الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما كان التنوين نونا ساكنة يتلفظ بها أى منطوقة، والتجويد يطبق على ما يتلفظ به من الحروف، كان للتنوين نفس أحكام النون الساكنة تماما.
وللنون الساكنة والتنوين فيما يختص بعلاقتهما بما بعدهما من الحروف الهجائية الثمانية والعشرين (1) أربعة أحكام هى: (الإظهار- الإدغام- القلب- الإخفاء).
وفى ذلك يقول الشيخ الجمزورى رحمه الله:
للنون إن تسكن وللتنوين
…
أربع أحكام فخذ تبيينى
فالأول الإظهار قبل أحرف
…
للحلق ست رتبت فلتعرف
همز فهاء، ثم عين حاء
…
مهملتان، ثم غين خاء
«أحكام النون الساكنة والتنوين»
أولا: الإظهار الحلقى
الإظهار: معناه لغة: البيان والإيضاح
واصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة ظاهرة، والمقصود هنا إخراج حرف النون الساكنة أو التنوين ظاهرين من غير غنة، وسمى حلقيا نسبة إلى مخرج حروفه إذ أنها جميعا حروف حلقية.
وعدد حروفه: ستة حروف هى:
الهمزة، الهاء، العين، الحاء، الغين، الخاء (ء، هـ، ع، ح، غ، خ) ولسهولة حفظها نجدها مجموعة في الأحرف الأولى من كل كلمة من كلمات العبارتين التاليتين:
(1) أو التسعة والعشرين وذلك على خلاف بين علماء اللغة.
1 -
«أخى هاك علما حازه غير خاسر» 2 - «إن غاب عنى حبيبى همنى خبره» والعبارة الأولى أدق من حيث ترتيب مخارج تلك الأحرف من الحلق، فمن أقصى الحلق تجاه الجوف تخرج «الهمزة والهاء» ، ومن وسط الحلق تخرج «العين والحاء» ، ومن أدنى الحلق بالقرب من الحنك ومن منبت اللسان تخرج «الغين والخاء» .
سببه: بعد مخرج النون الساكنة وهو طرف اللسان عن مخرج هذه الحروف وهو الحلق. ولذلك نلحظ أن إظهار النون يزداد وضوحا كلما ازداد بعد مخرج الحرف الحلقي عن مخرج النون، فيكون أشد إظهارا مع حرفي أقصى الحلق «الهمزة والهاء» ، ويكون متوسطا مع حرفي وسط الحلق «العين والحاء» ، ويكون أدنى مرتبة مع حرفى أدنى الحلق «الغين والخاء» .
والخلاصة: أن حالة الإظهار «هي الحالة التي لا تتأثر فيها النون الساكنة أو التنوين بما يتلوها مباشرة من حروف، ولا تؤثر فيها أيضا تلك الحروف وذلك لبعد مخرجها عن مخرج النون» (1).
فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الستة بعد النون الساكنة أو التنوين وجب إظهار صوت النون الساكنة أو التنوين بحيث يقرعهما اللسان عند مخرج النون، ويسمى ذلك حينئذ إظهارا حلقيا.
ونلاحظ أن الأمر يحتمل أن يقع بعد النون الساكنة أحد هذه الأحرف الحلقية فى كلمة واحدة نحو (ينئون) أو في كلمتين نحو (من أحد)، أما بالنسبة للتنوين فالأمر يختلف حيث أن التنوين نون زائدة متطرفة دائما أي أنها آخر ما يتلفظ به من الكلمة، لذا فإنه من المستحيل أن يقع بعدها أحد الأحرف الستة في نفس الكلمة بل يلزم أن يكون أول الكلمة التي تليها نحو (رسول أمين)، (وفريقا حق)
(1) التجويد القرآني: أ. د. محمد صالح الضالع، ص 15.