الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
***
[ما وقع من الحوادث سنة 713]
السنة الرابعة «1» من ولاية الملك الناصر محمد الثالثة على مصر، وهى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة.
فيها توفّى القاضى عماد الدين أبو الحسن على ابن القاضى فخر الدين عبد العزيز ابن القاضى عماد الدين عبد الرحمن بن السّكّرىّ فى يوم الجمعة السادس والعشرين من صفر، وكان فاضلا فقيها، توجّه رسولا من قبل الملك الناصر إلى غازان، وولى تدريس مشهد الحسين بالقاهرة وعدّة وظائف دينية، وولى خطابة جامع الحاكم.
وتوفى الأمير المسند علاء الدين أبو سعيد بيبرس التّركىّ العديمىّ الحنفىّ بحلب، ودفن بتربة ابن العديم، وقد قارب التسعين سنة. وانفرد بالرواية قبل موته، وقصد من الأقطار ورحل إليه من حدّث بالكثير.
وتوفى صاحب «2» مرّاكش من بلاد الغرب الأمير سليمان بن عبد الله [بن يوسف «3» ] بن يعقوب المرينىّ «4» ، وولى بعده عمّه أبو سعيد عثمان بن يعقوب واستوسق أمره.
وتوفّى الخان طقطاى بن منكوتمر بن طغاى «1» بن باطو بن چنكزخان ملك التتار بالبلاد الشمالية بمكان يسمّى كرنا «2» على مسافة من مدينة صراى «3» عشرة أيام. وذكره ابن كثير فى السنة الخالية، والصحيح ما قلناه. وكانت مملكته ثلاثا وعشرين سنة، ومات وله ثلاثون سنة. وكان شهما شجاعا مقداما، وكان على دين التتار فى عبادة الأصنام والكواكب، يعظّم الحكماء والأطباء والفلاسفة، ويعظّم المسلمين أكثر من الجميع، غير أنه لم يسلم؛ وكانت عساكره كثيرة جدّا؛ يقال إنه جرّد مرة من كلّ عشرة واحدا، فبلغت التجريدة مائة ألف وخمسين ألفا.
وكانت وفاته فى شهر رمضان، ومات ولم يخلّف ولدا، فجلس على تخت الملك من بعده أزبك خان بن طغرلجا بن منكوتمر بن طغاى [بن باطو] بن چنكزخان.
وكان الذي أعان أزبك خان على السلطنة شخص من أمرائهم من المسلمين يقال له قطلقتمر كان على تدبير ممالكهم.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ذراعان وسبع أصابع. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وسبع أصابع. وكان الوفاء قبل النّوروز بيوم واحد.