الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيا: الوقف الكافي:
تعريفه: هو الوقف على كلام تام في ذاته يتعلق بما بعده من ناحية المعنى دون اللفظ.
حكمه: يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده كالوقف التام غير أن الوقف على التام يكون أكثر حسنا.
تسميته: سمي كافيا للاكتفاء به، واستغنائه عما بعده لعدم تعلقه به لفظا وهو أكثر الوقوف ورودا في القرآن الكريم (1).
علامته: وضع حرف (ج) يسار أعلى الكلمة الموقوف عليها وهى تعنى أن الوقف هنا جائز، أو (صلى) وهي تعني (الوصل أولى) فالوصل هنا هو المقدم وهو الأولى يليه الجائز.
أمثلة: 1 - قال تعالى: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ [النمل: 34].
فالوقف على «أذلة» كاف. والكلام قبل الوقف مفيد تام في ذاته وليس له تعلق بما بعده من ناحية الإعراب وكذلك الكلام بعد الوقف تام في ذاته ولكنه يمضي في سياق الموضوع الذي بدأ قبل الوقف. فالكلام الذي انتهى عند موضع الوقف هو كلام «بلقيس» وقد تم عند الوقف. والكلام بعد الوقف هو كلام من الله تعالى، ولكن الترابط المعنوي بين كل من العبارتين يأتي من أن كلام الله تعالى وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ تصديق لقول بلقيس في الملوك وهذا الترابط في سياق الموضوع يجعل الوقف على «أذلة» وقفا «كافيا» .
2 -
ومثال آخر قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ [البقرة: 4] فهذا كلام مفهوم والوقف عليه كاف، وما بعده كلام مستقل مستغن عما قبله من ناحية الإعراب، ولكنه يتصل به من ناحية المعني لأن سياق الموضوع ما زال مستمرا.
(1) العميد في علم التجويد، الشيخ محمود على بسة، ص 185.
يقول ابن الجزري في التمهيد: والكافي يتفاضل في الكفاية كتفاضل التام، فمن المقاطع التي بعضها أكفى من بعض قوله تعالى: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ
[البقرة: 93] فالقطع على (بكفرهم) كاف، و (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) * أكفى منه. وكذا القطع على:(ربنا تقبل منا) كاف وإِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة: 127] أكفى منه.
وقد يكون الوقف كافيا على قراءة. ويكون موضع الوقف موصولا على قراءة أخرى كما في قوله تعالى: يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ فمن قرأ بفتح همزة (وأن الله) وصل ما قبلها بما بعدها ولم يقف.
ومن قرأ بكسرها على الاستئناف وقف على (وفضل) وبدأ بما بعدها وهو قوله تعالى (وإن الله).
وقد يكون الوقف كافيا تبعا لتأويل المعنى عند بعض المفسرين، ويكون غير كاف على تأويل آخرين كما في قوله تعالى: وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ* وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ
…
[البقرة: 103].
فمن جعل (ما) من (وما أنزل) نافية وقف علي (السحر) وكان وقفا كافيا ومن جعلها (اسم موصول) بمعني (الذي) وصل ولم يقف. وكقوله: فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ فإذا اعتبرنا الهاء من كلمة (عليه) تعود على الصديق أبي بكر رضي الله عنه وقفنا عليها وكان الوقف كافيا وهو قول سعيد بن جبير قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل السكينة معه (أي لم يصبه اضطراب ولا خوف) ومن جعل الهاء للنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن الوقف كافيا ووجب الوصل.
علاماته: يغلب أن يكون بعده:
1 -
(السين) أو (سوف): كما في: وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ [هود: 93]