الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
52 - (11) بَابُ: إِيمَانِ النَّمَّامٍ، وَغِلَظِ تَحْرِيمِ النَّمِيمَةِ
194 -
(100)(23) وحَدَّثَنِي شَيبَانُ بْنُ فَرُّوخَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ الضُّبَعِي، قَالا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ
ــ
52 -
(11) بَابُ: إِيمَانِ النَّمَّامٍ، وَغِلَظِ تَحْرِيمِ النَّمِيمَةِ
أي هذا بابٌ معقودٌ في بيان حكم إيمان النمام، هل يخرج بالنميمة عن الملة أم لا، وبيان غلظ تحريمها؛ إذا لم تخرج صاحبها عن الملة، لأنه لا يدخل الجنَّة أولًا؛ حتَّى يُعاقب عليها، والنميمة: هي نقل كلام الناس من بعضهم إلى بعض؛ على وجه الإفساد بينهم.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على التَّرجمة فقال:
(194)
- س (100)(23)(وحدثني شيبان بن فروخ) الحبطي -بفتح المهملة والموحدة- مولاهم، أَبو محمد الأُبُلي -بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام- صدوق يهم، من صغار التاسعة، مات سنة (236) ست وثلاثين ومائتين، روى عنه المؤلف في عشرة أَبواب تقريبًا. (وعبد الله بن محمد بن أسماء) بن عبيد بن مخراق (الضبعيُّ) -بضم المعجمة وفتح الموحدة- أَبو عبد الرحمن البصري، ابن أخي جويرية بن أسماء، روى عن مهدي بن ميمون في الإيمان والوضوء، وعمه جويرية بن أسماء في مواضع، وطائفة، ويروي عنه (خ م دس) ومحمد بن يحيى، وأَبو يعلى، وثقه أَبو حاتم، وقال في التقريب: ثقة جليل، من العاشرة، قال أَبو داود مات سنة (231) إحدى وثلاثين ومائتين، وفائدة هذه المقارنة تقوية السند، لأن شيبان بن فروخ صدوق.
(قالا) أي: قال كل من شيبان، وعبد الله بن محمد (حَدَّثَنَا مهدي) بن ميمون الأزدي المعول بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو -نسبة إلى بطن من الأزد تُسمى مِعولة مولاهم، أَبو يحيى البصري، روى عن واصل بن حيان الأحدب الكوفي في الإيمان والوضوء والصلاة في أربعة مواضع، والصوم، والبيوع، والجهاد، والفضائل في موضعين، وهشام بن عروة، وابن سيرين، وغيرهم، ويروي عنه (ع) وشيبان بن فروخ، وعبد الله بن محمد بن أسماء، وهشام بن حسان، وعبد الرحمن بن مهدي في الوضوء والصلاة والجهاد، ووكيع، والقطان وغيرهم، وقال في التقريب: ثقة
(وَهُوَ ابْنُ مَيمُونٍ) حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الأَحْدَبُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيفَةَ؛
ــ
من صغار السادسة، مات سنة (172) اثنتين وسبعين ومائة، وجملة الأَبواب التي روى المؤلف عنه فيها سبعة أَبواب تقريبًا.
وأتى بلفظة هو في قوله (وهو ابن ميمون) إيضاحًا للراوي، وتورعًا من الكذب على شيخيه وإشعارًا بأن هذه النسبة من زيادته، قال مهدي بن ميمون (حَدَّثَنَا واصل) بن حيان (الأحدب) الأسدي الكوفي، روى عن أبي وائل في الإيمان والصلاة، والمعرور بن سويد في حق المملوك، وإبراهيم النخعي في الوضوء، وعبد الله بن أبي الهذيل في الفضائل، ويروي عنه (ع) ومهدي بن ميمون، وشعبة، ومسعر، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر، ومغيرة بن مقسم وغيرهم، وثقه أبو داود، وابن معين، والنَّسائي، وابن حبان، وقال في التقريب: ثقة ثبت من السادسة، مات سنة (120) عشرين ومائة، روى عنه المؤلف في خمسة أَبواب تقريبًا كما مر.
(عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي، أحد بني مالك بن ثعلبة بن دودان الكوفي، أحد سادة التابعين، مخضرم، أحد العلماء العاملين، وقال في التقريب: ثقة مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة (100) روى عنه المؤلف في تسعة أَبواب تقريبًا (عن حذيفة) بن اليمان، واسم اليمان: حُسيل -مصغرًا- ابن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطعة بن عبس، ويقال: حِسْل بكسر فسكون، العبسي بموحدة، أبي عبد الله الكوفي، وقيل المدائني، لأنه استوطنها، حليف الأنصار، الصحابي الجليل، من السابقين، وصح في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه ما كان، وما يكون إلى أن تقوم الساعة، من الفتن والحوادث، وأَبوه صحابي أيضًا، استشهد يوم أحد، له مائة حديث، اتفقا على اثني عشر، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بسبعة عشر.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر في الفتنة، ويروي عنه (ع) وأبو وائل في الإيمان، وهمام بن الحارث، وزيد بن وَهْب، وربعي بن حراش، وصلة بن زفر في الصلاة والفضائل، وأَبو الطفيل في الجهاد والنفاق، وجندب بن عبد الله في الفتن، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وخلق روى عنه المؤلف في الإيمان والصلاة والفضائل والجهاد والنفاق والفتن، في ستة أَبواب تقريبًا، مات بالمدائن سنة (36) ست وثلاثين،
أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا يَنِمُّ الْحَدِيثَ. فَقَال حُذَيفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ"
ــ
بعد قتل عثمان رضي الله عنه بأربعين ليلة، في أول خلافة علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
وهذا السند من خماسياته، رجاله ثلاثة منهم كوفيون، واثنان بصريان، إلَّا شيبان بن فروخ فإنه أُبلي (أنَّه) أي أن حذيفة (بلغه) أي وصل إليه خبر (أن رجلًا) لم أرَ من ذكر اسمه أي أن رجلًا من المباحثين (ينم الحديث) أي يرفع كلام الناس إلى الأمير (فقال حذيفة) زجرًا له ولغيره عن النميمة (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كونه (يقول لا يدخل الجنَّة) أصلًا أو أولًا (نمام) أي من ينقل قول الناس إلى غيرهم على وجه الإفساد بينهم، من نم المضاعف ينم بضم النون وكسرها، يقال نم الرجل الحديث نمًا، من بابي قتل وضرب إذا سعى به ليوقع فتنة ووحشة فالرجل نم تسمية له بالمصدر ونام مبالغة والاسم النميمة والنميم أيضًا اهـ مصباح، قال النواوي: والنميمة عرفًا نقل كلام الإنسان إلى غيره لقصد الإفساد بينهما.
قال الغزالي في الإحياء: واعلم أن النميمة إنما تطلق في الأكثر على من ينم قول الغير إلى المقول فيه كما تقول فلان يتكلم فيك بكذا قال وليست النميمة مخصوصة بهذا بل حد النميمة كشف ما يكره كشفه من قول أو فعل سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو ثالث، فحقيقة النميمة إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه، وإنما قلنا أو فعل ليدخل فيه من أخبر بخبيئة إنسان لأنه من إفشاء السر كان رأه يخفي مالكٌ لنفسه فذكره فهو نميمة، وكل من حملت إليه نميمة وقيل له فلان يقول فيك أو يفعل فيك كذا فعليه ستة أمور، الأول أن لا يصدق القائل لأن النمام فاسق، والثاني أن ينهاه عن ذلك ويقبح عليه فعله لأن نهيه من النصيحة، والثالث أن يبغضه في الله تعالى لأنه مبغض عند الله تعالى فيجب بغض من أبغضه الله تعالى، والرابع أن لا يظن بأخيه الغاثب السوء، والخامس أن لا يحمل ولا يحكي عنه ما نقله إليه على سبيل التجسس والبحث عنه لأنه يصير نامًا أيضًا، والسادس أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته عنه فيقول فلان حكى كذا فيصير به نمامًا ويكون آتيًا ما نهى عنه هذا آخر كلام الغزالي بتصرف رحمه الله تعالى.
195 -
(00)(00) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ،
ــ
وحكمها الحرمة إذا لم يكن فيها مصلحة شرعية فإنْ دعت حاجة إليها فلا منع منها وذلك كما إذا أخبره بأن إنسانًا يريد الفتك به أو بأهله أو بماله أو أخبر الإمام أو من له ولاية بأن إنسانًا يفعل كذا ويسعى بما فيه مفسدة ويجب على صاحب الولاية الكشف عن ذلك وإزالته وكل هذا وما أشبهه فليس بحرام وقد يكون بعضه واجبًا وبعضه مستحبًا على حسب المواطن والله أعلم اهـ نواوي.
ومعنى قوله (لا يدخل الجنَّة نمام) أي لا يدخلها أصلًا إن استحل النميمة لأنه خرج عن الملة باستحلالها فليس بمؤمن فهو كافر خارج عن الملة، أو لا يدخلها ابتداءً مع الفائزين إن لم يستحلها حتَّى يعاقب عليها إن لم يتب عنها أو لم يدركه العفو من الله تعالى فهو مؤمن عاص ليس بخارج عن الملة فإيمانه باطل إن استحلها وناقص إن لم يستحلها فبهذا التأويل دل الحديث على التَّرجمة ودخل تحت ترجمة كتاب الإيمان فترجمتنا أعم وأوفق وأولى من ترجمتهم كما بيناه وهذا الحديث أعني حديث حذيفة بن اليمان مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن غيره كما في التحفة.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه فقال:
(195)
- متا (00)(00)(حَدَّثَنَا علي بن حجر) بن إياس بن مقاتل بن مشمرخ (السعدي) أَبو الحسن المروزي من صغار التاسعة مات سنة (244) أربع وأربعين ومائتين روى عنه المؤلف في أحد عشر بابًا تقريبًا (وإسحاق بن إبراهيم) بن راهويه الحنظلي أَبو يعقوب المروزي ثقة حافظ من العاشرة مات سنة (238) ثمان وثلاثين ومائتين روى عنه المؤلف في أحد وعشرين بابًا تقريبًا، وأتى بقوله (قال إسحاق أخبرنا) بيانًا لاختلاف صيغتي شيخيه لأن علي بن حجر قال عن جرير بالعنعنة أي قال إسحاق أخبرنا (جرير) بن عبد الحميد بن قرط بن هلال بن قيس الضبي أَبو عبد الله الكوفي ثقة من الثامنة مات سنة (188) ثمان وثمانين ومائة، روى عنه المؤلف في ستة عشر بابًا تقريبًا.
(عن منصور) بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبي عثاب بمثلثة، الكوفي أحد الأعلام المشاهير ثقة ثبت وكان لا يدل من الخامسة مات سنة (132) اثنتين وثلاثين
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثٍ، قَال: كَانَ رَجُلٌ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الأَمِيرٍ، فَكُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ. فَقَال الْقَوْمُ: هذَا مِمَّنْ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الأَمِيرِ. قَال: فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَينَا. فَقَال حُذَيفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ"
ــ
ومائة، روى عنه المؤلف في تسعة عشر بابًا (عن إبراهيم) بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبي عمران الكوفي ثقة إلَّا أنَّه يرسل كثيرًا من الخامسة مات سنة (96) ست وتسعين بعد موت الحجاج بأربعة أشهر، روى عنه المؤلف في أحد عشر بابًا تقريبًا.
(عن همام بن الحارث) بن قيس بن عمرو النخعي الكوفي، روى عن حذيفة في الإيمان، وعائشة في الوضوء، وعدي بن حاتم في الصيد، والمقداد بن الأسود في المداحين آخر الكتاب وعمرو وعمار وأبي مسعود وجرير ويروي عنه (ع) وإبراهيم النخعي وسليمان بن يسار ووبرة بن عبد الرحمن، وثقه ابن معين، وقال في التقريب: ثقة عابد من الثانية مات سنة (65) خمس وستين، روى عنه المؤلف في أربعة أَبواب تقريبًا (قال) همام (كان رجل) من المباحثين (ينقل الحديث إلى الأمير) أي إلى أمير الكوفة أخبار الناس (فكنا) نحن (جلوسًا) أي جالسين مع حذيفة (في المسجد) أي في مسجد الكوفة أو في مسجد المدائن (فقال القوم) الجالسون عند حذيفة بعضهم لبعض (هذا) الرجل الداخل (ممن ينقل الحديث) أي ممن يسمع حديث الناس وينقله (إلى الأمير) والوالي فانتبهوا له (قال) همام بن الحارث (فجاء) ذلك الرجل ودنا إلينا (حتَّى جلس إلينا) أي عندنا (فقال حذيفة) بن اليمان بقصد إسماعه هذا الحديث وزجره عن التجسس (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنَّة) أصلًا لكفره أو ابتداءً مع الناجين لارتكابه الكبيرة (قتات) أي نمام يقال قته يقته قتًا، بضم القاف من باب شد يشد لا غير، قال القاضي: هو من تقتَّت الحديث إذا تسمَّعه وجمعه لنقله إلى غيره، وهو بمعنى ما في الرواية السابقة من قوله (نمام) وهذا السند من سداسياته، رجاله كلهم كوفيون إلَّا علي بن حجر، وإسحاق بن إبراهيم فإنهما مروزيان، قيل: وإلَّا حذيفة فإنه مدائني، لأنه استوطن المدائن، على ما ذكره النواوي، وغرض المؤلف بسوق هذا السند بيان متابعة همام بن الحارث لأبي وائل في رواية هذا الحديث عن حذيفة بن اليمان، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وبيان اختلاف الروايتين، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى والله أعلم.
196 -
(00)(00) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويةَ وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ. ح وَحَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيميُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَش،
ــ
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه فقال:
(196)
- متا (00)(00)(حَدَّثَنَا أَبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي مولاهم الكوفي، ثقة ثبت من العاشرة، مات سنة (235) روى عنه المؤلف في ستة عشر بابًا تقريبًا (حَدَّثَنَا أَبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقة حافظ من كبار التاسعة، مات سنة (195) وله (82) سنة، روى عنه المؤلف في أربعة عشر بابًا تقريبًا.
(ووكيع) بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أَبو سفيان الكوفي، ثقة حافظ عابد، من كبار التاسعة، مات سنة (196) روى عنه المؤلف في تسعة عشر بابًا تقريبًا، وفائدة هذه المقارنة بيان كثرة طرقه، كلاهما رويا (عن الأعمَش) سليمان بن مهران الكاهلي مولاهم، أبي محمد الكوفي، ثقة حافظ قارئ، من الخامسة، مات سنة (148) روى عنه المؤلف في ثلاثة عشر بابًا تقريبًا.
(ح) أي حول المؤلف السند (و) قالا حَدَّثَنَا منجاب) -بكسر أوله وسكون ثانيه ثم جيم ثم موحدة- (بن الحارث) بن عبد الرحمن (التميمي) أَبو محمد الكوفي، ثقة من العاشرة مات سنة (231) إحدى وثلاثين ومائتين، روى عنه المؤلف في الإيمان والفضائل والآيات وغيرها.
وأتى بقوله (واللفظ) أي لفظ الحديث الآتي (له) أي لمنجاب بن الحارث، تورعًا من الكذب على أبي بكر، قال منجاب بن الحارث (أخبرنا) علي (بن مسهر) -بضم الميم وسكون الميم وكسر الهاء- القرشي، أَبو الحسن الكوفي، قاضي الموصل، ثقة من الثامنة، له غرائب بعدما أضر مات سنة (189) تسع وثمانين ومائة، روى عنه المؤلف في أربعة عشر بابًا تقريبًا.
(عن) سليمان بن مهران المعروف بـ (ـالأعمش) الكاهلي مولاهم أبي محمد الكوفي
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَال: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ حُذَيفَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَينَا، فَقِيلَ لِحُذَيفَةَ: إِنَّ هذَا يَرْفَعُ إِلَى السُّلْطَانِ أَشْيَاءَ. فَقَال حُذَيفَةُ، إِرَادَةَ أَنْ يُسْمِعَهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لا يَدْخُلُ الْجَنةَ قَتَّاتٌ"
ــ
من الخامسة (عن إبراهيم) بن يزيد النخعي الكوفي (عن همام بن الحارث) النخعي الكوفي.
(قال) همام بن الحارث (كنا جلوسًا مع حذيفة) بن اليمان (في المسجد) أي في مسجد الكوفة (فجاء رجل) من الجاسوس (حتَّى) دنا و (جلس إلينا) أي جنبنا وقربنا (فقيل لحذيفة) بن اليمان أي قال لحذيفة بن اليمان من يعرف ذلك الرجل الجاسوس طن هذا) الرجل الداخل علينا (يرفع إلى السلطان) وولاة الأمور (أشياء) من أخبار الناس وأحوالهم فانتبهوا له ولا تتحدثوا عنده شيئًا (فقال حذيفة إرادة أن يسمعه) أي لأجل قصد أن يسمع ذلك الرجل الداخل علينا لينزجر عن نميمته (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنَّة) أصلًا أو ابتداءً (قتات) أي نمام، وهذا السند من سداسياته، رجاله كلهم كوفيون وقيل إلَّا حذيفة، لأنه استوطن المدائن بلدة بقرب واسط، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة الأعمَش لمنصور بن المعتمر في رواية هذا الحديث عن إبراهيم النخعي، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى، فلا اعتراض عليه في تكراره السند والمتن، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ولم يذكر المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب إلَّا حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه وذكر فيه متابعتين.
* * * * *