الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفتا:" الخفاء" و" الغنة"
أولا: صفة الخفاء:
الخفاء لغة: الاستتار. واصطلاحا: هو خفاء الصوت عند النطق بأحرفه حروفه: أربعة حروف:
أ- حروف المد الثلاثة وهي: الألف، والواو، والياء، السواكن، المجانس لها ما قبلها من حركة. وسميت خفية لأنها تخفي في اللفظ إذا اندرجت بعد حرف قبلها.
ب- الهاء: وسبب خفائها اجتماع ست صفات للضعف بها ولخفائها قوّوها بالصلة الكبرى والصغرى
ثانيا: صفة الغنة:
الغنّة: مصطلح يجرى استخدامه بكثرة فى علم التجويد، اختلف العلماء فى تعريفه، وقد عدها البعض صفة من صفات الحروف وعدها البعض الآخر مخرجا لذا كان لزاما علينا أن نقف على مدلولها وأن نتعرف على مخرجها وكيفية إخراجها.
وقد رأيت أن أستعرض أغلب ما قيل فى الغنة من أقوال السلف والمحدثين:
الغنة: لغة: صوت له رنين فى الخيشوم. شبهه البعض بصوت الغزالة إذا ضاع وليدها.
والغنة: (فى تعريف علماء الصوتيات):
صوت يخرج فيه الهواء أثناء عملية النطق من التجويف الأنفى
…
وهى صوت مستقر فى جوهر كل من «الميم» و «النون» وصفته لازمة لهما ويطلق على كل منهما حرف «أغنّ» أو أنفى.
والغنة: (فى تعريف علماء التجويد):
صوت يخرج من الخياشيم، لا عمل للسان فيه ومحلها «التنوين» و «النون» و «الميم» بشرط سكونهن وعدم إظهارهن (1).
(1) الحميد: ص 301.
ويرى بعض النحاة وبعض القراء أن صوت الغنة «صوت مستقل فرعى» يخرج من الخيشوم وهو أقصى الأنف وفيه مخرج واحد يخرج منه أصوات الغنة.
يقول مكى بن أبى طالب القيسى: «الغنة نون ساكنة خفيفة تخرج من الخياشيم وهى تكون تابعة للنون الساكنة الخالصة السكون غير المخفاة- وهى التى تتحرك مرة وتسكن مرة- كالتنوين لأنه نون ساكنة، وللميم الساكنة» .
والغنة تظهر عند إدغام النون الساكنة والتنوين فى النون والميم، (ولا تدغم) وتظهر أيضا عند إدغام النون والتنوين فى الياء والواو ويجوز أن تدغم فلا تظهر.
والغنة حرف «مجهور» «شديد» ، لا عمل للسان فيها، والخيشوم الذى يخرج منه هذه الغنة هو المركب فوق غار الحلق الأعلى فهو صوت يخرج من ذلك الموضع» (1).
مخرج الغنة: تأرجح ملمح الغنة عند تصنيفه فى كتب التجويد والقراءات بين المخارج والصفات فتم تصنيفه فى رأى بعض العلماء حسب مكان نطقه وبالنسبة للبعض الآخر حسب طريقة نطقه.
ومنهم من عد الغنة صوتا مستقلا يخرج من الخيشوم (2) وعدها ابن الجزري وابن الطحان من صفات الحروف مثل القلقلة والجهر والتفشي ....... الخ.
مصطلح «الخيشوم» : اتفقت معظم المعاجم الحديثة على أن كلمة الخيشوم تدل على أقصى الأنف. ويعمل تدخل التجويف الأنفى على تبديل وتعديل الصوت الأصلى للحرف والفارق بين الصوت المعدل والصوت الأصلى غير المعدل هو سبب الإدراك والتمييز بين الصوت «الفمى» والصوت «الأنفى» أى بين الصوت حال صدوره من الممر الفمى فقط، والصوت عند ما يصدر من كلا الممرين: الفمى والأنفى (3). كالتمييز بين النون الظاهرة بدون غنة، وصوت النون المخفاة بغنة.
(1) الرعاية، ص 240.
(2)
انظر الفرنواني وابن الجزري وابن الطحان.
(3)
التجويد القرآني، أ. د. محمد صالح الضالع، ص 30.