الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ ذَنْبِهِ.
باب الجهاد من الإيمان
35 -
حَدَّثَنَا حَرَمِىُّ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا
ــ
تصديقاً بأنه حق وطاعة واحتساباً أي إرادة وجه الله لا الرياء ونحوه فقد يفعل الإنسان الشيء الذي يعتقد أنه حق لكن لا يفعله مخلصاً بل لرياء أو خوف ونحوه وفيه الحث على قيام رمضان وعلى الإخلاص في الأعمال. قوله: (احتساباً) أي حسبة لله تعالى يقال احتسب بكذا جزاء عند الله والاسم الحسبة وهي الأجر. فإن قلت لم انتصب إيماناً واحتساباً. قلت مفعول له أو تمييز. فإن قلت هل يصح أن يكون حالاً بأن يكون المصدر في معنى اسم الفاعل أي مؤمناً محتسباً قلت حينئذ لا يدل على ترجمة الباب إذ المفهوم فيه ليس إلا القيام في حال الإيمان اللهم إلا أن يقال كونه في حال الإيمان وفي زمانه مشعر بأنه من جملته وكلف الكلفة في وجه توجيهه ظاهر. فإن قلت فالتمييز والمفعول له لا يدلان أيضاً على أنه من الإيمان. قلت من للابتداء فمعناه أن القيام منشأة الإيمان فيكون للإيمان أو من جملة الإيمان. فإن قلت شرط التمييز أن يقع موقع الفاعل نحو طاب زيد نفساً. قلت اطراد هذا الشرط ممنوع ولئن سلمنا فهو أعم من أن يكون فاعلاً بالفعل أو بالقوة كما تأول طار عمرو فرحاً بأن المراد طيره الفرح فهو في معنى إقامة الإيمان. قوله: (من ذنبه) كلمة من إما متعلقة بقوله: غفر أي غفر من ذنبه ما تقدم فهو منصوب المحل أو هي مبينة لما تقدم فهي مرفوع المحل لأن ما تقدم هو مفعول ما لم يسم فاعله. فإن قلت الذنب عام لأنه اسم جنس مضاف فهل يقتضي مغفرة ذنب يتعلق بالناس. قلت لفظه مقتض لذلك لكن علم من الأدلة الخارجية أن حقوق العباد لابد فيها من رضا الخصوم فهو عام اختص بحق الله تعالى بالإجماع ونحوه مما يدل على التخصيص ويجوز أن يكون من تبعيضية. التيمي: يحتمل أن يكون المراد من الحديث أنه بعد أن يعلم أنها ليلة القدر فيقومها ويجوز أن يكون ندباً منه إلى قيام هذه الليالي التي الغالب فيها ليلة القدر فإذا قام هذه الليالي معتقداً أن فيها ليلة القدر مؤمناً بأن صلاته فيها سبب للمغفرة محتسباً بفعلها أجراً وأقول فهذا توجيه آخر إذ جعل المؤمن بها السببية للمغفرة قال ابن بطال هذا الحديث أيضاً حجة على أن الأعمال إيمان لأنه جعل القيام إيماناً. قال البخاري رضي الله عنه (باب الجهاد من الإيمان) الجهاد مرفوع لا غير وهو القتال لإعلاء كلمة الله تعالى. قوله: (حرمى) بالحاء المهملة والراء المفتوحتين ولاياء المشددة هو أبو علي ابن حفص بن عمر العتكي القسملي بفتح القاف والسين الساكنة المهمة والميم المفتوحة البصري مات
عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِى سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَاّ إِيمَانٌ بِى وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِى أَنْ أَرْجِعَهُ بِمَا نَالَ من
ــ
سنة ثلاث وعشرين ومائتين. قوله: (عبد الواحد) هو أبو بشر ويقال أبو عبيدة ابن زياد بالمثناة التحتانية العبدي مولى عبد القيس البصري ويعرف بالثقفي توفي سنة سبع وسبعين ومائة روى له الجماعة. قوله: (عمارة) بضم العين المهملة وخفة الميم ابن القعقاع بالقافين والمهملتين ابن شبرمة بالشين المعجمة المضمونة وبضم الراء الضبي الكوفي روى له الجماعة. قوله: (أبو زرعة) بضم الزاي وسكون الراء اسمه هرم أو عمرو أو عبيد الله أو عبد الرحمن بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي بالموحدة والجيم المفتوحة الكوفي. قوله: (انتدب الله) الجوهري ندبه لأمر فانتدب له أي دعاه له فأجاب فههنا كأن الله تعالى جعل جهاد العباد في سبيله سؤالاً ودعاء له وفي رواية مسلم تضمن الله وفي أخرى له أيضاً تكفل الله ومعناه أوجب تفضلاً أي حقق وحكم أن ينجز له ذلك وهو موافق لقوله: تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) قوله: (إيمان) في السياق يقتضي أن يقال إيمان به فعدل عن الغيبة إلى التكلم التفاقاً أو ذكراً على سبيل الحكاية من قول الله تعالى. قال ابن مالك في الشواهد كان اللائق في الظاهر أن يكون بدل الياء الهاء فلابد من التأويل وهو تقدير اسم فاعل من القول منصوب على الحال كأنه قال انتدب الله لمن خرج في سبيله قائلاً (لا يخرجه إلا إيمان بي) ويجوز أن تكون الهاء في سبيله عائداً إلى من ولسبيله المرضية ثم أضمر بعد سبيله قال ونحوه ولا موضع له من الإعراب. قوله: (أو تصديق) وفي بعض النسخ وتصديق بالواو الواصلة وهو ظاهر. فإن قلت إذا كان بأو الفاصلة فما معناه إذ لابد من الأمرين الإيمان بالله والتصديق برسل الله قلت أو معناها ههنا امتناع الخلو منهما مع إمكان الجمع بينهما أي لا يخلو عن أحدهما وقد يجتمعان بل يلزم الاجتماع لأن الإيمان بالله مستلزم تصديق رسله إذ من جملة الإيمان بالله الإيمان بأحكامه وأفعاله وكذا التصديق بالرسل مستلزم الإيمان بالله وهو ظاهر والمستثنى منه أعم عام الفاعل أي لا يخرجه مخرج إلا الإيمان والتصديق وفي بعض الروايات إيماناً وتصديقاً بالنصب فيهما وفي جميع نسخ مسلم إيماناً بي وتصديقاً برسلي بالنصب. قال النووي: هو منصوب على أنه مفعول له وتقديره لا يخرج
أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّى أُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ»
ــ
المخرج إلا للإيمان والتصديق. قوله:: (أرجعه) أي إلى مسكنه جاء لازماً من الرجوع ومتعدياً من الرجع. و (نال) أي أصاب وجاء على لفظ الماضي لتحقق وعد الله تعالى. قوله: (أو أدخله) منصوب لأنه عطف على أرجعه. فإن قلت جميع المؤمنين يدخلهم الله تعالى الجنة فما وجه اختصاصهم بذلك قلت قال القاضي البيضاوي يحتمل أن يدخله عند موته كما قال تعالى (أحياء عند ربهم يرزقون) ويحتمل أن يكون المراد الدخول عند دخول السابقين والمقربين بلا حساب ولا عذاب ولا مؤاخذة بذنوب وتكون الشهادة مكفرة لها. وأقول للمجاهد حالتان الشهادة والسلامة فالجنة للحالة الأولى والأجر والغنيمة للسلامة. فإن قلت لفظة أو في قوله: (أو غنيمة) يدل على أن للسالم أما الأجر وإما الغنيمة لا كليهما. قلت معناها ما تقدم آنفاً وهو أن اللفظ لا ينفي اجتماعهما بل يثبت أحدهما مع جواز ثبوت الآخر فقد يتجمعان. فإن قلت ههنا حالة ثالثة للسالم وهو الأجر بدون الغنيمة قلت هذه الحالة داخلة تحت الحالة الثانية إذ هي أعم من الأجر فقط أو منه مع الغنيمة. فإن قلت الأجر ثابت للشهيد الداخل في الجنة فكيف يكون السالم والشهيد مفترقين في أن لأحدهما الأجر وللآخر الجنة أن الجنة أيضاً أجر. قلت هذا أجر خاص والجنة أجر أعلى منه فهما متغايران أو أن القسمين هما الرجع والإدخال لا الأجر والجنة. قال النووي: قالوا معناه ما حصل له من الأجر بلا غنيمة إن لم يغنموا أو من الأجر والغنيمة معاً إن غنموا وقيل إن أو ههنا بمعنى الواو أي من أجر وغنيمة وكذا وقع بالواو في رواية أبي داود ومعنى الحديث أن الله ضمن أن الخارج للجهاد ينال خيراً بكل حال فأما أن يستشهد فيدخل الجنة وإما أن يرجع بأجر فقط وإما بأجر وغنيمة وأقول اللفظ لا يدل على تقريره مع أنه لا يدفع بعض السؤالات. قوله: (لولا) هي الامتناعية لا التحضيضية أي امتناع عدم القعود أي القيام لوجود المشقة على الأمة. و (أشق) أي أجعل شاقاً. و (خاف) أي بعد و (السرية) بتخفيف الراء وتشديد الياء قطعة من الجيش أي ما تخلفت عنها بل خرجت في جميعها بنفسي لعظم الأجر فيه وارتفاع الدرجات ونيل السعادات بسببه (ولوددت) اللام هي في جواب لولا ويجوز حذفها كما حذف من ما قعدت. فإن قلت لا مشقة على الأمة في ودادة الرسول عليه السلام لأن غاية ما في الباب وجوب المتابعة في الودادة وليس فيها مشقة. قلت ودادته لا نسلم أنه ليس فيها