الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
بَابُ إِفْشَاءُ السَّلَامِ مِنَ الإِسْلَامِ
. وقَالَ عَمَّارٌ: ثَلَاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ
ــ
وما يفترقان فيه هو أن لا يستويا ويقال له عند ذلك مسلم بمعنى أنه مستسلم وهو بمعنى ما جاء في الحديث أو مسلماً وفي الآية (قولوا أسلمنا) أي استسلمنا. قوله: (يونس) هو أبو يزيد القرشي. و (صالح) هو ابن كيسان المدني وروايته عن الزهري من رواية الأكابر عن الأصاغر لأنه أسن من الزهري و (معمر) هو ابن راشد البصري قد تقدم ذكرهم في صدر الكتاب. و (ابن أخي الزهري) هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري كان كثير الحديث صالحاً قتله غلمانه سنة اثنتين وخمسين ومائة ومعناه أن هذه الأربعة تابعوا شعيباً في رواية هذا الحديث عن الزهري ووافقوه فيها النووي: قول البخاري رواه فلان وفلان فيه ثالث فوائد الأولى بيان كثرة طرقه ليزيد الحديث قوة وصحة والثانية أن يعلم رواته ليتبع رواياتهم ومسانيدهم من رغب في شيء من جمع الطرق أو غيره لمعرفة متابعة أو استشهاد وغيرهما الثالثة أن يعرف أن هؤلاء المذكورين رووه فقد يتوهم من لا خبرة له أنه لم يروه غير المذكور في الإسناد فربما رآه في كتاب آخر من غيره فتوهمه غلطاً فإذا قيل رواه فلان أيضاً زال ذلك الوهم وأقول والفائدة الرابعة الوفاء بشرطه صريحاً إذ شرطه على ما قال بعضهم أن يكون لكل حديث راويان فأكثر والخامسة أن يصير الحديث مستفيضاً فيكون حجة عند المجتهدين الذين اشترطوا كون الحديث مشهوراً في تخصيص القرآن ونحوه والمستفيض أيا لمشهور ما زاد نقلته على الثلاث. قال البخاري رضي الله عنه (باب السلام من الإسلام) برفع السلام. قوله: (عمار) هو أبو اليقظان بالمعجمة ابن ياسر بن عامر بن مالك المخزومي العنسي بالنون اليمني ثم الشامي وعنس هو رهط الأسود المتنبي الكذاب وياسر رهن في القمار هو ووالده وولده فقمروهم فصاروا بذلك عبيداً للقامر فأعزهم الله تعالى بالإسلام فأسلم عمار وأمه سمية بصيغة التصغير من السمو وأبوه ياسر ثلاثتهم قديماً وكانوا يعذبون بمكة في الله فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فيقول صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة وقتل أبو جهل سمية رضي الله عنها وكانت أول شهيدة في الإسلام وأعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه واطمأن قلبه بالإيمان فنزلت (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة وصلى إلى القبلتين وشهد بدرا والمشاهد كلها وهو أول من بنى مسجد الله في الإسلام بني مسجد قباء روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وستون حديثاً ذكر البخاري منها خمسة وشهد
جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلَامِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ.
27 -
حَدَّثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ
ــ
قتال اليمامة في زمن الصديق رضي الله عنه فأشرف على صخرة ونادى يا معشر المسلمين من الجنة تفرون إلي أنا عمار بن ياسر وقطعت أذنه وهو يقاتل أشد القتال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملئ عمار إيماناً إلى أخمص قدميه وقال له أيضاً مرحباً بالطيب المطيب وقال أيضاً اهتدوا بهدى عمار وشهد صفين يذب عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وكانت الصحابة يومئذ يتبعونه حيث توجه لعلمهم بأنه مع الفئة العادلة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم له (تقتلك الفئة الباغية) وقتل بصفين ودفنه علي رضي الله عنه بثيابه حسبما أوصاه به ثمة ولم يغسله. قال صاحب الاستيعاب وروى أهل الكوفة أنه صلى عليه وهو مذهبهم في الشهداء أنهم لا يغسلونهم ولكن يصلى عليهم وذلك سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. قوله: (ثلاث) أي ثلاث خصال من جمعهن فقد جمع خصال الإيمان وإعرابه كما في قوله: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان. قوله: (الإنصاف) أي العدل يقال أنصفه من نفسه وانتصفت أنا منه و (للعالم) بفتح اللام أي لكل الناس من عرفت ومن لم تعرف. و (الإقتار) الافتقار يقال أقتر الرجل أي افتقر قال أبو الزناد جمع عمار في هذه الألفاظ الخير كله لأنك إذا أنصفت من نفسك فقد بلغت الغاية بينك وبين خالقك وبينك وبين الناس ولم تضيع شيئاً مما لله وللناس عليك وأما بذل السلام للعالم فهو لقوله: صلى الله عليه وسلم (وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) وهذا حض على مكارم الأخلاق واستئلاف النفوس وأما (الإنفاق من الإقتار) فهو الغاية في الكرم وقد مدح الله من هذه صفته بقوله: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) وهذا عام في نفقة الرجل على عياله وأضيافه وكل نفقة في طاعة الله تعالى وفيه أن نفقة المعسر على عياله أعظم أجراً من نفقة الموسر وأقول هذه الكلمات جامعة لخصال الإيمان كلها لأنها إما مالية أو بدنية والإنفاق إشارة إلى المالية المتضمنة للوثوق بالله تعالى والزهادة في الدنيا. والبدنية أما مع الله تعالى أي التعظيم لأمر الله وهو الاتصاف أو مع الناس أي الشفقة على خلق الله تعالى وهو بذل السلام. قوله: (قتيبة) على صيغة مصغر القتبة هو أبو رجاء بن سعيد بن جميل البغلاني منسوب إلى بغلان بفتح الموحدة وسكون الغين المعجمة قرية من قرى بلخ قيل أن جده كان مولى الحجاج بن يوسف فهو الثقفي مولاهم وقال ابن عدي اسمه يحيى وقتيبة لقب غلب عليه وقال ابن منده اسمه على روى له أصحاب الكتب السبعة أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة