الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبرزين والظرفاء الْمَشْهُورين قَالَ الأبيوردي فَمن مليح مَا أسمعنيه أَنه قَالَ سَأَلنَا أَبَا الْقَاسِم ابْن ناقياء البغداي عَن المتنبي وَابْن نباتة والرضي فَقَالَ إِن مثلهم عِنْدِي مثل رجل بني أبنية شاهقة وقصوراً عالية وَهُوَ المتنبي فجَاء آخر وَضرب حولهَا سرادقاً وخيماً وَهُوَ ابْن نَبَاته ثمَّ جَاءَ الرضي ينزل تَارَة عِنْد هَذَا وَتارَة عِنْد ذَاك
3 -
(عَليّ بن سُلَيْمَان)
الْأَخْفَش الصَّغِير عَليّ بن سُلَيْمَان بن الْفضل أَبُو الْحسن الْأَخْفَش الصَّغِير والأخفش أَرْبَعَة وَقد ذكرتهم فِي الألقاب فِي حرف الْهمزَة توفّي الْأَخْفَش هَذَا سنة خمس عشرَة وَثَلَاث مائَة قَالَ المرزباني وَلم يكن بالمتسع فِي الرِّوَايَة للْأَخْبَار وَالْعلم والنحو وَمَا عَلمته صنف شَيْئا الْبَتَّةَ وَلَا قَالَ شعرًا وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن مسَائِل النَّحْو ضجر وانتهر كثيرا مِمَّن يواصل مساءلته ويتابعها
قَالَ وشهدته يَوْمًا وَقد صَار إِلَيْهِ رجل من حلوان كَانَ يُكرمهُ فحين رَآهُ قَالَ لَهُ من الْكَامِل
(حياك رَبك أَيهَا الْحلْوانِي
…
وَكَفاك مَا يَأْتِي من الْأَزْمَان)
ثمَّ الْتفت إِلَيْنَا وَقَالَ مَا يحسن من الشّعْر إِلَّا هَذَا وَمَا يجْرِي مجْرَاه وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَق النديم فِي كتاب الفهرست لَهُ من التصانيف كتاب الأنواء كتاب تَفْسِير رِسَالَة كتاب سِيبَوَيْهٍ كتاب التَّثْنِيَة وَالْجمع كتاب شرح سِيبَوَيْهٍ كتاب الْحداد قَالَ ياقوت وَوجدت أهل مصر ينسبون إِلَيْهِ كتابا فِي النَّحْو هذبه أَحْمد بن جَعْفَر الدينَوَرِي وَسَماهُ الْمُهَذّب
وَكَانَ ابْن الرُّومِي الشَّاعِر كثير الهجاء للأخفش لِأَن ابْن الرُّومِي كَانَ كثير الطَّيرَة وَكَانَ الْأَخْفَش كثير المزح وَكَانَ يباكره قبل كل أحد ويطرق الْبَاب عَلَيْهِ فَيَقُول من بِالْبَابِ فَيَقُول الْأَخْفَش حَرْب بن مقَاتل وَمَا أشبه ذَلِك فَقَالَ لَهُ اختر على أَي قافية تُرِيدُ أَن أهجوك فَقَالَ)
على رُوِيَ قصيدة دعبل الشينية فَقَالَ من المتقارب
(أَلا قل لنحويك الْأَخْفَش
…
أنست فقصر وَلَا توحش)
(وَمَا كنت فِي عيه مقصرا
…
وأشلاء أمك لم تنبش)
مِنْهَا
(أما والقريض ونقاده
…
وبحشك فِيهِ مَعَ البحش)
(ودعواك عرفان نقاده
…
بِفضل النقي على الأنمش)
(لَئِن جِئْت ذَا بشر حالك
…
لقد جِئْت ذَا نسب أبرش)
(وَمَا وَاحِد جَاءَ من أمة
…
بِأَعْجَب من ناقد أخفش)
(كَأَن سنا الشتم فِي عرضه
…
سنا الْفجْر فِي السحر الأغبش)
(أَقُول وَقد جَاءَنِي أَنه
…
ينوش هجائي مَعَ النوش)
(إِذا أغطش الدَّهْر أَحْكَامه
…
سَطَا أَضْعَف الْقَوْم بالأبطش)
(وَمَا كل من أفحشت أمه
…
تعرض للمقذع الأفحش)
وَهِي طَوِيلَة فَلَمَّا سَار هجاؤه جمع أَصْحَابه وَكَانَ للأخفش جمَاعَة أَصْحَاب من الرؤساء ودخلوا على ابْن الرُّومِي فَكف عَن هجائه وسألوه أَن يمدحه فَقَالَ من الْخَفِيف
(ذكر الْأَخْفَش الْقَدِيم فَقُلْنَا
…
إِن للأخفش الحَدِيث لفضلا)
(وَإِذا مَا حكمت وَالروم قومِي
…
فِي كَلَام مُعرب كَانَ عدلا)
(أَنا بَين الْخُصُوم فِيهِ غَرِيب
…
لَا أرى الزُّور للمحاباة أَهلا)
(وَمَتى قلت بَاطِلا لم ألقب
…
فيلسوفاً وَلم أسم هرقلا)
وَقدم الْأَخْفَش مصر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَخرج مِنْهَا سنة سِتّ وَثَلَاث مائَة إِلَى حلب مَعَ أَحْمد بن بسطَام صَاحب الْخراج وَلم يعد إِلَى مصر وَضَاقَتْ بِهِ الْحَال إِلَى أَن أكل السلجم النيء فَقيل أَنه قبض على قلبه فَمَاتَ فَجَاءَهُ فِي شعْبَان وَكَانَ قد سمع أَبَا العيناء وثعلباً والمبرد وَالْفضل الزيدي
الفرغليطي الشَّافِعِي عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان أَبُو الْحسن الْمرَادِي
الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الشقوري الفرغليطي بِالْفَاءِ قبل الرَّاء وغين مُعْجمَة قبل اللَّام وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وطاء مُهْملَة)
هَكَذَا وجدته مُقَيّدا أَبُو الْحسن قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي الْحَافِظ خرج من الأندلس وَدخل بَغْدَاد وَكَانَ ثبتاً صلباً فِي السّنة توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة
أَبُو الطريف اليمامي عَليّ بن سلمَان أَبُو الطريف السّلمِيّ اليمامي الشَّاعِر قدم بَغْدَاد فوصله عَليّ بن يحيى بن المنجم بالمعتمد على الله فمدحه وَصَارَ من شعرائه وَمن شعره من الْبَسِيط
(أتهجرون فَتى أغري بكم تيها
…
حَقًا لدَعْوَة صب أَن تجيبوها)
(أهْدى إِلَيْكُم على نأي تحيته
…
حيوا بِأَحْسَن مِنْهَا أَو فردوها)
(شيعتهم فاسترابوني فَقلت لَهُم
…
إِنِّي بعثت مَعَ الأجمال أحدوها)
(قَالُوا فَمَا نفس يَعْلُو كَذَا صعداً
…
وَمَا لعينك مَا ترقا مآقيها)
(قلت التنفس من تدآب سيركم
…
ودمع عَيْني تجْرِي من قذى فِيهَا)
(حَتَّى إِذا ارتحلوا وَاللَّيْل معتكر
…
خفضت فِي جنحه صوتي أناديها)
(يَا من بهَا أَنا هيمان ومختبل
…
هِيَ لي إِلَى الْوَصْل من عُقبى أرجيها)
حيدة النَّحْوِيّ عَليّ بن سُلَيْمَان أَبُو الْحسن الملقب حيدة اليمني النَّحْوِيّ التَّمِيمِي كَانَ من وُجُوه أهل الْيمن وأعيانهم علما ونحواً وشعراً صنف كتبا مِنْهَا كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ كشف الْمُشكل فِي مجلدين وَقَالَ فِيهِ يمدحه من الْكَامِل
(صنفت للمتأدبين مصنفاً
…
سميته بِكِتَاب كشف الْمُشكل)
(سبق الْأَوَائِل مَعَ تَأَخّر عصره
…
كم آخر أزرى بِفضل الأول)
(قيدت فِيهِ كلما قد أرْسلُوا
…
لَيْسَ الْمُقَيد كَالْكَلَامِ الْمُرْسل)
وَمن شعره يحصره جمع التكسير من الطَّوِيل
(سَأَلت عَن التكسير فَاعْلَم بِأَنَّهَا
…
ثَمَانِيَة أوزان جمع المكسر)
(فَأَرْبَعَة أوزان كل مقلل
…
وَأَرْبَعَة أوزان كل مكثر)
(فعال وأفعال وَفعل وأفعل
…
وأفعلة مِنْهَا وفعلان فَانْظُر)
(وَمِنْهَا فعول يَا أخي فعلة
…
وتمثيلها إِن كَانَ لم تتَصَوَّر)
(جمالب وأفراس وَأسد وأكبش
…
وأكسية حمر لفتيان حمير)
)
(أَتَانَا عشَاء فِي ربوع لفتية
…
من التغلبيين الْكِرَام ويشكر)
(وكل خماسي إِذا مَا جمعته
…
فآخره فاحذف وَلَا تتعثر)
(فتجمع قرطعباً قراطع سالكاً
…
بِهِ مَسْلَك الْجَمِيع الرباعي الموقر)
قَالَ ياقوت قلت هَذَا عجب مِمَّن يصنف كتابا كَبِيرا فِي النَّحْو وَيَقُول جمع المكثر أَرْبَعَة أوزان وَهِي تَجِيء على نَحْو من خمسين وزنا قلت
الزهراوي الطَّبِيب عَليّ بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الزهراوي قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ عَالما بِالْعدَدِ والهندسة معتنياً بِعلم الطِّبّ وَله كتاب شرِيف فِي الْمُعَامَلَات على طَرِيق الْبُرْهَان وَهُوَ الْكتاب الْمُسَمّى بِكِتَاب الْأَركان وَكَانَ قد أَخذ كثيرا من الْعُلُوم الرياضية عَن أبي الْقَاسِم المجريطي وَصَحبه مُدَّة
الطَّبِيب عَليّ بن سُلَيْمَان أَبُو الْحسن الطَّبِيب قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ طَبِيبا فَاضلا متقناً للحكمة والعلوم الرياضية متميزاً فِي صناعَة الطِّبّ أوحد فِي أَحْكَام النُّجُوم
وَكَانَ فِي زمن الْعَزِيز وَولده الْحَاكِم وَلحق أَيَّام الظَّاهِر وَله من الْكتب اخْتِصَار الْحَاوِي فِي الطِّبّ كتاب الْأَمْثِلَة والتجارب والنكت وَالْأَخْبَار والخواص الطبية المنتزعة من كتب أبقراط وجالينوس وَكتاب التَّعَالِيق الفلسفية مقَالَة فِي أَن قبُول الْجِسْم التجزي لَا يقف وَلَا يَنْتَهِي إِلَى مَا لَا يتَجَزَّأ وتعديل شكوك تلْزم مقَالَة أرسطو فِي الْأَبْصَار وتعديل شكوك كواكب الذَّنب
ابْن عَم الْمَنْصُور عَليّ بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس ولي نِيَابَة الجزيرة وَغَيرهَا وَهُوَ ابْن عَم الْمَنْصُور وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة
ابْن السباك الْحَنَفِيّ عَليّ بن سنجر الإِمَام الْعَالم تَاج الدّين ابْن قطب الدّين أبي الْيمن الْبَغْدَادِيّ ابْن السبك الْحَنَفِيّ عَالم بَغْدَاد قَالَ ولدت فِي شعْبَان سنة سِتِّينَ أَو سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة سمع وَهُوَ كهل نصف صَحِيح البُخَارِيّ من ابْن أبي الْقَاسِم وَأَحْكَام ابْن تَيْمِية مِنْهُ وإحياء عُلُوم الدّين من كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الْمُبَارك المخرمي ومسند الدَّارمِيّ من سِتّ الْمُلُوك وَله إجَازَة من أبي)
الْفضل ابْن الدباب وَمُحَمّد بن المزيح وَأخذ السَّبع عَن أَمِين الدّين مبارك بن عبد الله الْموصِلِي والمنتجب التكريتي وتفقه على ظهير الدّين مُحَمَّد بن عمر البُخَارِيّ وعَلى مظفر الدّين أَحْمد بن عَليّ بن تغلب ابْن الساعاتي صَاحب مجمع الْبَحْرين وَقَرَأَ الْفَرَائِض على أبي الْعَلَاء مَحْمُود الكلاباذي وَالْأَدب على حُسَيْن بن إياز وَحفظ اللمع فِي الْمفصل والبداية وأصول ابْن الْحَاجِب وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بالمستنصرية وَكتب الْمَنْسُوب وَقَالَ الشّعْر وَله أرجوزة فِي الْفِقْه وَشرح أَكثر الْجَامِع الْكَبِير وَكَانَ فصيحاً بليغاً ذكياً كَبِير الشَّأْن وَمن شعره من الْخَفِيف
(هَل أرى للفراق آخر عهد
…
إِن عمر الْفِرَاق عمر طَوِيل)
(طَال حَتَّى كأننا مَا اجْتَمَعنَا
…
فَكَأَن التقاءنا مُسْتَحِيل)
وأنشدني تَقِيّ الدّين ابْن رَافع قَالَ أنشدنا المطري قَالَ أنشدنا المطري قَالَ أنشدنا تَاج الدّين ابْن السباك لنَفسِهِ من الْبَسِيط