الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوفّى المسند المعمّر مسند الديار المصرية شرف الدين يحيى بن يوسف المقدسىّ المعروف بابن المصرىّ بالقاهرة عن نيّف وتسعين سنة «1» .
وتوفّى الشيخ كمال الدين «2» أبو الحسن علىّ [بن «3» الحسن بن علىّ] الحويزانىّ شيخ خانقاه سعيد السّعداء فى صفر بالقاهرة. وكانت لديه فضيلة، وعنده صلاح وخير.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وثمانى عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وست عشرة إصبعا. والله تعالى أعلم.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 738]
السنة التاسعة والعشرون من ولاية الملك الناصر الثالثة على مصر، وهى سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.
فيها توفّى قاضى قضاة دمشق شهاب الدين محمد ابن المجد عبد الله بن الحسين ابن علىّ الإربلىّ الزرزارىّ «4» الشافعىّ، وقع عن بغلته فلزم الفراش أسبوعا ومات فى جمادى الأولى بدمشق. ومولده سنة اثنتين وستين وستمائة. وكان بارعا فى الفقه والفروع والشروط، وأفتى ودرّس وكتب الطباق وسمع الكثير، وولّى قضاء دمشق بعد القاضى جمال الدين بن»
جملة، وعزل بالقاضى جلال الدين القزوينىّ. ولمّا تولّى القاضى شهاب الدين ابن القيسرانىّ كتابة سرّ دمشق توجّه القاضى شهاب الدين هذا إليه لتهنئته، فنفرت به البغلة فى الطريق فوقع فشجّ دماغه، فحمل فى محفّة
إلى بيته ومات بعد أسبوع. ولمّا وقع عن بغلته قال فيه الشيخ شمس الدين محمد ابن الخيّاط الدمشقىّ رحمه الله:
بغلة قاضينا إذا زلزلت
…
كانت له من فوقها الواقعه
تكاثر ألهاه من عجبه
…
حتى غدا ملقّى على القارعه
فأظهرت زوجته عندها «1»
…
تضايقا بالرحمة الواسعه
وتوفى الشيخ الإمام العلّامة النحوىّ ركن الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الجليل المعروف بابن القوبع «2» القرشىّ التونسىّ المالكىّ النحوىّ، صاحب الفنون الكثيرة بالقاهرة عن أربع وسبعين سنة.
وتوفّى شيخ الإسلام شرف الدين هبة الله ابن قاضى حماة نجم الدين عبد الرحيم ابن أبى الطاهر إبراهيم بن المسلم بن هبة الله بن حسّان بن محمد بن منصور بن أحمد الشافعىّ الجهنى المعروف بابن البارزىّ قاضى حماة فى نصف ذى القعدة. ومولده فى خامس «3» شهر رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة. وكان إماما علّامة فى الفقه والأصول والنحو واللغة، وأفتى ودرّس سنين وانتفع الطلبة به وتخرّج به خلائق، وحكم بحماة دهرا، ثم ترك الحكم وذهب بصره. وصنّف كتبا كثيرة، وحجّ مرّات، وحدّث بأماكن. ولمّا مات غلّقت [أبواب «4» ] جماة لمشهده. ومن مصنّفاته:
تفسيران، و «كتاب بديع القرآن» ، و «وشرح الشاطبية» ، و «الشرعة «5» فى السبعة» و «كتاب الناسخ والمنسوخ» ، و «كتاب مختصر جامع الأصول» ، مجلدين و «الوفا
فى شرح [أحاديث «1» ] المصطفى» ، و «الأحكام على أبواب التنبيه» . و «غريب الحديث» ، و «شرح «2» الحاوى فى الفقه» أربع مجلدات، و «مختصر التنبيه فى الفقه» ، و «الزبدة فى الفقه» ، والمناسك. [وكتاب «3» فى] العروض، وغير ذلك.
وتوفى القاضى الرئيس محيى الدين يحيى بن فضل الله بن مجلّى العمرىّ القرشىّ كاتب السّر الشريف بالشام أوّلا ثم بمصر آخرا، وهو أخو القاضى شرف الدين عبد الوهاب «4» ، وأخو القاضى بدر الدين «5» محمد، ووالد القاضى العلّامة شهاب الدين أحمد «6» ، وبدر الدين محمد «7» ، وعلاء الدين «8» علىّ، وجدّ القاضى بدر الدين محمد «9» بن علىّ آخر من ولى من بنى فضل الله كتابة السرّ بديار مصر الآتى ذكره فى محله إن شاء الله تعالى.
قال الشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك: لم أر فى عمرى من كتب النسخ وخرّج التخاريج والحواشى أحلى وأظرف ولا ألطف منه، بل الشيخ فتح الدين بن سيد الناس معه والقاضى جمال الدين «10» إبراهيم ابن شيخنا شهاب الدين محمود؛ فإن هؤلاء الثلاثة غاية فى حسن الكتابة. لكن القاضى محيى الدين هذا رعشت يده وارتجّت كتابته أخيرا. قال: ولم أر عمرى من نال سعادته فى مثل أولاده وأملاكه ووظائفه وعمره. وكان السلطان قد بالغ أخيرا فى احترامه وتعظيمه، وكتب له فى أيام الأمير سيف الدين ألجاى الداودار توقيعا بالجناب العالى يقبّل الأرض، واستعفى من
ذلك وكشطها وقال: ما يصلح لمتعمم أن يعدّى به «المجلس العالى» . انتهى كلام الشيخ صلاح الدين.
وتوفّى قاضى القضاة جمال الدين يوسف بن إبراهيم بن جملة الدمشقىّ الشافعىّ قاضى قضاة دمشق بها. وكان فقيها بارعا، ولى قضاء دمشق إلى أن عزل بقاضى القضاة شهاب الدين بن المجد.
وتوفى الأمير سيف الدين طغجى بن عبد الله المنصورىّ فى الحبس. وكان من أعيان الأمراء البرجية معدودا من الشجعان.
وتوفّى الأمير سيف الدين صلديه «1» بن عبد الله كاشف الوجه القبلىّ، وكان من الظّلمة، مهّد البلاد فى ولايته.
وتوفّى الأمير سيف الدين آقول بن عبد الله المنصورىّ ثم الناصرىّ الحاجب بديار مصر. وكان من أعيان الأمراء.
وتوفّى الشيخ الأديب شهاب الدين أحمد بن يوسف بن هلال الصّفدىّ الطبيب، ومولده فى سنة إحدى وستين وستمائة. كان من جملة أطبّاء السلطان، وكان بارعا فى الطب، وله قدرة على وضع «2» المشجّرات، ويبرز أمداح الناس فى أشكال أطيار وعمائر وأشجار وعقد وأخياط وغير ذلك، وله نظم ونثر. ومن شعره ما يكتب على سيف: