآية، ويجب على القارئ تمامها، فإن أراد العودة للقراءة من نفس المكان استعاذ من جديد.
7 -
السكت لغة: المنع، يقال: سكت: الرجل عن الكلام: أى امتنع عنه.
8 -
واصطلاحا: سكتة لطيفة بدون تنفس مع نية القراءة.
كالسكتة اللطيفة على ألف عِوَجاً* [الكهف: 1] وأخواتها المذكورات فى باب الإدغام.
9 -
القطع لغة: الإزالة والإبانة. يقال: قطعت الشجرة إذا أزلتها وأبنتها.
10 -
واصطلاحا: قطع القراءة رأسا فهو كالانتهاء، والقارئ به معرض عنه.
11 -
أقسام الوقف أربعة:
القسم الأول: الوقف الاضطرارى: وهو ما يعرض لقارئ القرآن أثناء قراءته، كضيق نفس أو عطاس أو نسيان آية.
حكمه: جائز على أى كلمة، وعلى القارئ وصل الكلمة بما بعدها إن لم يكن تم
(1) قال ابن الجزرى: ففي كلام على رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته، وفى كلام ابن عمر رضي الله عنهما برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم. النشر ج 1 ص 316.
المعنى، فإن كان تم فيجوز للقارئ الابتداء بما بعدها.
القسم الثانى: الوقف الاختبارى: وهو الوقف لبيان الأحكام أو الإجابة على سؤال، وكثيرا ما يكون فى مقام التعليم.
القسم الثالث: الوقف الانتظارى: وهو الوقف لمن يريد أن يجمع أكثر من رواية من القراءات، فيقف عند الكلمة ليجمع عليها غيرها من أوجه القراءات العشر المتواترة.
القسم الرابع: الوقف الاختيارى: وهو أن يقف القارئ على الكلمة القرآنية بمحض إرادته ومن غير عروض، وهذا القسم ينقسم إلى أربعة أقسام وهو المقصود من هذا الباب:
أ- الوقف التام: وهو الوقف على ما تم به الكلام لفظا ومعنى، وكثيرا ما يوجد هذا النوع فى رءوس الآيات وأواخر السور وأواخر قصص القرآن.
مثال ذلك: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* [البقرة: 5].
فالوقف على الْمُفْلِحُونَ* تام؛ لأنه نهاية الكلام عن ذكر صفات المؤمنين، ثم الابتداء التام بكلام جديد يذكر فيه أحوال الكافرين.
ب- الوقف الكافى: وهو الوقف على ما يتم به الكلام لفظا وتعلق بما بعده معنى.
مثال ذلك كالوقف على مَرَضاً من قوله تعالى: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً.
ثم يبتدئ بواو الاستئناف: وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة: 10].
فلا ترابط بين العبارتين فى اللفظ حيث إن الموضوع واحد وهو وصف حال المنافقين وصفا دقيقا وبيان خسرانهم فى الآخرة.
حكمه: يحسن الوقف عليه ويبدأ بما بعده.
ج- الوقف الحسن: هو الوقف على ما تم فى نفسه وتعلق بما بعده لفظا ومعنى.
مثال ذلك: كالوقف على قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ* فهى جملة تامة فى ذاتها لكنها متعلقة بما بعدها، فقول الله تعالى: رَبِّ الْعالَمِينَ* صفة متعلقة بلفظ الجلالة للجملة التى سبقت.
فلا يحسن الوقف على الْحَمْدُ لِلَّهِ* والأحسن الوقف على رَبِّ الْعالَمِينَ* [الفاتحة: 2]. وكالوقف على لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ* [البقرة: 219] فهى رأس آية لكن تمام المعنى لا يفيد إلا بما بعده فى قوله تعالى: فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ* [البقرة: 220].
حكمه: يحسن الوقف على رأس الآية للسنة، ويستحب العود إلى ما قبله.
هذا مذهب بعض أهل الأداء، وهذا النوع يوجد بين الصفة وموصوفها والمستثنى والمستثنى منه.
د- الوقف القبيح: هو الوقف على ما لم يتم به الكلام فى ذاته وتعلق بما بعده لفظا ومعنى، كالوقف على بِسْمِ* من بِسْمِ اللَّهِ* [الفاتحة: 1] لأنه لا يعلم لأى شىء أضيف، وكالوقف على ما يغير المعنى كالوقف على: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ من قوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى [النساء: 43].
وكالوقف على وَما مِنْ إِلهٍ* من قوله تعالى: وَما مِنْ إِلهٍ* [آل عمران: 62] دون تكملة إِلَّا اللَّهُ*.
وكالوقف على إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ من قوله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ [آل عمران: 181].
حكمه: حرام إن تعمده القارئ.
ولأن هذه الأقوال وأمثالها لا تليق بعظمة الله وجلاله، وتقرأ بخفض الصوت.
12 -
تعريف الابتداء: هو الشروع فى بدء القراءة.
13 -
أنواعه: له نوعان:
النوع الأول: نوع جائز فى ابتداء القراءة، وهو بدء حسن بكلام مستقل فى معنى تام أراده الله تعالى.
مثال ذلك: قول الله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق: 1]، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* [الفاتحة: 2].
النوع الثانى: نوع غير جائز فى ابتداء القراءة، وهو بدء قبيح بكلام يفسد المعنى ويغيره بغير ما أراد الله تعالى.
مثال ذلك: أن يبدأ بقوله تعالى: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ من قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة: 64].
أن يبدأ بقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ من قوله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ
قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ [آل عمران: 181].
14 -
الشاهد من الجزرية: قال صاحبها:
وبعد تجويدك للحروف
…
لا بدّ من معرفة الوقوف
والابتداء وهى تقسم إذا
…
ثلاثة تام وكاف وحسن
وهى لما تمّ فإن لم يوجد
…
تعلّق أو كان معنى فابتدى
فالتّام فالكافى ولفظا فامنعن
…
إلّا رءوس الآى جوّز فالحسن
وغير ما تمّ قبيح وله
…
يوقف مضطرا ويبدأ قبله