الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
634 - (27) باب النَّهي عن طلب الإمارة والحرص عليها وفضل الإمام المقسط وإثم القاسط
4582 -
(1773)(118) حدَّثنا شَيبَانُ بْنُ فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ سَمُرَةَ. قَال: قَال لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يا عَبدَ الرَّحْمنِ! لَا تَسْألِ الإمَارَةَ. فَإنَّكَ إِنْ أُعطِيتَهَا، عَنْ مَسألَةٍ، أُكِلْتَ إلَيهَا. وإنْ أُعطِيتَهَا، عَنْ غيرِ مَسألَة، أُعِنْتَ عَلَيهَا"
ــ
634 -
(27) باب النَّهي عن طلب الإمارة والحرص عليها وفضل الإمام المقسط وإثم القاسط
4582 -
(1773)(118)(حدَّثنا شيبان بن فروخ) الحبطي الأبلي صدوق من (9)(حدَّثنا جرير بن حازم) بن زيد الأزدي البصري ثقة، من (6)(حدَّثنا الحسن) بن أبي الحسن يسار الأنصاري مولاهم أبو سعيد البصري ثقة، من (3) (حدَّثنا عبد الرحمن بن سمرة) بن حبيب بن عبد شمس العبشمي أبو سعيد البصري الصحابي الجليل من مسلمة الفتح رضي الله عنه وهذا السند من رباعياته (قال) عبد الرحمن:(قال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة) أي لا تطلب الولاية على عمل من أعمال هذا الدين من الإمام أو ممن دونه (فإنك إن أعطيتها عن مسألة) أي بسبب مسألتك أو بعد مسألتك فعن هنا بمعنى الباء السببية أو بمعنى بعد على حد قول العجاج: (ومنهل وردته عن منهل) أي بعد منهل أفاده القسطلاني (وكلت إليها) أي تركت إليها ولم تعن عليها قال في المرقاة نقلًا عن الطيبي ولا شك أنَّها (أي الإمارة) أمر شاق لا يقوم بها أحد بنفسه من غير معاونة من الله إلَّا أوقع نفسه في ورطة خسر فيها دنياه وعقباه (وإن أعطيتها من غير مسألة) وطلب (أعنت عليها) أي بالتوفيق والعناية من الله تعالى قال القرطبي قوله (لا تسأل الإمارة) هو نهي وظاهره التحريم وعلى هذا يدل قوله (إنا والله لا نولي على هذا العمل أحدًا يسأله أو حرص عليه) وسببه أن سؤالها والحرص عليها مع العلم بكثرة آفاتها وصعوبة التخلص منها دليل على أنَّه يطلبها لنفسه ولأغراضه ومن كان هكذا أوشك أن تغلب عليه نفسه فيهلك وهذا معنى قوله وكل إليها ومن أباها لعلمه بآفاتها ولخوفه من التقصير في حقوقها وفر منها ثم إن ابتلي بها فيرجى له أن لا تغلب عليه نفسه للخوف الغالب عليه فيتخلص من آفاتها وهذا معنى قوله أعين عليها هذا كله
4583 -
(00)(00) وحدّثنا يَحْيى بْنُ يَحْيَى. حَدَّثنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُونس
ــ
محمول على ما إذا كان هنالك جماعة ممن يقوم بها ويصلح لها فأمَّا إذا لم يكن هنالك ممن يصلح لها إلَّا واحد تعين ذلك عليه ووجب أن يتولاها ويسأل ذلك ويخبر بصفاته التي يستحقها بها من العلم والكفاية وغير ذلك كما قال يوسف عليه السلام لملك مصر {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف / 55] اهـ من المفهم.
ومع ذلك فلا يخفى أن من تعاطى الإمارة وسولت له نفسه أنَّه قائم بذلك الأمر فإنَّه يخذل فيه في أغلب الأحوال لأنَّ من سأل الإمارة لا يسألها إلَّا وهو يرى نفسه أهلًا لها إلَّا من عصمه الله تعالى ومن دعي إلى عمل أو إمامة في الدين فقصر نفسه عن تلك الحقوق وهاب أمر الله رزقه الله المعونة قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: من تواضع لله رفعه الله فمن كان على قدم التواضع مع سؤاله الإمارة كما هو شأن الأنبياء والكمل من الأولياء يجوز سؤالها وطلبها ومن لم يقدر على الجمع بينهما لم يجز له إرادتها ولا طلبها ولا الحرص عليها فضلًا عن سؤالها باللسان والاستعانة عليها بالشفعاء فتبين بهذا أن ما يفعله النَّاس اليوم في الانتخابات الديمقراطية من ترشيح أنفسهم لشتى المناصب ودعوة الناس إلى التصويت في حقهم ليس من الإسلام في شيء لأنَّ المقصود بذلك في الغالب هو طلب المنصب والرئاسة والشرف على ما يصحبه من مدح الرجل نفسه والنيل من أعراض مخالفيه واشتراء الأصوات بالرشوة وما إلى ذلك من المفاسد الظاهرة فينبغي إن عقدت الانتخابات بطريقة شرعية أن لا يكون الرجل مرشحًا لنفسه ولا داعيًا إلى ترشيحه أو التصويت في حقه والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ من التكملة وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [5/ 62 و 63] والبخاري في مواضع كثيرة منها في الأحكام [7147]، وأبو داود [2929]، والنَّسائيُّ [8/ 225] وقد مر هذا الحديث عند المصنف بهذا السند بعينه في كتاب الإيمان باب ندب من حلف يمينًا فرأى غيرها خيرًا منها إلخ.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنهما فقال.
4583 -
(00)(00)(وحدثنا يَحْيَى بن يَحْيَى) التميمي (حدَّثنا خالد بن عبد الله) بن عبد الرحمن الطحان المزني أبو الهيثم الواسطيِّ ثقة، من (8)(عن يونس) بن عبيد بن
ح وَحَدَّثَنِي عَلِي بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ. حَدَّثَنَا هُشَيمٌ، عَنْ يُونُسَ وَمَنْصُورٍ وَحُمَيدٍ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ عَطِيةَ ويونُسَ بْنِ عُبَيدٍ وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ. كُلُّهُمْ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِ حَدِيثِ جَرِير.
4584 -
(1774)(119) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أسَامَةَ، عَنْ بُرَيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى. قَال: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. أَنَا وَرَجُلانِ مِنْ بَنِي عَمِّي
ــ
دينار العبدي مولاهم أبو عبيد البصري ثقة، من (5)(ح وحدثني علي بن حجر السعدي) المروزي ثقة، من (9)(حدَّثنا هيثم) بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي الواسطيِّ ثقة، من (7)(ومنصور) بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عتاب الكوفيّ ثقة، من (5)(وحميد) بن أبي الحميد الطَّويل البصري ثقة، من (5)(ح وحدثنا أبو كامل الجحدري) فضيل بن حسين البصري (حدَّثنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي البصري ثقة، من (8)(عن سماك بن عطية) البصري المربدي بكسر الميم وسكون الراء نسبة إلى المربد موضع بالبصرة ثقة، من (6)(ويونس بن عبيد) البصري (وهشام بن حسَّان) الأزدي القردوسي البصري ثقة، من (6)(كلهم) أي كل من هؤلاء المذكورين من يونس ومنصور وحميد وهشام رووا (عن الحسن) البصري غرضه بسوق هذه الأسانيد بيان متابعة هؤلاء الأربعة المذكورين لجرير بن حازم في الرِّواية عن الحسن (عن عبد الرحمن بن سمرة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وساقوا (بمثل حديث جرير) بن حازم ثم استشهد المؤلف لحديث عبد الرحمن بن سمرة بحديث أبي موسى رضي الله عنهم فقال.
4584 -
(1774)(119)(حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة و) أبو كريب (محمَّد بن العلاء) الهمداني (قالا: حدَّثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الكوفيّ الهاشمي (عن بريد بن عبد الله) بن أبي بردة الأشعري الكوفيّ (عن أبي بردة) عامر بن أبي موسى الأشعري (عن أبي موسى) الأشعري عبد الله بن قيس الكوفيّ رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون (قال) أبو موسى: (دخلت على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنا) تأكيد لضمير الفاعل ليعطف عليه (ورجلان من بني عمي) قال في تنبيه المعلم
فَقَال أَحَدُ الرَّجُلَينِ: يَا رَسُولَ الله، أَمِّرنَا على بعض مَا وَلَّاكَ الله عز وجل. وَقَال الآخَرُ مِثْلَ ذلِكَ. فَقَال:"إِنَّا، وَاللهِ! لَا نُوَلي عَلَى هذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَألَهُ. وَلَا أَحَدًا حَرَص عَلَيهِ".
4585 -
(00)(00) حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِم (وَاللَّفْظُ لابْنِ
ــ
لم أر من ذكر اسم الرجلين (فقال أحد الرجلين يا رسول الله أمرنا) بتشديد الميم من التأمير أي اجعلنا أميرين وولنا (على بعض ما ولاك الله عز وجل من أعمال الدين (وقال) الرجل (الآخر مثل ذلك) أي مثل ما قال الرجل الأوَّل من طلب الإمارة وتعبيره بضمير المتكلم ومعه غيره مع أن القائل أحد الرجلين يدل على أن كلًّا منهما طلب الإمارة لنفسه ولصاحبه اهـ ذهني (فقال) النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنا والله لا نولي) ولا نؤمر (على هذا العمل) الديني (أحدًا سأله) أي طلبه (ولا أحدًا حرص عليه) أي رغب فيه أشد الرغبة أما منع من سأله منه فلما تقدم في الحديث قبله حديث ابن سمرة من أن من سأل الولاية وكل إليها ولم يعن عليها ومن كان كذلك كان غير كفء لها ومنع غير الأكفاء من الأعمال مما تقتضيه الحكمة وتدعو إليه المصلحة وأمَّا منع من حرص فلأن معنى الحرص على الشيء هو الرغبة فيه رغبة مذمومة ولا تكون الرغبة مذمومة إلَّا إذا كان الراغب غير أهل للولاية أوكان هناك من هو أحق بها منه أو نحو ذلك أما إذا رغبها رغبة محمودة كمن يرغب القيام بالأمر خشية ضياع أو خشية أن يتولاه من يفسده فلا يعد حريصًا عليها اهـ محمد ذهني.
قوله (حرص عليه) يقال حرص بفتح الراء وكسرها من بأبي فرح ونصر والفتح أفصح وبه جاء القرآن قال الله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)} اهـ نووي وقال المهلب لما كان طلب العمالة دليلًا على الحرص ابتغى أن يحترس من الحريص كذا في فتح الباري [5/ 441] وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ [4341 و 4342] وأبو داود [4354 أو 4357] والنَّسائيُّ [1/ 10] ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي موسى رضي الله عنه فقال.
4585 -
(00)(00)(حدَّثنا عبيد الله بن سعيد) بن يَحْيَى اليشكري النسابوري ثقة، من (10)(ومحمد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي صدوق من (10) (واللفظ لابن
حَاتِمٍ). قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ. حَدَّثَنَا حُمَيدُ بْنُ هِلالٍ. حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ. قَال: قَال أَبُو مُوسَى: أَقبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي رَجُلانِ مِنَ الأَشْعَرِيَّينَ. أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِي. فَكِلاهُمَا سَألَ الْعَمَلَ. وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَاكُ. فَقَال: "مَا تَقُولُ يَا أبا مُوسَى! أَوْ يَا عَبْدَ الله بْنَ قَيسٍ! " قَال: فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَق، مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا. وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُمَا يَطْلُبَانِ الْعَمَلَ. قَال: وَكَأنِّي أنْظُرُ إِلَى سِوَاكِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ، وَقَدْ قَلَصَتْ. فَقَال: "لَنْ، أَوْ لَا نَسْتعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ
ــ
حاتم قالا: حدَّثنا يَحْيَى بن سعيد) بن فروخ (القطان) التميمي البصري ثقة، من (9)(حدَّثنا قرة بن خالد) السدوسي البصري ثقة، من (6)(حدَّثنا حميد بن هلال) العدوي أبو نصر البصري ثقة، من (3) (حدثني أبو بردة) عامر بن أبي موسى (قال) أبو بردة:(قال أبو موسى) الأشعري رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة حميد بن هلال لبريد بن عبد الله (أقبلت) أي ذهبت (إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري فكلاهما) أي فكل منهما (سأل) أي طلب (العمل) والولاية من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم (والنبي صلى الله عليه وسلم أي والحال أنه صلى الله عليه وسلم (يستاك) أسنانه (فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَّا تقول يا أبا موسى أو) قال ما تقول (يا عبد الله) والشك من الراوي في أي الكلمتين قال: قال القرطبي استفهام عما عنده من إرادته العمل أو من معونته لهما على استدعائهما العمل فأجابه بما يقتضي أنَّه لم يكن عنده إرادة العمل ولا خبر من إرادة الرجلين (قال) أبو موسى: (فقلت) له صلى الله عليه وسلم (والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت) أي علمت (أنَّهما يطلبان العمل) وفي رواية أبي العميس فاعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما قالوا وقلت لم أدر ما حاجتهم فصدقني واعذرنى ذكرها الحافظ في الفتح [12/ 274] في استتابة المرتدين قال أبو بردة (قال) أبو موسى: (وكأني أنظر) الآن (إلى سواكه تحت شفته).
(و) الحال أنَّه (قد قلصت) أي انقبضت وانزوت عن أسنانه وقوله (ما أطلعاني) اعتذر بهذا عن قولهما وطلبهما (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن أو) قال: (لا نستعمل على عملنا من أراده) وطلبه حرصًا عليه والشك من الراوي فلما تحقق النَّبيُّ
وَلكِنِ اذْهَبْ أَنتَ، يَا أبا مُوسَى، أَوْ يَا عَبْدَ الله بْنَ قَيسٍ" فَبَعَثَهُ عَلَى الْيَمَنِ. ثُمَّ أَتْبَعَهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيهِ قَال: انْزِلْ. وَأَلْقَى لَهُ وسَادَةً. وإذا رَجُل عِنْدَهُ مُوثَقٌ. قَال: مَا هذَا؟ قَال: هذَا
ــ
صلى الله عليه وسلم ما عند أبي موسى من عدم حرصه على الولاية ولاه العمل إذ لم يسأله ولا حرص عليه ومنعه الرجلين لحرصهما وسؤالهما على ما تقرر آنفًا من أن الحريص عليه مخذول والكاره لها معان ومما جرى من الكلام بهذا المعنى مجرى المثل (الحرص على الأمانة دليل الخيانة)(وقوله قلصت شفته) أي تقبضت وقصرت وكأن السواك كان فيه قبض أو يكون النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قبض شفته ليتمكن من تسويك أسنانه اهـ من المفهم ثم قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: (ولكن أذهب أنت يا أبا موسى أو) قال: (يا عبد الله بن قيس فبعثه) أي فبعث أبا موسى وولاه (على اليمن ثم أتبعه) أي أتبع أبا موسى وألحقه (معاذ بن جبل) رضي الله عنهما ظاهر هذا الكلام أن بعث معاذ كان بعد بعث أبي موسى ويعارضه في الظاهر ما أخرجه البُخاريّ في المغازي بعث النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذًا إلى اليمن فقال يسرا ولا تعسرا ويحمل على أنَّه أضاف معاذًا إلى أبي موسى بعد سبق ولايته لكن قبل توجهه فوصاهما عند التوجه بذلك ويمكن أن يكون المراد أنَّه وصى كلًّا منهما واحدًا بعد أخر كذا في فتح الباري [12/ 274] وقال القرطبي: ظاهر هذا أنَّه صلى الله عليه وسلم ولى معاذًا على أبي موسى ولم يعزل أبا موسى وعلى هذا يدل تنفيذ معاذ الحكم بقتل المرتد وإمضائه ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم ولى كل واحد منهما على عمل غير عمل الآخر فإما في الجهاد وإما في الأعمال وهذا هو الصَّحيح بدليل ما وقع في صحيح البُخاريّ أن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ولى معاذًا على مخلاف من اليمن وأبا موسى على مخلاف رواه البُخاريّ [4341 و 4342]، والمخلاف واحد المخاليف وهي الكور والكور: جمع الكورة وهي الصقع والبقعة التي يجتمع فيها قرى ومحال اهـ من المفهم (فلما قدم) معاذ (عليه) أي على أبي موسى (قال) له أبو موسى: (انزل) يا معاذ واجلس (وألقى) أبو موسى ووضع (له) أي لمعاذ (وسادةً) أي مخدة وقيل فراشًا (وإذا رجل) مرتد كائن (عنده) أي عند أبي موسى (موثق) أي مشدود بالوثاق بفتح الواو وكسرها القيد والحبل ونحوهما (قال) معاذ: (ما) شأن (هذا) الرجل الموثوق (قال) أبو موسى: (هذا) الرجل
كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ. ثُمَّ رَاجَعَ دِينَهُ، دِينَ السَّوْءِ. فَتَهَوَّدَ. قَال: لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ. قَضَاءُ الله وَرَسُولِهِ. فَقَال: اجْلِسْ. نَعَمْ. قَال: لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ. قَضَاءُ الله وَرَسُولِهِ. ثَلاثَ مَرَّاتٍ. فَأمَرَ بِهِ فَقُتِلَ
ــ
(كان يهوديًّا) أولًا (فأسلم) أي دخل في دين الإسلام (ثم راجع) واسترد (دينه) الأول وقوله (دين السوء) أي دين القبح والفحش وهو اليهودية بدل مما قبله (فتهود) أي صار يهوديًّا قوله (فلما قدم عليه) ذكر الحافظ في المغازي في استتابة المرتدين من الفتح أن كلًّا منهما كان على عمل مستقل وأن كلًّا منهما إذا سار في أرضه فقرب من صاحبه أحدث به عهدًا وزاره اهـ قوله (وألقى له وسادة) الوسادة المخدة وقد ألقاها ليجلس عليها مبالغة في إكرامه وهي عادة للعرب في تعظيم الضيف والعناية به وفسرها بعضهم بالفراش ولكن رده الحافظ بأن من عادة العرب أن من أرادوا إكرامه وضعوا الوسادة تحته مبالغة في إكرامه اهـ قوله وإذا رجل عنده موثق وزاد الطّبرانيّ بالحديد كما ذكره في الفتح قوله (دين السوء) بفتح السِّين مصدر من ساءه إذا فعل به أو قال له ما يكرهه ومعناه القبح فمعنى دين السوء دين القبح ويطلق أيضًا على الفساد والشر والسوء بضم السِّين اسم منه وهو كل ما يغم الإنسان اهـ ذهني (قال) معاذ لأبي موسى حين قال له انزل (لا أجلس حتَّى يقتل) هذا المرتد لأنَّ عقوبة المرتد القتل بالإجماع وقد انعقد الإجماع على ذلك (قضاء الله ورسوله) بالرَّفع خبر مبتدأ محذوف يعني هذا قضاء الله ورسوله ويجوز النصب على كونه مفعولًا له لقوله يقتل (فقال) أبو موسى: (اجلس) يا معاذ (نعم) نقلته يعني أنَّه واجب القتل فلا جرم نقتله ولكن اجلس (قال) معاذ: (لا أجلس حتَّى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات) أي قال معاذ هذا الكلام ثلاث مرات (فأمر به) أي أمر أبو موسى بقتله (فقتل) الرجل ووقع في رواية الطّبرانيّ فأتى بحطب فألهب فيه النَّار فكتفه وطرحه فيها وجمع بينهما الحافظ في الفتح [12/ 274] بأنه ضرب عنقه ثم ألقي في النَّار ثم قال الحافظ ويؤخذ منه أن معاذًا وأبا موسى كانا يريان جواز التعذيب بالنار وإحراق الميت بالنار مبالغة في إهانته وترهيبًا عن الاقتداء به.
وفي الحديث وجوب قتل المرتد وقد أجمعوا على قتله لكن اختلفوا هل يستتاب قبل ذلك أم لا فقال أهل الظاهر وبعض العلماء لا يستتاب ولو تاب تنفعه توبته عند الله تعالى ولا يسقط قتله لقوله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه وقال الجمهور من
ثُمَّ تَذَاكَرَا الْقِيَامَ مِنَ اللَّيلِ. فَقَال أحَدُهُمَا، مُعَاذٌ: أَمَّا أَنا فَأنامُ وَأَقُومُ وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي.
4586 -
(1775)(120) حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيبِ بْنِ اللَّيثِ. حَدَّثَنِي أَبِي، شُعَيبُ بْنُ اللَّيثِ. حَدَّثَنِي اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ. حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ
ــ
السلف والخلف يستتاب ونقل ابن القصار المالكي إجماع الصّحابة عليه ثم اختلفوا في الإستتابة هل هي واجبة أو جائزة والجمهور على وجوبها اهـ ملخصًا من النووي (ثم تذاكرا) أي تذاكر أبو موسى ومعاذ (القيام من الليل) أي الصَّلاة فيه أي فضل القيام في الليل هل الأفضل قيامه كله أو قيام بعضه (فقال أحدهما) وقوله (معاذ) بدل مما قبله وتفسير له (أمَّا أنا فأنام) بعضه (وأقوم) بعضه (وأرجوفي نومتي) من الثواب (ما أرجو في قومتي) أي في صلاتي معناه أني أنام بنيَّة القوة وإجماع النَّفس للعبادة فأرجو في ذلك الأجر كما أرجوه في قومتي أي صلاتي قال القرطبي إنَّما رجا ذلك لأنَّه كان ينام ليقوم أي يقصد بنومه الاستعانة على قيامه والتنشيط عليه والتفرغ من شغل النوم على فهم القرآن وتدبره فكان نومه عبادة يرجو فيها من الثواب ما برجوه في القيام ولا يتفطن لمثل هذا إلَّا مثل معاذ الذي يسبق العلماء يوم القيامة برتوة أي برمية قوس كما قاله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فما من مباح إلَّا ويمكن أن يقصد فيه وجه من وجوه الخير فيصير قربة بحسب القصد الصَّحيح والله تعالى أعلم فكأن أبا موسى ذهب إلى أن قيامه كله لمن قوي عليه أفضل وهذا كما وقع لعبد الله بن عمرو في حديثه المتقدم وكان معاذًا رأى أن قيام بعضه ونوم بعضه أفضل وهذا كما أشار إليه صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بقوله إنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك وكما قاله في حديث البُخاريّ أما أنا فأقوم وأنام وقال في آخره (فمن رغب عن سنتي فليس مني) اهـ من المفهم ثم استشهد المؤلف رحمه الله ثانيًا لحديث عبد الرحمن بن سمرة بحديث أبي ذر رضي الله عنه فقال.
4586 -
(1775)(120)(حدَّثنا عبد الملك بن شعيب بن اللَّيث) بن سعد الفهمي المصري ثقة، من (11)(حدثني أبي شعيب بن اللَّيث) الفهمي المصري ثقة، من (10)(حدثني اللَّيث بن سعد) الفهمي المصري ثقة، من (7)(حدثني يزيد بن أبي حبيب) اسمه سويد مولى شريك بن الطفيل الأزدي أبو رجاء المصري عالمها ثقة، من (5) (عن
بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَميِّ، عَنِ ابْنِ حُجَيرَةَ الأكْبَرِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَلا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَال: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي. ثُمَّ قَال: "يَا أبا ذَرٍّ! إِنَّكَ ضَعِيف. وَإنَّهَا أَمَانَة
ــ
بكر بن عمرو) المعافري المصري إمام جامع مصر روى عن الحارث بن يزيد الحضرمي في الجهاد وبكير بن الأشج ويروي عنه (خ م د ت س) ويزيد بن أبي حبيب وحيوة بن شريح ويحيى بن أيوب له في (خ) فرد حديث ذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب صدوق من السادسة (عن الحارث بن يزيد الحضرمي) أبي عبد الكريم المصري روى عن عبد الرحمن بن حجيرة الأكبر في الجهاد وجبير بن نفير وجماعة ويروي عنه (م د س ق) وبكر بن عمرو والأوزاعي والليث وثقه أحمد وأبو حاتم وقال في التقريب ثقة ثبت عابد كان يصلِّي كل يوم ستمائة ركعة من الرابعة مات في مدينة برقة في ليبيا سنة (130) ثلاثين ومائة (عن) عبد الرحمن (بن حجيرة الأكبر) بضم المهملة وفتح الجيم مصغرًا الخولاني أبي عبد الله المصري قاضيها روى عن أبي ذر في الجهاد وابن مسعود ويروي عنه (م عم) والحارث بن يزيد الحضرمي وابنه عبد الله وثقه النَّسائيّ وقال العجلي مصري تابعي ثقة وقال في التقريب ثقة من الثَّالثة مات سنة ثلاث وثمانين (83)(عن أبي ذر) الغفاري جندب بن جنادة الربذي رضي الله عنه وهذا السند من ثمانياته (قال) أبو ذر: (قلت يا رسول الله ألا تستعملني) أي ألا تجعلني عاملًا واليًا على عمل من أعمال الدين ألا هنا للعرض وهو الطلب برفق ولين أي أطلب إليك أن تجعلني عاملًا (قال) أبو ذر (فضرب) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيده) الشريفة (على منكبي) ضرب لطف وإيناس وتحبب والمنكب ما بين الظهر والعنق (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر أنك ضعيف) عن حمل الأحمال الثقيلة (وإنَّها) أي وإن الولاية (أمانة) أي والأمانة ثقيلة لا ينهض بها إلَّا الأقوياء بها فلا تصلح لك.
قال القرطبي قوله (إنك ضعيف) أي ضعيف عن القيام بما يتعين على الأمير من مراعاة مصالح رعيته الدينية والدنيوية ووجه ضعف أبي ذر عن ذلك أن الغالب عليه كان الزهد واحتقار الدُّنيا وترك الاحتفال بها ومن كان هذا حاله لم يعتني لمصالح الدُّنيا ولا بأموالها اللذين بمراعاتهما تنتظم مصالح الدين ويتم أمره وقد كان أبو ذر أفرط في الزهد في الدُّنيا حتَّى انتهى به الحال أن يفتي بتحريم الجمع للمال وإن أخرجت زكاته وكان
وَإِنَّهَا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ. إلا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيهِ فِيهَا".
4587 -
(1776)(121) حدَّثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وإسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. كِلاهُمَا عَنِ الْمُقْرِئِ. قَال زُهَيرٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيدِ الله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي
ــ
يرى أنَّه الكنز الذي توعد الله عليه بكي الوجوه والجنوب والظهور وقد قدمنا ذلك في كتاب الزكاة فلما علم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم منه هذه الحالة نصحه ونهاه عن الإمارة وعن ولاية مال الأيتام وأكد النصيحة له بقوله (وإني أحب لك ما أحب لنفسي) وغلظ الوعيد بقوله (وإنها) أي الإمارة (يوم القيامة خزي) أي ذل وهوان وحزن وأسف على من ضعف عن أداء حقها ولم يقم لرعيته برعايتها (وندامة) على تقلدها وعلى تفريطه فيها ومفهومه أن من لم يكن ضعيفًا عن أداء حقها لا تكون عليه كذلك وقد صرح به بقوله (إلَّا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها) وفي هذا إشارة لطيفة إلى أنَّها إمَّا أن تكون عليه أو لا تكون عليه أما إذا كانت له فلا بأس ولكن الأولى تركها إلَّا لضرورة كذا في المرقاة قال النووي: وهذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائفها وأمَّا الخزي والندامة فهو في حق من لم يكن أهلًا لها أو كان أهلًا ولم يعدل فيها وأمَّا من كان أهلًا للولاية وعدل فيها فله فضل عظيم تظاهرت به الأحاديث الصحيحة كحديث سبعة يظلم الله في ظله والحديث الذي يلي إن المقسطين على منابر من نور وغير ذلك ومع هذا فلكثرة الخطر فيها حذره النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم منها اهـ باختصار وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أصحاب الأمهات ثم استشهد ثالثًا لحديث عيد الرحمن بن سمرة بحديث آخر لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه فقال.
4587 -
(1776)(121)(حدَّثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (كلاهما) رويا (عن المقري) بضم الميم على صيغة اسم الفاعل عبد الله بن يزيد القصير مولى آل عمر أبي عبد الرحمن المصري نزيل مكّة ثقة، من (9)(قال زهير) في روايته (حدَّثنا عبد الله بن يزيد) المقري بصريح الاسم (حدَّثنا سعيد بن أبي أيوب) مقلاص الخزاعي مولاهم أبو يَحْيَى المصري ثقة ثبت من (7)(عن عبيد الله بن أبي جعفر) يسار الكناني (القرشي) مولاهم أبي بكر المصري ثقة، من (5) (عن سالم بن أبي
سَالِم الْجَيشَانِيٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:"يَا أبا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا. وَإِنِّي أُحِبُّ لكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي. لَا تَأمَّرَنَّ عَلَى اثْنَينِ. وَلَا تَوَلَّيَن مَال يَتيم".
4588 -
(1777)(122) حدَّثنا أبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَزُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَابْنُ نُمَيرٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ، عَنْ عَمْرٍو (يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ)، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو. قَال ابْنُ نُمَيرٍ وَأَبُو بَكْرٍ: يَبْلُغُ بِهِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم. وَفِي حَدِيثِ زُهَيرٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الْمُقسِطِينَ،
ــ
سالم) سفيان بن هانئ (الجيشاني) بفتح المعجمتين بينهما ياء ساكنة نسبة إلى جيشان قبيلة باليمن وليس لسالم الجيشاني هذا عندهم إلَّا هذا الحديث الواحد روى عن أبيه أبي سالم المصري في الجهاد وعبد الله بن عمرو يروي عنه (م د س) وعبيد الله بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب وثقه ابن حبان له عندهم فرد حديث وقال في التقريب مقبول من (4)(عن أبيه) أبي سالم الجيشاني سفيان بن هانئ المصري تابعي مخضرم ثقة، من (2) (عن أبي ذر) الغفاري (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال): وهذا السند من سباعياته (يا أبا ذر أني أراك ضعيفًا) عن تحمل أعباء الإمارة (وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن) بحذف إحدى التاءين أي لا تتأمرن (على اثنين) أي فضلًا عن أكثر منهما فإن العدل والتسوية بينهما أمر صعب وكذلك قوله (ولا تولين مال يتيم) بحذف إحدى التاءين أي لا تتولين مال يتيم وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود [2868]، والنَّسائيُّ [6/ 255] ثم استدل المؤلف على الجزء الثَّاني من الترجمة بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقال.
4588 -
(1777)(122)(حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب و) محمَّد بن عبد الله (بن نمير قالوا) أي قال كل من الثلاثة (حدَّثنا سفيان بن عيينة عن عمرو يعني ابن دينار) الجمحي المكيِّ (عن عمرو بن أوس) بن أبي أوس الثَّقفيُّ الطائفي تابعي كبير من (2)(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما (قال ابن نمير وأبو بكر يبلغ) عبد الله بن عمرو (به) أي بهذا الحديث ويصل به (النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وفي حديث زهير قال) عبد الله بن عمرو (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المقسطين)
عِنْدَ الله، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ. عَنْ يَمِينِ الرَّحْمنِ عز وجل. وَكِلْتَا يَدَيهِ يَمِينٌ؛ الذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا"
ــ
إلخ وهذا السند من خماسياته وفيه التحديث والمقارنة والعنعنة والمقسطون جمع مقسط اسم فاعل من أقسط الرباعي يقال أقسط إذا عدل في الحكم ومنه قوله تعالى: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9] ويقال قسط إذا جار واسم الفاعل أنَّه قاسط ومنه قوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} [الجن: 15] وقد فسر المقسطين في آخر الحديث فقال: (الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)(عند الله) عندية تشريف (على منابر من نور) جمع منبر سمي بذلك لارتفاعه عن الأرض يقال نبر الجرح أي ارتفع وانتفح يعني به مجلسًا رفيعًا يتلألأ نورًا (عن يمين الرحمن عز وجل واليمين صفة ثابتة لله تعالى نثبته ونعتقده ولا نكيفه ولا نمثله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير كما في قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} وضده الشمال وهي أيضًا صفة ثابتة لله تعالى نثبته أو نعتقدها ولا نمثلها ولا نكيفها كما في حديث إن الله يقبض السموات بيمينه والأرض بشماله واليمين مشتق من اليمن بمعنى البركة والشمال من الشؤم وهو ضد البركة وقوله (وكلتا يديه يمين) أي كل منهما مباركة تحرز من توهم نقص وضعف فيما أضافه إلى الحق سبحانه وتعالى مما قصد به الإكرام والتشريف وذلك أنَّه لما كانت اليمين في حقنا يقابلها الشمال وهي أنقص منها رتبة وأضعف حركة وأثقل لفظًا جسم توهم مثل هذه في حق الله تعالى فقال وكلتا يديه يمين أي كل ما نسب إليه من ذلك شريف محمود لا نقص يتوهم فيه ولا قصور اهـ من المفهم والمعنى إن العادلين في حكمهم بين الرعية مقربون إلى الله تعالى ومكرمون لديه ومرتفعون على أماكن ساطعة النور حتَّى كأنها مخلوقة من النور وهو كناية عن حسن حالهم هناك وعلو مراتبهم (الذين يعدلون) أي يفعلون العدل صفة كاشفة للمقسطين (في حكمهم) بين الرعية (و) في قسمهم بين (أهليهم) المبيت (و) فيـ (ـما ولوا) عليه أي وفي جميع ما تولوا عليه أي في جميع ما كانت لهم عليه ولاية كالأرقاء والدواب وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 160]، والنَّسائيُّ [8/ 221] ثم استشهد المؤلف رحمه الله لحديث عبد الله بن عمرو بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال.
4589 -
(1778)(123) حدّثني هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأيلِي. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ شُمَاسَةَ. قَال: أَتَيتُ عَائِشَةَ أَسْألُهَا عَنْ شَيءٍ. فَقَالتْ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصرَ. فَقَالتْ: كَيفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هذِهِ؟
ــ
4589 -
(1778)(123)(حدثني هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي (الأيلي) نزيل مصر ثقة، من (10)(حدَّثنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري ثقة، من (9)(حدثني حرملة) بن عمران بن قراد التجيبي بضم المثناة وكسر الجيم بعدها ياء ساكنة ثم موحدة أبو حفص المصري المعروف بالحاجب روى عن عبد الرحمن بن شماسة في الجهاد والفضائل ويزيد بن حبيب وأبي يونس مولى أبي هريرة ويروي عنه (م د س ق) وابن وهب وجرير بن حازم وثقه ابن معين وقال في التقريب ثقة، من (7) السابعة وهو جد حرملة بن يَحْيَى مات سنة (160) ستِّين ومائة وله (80) ثمانون سنة عن عبد الرحمن بن شماسة بضم المعجمة وفتحها وكسرها وتخفيف الميم بعدها مهملة المهري المصري ثقة، من (3) (قال) عبد الرحمن:(أتيت عائشة) رضي الله تعالى عنها وهذا السند من خماسياته حالة كوني (أسألها) أي أسأل عائشة (عن شيء) أي عن أمر من أمور الدين (فقالت) لي عائشة (ممن أنت) أي أنت من أي أهل بلدة (فقلت) لها أنا (رجل من أهل مصر فقالت) لي عائشة: (كيف كان صاحبكم) أي أميركم (لكم) قيل هو عمرو بن العاص وقيل معاوية بن خديج وكان سيد تجيب ورأس اليمانية بمصر وهو الذي عنت عائشة بقولها هذا اهـ من الأبي وقال القرطبي قوله كيف كان لكم صاحبكم اختلف في اسم هذا الصاحب من هو فقيل عمرو بن العاص قاله خليفة بن خياط وقيل معاوية بن خديج مصغرًا التجيبي فيما قاله الهمداني واختلف في كيفية قتل محمَّد بن أبي بكر فقيل قتل في المعركة وقيل جيئ به أسيرًا فقتل وقيل دخل بعد الهزيمة خربة فوجد فيها حمارًا ميتًا فدخل في جوفه فأحرق فيه انظر سير أعلام النبلاء [3/ 481] اهـ من المفهم أي على أي حال كان لكم أميركم (في غزاتكم هذه) التي وقعت بين علي ومعاوية أي هل هو مشدد عليكم في هذه الغزوة أم مسهل عليكم وكان أمير هذه الغزاة أمير الجيش الذي وجهه معاوية أيَّام فتنته إلى مصر لقتال محمَّد بن أبي بكر حين كان محمَّد أميرًا بها أي بمصر من قبل علي فقتله هذا الأمير بها أي بمصر واختلف في صفة قتله فقيل: قتل في
فَقَال: مَا نَقِمْنَا مِنْهُ شَيئًا. إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ، فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ. وَالْعَبْدُ، فَيُعْطِيهِ الْعَبْدَ. ويحْتَاجُ إِلَى النَّفَقَةِ، فَيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ. فَقَالتْ: أَمَا إِنَّهُ لَا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخِي، أَنْ أُخْبرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ فِي بَيتِي هذَا:"اللَّهم مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيئًا فَشَقَّ عَلَيهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيهِ. وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شَيئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ".
4590 -
(00)(00) وحدّثني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ
ــ
المعركة وقيل أُتي به أسيرًا فقتل وقيل دخل بعد الهزيمة في خربة فوجد بها حمارًا ميتًا فدخل في جوفه فأحرق فيه راجع الأبي (فقال) عبد الرحمن بن شماسة لعائشة: (مَّا نقمنا) وكرهنا (منه) أي من هذا الأمير (شيئًا) في أمورنا أو ما عيبنا عليه شيئًا (إن) مخففة من الثقيلة بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها أي إنَّه قد (كان) الشأن والحال (ليموت للرجل منا البعير فيعطيه) أي فيعطي ذلك الأمير الرجل منا (البعير) بدل الذي مات (و) يموت (العبد) من الرجل منا (فيعطيه) ذلك الأمير (العبد) بدل الذي مات منه (ويحتاج) الواحد منا (إلى النفقة) والقوت لنفسه أو أهله (فيعطيه) ذلك الأمير (النفقة) وما يحتاج (فقالت) عائشة لما أخبرتها حال الأمير (أما) حرف تنبيه واستفتاح أي انتبه واستمع ما أقول لك (إنَّه) أي إن الشأن والحال (لا يمنعني) ولا يزجرني الفعل السيء (الذي فعل) ذلك الأمير (في محمَّد بن أبي بكر) الصِّديق من (أن أخبرك ما سمعت) أي أن أخبرك الحديث الذي سمعته (من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يوجب مدح ذلك الأمير سمعته صلى الله عليه وسلم حالة كونه (يقول في بيتي هذا) واسم الإشارة بدل من بيتي تعني حجرتها (اللَّهم من ولي) وملك (من أمر أمتي) وشأنهم (شيئًا فشق عليهم) أي أدخل عليهم المشقة أي أوقعهم في المشقة والشدة (فاشقق) أي فاشتدد (عليه) أموره (ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم) أي عاملهم باللطف والرفق خلاف العنف أي سهل أمورهم عليهم (فارفق به) أموره أي عامله بالرفق والسهولة وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات ولكن رواه أحمد [6/ 93] ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال.
4590 -
(00)(00)(وحدثني محمَّد بن حاتم) بن ميمون أبو عبد الله السمين البغدادي صدوق من (9)(حدَّثنا) عبد الرحمن (بن مهدي) بن حسَّان الأزدي مولاهم
حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ الْمِصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ شُمَاسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِهِ.
4591 -
(1779)(124) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا لَيثٌ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ. حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ قَال: "أَلا كُلكُمْ رَاع. وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولْ عَنْ رَعِيِّتِهِ. فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ،
ــ
البصري ثقة، من (9)(حدَّثنا جرير بن حازم) بن زيد الأزدي البصري (عن حرملة) بن عمران (المصري عن عبد الرحمن بن شماسة عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها (عن عائشة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وساق جرير بن حازم (بمثله) أي بمثل ما حدث ابن وهب غرضه بيان متابعة جرير لعبد الله بن وهب في رواية هذا الحديث عن حرملة بن عمران ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عبد الله بن عمرو بحديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال.
4591 -
(1779)(124)(حدَّثنا قتيبة بن سعيد) بن جميل الثَّقفيُّ البلخي (حدَّثنا ليث) بن سعد المصري الفهمي (ح وحدثنا محمَّد بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري (حدَّثنا اللَّيث) بن سعد (عن نافع) مولى ابن عمر (عن) عبد الله (بن عمر) رضي الله عنهما وهذان السندان من رباعياته (عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال ألا) حرف تنبيه واستفتاح أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم (كلكم) أيها المؤمنون والمؤمنات (راع) أي حافظ لمن استرعي عليه ومؤتمن عليه (وكلكم مسؤول عن رعيته) قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وهو ما تحت نظره ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته اهـ نووي وقال في النهاية قوله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع) إلخ أي حافظ مؤتمن والرعية كل من شمله حفظ الراعي ونظره أن (فالأمير الذي على الناس راع) أي الإمام كما هو لفظ رواية البُخاريّ أو هو شامل للإمام الأعظم ولمن ينصب من قبله من الأمراء قال الخطابي: اشتركوا أي الإمام والرجل ومن ذكر في التّسمية أي في الوصف بالراعي ومعانيهم مختلفة فرعاية الإمام الأعظم حياطة الشريعة بإقامة الحدود والعدل في الحكم ورعاية الرجل أهله سياسته لأمرهم وإيصال حقوقهم إليهم ورعاية المرأة تدبير أمر البيت والأولاد والخدم والنصيحة للزوج في كل ذلك ورعاية الخادم وكذا العبد حفظه ما تحت
وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيِّتِهِ. وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنهُمْ. وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بيتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ. وَهِيَ مَسؤُولَةٌ عَنْهُمْ. وَالعَبدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ. أَلا فَكُلُّكُمْ رَاع. وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيِّتِهِ"
ــ
يده من المال والقيام بما يجب عليه من الخدمة اهـ من الفتح (وهو) أي الأمير (مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها) أي: زوجها (وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه) وقوله ثانيًا (ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) توكيد لفظي لما ذكر أولًا والفاء عليه للإفصاح واقعة في جواب شرط مقدر تقديره إذا كان الأمر كذلك وعرفتم أن الرِّعاية على كل أحد فأقول لكم كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالتزموا الرِّعاية بما رعيتم به أفاده الذهني.
قال القرطبي قوله (كلكم راع ومسؤول عن رعيته) قد تقدم أن الراعي هو الحافظ للشيء المراعي لمصالحه وكل من ذكر في هذا الحديث قد كلف ضبط ما أسند إليه من رعيته وأتُمن عليه فيجب عليه أن يجتهد في ذلك وينصح ولا يفرط في شيء من ذلك فإن وفي ما عليه من الرِّعاية حصل له الحظ الأوفر والأجر الأكبر وإن كان غير ذلك طالبه كل واحد من رعيته بحقه فكثر مطالبوه وناقشه محاسبوه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ما من أمير عشرة فما فوقهم إلَّا ويؤتى به يوم القيامة مغلولًا فإما أن يفكه العدل أو يوبقه الجور) رواه أحمد [2/ 43]، وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم (من استرعي رعية فلم يجتهد لهم ولم ينصح لم يدخل معهم الجنَّة) وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 5 و 54 - 55]، والبخاري [2554]، وأبو داود [2928]، والترمذي [1705].
قال الطيبي: إن الراعي ليس مطلوبًا بذاته وإنما أقيم لحفظ ما استرعاه المالك فينبغي أن لا يتصرف إلَّا بما أذن الشارع فيه وهو تمثيل ليس في الباب ألطف ولا أجمع ولا أبلغ منه فإنَّه أجمل أولًا ثم فصل وأتى بحرف التنبيه مكررًا والفاء في قوله ألا فكلكم واقعة في جواب شرط محذوف وختم بما يشبه الفذلكة إشارة إلى استيفاء التفصيل اهـ وقال غيره دخل في هذا العموم المنفرد الذي لا زوج له ولا خادم ولا ولد فإنَّه يصدق عليه أنه راع على جوارحه حتَّى يعمل المأمورات ويجتنب المنهيات فعلًا ونطقًا واعتقادًا
4592 -
(00)(00) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا خَالِدٌ (يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ). ح وَحَدَّثَنَا عُبَيدُ الله بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى (يَعْنِي الْقَطَّانَ). كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ. ح وَحَدَّثنَا أَبُو الرَّبِيعِ وَأَبُو كَامِلٍ. قَالا: حَدَّثنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ. ح وَحَدَّثَنِي زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثنَا إِسْمَاعِيلُ. جَمِيعًا عَنْ أَيُّوبَ. ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ أبِي فُدَيك. أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ (يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ)، ح وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيلِيُّ. حَدَّثنَا ابْنُ وَهْب. حَدَّثَنِي أسَامَةُ
ــ
فجوارحه وقواه وحواسه رعيته ولا يلزم من الاتصاف بكونه راعيًا أن لا يكون مرعيًا باعتبار آخر حكاه الحافظ في الفتح ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله عنه فقال.
4592 -
(00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدَّثنا محمَّد بن بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفيّ ثقة، من (9)(ح وحدثنا) محمَّد بن عبد الله (بن نمير) الهمداني الكوفيّ (حدَّثنا أبي ح وحدثنا ابن المثني حدَّثنا خالد يعني ابن الحارث) بن عبيد الهجيمي البصري ثقة، من (8) (ح وحدثنا عبيد الله بن سعيد) بن يَحْيَى اليشكري النيسابوري (حدَّثنا يَحْيَى) بن سعيد (يعني القطان كلهم) أي كل من هؤلاء الثلاثة يعني محمَّد بن بشر وخالد بن الحارث ويحيى القطان رووا (عن عبيد الله بن عمر) بن حفص بن عاصم العمري المدني (ح وحدثنا أبو الرَّبيع) الزهراني سليمان بن داود البصري (وأبو كامل) الجحدري فضيل بن حسين البصري كلاهما (قالا: حدَّثنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي البصري ثقة، من (8)(ح وحدثني زهير بن حرب حدَّثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن سهم بن مقسم الأسدي البصري المعروف بابن علية (جميعًا) أي كل من حماد بن زيد وإسماعيل بن علية رووا (عن أيوب) بن أبي تميمة كيسان السختياني العنزي البصري (ح وحدثني محمَّد بن رافع) القشيري النيسابوري ثقة، من (11)(حدَّثنا) محمَّد بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي فديك) بالفاء مصغرًا يسار الديلي المدني صدوق من (8)(أخبرنا الضَّحَّاك يعني ابن عثمان) بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي المدني صدوق من (7)(ح وحدثنا هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي (الأيلي حدَّثنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي المصري (حدثني أسامة) بن زيد
كُلُّ هؤُلاءِ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. مِثْلَ حَدِيثِ اللَّيثِ، عَنْ نَافِعٍ. قَال أَبُو إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيرٍ، عَنْ عُبَيدِ الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، بِهذَا، مِثْلَ حَدِيثِ اللَّيثِ عَنْ نَافِعٍ.
4593 -
(00)(00) وحدّثنا يَحْيَى بن يَحْيَى ويحْيَى بن أَيُّوبَ وَقُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَابْنُ حُجْرٍ. كلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَال: قَال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا ابْن وَهْبٍ. أَخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله،
ــ
الليثي المدني صدوق من (7)(كل هؤلاء) الأربعة المذكورين يعني عبيد الله بن عمر وأيوب السختياني والضَّحَّاك بن عثمان وأسامة بن زيد رووا (عن نافع عن ابن عمر) رضي الله عنهما وساقوا (مثل حديث اللَّيث عن نافع) وهذه الأسانيد الأربعة من خماسياته غرضه بسوقها بيان متابعة هؤلاء الأربعة لليث بن سعد (قال أبو إسحاق) إبراهيم بن محمَّد بن سفيان النيسابوري تلميذ الإمام مسلم وراوي صحيحه عنه ومقصوده بسوق هذا السند بيان استخراجه حديث الباب من غير طريق المؤلف (وحدثنا) أيضًا أي كما حدَّثنا مسلم (الحسن بن بشر) السلمي النيسابوري قاضيها صدوق من (11) مات سنة (244)(حدَّثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله) بن عمر بن حفص العمري (عن نافع عن ابن عمر بهذا) الحديث المذكور حالة كونه (مثل حديث اللَّيث عن نافع) في اللفظ والمعنى ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال.
4593 -
(00)(00)(وحدثنا يَحْيَى بن يَحْيَى) التميمي النيسابوري (ويحيى بن أيوب) المقابري البغدادي العابد (وقتيبة بن سعيد و) علي (بن حجر) السعدي (كلهم) أي كل هؤلاء الأربعة رووا (عن إسماعيل بن جعفر) بن أبي كثير الزرقي المدني ثقة، من (8)(عن عبد الله بن دينار) العدوي مولاهم مولى ابن عمر (عن ابن عمر) رضي الله عنهما وهذا السند من رباعياته غرضه بيان متابعة عبد الله بن دينار لنافع (قال) ابن عمر (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثني حرملة بن يَحْيَى) التجيبي المصري (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي المصري أخبرني يونس بن يزيد الأيلي الأموي (عن) محمَّد بن مسلم (بن شهاب) الزُّهريّ المدني (عن سالم بن عبد الله) بن
عَنْ أَبِيهِ. قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، بِمَعْنَى حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَزَادَ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: قَال: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَدْ قَال: "الرَّجُلُ رَاعٍ، فِي مَالِ أَبِيهِ، وَمَسْؤُول عَنْ رَعِيِّتِهِ".
4594 -
(00)(00) وحدّثني أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمِّي، عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي رَجُلٌ سَمَّاهُ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ. حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، بِهذَا الْمَعْنَى
ــ
عمر (عن أبيه) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة سالم لنافع (قال) ابن عمر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول): ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الحديث وساق سالم (بمعنى حديث نافع عن ابن عمر) لا لفظه (وزاد) يونس (في حديث الزُّهريّ) وروايته لفظة (قال) ابن عمر: (وحسبت أنَّه) صلى الله عليه وسلم (قد قال الرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته) ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال.
4594 -
(00)(00)(وحدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب) بن مسلم القرشي المصري صدوق من (11) ولكن أجمع المصريون على- ضعفه لم يرو عنه غير مسلم من أصحاب الأمهات ولكن لا يقدح في صحيحه لأنَّه إنَّما ذكره في المتابعة قال: (أخبرني عمي عبد الله بن وهب أخبرني رجل سماه) أي ذكر عمي اسمه ولعلّه أنَّه عبد الله بن لهيعة ولم يذكر الراوي اسمه لما فيه من الكلام المعروف في جرحه ولم يقدح في صحيحه لأنَّه ذكره على سبيل المقارنة والمتابعة وقوله (وعمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري مولاهم أبو أميَّة المصري ثقة، من (7) بالرَّفع معطوف على رجل (عن بكير) بالتصغير بن عبد الله بن الأشج المخزومي المصري ثقة، من (5)(عن بسر بن سعيد) مولى ابن الحضرمي المدني ثقة، من (2) أنَّه (حديثه) أي أن بسرًا حدث بكيرًا (عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة بسر لنافع (عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى) أي بمعنى هذا الحديث الذي رواه نافع لا لفظه والله أعلم ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث عبد الله بن عمر بحديث معقل بن يسار رضي الله عنهم فقال.
4595 -
(1780)(125) وحدّثنا شَيبَانُ بْنُ فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا أَبُو الأشْهَبِ عَنِ الْحَسَنِ. قَال: عَادَ عُبَيدُ الله بْنُ زِيَادٍ، مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِيَّ. فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. فَقَال مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدَّثكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثتُكَ. إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَستَرْعِيهِ الله رَعِيَّةَ، يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ وَهُوَ غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إلا حَرَّمَ الله عَلَيهِ الْجَنَّةَ"
ــ
4595 -
(1780)(125)(وحدثنا شيبان بن فروخ) الحبطي الأبلي صدوق من (9)(حدَّثنا أبو الأشهب) جعفر بن حيان التميمي السعدي العطاردي البصري الأعمى ثقة، من (6)(عن الحسن) بن أبي الحسن البصري الأنصاري مولاهم ثقة، من (3) (قال) الحسن (عاد) أي زار (عبيد الله بن زياد) بن أبي زياد الأموي أمير البصرة قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (معقل بن يسار المزني) أبا علي البصري الصحابي المشهور من أصحاب الشجرة رضي الله عنه (في مرضه) أي في مرض معقل (الذي مات) معقل (فيه) أي بسببه وهذا السند من رباعياته (فقال معقل) الصحابي (إنِّي محدثك) يا عبيد الله (حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمت أن لي حياةً) بعد هذا المرض (ما حدثتك) بهذا الحديث إنَّما فعل معقل بن يسار هذا الكتمان لأنَّه علم قبل ذلك أن عبيد الله بن زياد ممن لا ينفعه الوعظ كما ظهر منه مع غيره ثم خاف معقل من كتمان الحديث ورأى تبليغه أولى وقيل: كان يخشى في حياته بطشه فلما نزل به الموت أراد أن يكف بذلك بعض شره عن المسلمين ثم قال معقل: (إنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد) من هنا زائدة لتأكيد العموم وكذلك هي في قوله ما من أمير في الرّواية الآتية (يسترعيه الله رعية) أي يستحفظه الله إياها ويطلب منه رعايتها (يموت يوم يموت وهو) أي والحال أنه (غاش لرعيته) أي مظهر لهم خلاف ما يضمر ومزين لهم غير مصلحتهم (إلَّا حرم الله عليه الجنَّة) أي دخولها أصلًا إذا كان مستحلًا للغش أو هو محمول على المقيد في الرّواية الآتية وهو قوله لم يدخل معهم إن لم يستحله فلا ينافي أنَّه يدخلها بعدهم وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ أخرجه عن أبي نعيم عن أبي الأشهب عن الحسن في الأحكام وفي غيرها ثم ذكر المؤلف المتابعة فيه فقال.
4596 -
(00)(00) وحدَّثناه يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ. قَال: دَخَلَ ابْنُ زِيَادٍ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وَهُوَ وَجِعٌ، بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي الأَشْهَبِ.
وَزَادَ: قَال: ألا كُنْتَ حَدَّثْتَنِي هذَا قَبْلَ الْيَوْمِ؟ قَال: مَا حَدَّثْتُكَ. أَوْ لَمْ أَكُنْ لأُحَدِّثَكَ.
4597 -
(00)(00) وحدّثنا أبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى (قَال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا. وَقَال الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ). حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ؛
ــ
4596 -
(00)(00)(وحدثناه يَحْيَى بن يَحْيَى أخبرنا يزيد بن زريع) مصغرًا التيمي العيشي البصري ثقة، من (8)(عن يونس) بن عبيد بن دينار القيسي البصري ثقة، من (5) (عن الحسن) البصري (قال) الحسن:(عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني) البصري (وهو) أي والحال أن معقلًا (وجع) أي مريض وساق يونس (بمثل حديث أبي الأشهب) غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة يونس لأبي الأشهب (و) لكن (زاد (يونس لفظة (قال) عبيد الله: (ألا) بفتح الهمزة وتشديد اللام حرف تحضيض وهو الطلب بعنف وشدة أي هلَّا (كنت) يا معقل (حدثتني هذا) الحديث (قبل) هذا (اليوم) ومراده لومه على ترك تحديثه لأنَّ أداة التحضيض إذا دخلت على الماضي كان المراد بها التوبيخ على ترك الفعل وإذا دخلت على المضارع كان المراد بها التشدد والمبالغة في طلب الفعل (قال) معقل في جوابه (ما حدثتك أو) قال معقل في جوابه: (لم أكن لأحدثك) بنصب الفعل بعد لام الجحود أي لم أكن مريدًا لتحديثك والشك من الحسن أو ممن دونه ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث معقل بن يسار رضي الله عنه فقال.
4597 -
(00)(00)(وحدثنا أبو غسان المسمعي) مالك بن عبد الواحد البصري ثقة، من (10) (وإسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (ومحمد بن المثني) العنزي البصري (قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حدَّثنا معاذ بن هشام) الدستوائي البصري صدوق من (9)(حدثني أبي) هشام بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي البصري ثقة، من (7)(عن قتادة) بن دعامة السدوسي أبي الخطاب البصري ثقة، من (4)(عن أبي المليح)
أَنَّ عُبَيدَ الله بْنَ زِيَادٍ دَخَلَ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ. فَقَال لَهُ مَعْقِل: إِنِّي مُحَدِّثُكَ بحَدِيثٍ لَولا أَنِّي فِي الْمَوْتِ لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهِ. سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ إلا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ".
4598 -
(00)(00) وحدّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِيُّ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ. أَخْبَرَنِي سَوَادَةُ بْنُ أَبِي الأسْوَدِ. حَدَّثَنِي أبِي؛ أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارِ مَرِضَ. فَأتَاهُ عُبَيدُ الله بْنُ زِيادٍ يَعُودُهُ، نَحْوَ حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَنْ مَعْقِلٍ
ــ
الهذلي عامر بن أسامة البصري ثقة، من (3)(إن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار في مرضه) الذي مات به وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة أبي المليح للحسن البصري (فقال له) أي لعبيد الله (معقل إنِّي محدثك بحديث لولا أني في) مقدمة (الموت لم أحدثك به سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من أمبر يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم) أي لا يستفرغ وسعه وطاقته لأجلهم (و) لا (ينصح) لهم أي لا يخلص ولا يصدق في ولايتهم ولا يريد بهم الخير في ولايتهم (إلَّا لم بدخل معهم الجنَّة) ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث معقل رضي الله عنه فقال.
4598 -
(00)(00)(وحدثنا عقبة بن مكرم العمي) البصري ثقة، من (11)(حدَّثنا يعقوب بن إسحاق) بن زيد الحضرمي مولاهم أبو محمَّد المقرئ النّحوي البصري صدوق من (9) روى عنه في (3) أبواب (أخبرني سوادة بن أبي الأسود) مسلم أر عبد الله بن مخراق القطان البصري روى عن أبيه أبي الأسود في الجهاد والحسن وشهر بن حوشب ويروي عنه (م) ويعقوب بن إسحاق وأبو داود الطَّيالسيُّ وأبو نعيم وثقه ابن معين وأبو حاتم والعجلي وابن حبان وقال في التقريب ثقة من السابعة وليس له في الأمهات الست إلَّا هذا الحديث الواحد في مسلم فقط (حدثني أبي) مسلم بن مخراق العبدي القري بضم القاف وكسر الراء المهملة المشددة مولاهم مولى بني قرة أبو الأسود القطان البصري صدوق من (4) روى عنه في (2) بابين (أن معقل بن يسار مرض) وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة أبي الأسود للحسن وأبي المليح (فأتاه عبيد الله بن زياد) حالة كونه (يعوده) من مرضه وساق أبو الأسود (نحو حديث الحسن عن معقل) ثم
4599 -
(1781)(126) حدَّثنا شَيبَانُ بْنُ فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ؛ أن عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو، وَكَانَ مِنْ أصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَلَى عُبَيدِ الله بْنِ زِيادٍ. فَقَال: أَي بُنَيَّ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ شرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ". فَإيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ" فَقَال لَهُ: اجْلِسْ. فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ صلى الله عليه وسلم
ــ
استشهد المؤلف رابعًا لحديث عبد الله بن عمر بحديث عائذ بن عمرو رضي الله عنهم فقال.
4599 -
(1781)(126)(حدَّثنا شيبان بن فروخ) الحبطي الأبلي (حدَّثنا جرير بن حازم) بن زيد الأزدي البصري ثقة، من (6)(حدَّثنا الحسن) البصري (أن عائذ بن عمرو) بن هلال المزني أبا هبيرة البصري (وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ساداتهم وممن بايعه تحت الشجرة سكن البصرة وله بها دار له سبعة أحاديث اتفقا على واحد رضي الله عنه وذكر عن أبي بكر رضي الله عنه في الفضائل يروي عنه (خ م س) والحسن بن أبي الحسن في الجهاد ومعاوية بن قرة وأبو عمران الجوني مات في إمرة عبيد الله بن زياد في أيَّام يزيد بن معاوية سنة إحدى وستين (61) وهذا السند من رباعياته (دخل على عبيد الله بن زياد فقال) عائذ لعبيد الله (أي بني) أي يا بني تصغير شفقة (إنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شر الرعاء) وأقبحهم وأخسهم ويقال فيه الرعاة جمع راع كقاض وقضاة ورام ورماة والراعي هو المراعي للشيء والقائم بحفظه أي إن أسوأ رعاة المواشي وأضرهم بها (الحطمة) بضم الحاء وفتح الطاء بوزن همزة ولمزة من صيغ المبالغة ويقال فيه الحطم بلا تاء وهو الراعي الظلوم للماشية يهشم بعضها ببعض وقال في النهاية الحطمة هو العنيف برعاية الإبل في السوق والإيراد والإصدار يلقى بعضها على بعض ويعسفها ولا يرحمها ضربه مثلًا لوالي السوء الذي يظلم الرعية ولا يرحمهم وفي المرقاة نقلًا عن الطيبي إنَّه لما استعار للوالي والسلطان لفظ الراعي أتبعه بما يلائم المستعار منه من صفة الحطم فالحطمة ترشيح للاستعارة اهـ (فإياك) أي باعد نفسك يا بني من (أن تكون منهم) أي من الحطمة (فقال) عبيد الله (له) أي لعائذ بن عمرو (اجلس) معنا أيها الشَّيخ (فإنما أنت من نخالة أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم أي من سقطهم ورذائلهم يعني لست من أفاضلهم وعلمائهم وأهل
فَقَال: وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالةٌ؟ إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالةُ بَعْدَهُمْ، وَفِي غَيرِهِمْ
ــ
المراتب منهم والنخالة هنا استعارة من نخالة الدقيق وهي قشوره التي تبقى في المنخل والنخالة والحثالة والحفالة بمعنى واحد اهـ نووي (فقال) له عائذ بن عمرو: (وهل كانت لهم) أي لأصحاب محمَّد نخالة أي حثالة وقشور استفهام إنكاري بمعنى النفي (إنَّما كانت النخالة) ووجدت (بعدهم) أي بعد أصحاب محمَّد (وفي غيرهم) قال النووي هذا من جزل الكلام وفصيحه وصدقه الذي ينقاد له كل مسلم فإن الصّحابة كلهم رضي الله عنهم قدوة عدول وصفوة الناس وسادات الأمة وأفضل ممن بعدهم وفيمن بعدهم كانت النخالة وجاء التخليط ممن بعدهم أن قلت وفيه تعريض لطيف بابن زياد يتضمن تبكيتًا وتقريعًا له.
قال القرطبي وهذا الكلام من عائذ بن عمرو وعظ ونصيحة وذكرى لو صادفت من تنفعه الذكرى لكنها صادفت غليظ الطبع والفهم ومن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فلقد غلب عليه الجفاء والجهالة حتَّى جعل فيمن اختاره الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم الحثالة ونسبهم إلى النخالة والرذالة فهو معهم على الكلمة التي طارت منه وحلت فيه بدائها وانسلت ولقد أحسن عائذ في الرد عليه حيث أسمعه من الحق ما ملأ قلبه وأصم أذنيه فقال ولم يبال بهجرهم وهل كانت الحثالة إلَّا بعدهم وفي غيرهم وحثالة الشيء ورذالته وسقطه: شراره اهـ من المفهم وانفرد المؤلف بهذا الحديث من أصحاب الأمهات ولكن شاركه أحمد [5/ 64].
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب تسعة أحاديث الأوَّل: حديث عبد الرحمن بن سمرة ذكره للاستدلال به على الجزء الأوَّل من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة والثَّاني: حديث أبي موسى الأشعري ذكره للاستشهاد له وذكر فيه متابعة واحدة والثالث: حديث أبي ذر ذكره أيضًا للاستشهاد والرابع: حديث أبي ذر الثَّاني ذكره للاستشهاد والخامس: حديث عبد الله بن عمرو ذكره للاستدلال به على الجزء الثَّاني من الترجمة والسادس: حديث عائشة ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة والسابع: حديث ابن عمر ذكره للاستشهاد وذكر فيه ثلاث متابعات والثامن: حديث معقل بن يسار ذكره للاستشهاد وذكر فيه ثلاث متابعات والتاسع: حديث عائذ بن عمرو ذكره للاستشهاد والله سبحانه وتعالى أعلم.