الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني
عدد آي السور
• علاقة هذا النوع بأنواع علوم القرآن الأخرى:
يرتبط عد آي السور بموضوع (الفاصلة القرآنية)، وعد الآي يعتمد على معرفة رأس الآية.
كما أن له علاقة بعلم (الوقف والابتداء) في حكم الوقف على رأس الآية.
وله تعلق بعلم (القراءات) من حيث حكم إمالة بعض الكلمات إذا كانت رأس آية عند من يميل من القراء.
كما أن له تعلقاً بعلم (إعجاز القرآن)؛ لأن الوقف على رأس الآية مقصد من مقاصد المتكلم بالقرآن، وذلك ما سترد الإشارة إليه في هذا الموضوع.
عدد آي السور
يمكن القول بأن هذا النوع من أنواع علوم القرآن قد أشار إليه القرآن، وذلك في قوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87]، فقد أخرج البخاري بسنده عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: «مَرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني، فلم آته حتى صليت، ثم أتيت، فقال: ما منعك أن تأتي؟!
فقلت: كنت أصلي.
فقال: ألم يقل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]؟ ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد، فذكَّرته، فقال:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته» (1).
فقوله: هي السبع؛ لأن آياتها سبعٌ.
وقوله: المثاني؛ لأنها تُثنَّى (أي: تكرر) في كل ركعة.
وأما الوارد في السنة النبوية مما يتعلق بعدِّ الآي، ففيه جملة من الأحاديث، منها:
1 -
ما روى مسلم بسنده عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال» (2).
(1) صحيح البخاري برقم (4703).
(2)
صحيح مسلم برقم (809).
2 -
وروى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن سورة من القرآن ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك» (1).
ومن آثار الصحابة:
1 -
ما رواه البخاري بسنده عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها وهي خالته ـ قال: فاضطجعت على عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي
…
» الحديث (2).
2 -
وروى مسلم في حديث عائشة رضي الله عنها عن حادثة الإفك أنها قالت: «فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] عشر آيات، فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات براءتي» (3).
ولقد كانوا يعتمدون على عدد الآي في حساب بعض أمورهم المتعلقة بالصلاة، ومن ذلك ما أورده مسلم بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية، وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية، أو قال نصف ذلك، وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية، وفي الأخريين قدر نصف ذلك» (4).
وهذه الآثار تدل على أمور:
1 -
أن لهذا العلم أصلاً في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) المسند (2:321)؛ وأخرجه أيضاً الترمذي برقم (2891) وحسّنه.
(2)
صحيح البخاري برقم (1198)؛ وأخرجه أيضاً مسلم برقم (763).
(3)
صحيح مسلم برقم (2770).
(4)
صحيح مسلم برقم (452).
2 -
أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتعاملون به في تقدير زمن بعض الأمور المتعلقة بتوقيت الصلاة.
الأمصار التي يُنسبُ إليها العدُّ:
ينسب العدُّ إلى المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة، وفي ذلك تفصيل، وهذا ملخص ما ذكره الداني (ت444هـ) في كتابه «البيان في عدِّ آي القرآن» (1):
1 -
العد المدني الأول: قال الداني (ت444هـ): «فأما عدد أهل المدينة الأول، فرواه أهل الكوفة عنهم، ولم ينسبوه إلى أحد منهم بعينه، ولا أسندوه إليه، بل أوقفوه على جماعتهم.
وقد رواه نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ، عن أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح، وهو الذي كان يعد به القدماء من أصحاب نافع. ورواه عامة المصريين عن عثمان بن سعيد ورش عنه، ودونوه، وأخذوا به».
2 -
العد المدني الأخير: قال الداني (ت444هـ): «وأما عدد أهل المدينة الأخير، فرواه إسماعيل بن جعفر وعيسى بن مينا قالون المدنيان، عن سليمان بن مسلم بن جمَّاز، عن أبي جعفر وشيبة موقوفاً عليهما، وهو ينسب إلى إسماعيل
…
».
3 -
العد المكي: قال الداني (ت444هـ): «وأما عدد أهل مكة، فرواه عبد الله بن كثير القارئ، عن مجاهد بن جبر، عن عبد الله بن عباس، عن أُبي بن كعب موقوفاً عليه» .
4 -
العد الكوفي: قال الداني (ت444هـ): «وأما عدد أهل الكوفة، فرواه حمزة الزيات، عن ابن أبي ليلى، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعاً، ورواه عن حمزةَ الكسائيُّ وسليمُ بن عيسى وغيرهما» .
(1) البيان في عدِّ آي القرآن، للداني، تحقيق: الدكتور غانم قدوري الحمد (ص67 - 70).
5 -
العد البصري: قال الداني (ت444هـ): «وأما عدد أهل البصرة، فرواه المعلى بن عيسى الوراق وهيصم بن الشداخ وشهاب بن شُرْنفة، عن عاصم بن أبي الصباح الجحدري موقوفاً عليه» .
6 -
العد الشامي: قال الداني (ت444هـ): «وأما عدد أهل الشام، فرواه أيوب بن تميم القارئ، عن يحيى بن الحارث الذماري موقوفاً عليه، وبعضهم يوقفه على عبد الله بن عامر اليحصبي القارئ» .
الاختلاف في عدِّ الآي:
إنَّ الأصل في هذا العلم النقل، بل هو توقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن لأحدٍ أن يخترع موقِفاً يجعله رأس آية.
فإن قلت: ألا يوجد اختلاف بين العلماء في عدِّ الآي؟
فالجواب: نعم، ويمكن تقسيم السور من حيث الاتفاق والاختلاف إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: لم يختلف فيه لا في إجمال ولا في تفصيل، وهو أربعون سورة: يوسف مائة وإحدى عشرة، الحجر تسع وتسعون، النحل مائة وثمانية وعشرون، الفرقان سبع وسبعون، الأحزاب ثلاثة وسبعون، الفتح تسع وعشرون، الحجرات والتغابن ثمان عشرة، ق خمس وأربعون، الذاريات ستون، القمر خمس وخمسون، الحشر أربع وعشرون، الممتحنة ثلاث عشرة، الصف أربع عشرة، الجمعة والمنافقون والضحى والعاديات إحدى عشرة، التحريم اثنتا عشرة، ن اثنتان وخمسون، الإنسان إحدى وثلاثون،
المرسلات خمسون، التكوير تسع وعشرون، الانفطار وسبح تسع عشرة، التطفيف ست وثلاثون، البروج اثنتان وعشرون، الغاشية ست وعشرون، البلد عشرون، الليل إحدى وعشرون، ألم نشرح والتين وألهاكم ثمان، الهمزة تسع، الفيل والفلق وتبت خمس، الكافرون ست، الكوثر والنصر ثلاث.
القسم الثاني: ما اختلف فيه تفصيلاً (موطن الآي) لا إجمالاً (عدد الآي جملة)، وهو أربع سور:
1 -
سورة القصص اتفقوا على عدها ثمان وثمانين آية، وعدَّ أهل الكوفة {طسم} آية، والباقون لم يعدوها، وعدُّوا بدلها {أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} .
2 -
العنكبوت اتفقوا على عدِّها تسعاً وستين آية، وعدَّ أهل الكوفة {الم} ، وأهل البصرة بدلها {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} ، وأهل الشام بدلها {وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ} .
3 -
سورة الجن اتفقوا على عدِّها ثمان وعشرين آية، وعدَّ المكي {لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ} ، وعدَّ الباقون بدلها {وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} .
4 -
سورة العصر اتفقوا على عدِّها ثلاث آيات، وعدَّ المدني الأخير {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} دون {وَالْعَصْرِ} ، وعكس الباقون.
القسم الثالث: ما اختلف فيه إجمالاً وتفصيلاً، وهو بقية السُّور (سبعون سورة)(1).
وهذا الاختلاف كما ترى، إنما هو في موضع رأس الآية، وليس في زيادةِ آية أو نقصها، فجملة ما نزل به القرآن لم يقع فيه خلاف، وإنما وقع في تحديد رأس الآية، فمن جعل سورة الإسراء ـ مثلاً ـ مائة وعشر آيات، أو مائة وإحدى عشر، لم ينقص الأول في مقدار النازل، ولم يزِد الثاني فيه، وإنما اختلفوا في موطن رأس الآي فقط.
(1) ينظر: الإتقان للسيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (1:190 - 191).
وإذا كان الأمر كذلك فهو هيِّنٌ، والخلاف فيه محتملٌ مقبولٌ؛ لأنه لا أثر له في أصل القرآن، وإنما سيقع أثره في بعض المعلومات المتعلقة بهذا المبحث، كما سيأتي.
وقد اجتهد العلماء في تخريج هذا الاختلاف، مع أن الأصل أنه متلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن إجاباتهم:
1 -
أنه يجوز أن يكون متلقَّى بهذا الاختلاف من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك من باب اختلاف التنوع؛ لأنَّ هذا النوع من الاختلاف لا أثر له في أصل القرآن.
2 -
وجائزٌ أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ الآيات بطريقة تُشعرهم بانتهائها، فكانوا يجتهدون في العدِّ، وقد يقع بينهم خلاف في ذلك شأن سائر اجتهاداتهم في النصوص.
وسواءٌ أصَحَّتْ هذه التخريجات أم لم تصحَّ، فإنه ـ كما سبق ـ لا أثر لهذا الاختلاف في جملة آي القرآن من جهة الزيادة والنقص، والله أعلم.
الآثار العلمية المترتبة على الاختلاف في العدِّ:
إذا تأمَّلت الاختلاف في موطن رأس الآية، وفتَّشت عن الأثر العلمي للاختلاف فيه، فإنه سيظهر لك ارتباطه بعدد من المسائل العلمية ومنها:
أولاً: أن الوقف على رأس الآية سنة عند بعض العلماء، ومعرفة مكانه يعين على تطبيق هذه السنة، وباختلاف العدِّ يختلف موطن الوقف على رأس الآية، فلو كنت تقرأ سورة العصر وأنت تتبع الجمهور في العدَّ، فستقرأ هكذا:
{وَالْعَصْرِ} ، {إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} ، {إِلَاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
ولو كنت تقرأ على مذهب العدِّ المدني الأخير، فإنك ستقرأ هكذا:{وَالْعَصْرِ} {إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} ، {إِلَاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} ، {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
وبهذا ترى أنه يختلف رأس الآية بين العادِّين، وفي كل حالٍ ـ إذا كنت ممن يرى أن الوقف على رأس الآي سنة ـ فإنك تكون قد وقفت وقف السنة على الوجهين عند أهل العدِّ.
ثانياً: أن من وجوه القراءة الإمالة لبعض الألفاظ التي تقع رأس آية، فإذا كانت اللفظة الممالة رأس آية في عدٍّ ما جازت الإمالة، وإن لم تكن رأس آية لم تَجُزِ الإمالة.
ثالثاً: أن لها تعلُّقاً ببلاغة القرآن، حيث إنَّ الوقف على رأس الآية ـ ولو كان ما بعدها متعلقاً بها من جهة المعنى ـ مقصدٌ من مقاصد المتكلِّم، وإلا فما فائدة رأس الآية، لذا فإنَّ من يقف على رؤوس الآي التي تتعلق بما بعدها، فإنه يستجلب ذهنك للتفكير والتدبر في هذه الجملة التي انقطع فيها المبتدأ عن الخبر، وشبه الجملة عن مُتَعَلَّقِهِ
…
إلخ.
وجرِّب اتباع الوقف على رؤوس الآي في قوله تعالى: {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ *إِذِ الأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ *فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ *ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ *مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ *ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} [غافر: 70 - 75].
يقول الطاهر بن عاشور (ت1393هـ): «واعلم أن هذه الفواصل من جملة المقصود من الإعجاز؛ لأنها ترجع إلى محسنات الكلام، وهي من جانب فصاحة الكلام، فمن الغرض البلاغي الوقوفُ عند الفواصل؛ لتقع في الأسماع، فتتأثر نفوس السامعين بمحاسن ذلك التماثل؛ كما تتأثر بالقوافي في الشعر، وبالأسجاع في الكلام المسجوع.
فإن قوله تعالى: {إِذِ الأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ} آية {فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} آية {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ} آية {مِنْ دُونِ اللَّهِ} إلى آخر الآيات. فقوله: {فِي الْحَمِيمِ} متصل
بقوله: {يُسْحَبُونَ} ، وقوله:{مِنْ دُونِ اللَّهِ} متصل بقوله: {تُشْرِكُونَ} ، وينبغي الوقف عند نهاية كل آية منها.
وقوله تعالى: {وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} آية، وقوله:{مِنْ دُونِهِ} ابتداء الآية بعدها في سورة هود.
ألا ترى أن من الإضاعة لدقائق الشِّعرِ أن يلقيه ملقيه على مسامع الناس دون وقف عند قوافيه، فإن ذلك إضاعة لجهود الشعراء، وتغطية على محاسن الشعر، وإلحاق للشعر بالنَّثر.
وأن إلقاء السجع دون وقوف عند أسجاعه هو كذلك لا محالة.
ومن السذاجة أن ينصرف مُلقِي الكلام عن محافظة هذه الدقائق، فيكون مضيعاً لأمر نفيس أجهد فيه قائله نفسه وعنايته.
والعلَّةُ بأنه يريد أن يبين للسامعين معاني الكلام = فضولٌ، فإن البيان وظيفة ملقي الدرس، لا وظيفة منشد الشعر، ولو كان هو الشاعر نفسه» (1).
• * *
(1) التحرير والتنوير (1:67).
قراءات مقترحة في موضوع: عدِّ الآي
1 -
«البيان في عد آي القرآن» ، لأبي عمرو الداني (ت444هـ).
2 -
«الفرائد الحسان في عد آي القرآن» ، لعبد الفتاح القاضي (ت1403هـ).
بحوث مقترحة في موضوع: عدِّ الآي
هذا الموضوع من العلوم التي يندر التطبيق عليها، بل يُكتفى بذكر مواطن الاختلاف، ونسب كل عدٍّ إلى أصحابه، وذلك علم لا مقنع فيه لو وقف على هذا الوضع. ومن البحوث التي يمكن أن تفترع في هذا الموضوع:
1 -
علاقة الفاصلة برأس الآية وأثر ذلك في البلاغة القرآنية وإعجاز نظمه.
2 -
رؤوس الآيات التي تتعلق بما بعدها من جهة اللفظ؛ كقوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} {مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} [سورة هود: 54 - 55] جمع ودراسة من خلال الاختلاف في عد الآي، وأثره على الوقف والابتداء.
3 -
محاولة الوقوف على العلة الصحيحة الدالة على موجب الاختلاف في عد الآي بين العلماء، حيث إن ما ذكروه من علل لا يكاد يسلم.