الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان أحد الأعيان بالديار المصريّة إلى أن قبض عليه الملك الناصر وحبسه فى سلطنته الثالثة.
وتوفّى الأمير سيف الدين بهادر الشّمسىّ بقلعة دمشق، وكان أحد من قبض عليه الملك الناصر وحبسه. وكان مشهورا بالشجاعة والإقدام.
وتوفّى الأمير سيف الدين منكوتمر الطّبّاخى، والأمير سيف الدين أركتمر كلاهما بالجبّ من قلعة الجبل.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ذراعان ونصف. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وسبع عشرة إصبعا. وكان الوفاء بعد النّوروز بأيّام.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 719]
السنة العاشرة من ولاية الملك الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر، وهى سنة تسع عشرة وسبعمائة.
فيها توفّى الشيخ الصالح المعتقد أبو الفتح نصر بن سليمان «1» بن عمر المنبجىّ «2» لحنفىّ بزاويته «3» بالقاهرة فى جمادى الآخرة، ودفن بجوار الزاوية. ومولده سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وكان عالما زاهدا متقشفا، سمع الحديث وبرع فى الفقه
والتصوّف، وأقبل عليه ملوك عصره. ذكر ابن «1» أخيه الشيخ قطب الدين قال:
سألنى الشيخ يوما هل قرب وقت العصر؟ فقلت: لا، وبقى يسألنى عن ذلك ساعة فساعة وهو مسرور مستبشر بوقت العصر، فلما دخل وقت العصر مات.
رحمه الله.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم شهاب الدين أبو عبد الله الحسين بن سليمان بن فزارة الكفرى (بفتح الكاف «2» ) البصروىّ الحنفى فى ثالث عشر جمادى الأولى ودفن بقاسيون، وكان فقيها محدّثا ناب «3» فى الحكم، وحمدت سيرته، وسمع الكثير وبرع فى الفقه وغيره.
وتوفّى الأمير سيف الدين كراى المنصورىّ معتقلا بقلعة الجبل، وكان من أكابر مماليك المنصور قلاوون، وولى نيابة القدس، ثمّ ولّاه الملك الناصر محمد فى سلطنته هذه الثالثة نيابة الشام بعد قراسنقر، ثم قبض عليه وحبسه بالكرك مدّة، ثمّ نقله إلى القاهرة وحبسه بقلعة الجبل إلى أن مات فى هذا التاريخ.
وتوفّى الأمير سيف الدين إغزلو العادلى بدمشق، وكان من أكابر أمرائها، وكان ولى نيابة دمشق فى أواخر دولة أستاذه الملك العادل زين الدين كتبغا فعزله الملك المنصور حسام الدين لاچين عن نيابة دمشق، ثم صار بعد ذلك من أمراء دمشق إلى أن مات. وكانت ولايته على نيابة دمشق نحوا من ثلاثة أشهر، وكان موصوفا بالشجاعة والإقدام.
وتوفّى الأمير سيف الدين قيران الشمسىّ بدمشق ودفن بقاسيون بتربة ابن مصعب، وكان من جملة أمراء دمشق، وكان ديّنا خيّرا عفيفا مع كرم وشجاعة.
وتوفّى الأمير علاء الدين طيبرس بن عبد الله الخازندارىّ نقيب الجيوش المنصورة وأحد أمراء الطبلخاناه فى العشرين من شهر ربيع الآخر، ودفن بقبّته التى أنشأها بمدرسته على باب جامع الأزهر. واستقرّ عوضه فى نقابة الجيش الأمير شهاب الدين أحمد بن آقوش العزيزى المهمندار «1» . وطيبرس هذا هو الذي كان أنشأ الجامع والخانقاه على النيل، وعرف ذلك المكان بالطّيبرسىّ، وقد تهدّم الجامع»
والخانقاه، ونقل صوفيّتها إلى مدرسته «3» التى أنشأها على باب الجامع الأزهر على يمنة الداخل إلى الجامع. وكان من أجلّ الأمراء وأقدمهم، وطالت أيامه فى وظيفته، أقام فيها أربعا وعشرين سنة، لم يقبل لأحد هديّة، وإنما كان شأنه عمارة إقطاعه والزراعة، ومن ذلك نالته السعادة وعمّر الأملاك. وكان ديّنا خيّرا بخلاف آقبغا عبد الواحد الذي عمّر مدرسته «4» أيضا على باب الجامع الأزهر فى مقابلة طيبرس هذا.
وتوفّى الشيخ بدر الدين أبو عبد الله محمد بن منصور بن إبراهيم بن منصور بن رشيد الربعى الحلبىّ الشافعىّ المعروف بابن الجوهرىّ. ولد بحلب فى ثالث عشر صفر سنة اثنتين وخمسين وستمائة، وكان فاضلا ديّنا أثنى عليه الحافظ البرزالىّ فى معجمه.
وكانت وفاته فى يوم السبت سابع عشر «5» جمادى الآخرة من السنة. رحمه الله.