الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مراتب الإخفاء:
يقول الشيخ مكي نصر: «واعلم أن الإخفاء يكون تارة إلي الإظهار أقرب، وتارة إلى الإدغام أقرب وذلك حسب بعد الحرف منهما (أي من النون والتنوين) وقربه» .
والجدول التالي يوضح حروف الإخفاء الخمسة عشر حسب موقعها من مخرج النون [تصوير]
إضافة:
يتفق تقسيم ابن الجزري لحروف الإخفاء مع ما جاء بالجدول السابق وزاد علي ذلك أن جعل للإخفاء «ثلاث مراتب» أعلاها عند أقرب الحروف من مخرج النون وأدناها عند أبعد الحروف من مخرجها (أي مخرج النون) وأوسطها عند حروف الإخفاء العشرة الباقية.
والزيادة التي انفرد بها ابن الجزري عن غيره من المجودين أنه جعل لزمن «الغنة» أيضا ثلاث مراتب تتناسب عكسيا مع قرب مخرج الحرف من النون.
والجدول التالي يساهم في توضيح رؤية ابن الجزري للعلاقة التي تربط بين مخارج حروف الإخفاء، ومخرج النون، ودرجة الإخفاء، وزمن الغنة.
[تصوير] ويعترض المرعشي على تقسيم ابن الجزري لأزمان الغنة فيقول: «ولم أر في مؤلف تقدير امتداد الغنة في هذه المراتب. ا. هـ» (1). ويقول أيضا: «والذي نقلناه عن مشايخنا، وعن العلماء المؤلفين في فن التجويد المتقنين أن الغنة لا تزيد، ولا تنقص عن مقدار حركتين كالمد الطبيعي. ا. هـ» (2).
(1)
إفادة: في حالة الإخفاء علي القارئ أن يحذر من إشباع الضمة التي قبل النون (وكذلك الفتحة والكسرة) لأن إشباع الضمة أو تمطيط زمنها يتولد منه واو في مثل (منقلبا) فتصير (مونقلبا)، وإشباع الكسرة يتولد منه ياء في مثل (إن شاء) فتصير (إين شاء)، وإشباع الفتحة يتولد منه ألف في مثل (من جاء) فتصير (مان جاء).
(2)
إفادة: علي القارئ أن يحذر تحقيق النون من ناحية مخرجها عند أداء الإخفاء والاحتراز من إلصاق طرف اللسان بأصول الثنايا العليا (وطريق الخلاص منه تجافي اللسان قليلا عن ذلك) كما قال الدمياطي (3). وعلى القارئ الحرص على تثبيت اللسان حتى لا يقرع مخرج النون.
(1) نهاية القول المفيد: محمد مكي نصر/ 125.
(2)
المرجع السابق، 126.
(3)
أحكام القرآن، محمود خليل الحصري/ 187.
(3)
إفادة: يكون الإخفاء أيضا في الحروف المقطعة بأوائل السور، والتي آخرها نون ساكنة، وبعدها أحد حروف الإخفاء كما في «عين سين قاف» فإن العين آخرها نون ساكنة، وبعدها أحد حروف الإخفاء وهو (السين) والسين آخرها أيضا نون ساكنة وبعدها أحد حروف الإخفاء وهو (القاف) فإننا نطبق الإخفاء في مثل هذا ونحوه (1).
(4)
إفادة: الغنة لا توصف بتفخيم ولا ترقيق، ولكنها تتبع حالة حرف الإخفاء الذي يأتي بعدها (عكس الألف إذ تتبع ما قبلها) فإن كان مفخما كالطاء والضاد والظاء والقاف فإنها تفخم تبعا له، كما في:
مِنْ طِينٍ*، وَلَمَنْ صَبَرَ، مَنْ ضَلَّ*، مَنْ ظُلِمَ*، مِنْ قَبْلُ*.
أما الغين والخاء فليس معهما غنة لأنهما من حروف الإظهار.
وإن كان الحرف مرققا (كالتاء، والثاء، والجيم، والدال، الذال، والسين، والشين، والفاء، والكاف)، فإنها ترقق تبعا لها، وبقية حروف الاستفال ليست من حروف الإخفاء (2).
(1) بغية عباد الرحمن، محمد الغول، ص 196.
(2)
المرجع السابق، ص 196.