الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث العاشر باب الوقف على أواخر الكلم وبيان أنواع الوقف على أواخر الكلم، وما يجوز فيه الروم والإشمام أو الروم فقط، وما لا يجوز
عناصر المبحث:
1 -
الوقف لغة.
2 -
واصطلاحا.
3 -
الأصل فى الوقف.
4 -
قول الشاطبى.
5 -
أنواع الوقف.
6 -
فائدة معرفة الروم والإشمام.
7 -
حاصل الكلام على الوقف بأنواعه الثلاثة مع الشاهد من الشاطبية.
شرح العناصر
1 -
الوقف لغة: الكف والحبس. يقال: كفّ عن الكلام: أى حبس عنه.
2 -
واصطلاحا: قطع الصوت عن القراءة زمنا يسيرا للتنفس ناويا استئناف القراءة.
3 -
الأصل فى الوقف: أن يكون بإسكان الحرف الموقوف عليه، فيتجرد الحرف بعد سكونه، من الحركة التى كان مشكلا بها (1). ويراعى فى الوقف المشدد الموقوف عليه بالسكون مثل قوله تعالى: أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ [المسد: 1]. ومثل: مَنْ حَيَّ [الأنفال: 42] 4 - قول الشاطبى رحمه الله:
والإسكان أصل الوقف وهو اشتقاقه
…
من الوقف عن تحريك حرف تعزّلا
5 -
أنواع الوقف ثلاثة:
أ- السكون المحض.
ب- الروم.
ج- الإشمام.
(1) تقريب المعانى: شرح الشاطبية ص 151.
الأول: السكون المحض:
وهو الأصل؛ لأن العرب لا يبتدئون بساكن ولا يقفون على متحرك، إذ الابتداء بساكن متعذر أو متعسر، والوقف بالسكون (1) أخف من الحركة.
فإن قلت: الأصل هو الحركة لا السكون، فبأى علة يصير السكون أصلا فى الوقف؟
الجواب: لما كان الغرض من الوقف الاستراحة، والسكون أخف من الحركات كلها وأبلغ فى تحصيل الاستراحة صار أصلا بهذا الاعتبار (1).
الثانى: الروم:
هو تضعيفك الصوت بحركة الحرف المشكل بها وصلا عند الوقف حتى يذهب معظم صوتها، فتسمع صوتا خفيا يسمعه القريب المنصت لقراءتك ولو كان أعمى، ولأن حركته غير تامة.
وقد عرفه البعض بأنه: هو الإتيان بثلث الحركة يسمعه القريب دون البعيد.
وإلى هذا أشار الشاطبى بقوله:
ورومك إسماع المحرّك واقفا
…
بصوت خفىّ كل دان تنوّلا
يضبط الروم بالمشافهة والتلقى من أفواه الشيوخ المهرة، ثم يتعلم منهم المتعلم فيؤدى مثل أدائه.
الثالث: الإشمام:
هو أن تضم شفتيك بعيد الإسكان للحرف إشارة إلى الضم، وتدع بينهما انفراجا ليخرج النفس بغير صوت، ولا يدرك لغير البصير.
وقد عرفه البعض بأنه: هو إشارة بالضم فى رفع وضم.
وإلى هذا أشار الشاطبى بقوله:
والإشمام إطباق الشّفاه بعيد ما
…
يسكّن لا صوت هناك فيصحلا
6 -
فائدة معرفة الروم والإشمام: قال السيوطى رحمه الله:
(1) نهاية القول المفيد ص 218.
الفائدة: بيان الحركة الأصلية التى تثبت فى الوصل للحرف الموقوف عليه؛ ليظهر للسامع فى الروم، وللناظر فى الإشمام كيف تلك الحركة.
فلا روم ولا إشمام عند قراءة القرآن فى الخلوة.
7 -
حاصل الكلام على الوقف بأنواعه الثلاثة:
القسم الأول: ما يوقف عليه بالأنواع الثلاثة: السكون المحض، والروم، والإشمام. وهو ما كان متحركا وصلا بالرفع أو الضم. مثل: نَسْتَعِينُ [الفاتحة:
5]، وعَذابٌ عَظِيمٌ* [البقرة: 7]، ومِنْ قَبْلُ* [الروم: 4]، وَمِنْ بَعْدُ* [الروم: 4] القسم الثانى: ما لا يوقف عليه إلا بالسكون فقط ولا يجوز فيه روم ولا إشمام.
أ- هاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء، مثل: الْجَنَّةَ* [البقرة: 35]، والْقِبْلَةَ [البقرة: 143]، وَالْمَلائِكَةِ* [البقرة: 161]. أما ما رسم بالتاء، مثل:
رَحْمَتُ اللَّهِ* [هود: 73] فهى مستثناة فيدخلها الروم والإشمام.
ب- ما كان ساكنا فى الوصل، مثل: فَلا تَنْهَرْ [الضحى: 10] وَلا تَمْنُنْ [المدثر: 6] ج- وميم الجمع؛ لأن الروم والإشمام يكونان فى المتحرك دون الساكن، مثل:
وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ* [آل عمران: 139]؛ ولأن الحركة عرضت للتخلص من التقاء الساكنين وهى زائلة فى الوقف.
د- ما كان متحركا لالتقاء الساكنين، مثل: قُلِ ادْعُوا* [الإسراء: 110]، وَأَنْذِرِ النَّاسَ [إبراهيم: 44].
ومنه النون الملحقة للتنوين، مثل: يَوْمَئِذٍ* [الزلزلة: 6]، وحِينَئِذٍ [الواقعة: 84]؛ لأنه إذا زال التنوين وقفا رجعت الذال إلى أصلها السكون.
أما كلمتا: غَواشٍ [الأعراف: 41]، وَكُلٌّ* [الأنفال: 54]: يدخلهما الروم والإشمام؛ لأن التنوين دخل فيهما على متحرك فالحركة فيهما أصلية.
وإلى هذا أشار الشاطبى بقوله:
وفى هاء تأنيث وميم جمع قل
…
وعارض شكل لم يكونا ليدخلا
هـ- ما كان متحركا بالفتح أو النصب وصلا غير منون. مثل: أَبابِيلَ [الفيل: 3]، والْعالَمِينَ* [الفاتحة: 2]، ولا رَيْبَ* [البقرة: 2].
القسم الثالث: ما يوقف عليه بالسكون المحض والروم فقط ولا يجوز فيه الإشمام، وهو ما كان متحركا وصلا بالخفض أو الكسر. مثل: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* [الفاتحة: 3].
وإلى هذا أشار ابن الجزرى بقوله:
وأشمم إشارة بالضمّ فى رفع وضم فالروم: لا يكون إلا مع حركتى القصر فى حال الوقف فقط.
وإلى هذا أشار الشاطبى بقوله:
ورومهم كما وصلهم ويدخل فى المرفوع والمجرور من المعربات. مثل: يَوْمِ الدِّينِ* [الفاتحة: 4] ومثل: نَسْتَعِينُ [الفاتحة: 5].
ويدخل فى المكسور والمضموم من المبنى. مثل: هؤُلاءِ* [البقرة: 31]، وَمِنْ حَيْثُ* [البقرة: 149] مع مراعاة حذف التنوين غير المفتوح وقفا.
والروم: وقع فى وسط كلمة واحدة فى القرآن الكريم، وهى قوله تعالى: ما لَكَ لا تَأْمَنَّا [يوسف: 11].
وكيفية النطق فى هذا الموضع: إخفاء حركة النون الأولى بالإظهار والاختلاس.
وإلى هذا أشار الشاطبى بقوله:
وتأمننا للكلّ يخفى مفصّلا ومن المعلوم أن الروم لا يدخل المفتوح والمنصوب وهو رأى جميع القراء، ولكن إمام النحو سيبويه أجازه فيهما.