الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبيه الفرج، وكان أبوه متولّيا إذ ذاك لمالقة «1» ، فلمّا أراد إسماعيل هذا «2» الخروج لامه أبوه، فقبض إسماعيل على أبيه، وعاش أبوه فى سلطنته بعد ذلك عزيزا مبجّلا إلى أن مات فى ربيع الأوّل سنة عشرين وسبعمائة. وقد شاخ، ثم قتل ابنه صاحب الترجمة وقتل قاتله. رحمه الله.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وأصابع. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا واثنتان وعشرون إصبعا. وهبط النيل بسرعة فشرقت الأراضى.
والله تعالى أعلم.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 721]
السنة الثانية عشرة من ولاية الملك الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر، وهى سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
فيها توفّى الشيخ الإمام المقرئ عفيف الدين عبد الله بن عبد الحقّ بن عبد الله ابن عبد الأحد القرشىّ المخزومىّ الدّلاصىّ «3» المصرىّ. مات بمكة المشرّفة فى رابع «4» عشر
المحرّم، ومولده فى شهر رجب سنة ثلاثين وستمائة، وكان إماما مقرئا زاهدا أقام أكثر من ستين سنة يقرئ القرآن تجاه الكعبة.
وتوفى الشيخ شمس الدين محمد بن علىّ بن عمر المازنىّ الأديب المعروف بالدهّان بدمشق. وكان شاعرا مجيدا يعرف الأنغام والموسيقى وصناعة الدّهان «1» ، وكان يعمل الشعر ويلحّنه موسيقى ويغنّى به فيكون من شعره وصناعته. ومن شعره موشّحة أوّلها:
بأبى غصن بانة حملا
…
بدر دجى بالجمال قد كملا، أهيف
فريد حسن ما ماس أو سفرا
إلا أغار «2» القضيب والقمرا
يبدى لنا بابتسامه دررا
فى شهد لذّ طعمه وحلا
…
كأنّ أنفاسه نسيم طلا، قرقف «3»
وتوفّى الطواشى صفىّ الدين جوهر مقدّم المماليك السلطانية. كان رجلا صالحا ديّنا خيّرا وله حرمة وصولة عظيمة على المماليك وغيرهم. ولى التّقدمة فى أيام المظفر بيبرس الجاشنكير، فلمّا عاد الملك الناصر إلى ملكه عزله بصواب الرّكنى، واستمر بطّالا إلى أن مات.
وتوفى الشيخ حميد الدين أبو الثناء محمود بن محمد بن محمود بن نصر النّيسابورىّ شيخ الخانقاه الرّكنية بيبرس فى تاسع عشر جمادى الآخرة. ومولده سنة خمس وأربعين وستمائة.
وتوفّى الملك المؤيّد هزبر الدّين داود ابن الملك المظفّر يوسف بن عمر بن رسول التّركمانىّ الأصل اليمنىّ المولد والمنشأ والوفاة صاحب ممالك اليمن، تسلطن بعد أخيه فى المحرّم سنة ست وتسعين وستمائة فملك نيّفا وعشرين سنة، وكان قبل سلطنته تفقّه وحفظ كفاية المتحفّظ [ونهاية «1» المتلفّظ فى اللغة] ومقدّمة «2» ابن بابشاذ.
وبحث التنبيه «3» وطالع وفضل وسمع الحديث، وجمع الكتب النفيسة فى سلطنته، حتى قيل إنّ خزانة كتبه اشتملت على مائة ألف مجلّد. وكان مشكور السّيرة محبّا لأهل الخير. ولمّا أنشأ قصره بظاهر زبيد قال فيه الأديب تاج الدين «4» عبد الباقى اليمنى أبياتا، منها:
أنسى بإيوانه كسرى فلا خبر
…
من بعد ذلك عن كسرى لإيوان
وفى الملك المؤيد يقول أيضا عبد الباقى المذكور وقد ركب المؤيّد فيلا:
الله ولّاك يا داود مكرمة
…
ورتبة ما أتاها قبل سلطان
ركبت فيلا وظل الفيل ذا رهج
…
مستبشرا وهو بالسلطان فرحان
لك الإله أذلّ الوحش أجمعه
…
هل أنت داود فيه أم سليمان