الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من هذا العرض أردنا أن نخلص إلى حقيقتين هامتين:
1 -
أن النّفس: هو هواء الشهيق أو الزفير الذي يمر بيسر وسهولة بين الوترين الصوتيين حال ارتخائهما وتباعدهما فلا يتعامل معهما وبالتالي لا يتولد عن مروره أي صوت.
2 -
أما الصوت: فهو الزفير الذي يمر بالوترين الصوتيين حال كونهما منطبقين ومشدودين فعند ما يتسرب من بينهما يهتز الوتران لمروره، ومن هذه الاهتزازات يتولد الصوت.
ومن صفات الحروف:
أولا: الصفات التي لها ضد:
1 -
الهمس: لغة: هو كل ما خفي من كلام، ومشي، ونحوه.
واصطلاحا: هو خفاء الحرف وضعف صوته بسبب جريان النفس معه عند النطق به لضعف الاعتماد على المخرج.
حروفه: عشرة مجموعة في قولهم: (حثه شخص فسكت) وأخفى هذه الحروف وأضعفها على الإطلاق (الهاء) ولشدة خفائها قوّوها بمدّ الصلة.
وإنما لقبت تلك الحروف بالمهموسة لأن الهمس هو الحس الخفي الضعيف، فلما كانت ضعيفة لقبت بذلك
2 -
الجهر: لغة: هو الإعلان.
واصطلاحا: هو انحباس جريان النفس عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج.
وحروفه: تسعة عشر حرفا وهي ما سوى حروف الهمس وإنما لقبت بالجهر لأن الجهر: الصوت الشديد القوي، فلما كانت في خروجها كذلك لقبت به، لأن الصوت يجهر بها.
3 -
الشدة: لغة: القوة.
واصطلاحا: أن يشتد لزوم الحرف لموضعه ويقوي فيه حتى يمنع الصوت أن يجري معه عند اللفظ به، فانحباس جريان الصوت نتيجة غلق المخرج عند الحرف الشديد.
حروفه: ثمانية أحرف يجمعها قولك (أجد قط بكت) والشدة من علامات قوة الحرف فإن كان معها جهر وإطباق واستعلاء فذلك غاية القوة وإنما لقبت بالشدة لاشتداد الحرف في مخرجه حتى لا يخرج معه صوت. ألا ترى أنك تقول في الحرف الشديد (أج)(أط) فلا يجري النفس مع الجيم والطاء ..
4 -
الرخاوة: لغة: اللين.
واصطلاحا: جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على مخرجه، فهو أضعف من الشديد. ألا ترى أنك تقول (اس)(اش) فيجرى النفس معهما.
وحروفه: هي بقية الحروف المتبقية بعد حروف (الشدة) وحروف (التوسط) وإنما لقبت بالرخوة لأن الرخاوة اللين فإن وجدت إحدى هذه الصفات الضعيفة في حرف كان فيه ضعف، وإذا اجتمعت فيه كان أضعف الحروف نحو (الهاء).
(التوسط) أو (البينية) لغة: الاعتدال واصطلاحا: انحباس بعض الصوت، وجريان بعضه عند النطق بالحرف، لاعتدال مخرجه. أو هي التي لا يجري الصوت معها جريانه مع الرخوة، ولا ينحبس انحباسه مع الشدة، فالصوت يجري معها ضعيفا.
وحروفه: ثمانية مجموعة في قولهم (لن عمر)
5 -
الاستعلاء: لغة: الارتفاع.
واصطلاحا: ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى حتى يمتلئ
الفم بصداه، لذا ترتب على الاستعلاء التفخيم .. أي تغليظ النطق بالحرف بواسطة ارتفاع اللسان والمخرج إلى الحنك الأعلى.
حروفه: سبعة مجموعة في عبارة (خص ضغط قظ).
والمعتبر في الاستعلاء هو: «أقصى اللسان» وبذلك تخرج «الجيم والشين والياء» لأنها من استعلاء «وسط اللسان» ، وكذلك تخرج «الكاف» لأنها مما بين «وسط اللسان وأقصاه» . لذلك لا تعد تلك الحروف من حروف الاستعلاء.
6 -
الاستفال: لغة: الانخفاض.
واصطلاحا: تنحيف الحرف بانخفاض اللسان عند النطق به.
حروفه: ما تبقى من الحروف بعد حروف الاستعلاء. وترتب على الاستفال ترقيق الحرف.
7 -
الإطباق: لغة: التلاصق.
واصطلاحا: التصاق بعض اللسان بالحنك الأعلى وانحصار الصوت بينهما.
حروفه: أربعة حروف فقط هي: (ص، ض، ط، ظ)
قاعدة: «كل إطباق استعلاء» وليس العكس صحيحا، ألا ترى أنك إذا نطقت بالغين والخاء والقاف وقلت (أغ)(أخ)(أق) استعلى اقصى اللسان من غير إطباق وإذا نطقت بالصاد وأخواتها (أص)(أط) استعلى أقصى اللسان وانطبق وانحصر الصوت عند النطق بها بين اللسان والحنك.
8 -
الانفتاح: لغة: الافتراق.
واصطلاحا: هو افتراق اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف فلا ينحصر الصوت بينهما.
حروفه: جميع حروف اللغة العربية حروف انفتاح ما عدا حروف الإطباق الأربعة.
9 -
الإذلاق: لغة: الفصاحة والخفة.
واصطلاحا: خفة الحرف عند النطق لخروجه من طرف اللسان أو الشفتين بخفة وسهولة.
وحروفه: ستة مجموعة في قولك (فرمن لب).
10 -
الإصمات: لغة: المنع أو الإسكات.
واصطلاحا: خروج الحرف بكلفة وصعوبة. وقيل أيضا: منع انفراد حروف الإصمات ببناء أصول الكلمات العربية «الرباعية أو الخماسية» لثقلها على اللسان وإلا كانت غير عربية ككلمتي (مسجد) و (أستاذ).
حروفه: باقي حروف الهجاء المتبقية بعد استبعاد حروف الاذلاق الستة. وقد جمع ابن الجزري الصفات العشر السابقة في مقدمة الجزرية قائلا:
صفاتها جهر ورخو مستفل
…
منفتح مصمتة، والضد قل
مهموسها (فحثه شخص سكت)
…
شديدها لفظ (أجد قط بكت)
وبين رخو والشديد (لن عمر)
…
وسبع علو (خص ضغط قظ) حصر
وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة
…
و (فرّ من لب) الحروف المذلقة