الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُنعَمٌ عليه بحصولها واستمرارها، وحظّه
(1)
من النعم
(2)
بحسب حظه من تفاصيلها وأقسامها.
وضالٌّ لم يُعطَ هذه الهداية ولم يُوفَّق لها.
ومغضوب عليه عرفَها ولم يُوفَّق للعمل بموجبها.
فالأول المنعم عليه قائم بالهدى ودين الحق علمًا وعملًا، والضالّ منسلخٌ عنه علمًا وعملًا، والمغضوب عليه عارفٌ به علمًا، منسلخ منه عملًا
(3)
، والله الموفق للصواب.
ولولا أنَّ المقصود التنبيه على المضادَّة والمنافرة التي [54 أ] بين ذوق الصلاة وذوق السماع، لبسطنا هذا الموضع بسطًا شافيًا، ولكن لكل مقام مقال، فلنرجع إلى المقصود.
فشرع له التأمين عند هذا الدعاء تفاؤلًا بإجابته وحصوله، وطابعًا عليه وتحقيقًا له، ولهذا اشتدَّ حسد اليهود للمسلمين عليه حين سمعوهم
(4)
يجهرون به في صلاتهم.
ثمَّ شرع له رفع اليدين عند
الركوع
تعظيمًا لأمر الله، وزينةً للصلاة، وعبوديةً خاصة لليدين كعبودية باقي الجوارح، واتباعًا لسنة رسول الله
(1)
الأصل: "واستمرار حظه". والمثبت من ك، ع.
(2)
ك: "المنعم".
(3)
"والضال
…
عملا" ساقطة من ك.
(4)
ع: "سمعوا".
- صلى الله عليه وسلم، فهو حلية الصلاة، وزينتها، وتعظيم لشعائرها.
ثمّ شرع له التكبير الذي هو
(1)
في انتقالات الصلاة من ركن إلى ركن، كالتلبية في انتقالات الحاج من مشعر إلى مشعر، فهو شعار الصلاة، كما أنَّ التلبية شعار الحج، ليعلم العبد أنَّ سرّ الصلاة هو تعظيم الرب تعالى وتكبيره بعبادته وحده.
ثمّ شرع له أن
(2)
يخضع للمعبود سبحانه بالركوع خضوعًا لعظمته واستكانةً لهيبته وتذللًا لعزته، فثنَى العبد له صلبه، ووضع له قامتَه، ونكَّس له رأسه، وحنى له ظهره، معظمًا له ناطقًا بتسبيحه المقترن
(3)
بتعظيمه، فاجتمع له خضوع القلب وخضوع الجوارح وخضوع القول، على أتم الأحوال، وجمع له في هذا الذكر بين الخضوع
(4)
والتعظيم لربه والتنزيه له عن خضوع العبيد، وأن الخضوع وصف العبد، والعظمة وصف الرب.
وتمام عبودية الركوع أن يتصاغر العبد ويتضاءل بحيث يمحو تصاغُره
(5)
كلَّ تعظيم منه لنفسه، ويُثبِت مكانه تعظيمَه [54 ب] لربه، وكلما استولى على قلبه تعظيمُ الرب ازداد تصاغره هو عند نفسه،
(1)
"هو" ليست في ك.
(2)
في الأصل، ك:"بأن".
(3)
ع: "المقرون".
(4)
"وخضوع القول
…
الخضوع" ساقطة من ع.
(5)
ع: "أيضًا عزّه" تحريف.