الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ ظُلْمٌ دُونَ ظُلْمٍ
.
31 -
حَدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثنا شُعْبَةُ (ح) قَالَ: وحَدَّثَنِي بِشْرُ، قَالَ: حَدَّثنا مُحَمَّدُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ
ــ
وإنما مر ذلك بفكره من غير استقرار ويسمى هذا هماً ويفرق بين الهم والعزم وأن هذا العزم يكتب سيئة فإذا عملها كتبت معصية ثانية. فإن قلت فلم أدخل الحرص على القتل وهو صغيرة في سلك القتل وهو كبيرة قلت أدخلهما في سلك واحد في مجرد كونهما في النار فقط وإن تفاوتا صغراً وكبراً وغير ذلك. النووي: فإن قيل أنما سماهما الله تعالى في الآية مؤمنين وسماهما النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث مسلمين حال الالتقاء لا حال القتال وبعده فالجواب دلالة الآية ظاهرة فإن في قوله: تعالى (فأصلحوا بين أخويكم) سماهما الله تعالى أخوين وأمر بالإصلاح بينهما ولأنهما عاصيان قبل القتال وهو من حين سعيا إليه وقصداه. وأما الحديث فمحمول على معنى الآية. قال البخاري رضي الله عنه (باب ظلم دون ظلم) دون أما بمعنى غير يعني أنواع الظلم مختلفة متغايرة وإما بمعنى الأدنى يعني بعضها أشد من بعض في الظلمية وسوء عاقبتها. قوله: (أبو الوليد) يعني هشام بن عبد الملك الطيالسي الباهلي البصري قال أحمد بن عبد الله هو بصري ثبت في الحديث روى عن سبعين امرأة وكانت الرحلة إليه بعد أبي داود الطيالسي توفي سنة سبع وعشرين ومائتين بالبصرة وأما (شعبة) فقد مر مراراً. قوله: (بشر) هو بالموحدة المكسورة والشين المعجمة أبو محمد بن خالد العسكري المعروف بالفرائضي توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. اعلم أن البخاري قد تحول من إسناد إلى إسناد آخر يعني له طريقان إلى شعبة فالأول الواسطة بينه وبين شعبة رجل واحد والثاني الواسطة بينهما رجلان وفي بعض النسخ كتب قبل وحدثني بشر لفظة ح إشارة إلى التحويل حائلاً بين الإسنادين ومر تحقيقه وقال في الأول حدثنا إذ لم يكن البخاري منفرداً به عند تحديثه وفي الثاني حدثني إذ كان منفرداً عنده. قوله: (محمد بن جعفر) هو أبو عبد الله محمد الهزلي البصري المعروف بغندر بضم الغين المعجمة والنون الساكنة والدال المهملة المفتوحة هو المشهور وحكى الجوهري ضمها والغندرة التشغيب وأهل الحجاز يسمون المشغب غندرا وسبب تسميته به أن ابن جريج قدم البصرة فاجتمع الناس عليه فحدث بحديث عن الحسن وأنكر الناس عليه وكان محمد يكثر الشغب عليه فقال اسكت يا غندر وجالس شعبة عشرين سنة وكان شعبة زوج أمه توفي بالبصرة سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع وتسعين ومائة. قوله: (سليمان) هو الإمام أبو محمد بن مهران الأسدي الكاهلي الكوفي التابعي الأعمش رأى بعض الصحابة ولم يثبت له منهم سماع قال يحيى القطان كان
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
ــ
الأعمش من النساك وكان علامة الإسلام وقال عيسى بن يونس لم نر نحن ولا القرن الذي قبلنا مثل الأعمش وما رأيت السلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش مع فقره وحاجته. قال وكيع راح الأعمش إلى الجمعة وقد قلب الفروة جلدها على جلده وصوفها إلى خارج وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء وقال يحيى بن معين كان جرير إذا حدث عن الأعمش قال هذا الديباج الخسرواني وكان شعبة إذا ذكر الأعمش قال المصحف المصحف سماه المصحف لصدقه وكان أبوه من سبي الديلم وكان فيه تشيع وكان يسمى بسيد المحدثين توفي سنة ثمان وأربعين ومائة. قوله: (إبراهيم) هو إمام أهل الكوفة أبو عمران بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك بن النخع النخعي الكوفي التابعي المجمع على إمامته وجلالته علماً وعملاً رأى عائشة رضي الله عنها ولم يثبت له منها سماع وكان أعور وحمل عنه العلم وهو ابن ثمان عشرة سنة قال الشعبي حين توفي النخعي ما ترك أحداً أعلم أو أفقه منه قالوا ولا الحسن ولا ابن سيرين قال ولا الحسن ولا ابن سيرين ولا من أهل البصرة والكوفة والحجاز وفي رواية ولا بالشام قال الأعمش كان إبراهيم صيرفي الحديث مات وهو مختف من الحجاج ولم يحضر جنازته إلا سبعة أنفس سنة ست وتسعين. قوله: (علقمة) هو ابن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي عم والدة إبراهيم النخعي يكني أبا شبل ولم يولد له قط اتفق العلماء على عظم محله ورفعة قدره وكمال منزلته قال النخعي كان علقمة يشبه بعبد الله بن مسعود وقال بعضهم كان علقمة من الربانيين توفي سنة اثنتين وستين أو سبعين. قوله: (عبد الله) هو أبو عبد الرحمن بن مسعود ابن غافل بالغين المعجمة وبالفاء الكوفي الهذلي الصحابي الكبير الجليل أسلم بمكة قديماً وهاجر الهجرتين وشهد المشاهد وتقدم ذكره أول كتاب الإيمان ومناقبه لا تعد لكثرتها وفي الإسناد ثلاثة تابعيون كوفيون يروي بعضهم عن بعض الأعمش وإبراهيم وعلقمة والثلاثة حفاظ متقنون أئمة جلة فقهاء في نهاية من الجلالة. قوله: (لما نزلت) أي هذه الآية وتمامها (أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)(ولم يلبسوا إيمانهم) أي لم يخلطوا. و (يظلم) في بعض النسخ وجد بعده لفظة نفسه أي الصحابة فهموا الظلم على الإطلاق فشق عليهم فبين الله أن المراد الظلم المقيد وهو الظلم الذي لا ظلم بعده. فإن قلت من أين لزم أن من لبس الإيمان بظلم لا يكون آمناً ولا مهتدياً حتى شق عليهم قلت من تقديم لهم على الأمن أي لهم الأمن لا لغيرهم ومن تقديم هم على مهتدون. قال الزمخشري في قوله: تعالى (كلمة هو قائلها) أنه للتخصيص أي هو قائلها لا غيره. فإن قلت لا يلزم من قوله: