‌المبحث الرابع الحكمة من السكتات - القول السديد في علم التجويد

‌

‌المبحث الرابع الحكمة من السكتات

السكتات فى القرآن الكريم الواجبة لحفص وانفرد بها عن باقى القراء أربعة مواضع هى:

1 -

السكت على ألف: عِوَجاً* [الكهف: 1]. وحكمة السكت: أن الوصل بدون سكت يوهم أن: قَيِّماً* [الكهف: 2] صفة ل: عِوَجاً* ولا يستقيم أن يكون القيم صفة للمعوج.

2 -

السكت على ألف: مَرْقَدِنا [يس: 52]. وحكمة السكت: أن الوصل من غيره يوهم أن قوله تعالى: هذا* من مقول المشركين المنكرين للبعث.

3 -

السكت على نون: مَنْ راقٍ [القيامة: 27]. وحكمة السكت: أن الوصل فيه من غيره يوهم أنهما كلمة واحدة بل هما كلمتان.

ومعنى مَنْ راقٍ: أى من طبيب شاف ومن راق يرقى (1).

4 -

السكت على لام: بَلْ رانَ [المطففين: 14] وحكمة السكت: أن الوصل فيه من غيره يوهم أنهما كلمة واحدة بل هما كلمتان.

ومعنى بَلْ رانَ: إنما حجبت قلوبهم عن الإيمان به بما عليها من الرين الذى لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا (2).

وإلى السكتات الأربع أشار الشاطبى بقوله:

وسكتة حفص دون قطع لطيفة على

…

ألف التّنوين فى عوجا بلا

وفى نون من راق ومرقدنا ولا

…

م بل ران والباقون لا سكت موصلا

السكتتان الجائزتان:

فى موضعين هما:

1 -

السكت بين سورتى الأنفال والتوبة وصلا.

2 -

السكت على هاء مالِيَهْ من قوله تعالى: مالِيَهْ. هَلَكَ [الحاقة: 28، 29] وصلا. والسكت هو المقدم فى الأداء.

والمعنى: لم يدفع عنى لا مالى ولا جاهى عذاب الله وبأسه، بل خلص الأمر إلى وحدى فلا معين ولا مجير (1).