الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقد قرأ القرآن علي أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه، وقرأ علي زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وكان يتردد عليهما، فيأخذ من هذا قراءة ابن مسعود، ومن ذاك قراءة علي، وهكذا استوثق في القراءة، وجمع فيها بين أقوي المصادر.
قال عنه أبو إسحاق السبيعي: ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم وروي عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: سألت أبي أي القراءة أحب إليك؟ فقال: قراءة أهل المدينة، فإن لم يكن فقراءة عاصم.
وقد أثني عليه الأئمة وقدموه في القراءة وجعلوا قراءته في مقدمة القراءات المتواترة، وتلقوا روايته بالقبول. وكان رحمة الله إلي جانب علمه بالقراءة عالما بالسنة، لغويا، نحويا، فقهيا، وكان رجلا صالحا خيرا ثقة.
روي عنه القراءة كثيرون عد منهم الذهبي: حفص بن سليمان، وأبا بكر شعبة بن عباس، والمفضل بن محمد الضّبّي، والأعمش، ونعيم بن ميسرة
…
وهؤلاء قرءوا عليه القرآن.
وفاته: قيل توفي رحمه الله سنة سبع وعشرين ومائة هجرية (وفي قول آخر مائة وعشرين من الهجرة) جزاه الله عن الأمة خير الجزاء.
ترجمة الإمام حفص
هو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الغاضري (قبيلة من بني أسد) البزاز الكوفي المعروف بحفيص وكنيته «أبو عمر» ، ولد سنة 90 هـ وتوفي سنة 180 هـ.
كان ربيب عاصم (ابن زوجته)، وكان أعلم أصحابه بقراءته أخذ القراءة عنه تلقينا.
ثناء العلماء عليه: أما في القراءة فيعدونه مقدما على أبي بكر بن عباس (شعبة) وهو الراوي الآخر عن عاصم. فهو أكثر حفظا وإتقانا، ولذلك اشتهرت روايته وتلقاها الأئمة بالقبول.
يقول الحافظ الذهبي: وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عباس ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها علي عاصم.
وقال يحيي بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم رواية «حفص بن سليمان»
وليس بغريب علي حفص فقد قرأ علي عاصم مرارا. وقد كان رحمه الله متخصصا بالقراءة متقنا لها، ولم يكن شأنه كذلك في الحديث
…
قال الذهبي في ميزان الاعتدال: كان ثبتا في القراءة، واهيا في الحديث، لأنه كان يتقن القرآن ويجوده، ولا يتقن الحديث، وإلا فهو في نفسه صادق.
وشهد له الشاطبي بقوله:
................ «وحفص وبالإتقان كان مفضلا» نزل رحمه الله ببغداد فأقرأ بها، وجاور في مكة فأقرأ بها، وكما سبق أن بينا، فقد قرأ القرآن علي إمامه عاصم (زوج أمه)، وقرأ عاصم بالرواية التي أقرأها لحفص على أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأ عاصم بالرواية التي أقرأها لشعبة علي زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وروى عن حفص رواة كثيرون منهم:
حسين بن محمد المروزي، وحمزة بن قاسم الأحوال، وسليمان بن داود الزهراني
…
وكثيرون غيرهم. غفر الله لهم جميعا.