الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - القطع:
القطع لغة: الإبانة والإزالة. تقول قطعت الشجرة إذا أبنتها أو أزلتها.
واصطلاحا: عبارة عن قطع القراءة رأسا. فهو كالانتهاء، فالقارئ بالقطع كالمعرض عن القراءة، والمنتقل منها إلى حالة أخرى سوى القراءة. ولا يكون القطع إلا على رأس آية. فلا يصح القطع أثناء الآية. ذكر «ابن الجزري» في «النشر» أن عبد الله بن الهذيل قال «إذا افتتح أحدكم آية يقرؤها فلا يقطعها حتى يتمها. ا. هـ «فإذا قطع القارئ قراءته ثم بدا له أن يعود فيستأنف القراءة مرة أخرى فعليه أن يستعيذ بعد القطع للقراءة المستأنفة.
أولا: الوقف
أقسامه: باعتبار حال «الواقف» : أربعة أقسام:
1 -
اضطراريّ 2 - اختباري 3 - انتظاريّ 4 - اختياريّ
1 -
الوقف الاضطراريّ: وهو ما يعرض للقارئ بسبب ضيق النفس أو العطاس أو السعال أو النسيان ونحو ذلك ولا إثم فيه على القارئ لأن سببه خارج عن إرادته. ويجوز له حينئذ أن يقف على أي كلمة وإن لم يتم المعنى، كأن يقف مثلا على شرط دون جوابه، أو على موصول دون صلته، لكن يجب الابتداء بالكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء بها.
2 -
الوقف الاختباري: ويكون عند سؤال ممتحن، أو تعليم متعلم، فيطلب المعلم من تلميذه الوقف على كلمة لبيان المقطوع والموصول، والثابت والمحذوف، إلى غير ذلك بغرض تعليمه كيف يقف إذا اضطر إلى ذلك، وهو ليس محل وقف في العادة.
3 -
الوقف الانتظاري: ويكون لمن أراد أن يجمع عدة روايات من القراءات المتواترة فيقف على كل كلمة ليعطف عليها غيرها بوجوه القراءات المختلفة.
4 -
الوقف الاختياري: يكون الوقف اختياريا إذا قصده القارئ بمحض إرادته من غير عروض سبب خارجي. وهذا الوقف الاختياري هو محل دراستنا في هذا الموضع.
حكمه: جائز ما لم يوجد ما يوجبه أو يمنعه. وعلينا أن نعلم أنه ليس في القرآن وقف واجب شرعا بحيث لو تركه القارئ يأثم، كما أنه ليس هناك أيضا وقف حرام شرعا بحيث لو فعله القارئ يأثم إلا ما أفسد المعنى. فعلى القارئ حينئذ أن يتجنبه، فإن توخى الوقف عليه متعمدا أثم ولا شك، لما يترتب على ذلك من عدم إيضاح المعنى، أو إيهام غيره مما ليس مقصودا من كلام الله تعالى وقد أشار «ابن الجزري» إلى ذلك قائلا:
ليس في القرآن من وقف وجب
…
ولا حرام غير ما له سبب
وعلى كل قارئ أن يعي معنى ما يقرؤه من الآيات لأن فهم المعنى يعينه على اختيار أماكن الوقف الصحيحة، ويزيد من قدرته على التمييز بين أنواعه، اللازم منها، والجائز، والممتنع، فحسن الوقف والابتداء من حسن التلاوة. فإن وجد القارئ أن الوصل يغير المعنى كما في (إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى
…
) فعليه أن يقف، فالوقف على (يسمعون) لازم، لأنه لو وصل اشترك الموتى مع الذين يسمعون في صفة الاستجابة ففسد المعنى بهذا الوصل القبيح، لأن كلمة الموتى مبتدأ، وخبره يأتي بعده (يبعثهم الله). وكما غير الوصل المعنى المراد في ذلك الموضع وأشباهه، قد يغير الوقف أيضا المعنى في بعض المواضع وقد يوهم معنى غير ما أراده الله تعالى كالوقف
على قوله إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي فعلى القارئ أن يصل فلا يقف لأن ذلك يعد وقفا قبيحا يتولد عنه معنى بشع.
أقسام الوقف الاختياري [تصوير] يجدر بنا أن نعلم أن معرفتنا لكل نوع من أنواع الوقوف وكذا الابتداء يتوقف على مدى تفهمنا وإدراكنا للعلاقة التي تربط بين ما قبل الوقف من كلام، وبين ما بعده، وتتلخص تلك العلاقة في مصطلحين سوف نتعامل معهما بالضرورة في هذا الفصل عند ما نتعرض لتعريف كل نوع من أنواع الوقوف والابتداء، هذان المصطلحان هما:(التعلق المعنوي) و (التعلق اللفظي) لذا كان لزاما علينا أن نتوقف قليلا كي نوضح معني كل من هذين المصطلحين:
1 -
(التعلق المعنوي): أن يكون ما بعد الوقف من المعاني مستكمل لما قبله، كأن يكون الأمر يختص بقصة من قصص القرآن، أو موضوع معين لم يتم ولم يستكمل بعد، وما زال الكلام بعد الوقف يكمل ما قبله، حتى وإن كان ما قبل الوقف يفيد في ذاته معنى صحيحا مقصودا. ولو ضربنا لذلك مثلا بقصة من قصص الأنبياء لوجدنا أننا نأخذ من تتابع الآيات لبنات يضاف لاحقها إلى سابقها حتى يكتمل بناء القصة فتكون كل لبنة قد أفادت معنى في ذاتها، ولكنها ما زالت تفتقر لما بعدها، حتى تكتمل اللبنة الأخيرة من القصة. فإذا وقفنا عليها يكون الوقف تاما من جهة المعنى. حيث ينتقل الكلام بعدها إلى موضوع آخر ليس له تعلق مباشر بما قبلها، عندئذ ينتهي التعلق من جهة المعنى.