الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنا أبيض كم جئت يوما أسودا
…
فأعدته بالنصر يوما أبيضا
ذكر إذا ما استلّ يوم كريهة
…
جعل الذكور من الأعادى حيّضا
أختال ما بين المنايا والمنى
…
وأجول فى وسط القضايا والقضا
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وخمس عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وعشرون إصبعا. وكان الوفاء يوم النوروز.
والله تعالى أعلم.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 739]
السنة [المتمّة] الثلاثين من ولاية الملك الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر، وهى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.
فيها توفّى خطيب القدس زين الدين عبد الرحيم «1» ابن قاضى القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعىّ الحموىّ الأصل المعروف بابن جماعة
وتوفّى الأمير سيف الدين بهادر بن عبد الله المعزّىّ «2» الناصرىّ أحد أمراء الألوف بالديار المصرية فى ليلة الجمعة تاسع شعبان. وكان أميرا جليلا معظّما فى دولة أستاذه، بلغت تركته مائة ألف دينار، أخذها النّشو ناظر الخاصّ.
وتوفّى قاضى القضاة العلّامة جلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ابن محمد بن عبد الكريم القزوينىّ الشافعىّ بدمشق فى خامس عشر جمادى الآخرة.
وكان ولى قضاء مصر والشام، وكان عالما بارعا مفتنّا فى علوم كثيرة، وله مصنّفات فى عدّة فنون. وكان مولده بالموصل فى سنة ست «3» وستين وستمائة.
وتوفّى الشيخ الإمام الحافظ المؤرخ علم الدين القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد [ابن يوسف «1» ] البرزالىّ الشافعى بخليص «2» ، وهو محرم فى رابع ذى الحجة عن أربع وسبعين سنة. وبرزالة: قبيلة قليلة جدّا. وكان أبوه شهاب الدين «3» محمد من كبار عدول دمشق. وأما جدّ أبيه محمد «4» بن يوسف فهو الإمام الحافظ زكىّ الدين الرحّال محدّث الشام أحد الحفّاظ المشهورين. وقد تقدّم ذكره. انتهى. وكان الحافظ علم الدين هذا محدّثا حافظا فاضلا، سمع الكثير ورحل إلى البلاد وحصّل ودأب وسمع خلائق كثيرة، تزيد عدّتهم على ألفى شيخ، وحدّث وخرّج وأفاد وأفتى وصنّف تاريخا على السنين.
وتوفّى الشيخ الأديب أبو المعالى زين الدين خضر بن إبراهيم بن عمر بن محمد ابن يحيى الرفّاء الخفاجىّ المصرىّ عن تسع وسبعين سنة. ومن شعره فى ساق:
لله ساق له ردف فتنت به
…
لمّا تبدّى بساق منه برّاق
فلا تسل فيه عن وجدى وعن ولهى
…
فأصل ما بى من ردف ومن ساق
قلت: وأحسن من هذا قول القيراطىّ: «5»
وأغيد يسقى الطّلا
…
بديع حسن قد بهر
فى كفّه شمس فما
…
له لرائيه قمر
وأحسن منهما قول القائل فى هذا المعنى:
قد زمزم الساقى الذي لم يزل
…
يدير للأحباب كأس المدام
وقد فهمناه وهمنا به
…
بأحسن ما زمزم وسط المقام
وتوفّى الشيخ جمال الدين أحمد بن هبة الله بن المكين الإسنانى «1» الفقيه الشافعىّ بإسنا، وقد جاوز السبعين سنة فى شوّال.
وتوفّى الأمير علاء الدين على ابن أمير حاجب والى مصر وأحد الأمراء العشرات وهو معزول، وكان عنده فضيلة، وعنى بجمع القصائد النبويّة، حتى كمل عنده منها خمسة وسبعون «2» مجلدا.
وتوفّى قاضى القضاة فخر الدين أبو عمرو عثمان «3» بن علىّ بن عثمان بن علىّ بن عثمان ابن إسماعيل بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب بن علىّ بن هبة الله بن ناجية الشافعىّ المعروف بابن خطيب جبرين «4» بالقاهرة بالمدرسة المنصورية ليلة السبت السابع والعشرين من المحرّم ودفن بمقابر الصوفيّة. ومولده فى العشر الأخير من شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وستين وستمائة بالحسنية ظاهر القاهرة. وكان بارعا فى الفقه والأصول والنحو والأدب والحديث والقراءات، وتولّى قضاء حلب سنة ست وثلاثين وسبعمائة فتكلّم فيه، فطلبه الملك الناصر وطلب ولده، فروّعهما الحضور قدّامه لكلام أغلظه لهما، فنزلا مرعوبين ومرضا بالبيمارستان المنصورىّ، فمات ولده قبله، وتوفّى هو بعده بيوم أو يومين. وكان عالما، وله عدّة مصنّفات، شرح الشامل
الصغير، وشرح التعجيز «1» ، و [شرح «2» ] مختصر ابن الحاجب و [شرح «3» ] البديع لابن الساعاتى. وقد استوعبنا ترجمته فى المنهل الصافى بأوسع من هذا.
وتوفّى الأمير الفقيه علاء الدين أبو الحسن علىّ بن بلبان بن عبد الله الفارسىّ الحنفىّ بمنزله على شاطئ النيل فى تاسع شوّال. ومولده فى سنة خمس وسبعين وستمائة.
كان إماما فقيها بارعا محدّثا، أفتى ودرّس وحصّل من الكتب جملة مستكثرة، وصنّف عدّة مصنّفات، ورتّب التقاسيم «4» والأنواع لابن حبّان «5» ، ورتّب الطبرانى ترتيبا جيّدا إلى الغاية، وألف سيرة لطيفة للنبىّ صلى الله عليه وسلم، وكتابا فى المناسك جامعا لفروع كثيرة فى المذهب.
وتوفّى القاضى فخر الدين محمد بن بهاء الدين عبد الله بن أحمد [بن علىّ «6» ] المعروف بابن الحلّى بالقدس الشريف. وكان رئيسا، ولى نظر جيش دمشق عدّة سنين.
وتوفّى علاء الدين علىّ بن هلال الدولة بقلعة شيزر «7» بعد ما ولى بالقاهرة عدّة وظائف.
وتوفّى الأمير سيف «8» الدين بيليك بن عبد الله المحسنىّ بطرابلس. وكان من جملة أمرائها «9» .
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وخمس عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وعشر أصابع. والله تعالى أعلم.