الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبا بكر وعمر رضى الله عنهما من مدفنهما، فعجّل الله بهلاكه إلى جهنّم وبئس المصير هو ومن يعتقد معتقده كائنا من كان. وكان موته فى السابع والعشرين من شهر رمضان بمدينته التى أنشأها وسمّاها السلطانيّة «1» فى أرض قنغرلان «2» بالقرب من قزوين، وتسلطن بعده ولده بو سعيد فى الثالث عشر من شهر ربيع الأوّل من سنة سبع عشرة وسبعمائة، لأنه كان فى مدينة أخرى وأحضر منها وتسلطن.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وست أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا واثنتان وعشرون إصبعا. والله تعالى أعلم.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 717]
السنة الثامنة من ولاية الملك الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر، وهى سنة سبع عشرة وسبعمائة.
فيها توفّى قاضى القضاة جمال الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ أبى الربيع سليمان بن سويد «3» الزّواوىّ المالكى قاضى دمشق بها، فى التاسع من جمادى الأولى.
وكان فقيها عالما عالى الهمّة محدّثا بارعا مشكور السّيرة فى أحكامه.
وتوفّى القاضى الرئيس شرف الدين أبو محمد عبد الوهاب بن جمال الدين فضل الله ابن المجلّى القرشىّ العدوى العمرىّ، كاتب السر الشريف بدمشق فى ثالث رمضان ودفن بسفح قاسيون. ومولده سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وكان إماما فى كتابة الإنشاء عارفا بتدبير الممالك مليح الخطّ غزير العقل وخدم عدة سلاطين، وكان كاملا فى فنّه لم يكن فى عصره من يدانيه ولا يقاربه. ومن شعره ما كتبه للشهاب محمود فى صدر كتاب:
كتبت والقلب «1» يدنينى إلى أمل
…
من اللّقاء ويقصينى عن الدار
والوجد «2» يضرم فيما بين ذاك وذا
…
من الجوانح «3» أجزاء من النار
وتوفّى الأديب الفاضل شمس الدين أبو العبّاس أحمد بن أبى المحاسن يعقوب «4» ابن إبراهيم بن أبى نصر الطّيبى الأسدىّ بطرابلس فى سادس «5» رمضان. ومولده فى سنة تسع وأربعين وستمائة. وكان كاتب الدّرج بطرابلس وكان فاضلا ناظما ناثرا.
ومن شعره:
ما مسّنى الضّيم إلّا من أحبّائى
…
فليتنى كنت قد صاحبت أعدائى
ظننتهم لى دواء الهمّ فانقلبوا
…
داء يزيد بهم همّى وأدوائى
من كان يشكو من الأعداء جفوتهم
…
فإنّنى أنا شاك من أودّائى