الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنها:
إنّى قصدتك لا ألوى على بشر
…
ترمى النوى بى سراعا نحو مسراك
وقد حططت رحالى فى حماك عسى
…
تحطّ أثقال أو زارى بلقياك
كما حططت بباب المصطفى أملى
…
وقلت للنفس بالمأمول بشراك
محمد خير خلق الله كلّهم
…
وفاتح الخير ماحى كلّ إشراك
قلت: وهى أطول من ذلك وكلها على هذا المنوال، وهو نظم فقيه لا بأس به.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وخمس أصابع. والله أعلم.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 728]
السنة التاسعة عشرة من ولاية الملك الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر، وهى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
فيها توفّى شيخ الإسلام تقىّ الدين أبو العبّاس أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن عبد الله بن أبى القاسم [الخضر «1» ] بن محمد بن تيميّة الحرّانىّ الدّمشقىّ الحنبلىّ بدمشق فى ليلة الاثنين العشرين من ذى القعدة فى سجنه بقلعة دمشق. ومولده فى يوم الاثنين عاشر ربيع الأوّل سنة إحدى وستين وستمائة.
وكان سجن بقلعة دمشق لأمور «2» حكيناها فى غير هذا المكان. وكان إمام عصره بلا
مدافعة فى الفقه والحديث والأصول والنحو واللّغة وغير ذلك. وله عدّة مصنّفات «1» مفيدة يضيق هذا المحلّ عن ذكر شىء منها. أثنى عليه جماعة من العلماء مثل الشيخ تقىّ «2» الدين بن دقيق العيد والقاضى شهاب الدين الجوينى والقاضى شهاب الدّين ابن النّحاس. وقال القاضى كمال الدين بن الزّملكانىّ المقدّم ذكره: اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، ثمّ جرت له محن فى مسألة الطلاق الثلاث، وشدّ الرّحال إلى قبور الأنبياء والصالحين، وحبّب للناس القيام عليه. وحبس مرات بالقاهرة والإسكندرية ودمشق، وعقد له مجالس بالقاهرة ودمشق مع أنّه حصل له فى بعضها تعظيم من الملك الناصر محمد بن قلاوون، وأطلق وتوجّه إلى دمشق وأقام بها إلى أن ورد مرسوم شريف فى سنة ستّ وعشرين وسبعمائة بأن يجعل فى قلعة دمشق فى قاعة، فجعل فى قاعة حسنة وأقام بها مشغولا بالتصنيف والكتابة.
ثم بعد مدّة منع من الكتابة والمطالعة وأخرجوا ما عنده من الكتب، ولم يتركوا عنده دواة ولا قلما ولا ورقة، ثم ساق ابن الزّملكانى كلاما طويلا الأليق الإضراب عنه.
وتوفّى الأمير سيف الدين جوبان بن تلك بن ندوان «3» نائب القان بو سعيد ملك التّتار، وكان جوبان هذا قد ثقل على بو سعيد فأسرّ إلى خاله ايرنجى «4» قتله
فلم يمكنه ذلك، فأخذ ابنه دمشق «1» خجا وقتله «2» ، ففرّ جوبان إلى هراة فلم يسلم وقتل بها. وكان شجاعا عالى الهمّة حسن الإسلام. أجرى العين إلى مكّة فى جمادى الأولى سنة ستّ وعشرين وسبعمائة، وأنشأ مدرسة بالمدينة النبويّة، ولمّا مات حمل إلى مكّة مع الرّكب العراقىّ وطيف به الكعبة ووقف به عرفة وهو ميّت، ثم مضى به إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فدفن بالبقيع.
وتوفّى أمير المدينة النبويّة الشريف كبيش بن منصور بن جمّاز الحسينىّ المدنىّ فى أوّل «3» شعبان قتيلا. وكانت ولايته على المدينة بعد قتل أبيه منصور فى رابع «4» عشر رمضان سنة خمس وعشرين وسبعمائة، قتله أولاد ودّى «5» ، وكان ودّى قد حبس بقلعة الجبل، فولى بعده إمرة المدينة أخوه طفيل.
وتوفّى الأمير الكبير شمس الدين قراسنقر بن عبد الله المنصورىّ بمدينة مراغة «6» من عمل أذربيجان «7» فى يوم السبت سابع عشرين شوّال، وكان من كبار المماليك المنصوريّة وأجلّ أمرائهم، وقد ولى نيابة حلب والشام ثم حلب، وهو أحد من كان سببا فى قتل الملك الأشرف خليل بن قلاوون، وأحد من كان السبب لعود الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى ملكه فى هذه المرّة الثالثة، وقد مرّ من ذكره فى ترجمة المظفّر بيبرس الجاشنكير، وفى أوّل سلطنة الملك الناصر الثالثة، وحكينا
كيفية خروجه من البلاد الحلبية إلى التتار، فلا حاجة إلى ذكر ذلك ثانيا، وما ذكرناه هنا إلّا بسبب وفاته والتعريف به. انتهى.
وتوفّى ببغداد مفتى العراق وعالمه الشيخ جمال «1» الدين عبد الله بن محمد بن علىّ ابن حمّاد بن ثابت الواسطى مدرّس المستنصريّة «2» فى ذى القعدة. ومولده فى سنة ثمان وثلاثين وستمائة.
وتوفّى الأمير سيف الدين جوبان بن عبد الله المنصورىّ أحد أكابر أمراء دمشق بها فى العشرين من صفر سنة ثمان وعشرين، وكان شجاعا مقداما.
وتوفّى الأمير سيف الدين بكتمر البوبكرىّ «3» فى سجنه بقلعة الجبل يوم الخميس النصف من شعبان. وكان من أكابر الأمراء من أصحاب بيبرس الجاشنكير وسلّار، فلمّا تسلطن الملك الناصر ثالث مرّة قبض عليه فى جملة من قبض عليهم وحبسه بقلعة الجبل إلى أن مات.
وتوفّى الشيخ عفيف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المحسن الواعظ الشهير بابن الخرّاط البغدادى الدّوالينىّ الحنبلىّ فى هذه السنة. ومولده فى سنة بضع «4» وثلاثين وستمائة. وكان إماما واعظا بليغا، ولوعظه موقع فى القلوب وعليه قابليّة.