المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(علي بن طراد) - الوافي بالوفيات - جـ ٢١

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء الْحَادِي وَالْعِشْرين)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(عَليّ)

- ‌(المَسْعُودِيّ المؤرخ)

- ‌(عَليّ بن حَمْزَة)

- ‌(عَليّ بن الْخطاب)

- ‌(عَليّ بن خَليفَة)

- ‌(عَليّ بن دَاوُد)

- ‌(عَليّ بن دبيس)

- ‌(عَليّ بن ربيعَة)

- ‌(عَليّ بن زُرَيْق)

- ‌(عَليّ بن زِيَاد)

- ‌(عَليّ بن زيد)

- ‌(عَليّ بن سَالم)

- ‌(عَليّ بن سعد)

- ‌(عَليّ بن سعيد)

- ‌(عَليّ بن سلمَان)

- ‌(عَليّ بن سُلَيْمَان)

- ‌(عَليّ بن سهل)

- ‌(عَليّ بن صَالح)

- ‌(عَليّ بن أبي طَالب)

- ‌(عَليّ بن طَاهِر)

- ‌(عَليّ بن طَلْحَة)

- ‌(عَليّ بن طراد)

- ‌(عَليّ بن عباد)

- ‌(عَليّ بن الْعَبَّاس)

- ‌(عَليّ بن عبد الله)

- ‌(عَليّ بن عبد الْجَبَّار)

- ‌ عَليّ بن عبد الرَّحْمَن

- ‌(عَليّ بن عبد الرَّحِيم)

- ‌(عَليّ بن عبد الصَّمد)

- ‌(عَليّ بن عبد الْعَزِيز)

- ‌(عَليّ بن عبد الْغَنِيّ)

- ‌(عَليّ بن عبد الْكَافِي)

- ‌(عَليّ بن عبد الْملك)

- ‌(عَليّ بن عبد الْوَاحِد)

- ‌(عَليّ بن عَبدة)

- ‌(عَليّ بن عبيد الله)

- ‌(عَليّ بن عُثْمَان)

- ‌(عَليّ بن عقيل)

- ‌(عَليّ بن عَليّ)

- ‌(عَليّ بن عمر)

- ‌(عَليّ بن عِيسَى)

- ‌(عَليّ بن الْفضل)

- ‌(عَليّ بن الْقَاسِم)

- ‌(عَليّ بن الْمُبَارك)

- ‌(عَليّ بن المحسن)

- ‌ عَليّ بن مُحَمَّد

الفصل: ‌(علي بن طراد)

وفصول أبقراط ومسائل حنين وديوان فتيَان الشاغوري كَبِير إِلَى الْغَايَة

3 -

(عَليّ بن طَاهِر)

السّلمِيّ النَّحْوِيّ عَليّ بن طَاهِر بن جَعْفَر أَبُو الْحسن السّلمِيّ النَّحْوِيّ كَانَ ثِقَة دينا توفّي سنة خمس مائَة

سمع أَبَا عبد الله بن سلوان وَأَبا الْقَاسِم الشمشاطي وَأَبا نصر أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن الكفرطابي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ غيث بن عَليّ وَغَيره وَكَانَت لَهُ حَلقَة فِي الْجَامِع وقف فِيهَا خزانَة كَانَت فِيهَا كتبه وَكَانَ مولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة

3 -

(عَليّ بن طَلْحَة)

ابْن كردان النَّحْوِيّ عَليّ بن طَلْحَة بن كردان أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ كَانَ يعرف بِابْن السحناتي وَلم يبع قطّ السحناة وَإِنَّمَا كَانَ أعداؤه يلقبونه بذلك صحب أَبَا عَليّ الْفَارِسِي وَعلي بن عِيسَى الرماني وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا سِيبَوَيْهٍ والواسطيون يفضلونه على ابْن جني والربعي صنف كتابا فِي إِعْرَاب الْقُرْآن

كَانَ يُقَارب خَمْسَة عشر مجلداً ثمَّ بدا لَهُ فِيهِ قبل مَوته فَغسله وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ متنزهاً متصوناً قلت أَظُنهُ عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن طَلْحَة الْمُقدم ذكره وَلَكِن رَأَيْت ياقوت ذكره ثمَّ وَذكر هَذَا هُنَا وَالظَّاهِر أَنَّهُمَا وَاحِد فَإِن الوفاتين وَاحِدَة والترجمة وَاحِدَة

3 -

(عَليّ بن طراد)

الْوَزير أَبُو الْقَاسِم الزَّيْنَبِي عَليّ بن طراد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن الْوَزير الْكَبِير أَبُو الْقَاسِم ابْن نقيب النُّقَبَاء الْكَامِل أبي الفوارس الْهَاشِمِي العباسي الزَّيْنَبِي وَزِير الخليفتين المسترشد والمقتفي كَانَ شجاعاً جريئاً خلع الراشد الَّذِي اسْتخْلف بعد أَن قتل أَبوهُ وَجمع النَّاس على خلعه وعَلى مبايعة المقتفي فِي يَوْم وَاحِد وَكَانَ النَّاس يعْجبُونَ من

ص: 104

ذَلِك وَلم يزل مُسْتَقِيم الْحَال إِلَى أَن تغير عَلَيْهِ المقتفي فَأَرَادَ الْقَبْض عَلَيْهِ فالتجأ إِلَى دَار السُّلْطَان مَسْعُود بن مُحَمَّد إِلَى أَن قدم السُّلْطَان بَغْدَاد فَأمر بِحمْلِهِ إِلَى دَاره مكرماً وَجلسَ فِي دَاره ملاصقاً للخليفة وَهُوَ ملازم الْعِبَادَة وكل من كَانَ لَهُ عَلَيْهِ إدرار لم يقطعهُ فِي عَزله إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة

وَسمع الْكثير من أَبِيه وعميه أبي نصر مُحَمَّد وَأبي طَالب الْحُسَيْن وَمن عَليّ بن أَحْمد البشري ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَنصر بن أَحْمد بن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة النعالي والوزير نظام الْملك أبي عَليّ الْحسن وَغَيرهم وَكَانَت لَهُ إجَازَة من أبي جَعْفَر ابْن الْمسلمَة وَحدث بِأَكْثَرَ مروياته

الْحَاجِب عَليّ بن طغريل الْأَمِير عَلَاء الدّين الْحَاجِب الْكَبِير بِدِمَشْق حضر من الْقَاهِرَة إِلَى دمشق حاجباً فِي شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فِي أَوَاخِر أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين يلبغا فَمَا أَقَامَ إِلَّا يَسِيرا حَتَّى جرى مَا جرى ليلبغا على مَا هُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمته وَكَانَت الملطفات قد جَاءَت من السُّلْطَان المظفر حاجي إِلَى الْأَمِير عَلَاء الدّين الْمَذْكُور وَإِلَى الْأُمَرَاء بإمساك يلبغا فَلَمَّا هرب يلبغا سَاق خَلفه عَليّ بن طغريل وَجَمَاعَة من الْأُمَرَاء ورد من ورد مِنْهُم وَبَقِي هُوَ وَرَاءه إِلَى أَن اضطره إِلَى حماه

حكى لي الْأَمِير سيف الدّين تمر المهمندار أَنه رَآهُ وَقد جَاءَهُ اثْنَان من جمَاعَة يلبغا وطعناه برمحيهما وَأَنه عطل ذَلِك بقفا سَيْفه وَلم يؤذ أحدا مِنْهُمَا وَكَانَ يَحْكِي ذَلِك ويتعجب من فروسيته وَلم يزل بِدِمَشْق إِلَى أَن وصل الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه فَلم يزل يدْخل عَلَيْهِ وَيطْلب الْإِقَالَة من الشَّام وَالرُّجُوع إِلَى مصر إِلَى أَن كتب لَهُ إِلَى بَاب السُّلْطَان فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَحضر الْأَمِير سيف الدّين)

منجك عوضه إِلَى دمشق حاجباً وَأقَام الْأَمِير عَلَاء الدّين ابْن طغريل بِالْقَاهِرَةِ بطالاً إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بالطاعون

الزَّيْنَبِي النَّقِيب عَليّ بن طَلْحَة بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الزَّيْنَبِي قَلّدهُ الإِمَام المستنجد نقابة العباسيين وَالصَّلَاة والخطابة بِمَدِينَة السَّلَام بعد وَفَاة أَبِيه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَ شَابًّا حَدثا أَمْرَد لَهُ من الْعُمر مَا يُقَارب الْعشْرين سنة فَبَقيَ على ولَايَته إِلَى أَن ظهر لَهُ أَنه يُكَاتب قوما من الْمُخَالفين للديوان فَقبض عَلَيْهِ فِي ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة وَقطعت أَصَابِع يَده الْيُمْنَى وَبَقِي فِي محبسه بدار الْخلَافَة إِلَى أَن أخرج مَيتا فِي شهر

ص: 105

ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائ ة

ابْن الْمَعْتُوه الطَّبِيب عَليّ بن الطّيب أَبُو الْحسن المتطيب الْمَعْرُوف بِابْن الْمَعْتُوه الْبَغْدَادِيّ توفّي فِي طَرِيق مَكَّة أَو فِي مَكَّة وَهُوَ الصَّحِيح سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة وَكَانَ فِيهِ دين وَخير

ابْن طيدمرككز عَليّ بن طيدمر الْأَمِير عَلَاء الدّين أحد أُمَرَاء العشرات بِدِمَشْق ابْن الْأَمِير سيف الدّين كَانَ وَالِده يعرف بطيدمرككز بكافين مضمومتين بعدهمَا زَاي وَالِده من مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وَكَانَ هَذَا عَلَاء الدّين عَليّ مليح الْوَجْه ظريفاً إِلَى الْغَايَة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى وَلم يبقل وَجهه فِي طاعون دمشق فِي أَوَائِل شهر رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة

ابْن ظافر الْمصْرِيّ عَليّ بن ظافر بن حُسَيْن الْفَقِيه الْوَزير جمال الدّين أَبُو الْحسن الْأَزْدِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي ابْن الْعَلامَة أبي مَنْصُور ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وتفقه على وَالِده وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة وَقَرَأَ الْأَدَب وبرع فِيهِ وَقَرَأَ على وَالِده الْأُصُول وَكَانَ بارعاً فِي التَّارِيخ وأخبار الْمُلُوك وَحفظ من ذَلِك جملَة وافرة ودرس بِمَدِينَة الْمَالِكِيَّة بِمصْر بعد أَبِيه وَترسل إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَولي وزارة الْملك الْأَشْرَف ثمَّ انْصَرف عَنهُ وَقدم مصر وَولي وكَالَة السلطنة مُدَّة وَكَانَ متوقد الخاطر طلق الْعبارَة وَمَعَ تعلقه بالدنيا لَهُ ميل كثير إِلَى أهل الْآخِرَة محباً لأهل الدّين وَالصَّلَاح أقبل فِي آخر عمره على مطالعة الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة وأدمن)

النّظر فِيهَا وروى عَنهُ القوصي وَغَيره وَله تواليف مِنْهَا الدول المنقطعة وَهُوَ كتاب مُفِيد جدا فِي بَابه وبدائع البدائه والذيل عَلَيْهِ وأخبار الشجعان وأخبار الْمُلُوك السلجوقية وأساس السياسة ونفائس الذَّخِيرَة لِابْنِ بسام وَلم يكمل وَلَو كمل كَانَ مَا فِي الْأَدَب مثله وملكته بِخَطِّهِ

ص: 106

وَكتاب التشبيهات وَكتاب من أُصِيب وابتدأ بعلي بن أبي طَالب رضي الله عنه وَغير ذَلِك

نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْبَسِيط

(إِنِّي لأعجب من حبي أكتمه

جهدي وجفني بفيض الدمع يعلنه)

(وَكَون من أَنا أهواه وأعشقه

يخرب الْقلب عمدا وَهُوَ مَسْكَنه)

(وأعجب الْكل أمرا أَن مبسمه

من أَصْغَر الدّرّ جرما وَهُوَ أثمنه)

قلت وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الرجز

(كم من دم يَوْم النَّوَى مطلول

بَين رسوم الْحَيّ والطلول)

(بانو فَلَا جسم وَلَا ربع لَهُم

إِلَّا رَمَاه الْبَين بالنحول)

(يَا راحلين والفؤاد مَعَهم

مسابقاً فِي أول الرعيل)

(ردوا فُؤَادِي إِنَّه مَا باعكم

إِيَّاه إِلَّا طرفِي الْفُضُولِيّ)

(وَرب ظَبْي مِنْكُم يخَاف من

سطوة عَيْنَيْهِ أسود الغيل)

(أنار مِنْهُ الْوَجْه حَتَّى كدت أَن

أَقُول لَوْلَا الدّين بالحلول)

(ينقص بِالْعِلَّةِ كل كَامِل

فِي الْحسن غير لحظه العليل)

وَقَالَ فِي بَدَائِع البدائه اجْتمعَا لَيْلَة من ليَالِي رَمَضَان بالجامع وَجَلَسْنَا بعد انْقِضَاء الصَّلَاة للْحَدِيث وَقد وَفد فانوس السّحُور فاقترح بعض الْحُضُور على الأديب أبي الْحجَّاج يُوسُف بن عَليّ بن الرّقاب المنبوز بالنعجة أَن يصنع قِطْعَة فِي فانوس السّحُور وَإِنَّمَا طلب بذلك إِظْهَار عَجزه فَصنعَ من الطَّوِيل

(وَنجم من الفانوس يشرق ضوؤه

وَلكنه دون الْكَوَاكِب لَا يسري)

(وَلم أر نجماً قطّ قبل طلوعه

إِذا غَار ينْهَى الصائمين عَن الْفطر)

فانتدبت لَهُ من بَين الْجَمَاعَة وَقلت لَهُ هَذَا التَّعَجُّب لَا يَصح لِأَنِّي والحاضرين قد رَأينَا نجوماً لَا تدخل تَحت الْحصْر وَلَا تحصى بِالْعدَدِ إِذا غارت نهي الصائمون عَن الْفطر وَهِي نُجُوم)

الصَّباح فأسرف الْجَمَاعَة بعد ذَلِك فِي تقريعة وَأخذُوا فِي تمزيق عرضه وتقطيعه فَصنعَ أَيْضا من الْبَسِيط

(هَذَا لِوَاء سحور يستضاء بِهِ

وعسكر الشهب فِي الظلماء جرار)

ص: 107

(والصائمون جَمِيعًا يَهْتَدُونَ بِهِ

لِأَنَّهُ علم فِي رَأسه نَار)

وَلما أَصْبَحْنَا سمع من كَانَ غَائِبا من أَصْحَابنَا مَا جرى بَيْننَا فَصنعَ الرشيد أَبُو عبد الله بن منانو رَحمَه الله تَعَالَى من السَّرِيع

(أحبب بفانوس غَدا صاعداً

وضوءه دَان من الْعين)

(يقْضِي بفطر وبصوم مَعًا

فقد حوى وصف الهلالين)

وصنع الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد القلعي من الْبَسِيط

(وكوكب من ضرام الزند مطلعه

تسري النُّجُوم وَلَا يسري إِذا رقبا)

(يراقب الصُّبْح خوفًا أَن يفاجئه

فَإِن بدا طالعاً فِي أفقه غربا)

(كَأَنَّهُ عاشق وافى على شرف

يرْعَى الحبيب فَإِن لَاحَ الرَّقِيب خبا)

ثمَّ إِنِّي صنعت بعد ذَلِك من الطَّوِيل

(أَلَسْت ترى شخص الْمنَار وَعوده

عَلَيْهِ لفانوس السّحُور لهيب)

(كحامل منظوم الأنابيب أسمر

عَلَيْهِ سِنَان بالدماء خضيب)

(ترى بَين زهر الزهر مِنْهُ شَقِيقَة

لَهَا الْعود غُصْن والمنار كثيب)

(ويبدو كخد أَحْمَر والدجى لمى

بدا فِيهِ ثغر للنجوم شنيب)

(كَأَن لزنجي الدجى من لهيبه

من خفقه قلب دهاه وجيب)

(ترَاهُ يُرَاعِي الشهب لَيْلًا فَإِن دنا

طُلُوع صباح كَانَ مِنْهُ غرُوب)

(فَهَل كَانَ يرعاها لعشق ففر إِذْ

رأى أَن رومي الصَّباح رَقِيب)

وَقلت فِي اخْتِصَار الْمَعْنى الأول من هَذِه الْقطعَة من الرجز المجزوء

(أنظر إِلَى الْمنَار وَال

فانوس فِيهِ يرفع)

(كحامل رمحاً سنا

نه خضيباً يلمع)

وَقَالَ أَيْضا من الطَّوِيل

(أَلَسْت ترى حسن الْمنَار ونوره

يرفع من جنح الدجنة أستارا)

)

(ترَاهُ إِذا مَا اللَّيْل جن مراقباً

لَهُ مضرماً فِي رَأس فانوسه نَارا)

ص: 108

(كصب بخود من بني الزنج سامها

وصالاً وَقد أبدى ليرغب دِينَارا)

وَقَالَ أَيْضا من الطَّوِيل

(وَلَيْلَة صَوْم قد سهرت بجنحها

على أَنَّهَا من طيبها تفضل الدَّهْر)

(حكى اللَّيْل فِيهَا سقف سَاج مسمراً

من الشهب قد أضحت مَسَامِيرهُ تبرا)

(وَقَامَ الْمنَار الْمشرق اللَّوْن حَامِلا

لفانوسه وَاللَّيْل قد أظهر الزهرا)

(كَمَا قَامَ رومي بكأس مدامة

وَحيا بهَا زنجية وشحت درا)

وَحين صنعت هَذِه الْقطع ندبت أَصْحَابنَا للْعَمَل فَصنعَ شهَاب الدّين يَعْقُوب من المتقارب

(رَأينَا الْمنَار وجنح الظلام

من الجو يسدل أستاره)

(وَحلق فِي الجو فانوسه

فَذهب بِالنورِ أقطاره)

(فَقلت المحلق قد شب فِي

ظلام الدجى للقوى ناره)

(وخلت الثريا يدا والنجو

م وَرقا غَدا الْبَدْر قسطاره)

(وخلت الْمنَار وفانوسه

فَتى قَامَ يصرف ديناره)

قَالَ وأنشدني ابْن النبيه لنَفسِهِ من الْخَفِيف

(حبذا فِي الصّيام مئذنة الجا

مَعَ وَاللَّيْل مُسبل أذياله)

(خلتها والفانوس إِذْ رفعته

صائداً وَاقِفًا لصيد الغزاله)

قَالَ وأنشدني أَبُو الْقَاسِم ابْن نفطويه لنَفسِهِ من الْبَسِيط

(يَا حبذا رُؤْيَة الفانوس فِي شرف

لمن يُرِيد سحوراً وَهُوَ يتقد)

(كَأَنَّمَا اللَّيْل والفانوس مُرْتَفع

فِي الجو أَعور زنجي بِهِ رمد)

قَالَ وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ من الْكَامِل

(نصبوا لِوَاء للسحور وأوقدوا

من فَوْقه نَارا لمن يترصد)

(فَكَأَنَّهُ شَبابَة قد قمعت

ذَهَبا فأومت فِي الدجى تتشهد)

قَالَ وأنشدني أَبُو يحيى السيولي لنَفسِهِ من الْبَسِيط

(وَلَيْلَة مثلت أسدافها لعسا

واستوضحت غرر من زهرها شنبا)

(ولاح كَوْكَب فانوس السّحُور على

إِنْسَان مقلتها النجلاء واشتهبا)

)

ص: 109

(حَتَّى كَأَن دجاها وَهُوَ ملتهب

زنجية حملت فِي كفها ذَهَبا)

وصنع أَبُو الْعِزّ مظفر الْأَعْمَى وَكتب بهَا إِلَيّ من الطَّوِيل

(أرى علما للنَّاس فِي الصَّوْم ينصب

على جَامع ابْن الْعَاصِ أَعْلَاهُ كَوْكَب)

(وَمَا هُوَ فِي الظلماء إِلَّا كَأَنَّهُ

على رمح زنجي سِنَان مَذْهَب)

(وَمن عجب أَن الثريا سماؤها

مَعَ اللَّيْل تلهي كل من يترقب)

(فطوراً تحييه بباقة نرجس

وطوراً يُحْيِيهَا بكأس تلهب)

(وَمَا اللَّيْل إِلَّا قَابض لغزالة

بفانوس نَار نَحْوهَا يتطلب)

(وَلم أر صياداً على الْبعد قبله

إِذا قربت مِنْهُ الغزالة يهرب)

قَالَ وأنشدني الشريف جَعْفَر لنَفسِهِ من مجزوء الرجز

(كَأَنَّمَا الفانوس فِي

صاريه لما اتقدا)

(لِوَاء نصر مَذْهَب

فِي رَأس رمح عقدا)

وَمن شعر ابْن ظافر من الوافر

(وَقد بَدَت النُّجُوم على سَمَاء

تَكَامل صحوها فِي كل عين)

(كسقف أَزْرَق من لازوردٍ

بَدَت فِيهِ مسامر من لجين)

وَمِنْه من الْكَامِل

(وَاللَّيْل فرع بالكواكب شائب

فِيهِ مجرته كَمثل المفرق)

(ولربما يَأْتِي الْهلَال بسحرة

متصيداً حوت النُّجُوم بزورق)

(حَتَّى إِذا هبت على المَاء الصِّبَا

وألاح نور تَمَامه بالمشرق)

(أبدى لنا علما بهيجاً مذهبا

قد لَاحَ فِي تجعيد كم أَزْرَق)

وَحكى برادة عسجد قد رام صانعها يولف بَينهَا بالزئبق وَمِنْه من الْكَامِل

(أنظر فقد أبدى الأقاحي مبسماً

ضحِكت بدر من قدود زنرجد)

(كفصوص در لطفت أجرامها

وتنظمت من حول شمسة عسجد)

وَمِنْه من الطَّوِيل

(ترى حمرَة النارنج بَين اخضرارها

كحمرة خد واخضرار عذار)

)

إِذا لَاحَ فِي كف الندامى عجبت من حنان تحايا ساكنوه بِنَار

ص: 110

وَمِنْه من الْكَامِل

(أنظر إِلَى النارنج والطلع الَّذِي

جَاءَ الْغُلَام لجمعه متماثلا)

(وكأنما النارنج قد صاغوه من

ذهب قناديلاً وَذَاكَ سلاسلا)

أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ عَليّ بن عَاصِم بن صُهَيْب مولى قريبَة بنت مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ

ولد سنة خمس وَمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ كَانَ من أهل الدّين وَالصَّلَاح وَالْخَيْر البارع مِنْهُم من تكلم فِي سوء حفظه وَمِنْهُم من أنكر عَلَيْهِ كَثْرَة الْخَطَأ والغلط قَالَ ابْن حَنْبَل أما أَنا فأحدث عَنهُ وَقَالَ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الباغندي سَمِعت أَبَا عَليّ الزَّمن يَقُول رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر عَن يَمِينه وَعمر عَن يسَاره وَعُثْمَان أَمَامه وَعلي خَلفه حَتَّى جاؤوا فجلسوا على رابية فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَيْن عَليّ بن عَاصِم أَيْن عَليّ بن عَاصِم فجيء بِهِ فَلَمَّا رَآهُ قبل بَين عَيْنَيْهِ ثمَّ قَالَ أَحييت سنتي قَالُوا يَا رَسُول الله يَقُولُونَ إِنَّه أَخطَأ فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود من عزى مصاباً فَلهُ مثل أجره فَقَالَ أَنا حدثت بِهِ ابْن مَسْعُود قَالَ الباغندي فَجئْت إِلَى عَاصِم بن عَليّ بن عَاصِم سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ فَحَدَّثته بذلك فَركب إِلَى أبي عَليّ فَسَمعهُ مِنْهُ وَتُوفِّي ابْن عَاصِم بواسط وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة

أَبُو الْقَاسِم الْفَزارِيّ عَليّ بن عَامر بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس أَبُو الْقَاسِم

ص: 111