المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(علي بن عثمان) - الوافي بالوفيات - جـ ٢١

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء الْحَادِي وَالْعِشْرين)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(عَليّ)

- ‌(المَسْعُودِيّ المؤرخ)

- ‌(عَليّ بن حَمْزَة)

- ‌(عَليّ بن الْخطاب)

- ‌(عَليّ بن خَليفَة)

- ‌(عَليّ بن دَاوُد)

- ‌(عَليّ بن دبيس)

- ‌(عَليّ بن ربيعَة)

- ‌(عَليّ بن زُرَيْق)

- ‌(عَليّ بن زِيَاد)

- ‌(عَليّ بن زيد)

- ‌(عَليّ بن سَالم)

- ‌(عَليّ بن سعد)

- ‌(عَليّ بن سعيد)

- ‌(عَليّ بن سلمَان)

- ‌(عَليّ بن سُلَيْمَان)

- ‌(عَليّ بن سهل)

- ‌(عَليّ بن صَالح)

- ‌(عَليّ بن أبي طَالب)

- ‌(عَليّ بن طَاهِر)

- ‌(عَليّ بن طَلْحَة)

- ‌(عَليّ بن طراد)

- ‌(عَليّ بن عباد)

- ‌(عَليّ بن الْعَبَّاس)

- ‌(عَليّ بن عبد الله)

- ‌(عَليّ بن عبد الْجَبَّار)

- ‌ عَليّ بن عبد الرَّحْمَن

- ‌(عَليّ بن عبد الرَّحِيم)

- ‌(عَليّ بن عبد الصَّمد)

- ‌(عَليّ بن عبد الْعَزِيز)

- ‌(عَليّ بن عبد الْغَنِيّ)

- ‌(عَليّ بن عبد الْكَافِي)

- ‌(عَليّ بن عبد الْملك)

- ‌(عَليّ بن عبد الْوَاحِد)

- ‌(عَليّ بن عَبدة)

- ‌(عَليّ بن عبيد الله)

- ‌(عَليّ بن عُثْمَان)

- ‌(عَليّ بن عقيل)

- ‌(عَليّ بن عَليّ)

- ‌(عَليّ بن عمر)

- ‌(عَليّ بن عِيسَى)

- ‌(عَليّ بن الْفضل)

- ‌(عَليّ بن الْقَاسِم)

- ‌(عَليّ بن الْمُبَارك)

- ‌(عَليّ بن المحسن)

- ‌ عَليّ بن مُحَمَّد

الفصل: ‌(علي بن عثمان)

العامري الْكُوفِي نزيل نيسابور روى عَن شريك بن عبد الله وَحَمَّاد بن زيد وَعبد السَّلَام بن حَرْب وَعبد الله بن الْمُبَارك وفضيل بن عِيَاض وَدَاوُد بن نضير الطَّائِي وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ووالده عثام وَطَائِفَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ إِسْحَق بن رَاهَوَيْه وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي وَسَلَمَة بن شبيب وَأَيوب بن الْحسن الزَّاهِد وَمُحَمّد بن عبد الْوَهَّاب الْفراء وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَجَمَاعَة وثقة أَبُو حَاتِم وروى مُسلم عَن رجل عَنهُ وَكَانَ لَا يحدث إِلَّا بعد جهد وأجود مَا أَخذ عَنهُ الحكايات والزهديات

3 -

(عَليّ بن عُثْمَان)

نظام الدّين ابْن دنينة عَليّ بن عُثْمَان بن مجلي أَبُو الْحسن نظام الدّين الْجَزرِي الْوَاعِظ ابْن دنينة بدال مُهْملَة مَضْمُومَة ونونين بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة الشَّاعِر كَانَ كثير التطواف والأسفار مدح الْأُمَرَاء وَقَرَأَ الْوَعْظ على ابْن الْجَوْزِيّ وتفقه على ابْن الْخلّ وَسمع من أبي الْفَتْح ابْن المنداى وَكَانَ ظريفاً خَفِيف الرّوح توفّي بَين قارا والنبك سنة تسع وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره ابْن الوجوهي الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن عُثْمَان بن عبد الْقَادِر بن مَحْمُود بن يُوسُف الإِمَام شمس الدّين أَبُو الْحسن ابْن الوجوهي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ شيخ الْقُرَّاء وَشَيخ رِبَاط ابْن الْأَثِير ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة قَرَأَ بالسبع على الْفَخر الْموصِلِي وَسمع من شهَاب الدّين السهروردي وَابْن روزبة

عَلَاء الدّين ابْن السايق عَليّ بن عُثْمَان بن يُوسُف بن عبد الْوَهَّاب الرئيس عَلَاء الدّين ابْن الْعدْل شرف الدّين الدِّمَشْقِي التغلبي الْكَاتِب ابْن السايق بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف بعد الْألف وَالله أعلم شيخ جليل بديع الْخط لَهُ فضل وأدب وَشعر نسخ كتبا كَثِيرَة روى عَن الرشيد بن مسلمة وَكَانَ متخلياً منقطعفا عَن النَّاس حصل لَهُ صمم وَكَانَ إِذا حدث يكْتب لَهُ فِي الأَرْض أَو فِي الْهَوَاء فَيعرف وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة وَمن شعره)

أَمِين الدّين السُّلَيْمَانِي

ص: 199

عَليّ بن عُثْمَان بن عَليّ بن سُلَيْمَان أَمِين الدّين السُّلَيْمَانِي الإربلي الصُّوفِي الشَّاعِر كَانَ من أَعْيَان شعراء الْملك النَّاصِر بن الْعَزِيز كَانَ جندياً فتصوف وَصَارَ فَقِيرا توفّي بالفيوم وَهُوَ فِي معترك المنايا سنة سبعين وست مائَة وَمن شعره من الْكَامِل

(قتل الْمُحب بهجركم من حلله

يقْضِي وَعقد وصالكم مَا انحل لَهُ)

(إِن تَطْلُبُوا لغناكم عَن وَصله

بَدَلا فَذَاك لفقره لَا بُد لَهُ)

(مزقتم أفراحه وجمعتم

ذل الغرام لَهُ وذل المسأله)

(ولهان قد سكنت إِلَيْكُم روحه

وغدت بأنواع الغرام مقلقله)

(هُوَ كَالَّذي فِي سقمه هَل عَائِد

من نحوكم يحيى بِهِ هَل من صله)

(أعلمتم فعل الجوى فِي قلبه

مُتَعَدِّيا فَلهُ دموع مهمله)

(وصرفتموه مُنْكرا بسقامه

فَردا فَعرف حَاله لَام الوله)

(مَا كَانَ أول عاشق جذب الْهوى

بعنانه وسطا عَلَيْهِ فذلله)

(يشكو الْفِرَاق إِلَى فريق لم يزل

لَهُم وعود بالوعيد مؤوله)

(ومرنح الأعطاف من خمر الصِّبَا

كم قلب صب بالصبابة بلبله)

(قابلته بالبدر لَيْلَة تمه

فتأملوا بدر السَّمَاء ومخجله)

(فالقوس حَاجِبه وَفِي وجناته

مريخه وَالشعر مِنْهُ سنبله)

(وَمن الْعَجَائِب أَنه لمحبه

يهوى الْخلاف وَلَيْسَ يعرف مَسْأَلَة)

(لَو أَنه الْكَشَّاف عَن لمع الْهوى

لرَأى مفصل ذَا الغرام ومجمله)

(أَو لَو رأى إِيضَاح نور حَبِيبه

جعل الْوِصَال لعاشقيه تكمله)

(هَب أَن وَاو الصدغ عاملة لَهُ

عطف الْقُلُوب فَقده من أعمله)

(مَا غَابَ معنى من بديع جماله

إِلَّا تذكره الضَّمِير وَمثله)

(لله كم أعنى محلا بالجوى

قفراً وآهل ربع صبرٍ أمحله)

(يَا أهل ودي حل دين وعودكم

فتأملوا كتب السقام مسجله)

(حتام تحيى فِي أكاذيب المنى

نفس غَدَتْ بعسى وعل معلله)

قلت ولشهاب الدّين التلعفري قصيدة فِي هَذِه الْمَادَّة وَالْوَزْن والروي وَهِي من الْكَامِل)

(هَذَا الْعُدُول عَلَيْكُم مَا لي وَله

أَنا قد رضيت بذا الغرام وَذَا الوله)

(شَرط الْمحبَّة أَن كل متيم

صب يُطِيع هَوَاهُ يَعْصِي عذله)

(وأخذتموني حِين سَار بحبكم

مثلي ومثلي سره لن يبذله)

(مَا أعربت وَالله عَن وجدي بكم

وصبابتي إِلَّا دموعي المهمله)

ص: 200

(جزتم مداكم فِي قطيعتكم فَلَا

عطف لعائدكم يرام وَلَا صله)

(أألومكم فِي هجركم وصدودكم

مَا هَذِه فِي الْحبّ مِنْكُم أَوله)

(قسما بكم قد حرت مِمَّا أشتكي

حسبي الدجى فعدمته مَا أطوله)

(ليلِي كَيَوْم الْحَشْر معنى إِن يكن

لَا ليل ذَاك لَهُ فَذا لَا صبح لَهُ)

(يَا سائلي من بعدكم عَن حالتي

ترك الْجَواب جَوَاب هذي المسأله)

(عِنْدِي جوى يذر الفصيح مبلداً

فاترك مفصله ودونك مجمله)

(الْقلب لَيْسَ من الصِّحَاح فيرتجى

إِصْلَاحه وَالْعين سحب مثقله)

(حَالي إِذا حدثت لَا لمع وَلَا

جمل إيضاحي لَهَا من تكمله)

(يَا راحلين وَفِي أكله عيسهم

رشأ عَلَيْهِ حَشا الْمُحب مقلقله)

(قمر لَهُ فِي الْقلب أَو فِي الطّرف أَو

فِي النثرة الحصداء أشرف منزله)

(الصدغ مِنْهُ عقرب ولحاظه

أَسد وَخلف الظّهْر مِنْهُ سنبله)

(مَا أجور الألحاظ مِنْهُ إِذا رنا

وَإِذا انثنى فقوامه مَا أعدله)

(لَو لم يصب خديه عَارض صُدْغه

مَا أَصبَحت فِي سالفيه مسلسله)

وَقَالَ السُّلَيْمَانِي قصيدة فِي كل بَيت نوع من البديع هِيَ من الْخَفِيف

(بعض هَذَا الدَّلال والإدلال

حَال بالهجر والتجنب حَالي)

الجناس اللَّفْظِيّ

(صرت إِذْ حزت ربع قلبِي وَإِذ لَا

لي صَبر أكثرت من إذلالي)

الجناس الخطي رق يَا قاسي الْفُؤَاد لأجفان قصار أسى لَيَال طوال الطباق شارحات بدمعها مجمع الْبَحْرين فِي حب مجمع الْأَمْثَال)

الِاسْتِعَارَة

(نفت النُّون فِي هَوَاك قصاصا

حَيْثُ أدني مِنْهَا خداع الخيال)

الْمُقَابلَة

ص: 201

أَنا بَين الرَّجَاء وَالْخَوْف فِي حبك مَا بَين صِحَة واعتلال التَّفْسِير

(لست أَنْفك فِي هَوَاك ملوماً

فِي معاد يسوءني أَو موَالِي)

التَّقْسِيم

(عمر يَنْقَضِي وأيامي الأيا

م بالهجر والليالي اللَّيَالِي)

الْإِشَارَة

(لَيْسَ ذَنبي سوى مُخَالفَة اللا

حِين فِيهِ واخيبة العذال)

الإرداف

(سَائل بزتي وَمَا هِيَ إِلَّا

الْعُمر رفقا بِهَذِهِ الأسمال)

الممائلة

(طلب دونه منال الثريا

وَهوى دونه زَوَال الْجبَال)

الغلو

(وغرام أَقَله يذهل الآ

سَاد فِي خيسها عَن الأشبال)

الْمُبَالغَة

(أَنا أُخْفِي هَوَاك صونا وَإِن ب

تُّ طعين القنا جريح النبال)

الْكِنَايَة والتعريض

(فشمالي لم يستعن بيميني

ويميني لم يستعن بشمالي)

الْعَكْس

(لذ طول المطال مِنْك وَلَوْلَا

الحتب مَا لذ مِنْك طول المطال)

التذييل

(خُنْت عهدي فدام وجدي فَهَل تَكُ

بت ضدي بِطيب الْوِصَال)

الترصيع)

(لَك ألحاظ مقلتين سباها

كالحسام الْهِنْدِيّ غب الصقال)

الإيغال

ص: 202

(كملت وصفهَا بمدح عَليّ

فِي عَليّ رب الحجى والكمال)

التوشيح

(مَا جد بعض فَضله بذله الما

ل وَقل الَّذِي يجود بِمَال)

رد الْعَجز على الصَّدْر

(يغعل المكرمات طبعا فَإِن ج

ود أفنى رغائب الآمال)

التتميم والتكميل

(طَال شكري نداه حَتَّى لقد أُفٍّ

حم فضل لَا زَالَ ذَا إفضال)

الِالْتِفَات

(هُوَ مَا لم يزل وَذَلِكَ أبقى

عصمَة المرملين ذِي الْأَطْفَال)

الِاعْتِرَاض

(ذُو وداد للأصفياء بعيد

عَن زَوَال وَهل بِهِ من زَوَال)

الرُّجُوع

(أفترب الأنواء تخضب مِنْهُ ال

أَرض أم سيب جوده الهطال)

تجاهل الْعَارِف

(جاد حَتَّى للمكتفين فأثروا

فنداه كَالْمَاءِ فِي سيمال)

الاستطراد

(جَامع الْعلم والفصاحة والحل

م وَحسن الْأَخْلَاق وَالْأَفْعَال)

جمع المؤتلف والمختلف

(لَا يعد الْفِعْل الْجَمِيل لدُنْيَا

هـ وَلَكِن يعده لِلْمَالِ)

السَّلب والإيجاب لَيْسَ فِيهِ عيب يعدده الحساد إِلَّا الْعَطاء قبل السُّؤَال الِاسْتِثْنَاء

(عَالم أَن من يعِيش كمن زا

ال وَإِن دَامَ والورى فِي زَوَال)

)

الْمَذْهَب الكلامي

ص: 203

(يجتلى وَجهه الْكَرِيم من الح

ب ويغضى عَنهُ من الإجلال)

التشطير

(أَيهَا الصاحب الَّذِي نلْت مِنْهُ

مَا أَرْجَى فاليوم حاليَ حَالي)

المحاورة

(عاين الناظمون شعري وَلَا يذ

هَب فضل الْمَعْنى بِلبْس النصال)

الاستشهاد والاحتجاج

(هِيَ آل للمدح فِي مجلدك السا

مي الْمعَانِي وَغَيرهَا لمع آل)

التعطف

(آب يَوْم الهناء بِالْخَيرِ فِي رب

عك يَحْكِي نوالك المتوالي)

المضاعف

(فلك الْمَدْح دَائِما ولشاني

ك القطوعان منصلي ونصالي)

التطريز

(أعجز الواصفين فضلك فَاجْعَلْ

شين شكري فِيهِ كسين بِلَال)

التلطف وَقَالَ وَهُوَ حسن بديع من الطَّوِيل

(أضيف الدجى معنى إِلَى ليل شعره

فطال وَلَوْلَا ذَاك مَا خص بِالْجَرِّ)

(وحاجبه نون الْوِقَايَة مَا وَقت

على شَرطهَا فعل الجفون من الْكسر)

وَقَالَ أَيْضا من أَبْيَات من المتقارب

(وتعجبني حَاجِب نونها

دلالاً مَعَ الْجمع لَا تنفتح)

وَقَالَ من الطَّوِيل

(تموج تَحت الخصر أسود شعره

فإياك والحيات فِي كثب الرمل)

(وَلَو لم يقم بالْحسنِ مُرْسل صُدْغه

لما نزلت فِي خَدّه سُورَة النَّمْل)

وَقَالَ من الطَّوِيل

(وَمَا غرني فِي حبكم لمع خافق

لآل وَلَكِن برد مَاء لآل)

ص: 204

)

(شموس وعودي بالوصال لديكم

تعلّقت من مكذوبها بحبال)

وَقَالَ من الْخَفِيف

(بدر تمّ لَهُ على الخد خَال

فِي احمرار ينشق مِنْهُ الشَّقِيق)

(كتب الْحسن بالمحقق مَعنا

هـ وَلَكِن عذاره تَعْلِيق)

وَقَالَ من المنسرح

(يعذلني عاذلي عَلَيْك وَلَا

يحصل مني إِلَّا على التَّعَب)

(فعاذلي ظلّ فِي هَوَاك كمن

يقْرَأ تبت على أبي لَهب)

ابْن الْخَرَّاط عَليّ بن عُثْمَان بن محَاسِن الْفَقِيه الْعَالم الْمُقْرِئ الْمُحدث عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الشاغوري الشَّافِعِي ابْن الْخَرَّاط معيد الباذرائية ونائب الخطابة ولد سنة أَربع وَخمسين وَتُوفِّي رحمه الله فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة سمع من ابْن عَلان وَالقَاسِم الإربلي وَالْفَخْر عَليّ وَأكْثر وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَسمع الْمسند كُله والكتب المطولة وتلا بالسبع على برهَان الدّين الإسكندري وشارك فِي الْفَضَائِل مَعَ الصيانة والانجماع عَن النَّاس وملازمة الْجَمَاعَات قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمعنَا مِنْهُ وَسمع مني وَنسخ كتبا كبارًا مِنْهَا تَفْسِير الطَّبَرِيّ اخْتَصَرَهُ

الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن التركماني الْحَنَفِيّ عَليّ بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن التركماني تقدم ذكر وَالِده وأخيه الإِمَام تَاج الدّين أَحْمد مولد الشَّيْخ عَلَاء الدّين هَذَا فِي شهور سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة أفنى عمره فِي الِاشْتِغَال بالعلوم وتفنن فِيهَا وصنف التصانيف العديدة وَجمع المجاميع الْحَسَنَة المفيدة من ذَلِك بهجة الأريب بِمَا فِي الْكتاب الْعَزِيز من الْغَرِيب والمننتخب فِي عُلُوم الحَدِيث وَكتاب المؤتلف والمختلف كتاب فِي الضُّعَفَاء

ص: 205

والمتروكين وَكتاب الرَّد على الْحَافِظ الْبَيْهَقِيّ وَلم يكمل مُخْتَصر المحصل فِي الْكَلَام مُقَدّمَة فِي أصُول الْفِقْه الْكِفَايَة فِي مُخْتَصر الْهِدَايَة مُخْتَصر رِسَالَة الْقشيرِي وَكتب كَثِيرَة شرع فِيهَا وَلم يكمل ومقدمات فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والعربية وَمن شعره قصيدة كتبهَا إِلَى الْأَمِير سيف الدّين الجابي الدوادار من الوافر)

(إِذا شغل الْبَريَّة فِيك فاها

فَكل عَنْك بالخيرات فاها)

(فَإنَّك فِي الشبيبة والمبادي

بلغت من الْفَضَائِل مُنْتَهَاهَا)

(وحزت جَمِيع أَنْوَاع الْمَعَالِي

وفزت بهَا وجزت إِلَى مداها)

(وَصمت عَن الْحَرَام مَعَ اقتدارٍ

وصنت النَّفس عَنهُ فِي صباها)

(وملت بهَا إِلَى عمل وعلمٍ

فأضحى ذَا الورى حَقًا وراها)

(فَلَا برح الْوُجُود لَهَا مُطيعًا

وَلَا زَالَ العدى أبدا فداها)

ولي قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة بالديار المصرية فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَلبس الخلعة وَنزل من القلعة وَلم يشْعر بِهِ قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين ابْن البسطامي إِلَّا وَقد دخل إِلَيْهِ على تِلْكَ الصُّورَة وَلم يزل على تِلْكَ الْحَال إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي الْحرم سنة خمسين وَسبع مائَة وَتَوَلَّى مَكَانَهُ ابْنه القَاضِي جمال الدّين عبد الله

عفيف الدّين النَّحْوِيّ عَليّ بن عَدْلَانِ بن حَمَّاد بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة عفيف الدّين أَبُو الْحسن الربعِي الْموصِلِي النَّحْوِيّ المترجم ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة

سمع بِبَغْدَاد وَأخذ عَن أبي الْبَقَاء وَغَيره وَسمع من ابْن الْأَخْضَر وَابْن منينا وَيحيى بن ياقوت وَعلي بن مُحَمَّد الْموصِلِي وبرغش عَتيق ابْن حمدي وَجَمَاعَة سمع مِنْهُ ابْن الظَّاهِرِيّ والأبيوردي والدمياطي والشريف عز الدّين والدواداري وأقرأ الْعَرَبيَّة زَمَانا وتصدر بِجَامِع الْملك الصَّالح بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ عَلامَة فِي الْأَدَب من أذكياء بني آدم انْفَرد بالبراعة فِي حل المترجم والألغاز وَله فِي ذَلِك تصانيف من ذَلِك عقلة المجتاز فِي حل الألغاز ومصنف فِي المترجم للْملك الْأَشْرَف مُوسَى قَالَ وَكتب إِلَيّ الْعلم السخاوي بِدِمَشْق باللبادين قَول الْحُسَيْن بن عبد السَّلَام مولى الكردوسيين كتبه إِلَيّ مُحَمَّد بن الجهم فِي المعمى من الْخَفِيف

(رُبمَا عالج القوافي رجال

فِي القوافي فتلتوي وتلين)

(طاوعتهم عين وَعين وَعين

وعصتهم نون وَنون وَنون)

ص: 206

وعماهما لي نكداً فَإِنَّهُ كتب ع وع وع هَكَذَا فصعبا عَليّ وحللتهما فِي مِقْدَار ساعتين وَقلت لَهُ كَيفَ يحل لَك أَن يعْمل لغزاً مترجماً وتعمل حُرُوف الهجاء بَدَلا من الْكَلِمَات هَذِه كَمَا قَالَ الله تَعَالَى ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض فَقَالَ لي مَا سَمِعت هَذَا الشّعْر قبل هَذَا فَقلت لَا)

وَالله فَقَالَ وَالله لَو أَخْبرنِي بِهَذَا الَّذِي رَأَيْته مِنْك أحد مَا صدقته قَالَ وَلَقَد حمله الْحَسَد على أَن ذكر الْبَيْتَيْنِ فِي مؤلف لَهُ وَلم يذكر أَنِّي حللتهما فسبحان الله مَا هَذِه إِلَّا طباع دغله وبواطن سَيِّئَة مَا الَّذِي كَانَ ينقصهُ لَو ذكر ذَلِك بل كَانَ وَالله يرْتَفع وينسب إِلَى الْإِنْصَاف

وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن الْموَاد تكون حَاصِلَة وَلَا يَتَأَتَّى نظم وَلَا نثر وَلَا نقد فالعين الأولى عين الْعَرَبيَّة وَهِي النَّحْو خَاصَّة وَالثَّانيَِة عين الْعرُوض وَالثَّالِثَة إِمَّا عين الْعبارَة وَهِي الْأَلْفَاظ المتخيرة أَو الْعين الَّتِي هِيَ الذَّهَب فَإِنَّهَا تعين على نظم الشّعْر لرفاهية سر الشَّاعِر ثمَّ قَالَ بعد كَلَام أوردهُ وَقد علمت فيهمَا جُزْءا مُفردا سميته إِظْهَار السِّرّ الْمكنون فِي عين وَعين وَعين وَنون ونوو وَنون

قلت قد تقدم فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ جمال الدّين أبي عَمْرو عُثْمَان ابْن الْحَاجِب ذكر هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَقد حلهما هُنَاكَ غير هَذَا الْحل وَأرى قَول ابْن الْحَاجِب هُنَاكَ أَسد وأدق

وَقَالَ عفيف الدّين أَيْضا أَنْشدني إِسْمَاعِيل المسمول الَّذِي ينتسب إِلَى الصّلاح بن شعْبَان الإربلي للصلاح من الوافر

(وَمَا نبت لَهُ فِي كل غُصْن

عُيُون لَيْسَ تنكرهَا الْعُقُول)

(إِذا بسطوه تَلقاهُ قَصِيرا

وَإِن قبضوه تبصره يطول)

فَقلت لَهُ هَذَا شبكة صياد طيور فَأخذ يباهت فَقلت لَهُ قد نزلته وَلَا يلْزَمنِي أَكثر من هَذَا فَلم يرجع وَأخذ فِي المباهتة فَقلت لَهُ هَذَا فِي خركاه فاعترف أَنه هُوَ قَالَ وَمن أعجب مَا وَقع لي أَن أنساناً أَنْشدني قَول سيف الدّين عَليّ بن قزل من الطَّوِيل

(وَمَا فِئَة فِي النَّاس تَأْكُل قَلبهَا

وَلَيْسَ لَهَا فِي ذَاك وَجه وَلَا راس)

(مصحفها طير صَغِير وَعَكسه

مصحفه حق ويكرهه النَّاس)

فحللته فِي ثوم وقلب قَلبهَا لبها وثوم تصحيفه بوم وَعَكسه مُصحفا موت وَهُوَ حق ويكرهه النَّاس فَقَالَ قد نزلته وَمَا هُوَ هَذَا ثمَّ خطر لي ذكره بعد مُدَّة تَأْكُل قَلبهَا ميته أَي عكسها وَعكس تصحيفه منيه قلت كَذَا وجدته وَلَيْسَ بِالْأولِ وَلَا بِالثَّانِي لِأَنَّهُ قَالَ الشَّاعِر وَمَا فِئَة والفئة لَيست ثوماً وَإِنَّمَا هِيَ الْجَمَاعَة من النَّاس أَو الطَّائِفَة واللغز إِنَّمَا هُوَ فِي

ص: 207

هتيم وهم الْعَرَب الَّذين سكنوا الْبَريَّة الْفُقَرَاء لأَنهم يَأْكُلُون الْميتَة لمجاعتهم وميتة قلب هتيم)

قَالَ وَكتب إِلَيّ بعض الْعَوام لغزاً وَهُوَ من السَّرِيع

(يَا حاسباً قد فك إقليدساً

لم يخط فِي شكل من اشكاله)

(اسْمَع مقَالا حَار ذُو اللب فِي

إِيضَاح مَعْنَاهُ وإشكاله)

(فَأَي شَيْء عشره نصفه

وَنصفه تِسْعَة أَمْثَاله)

(وَلَيْسَ يخفى ذَاك عَن حاسب

يشْهد لله بأفعاله)

فأجبته على اللُّزُوم

(يَا ملغزاً حسبان أَمْوَاله

فِي عزه دَامَ وإجلاله)

(سَأَلتنِي عَن اسْم شخص غَدَتْ

ربوعه قفراً كأطلاله)

(كَانَت لَهُ فِيهَا تجاراته

وَهُوَ غَنِي بعد إقلاله)

(واسْمه مندو لَهُ أطلس

قد وَقع الشَّيْء بحلاله)

(وَهَكَذَا الْقُرْآن شانيه قد

عاجله الله بإذلاله)

كَانَ عندنَا بالموصل من تجار الدنابلة من اسْمه مندو وَمن جملَة بضائعه أطلس وجمل كل وَاحِد من مندو وأطلس مائَة م أَرْبَعُونَ ن خَمْسُونَ د أَرْبَعَة وَسِتَّة وَا اُحْدُ ط تِسْعَة ل ثَلَاثُونَ س سِتُّونَ فميم وَنون تسعون وهما نصفه ودال وواو عشرَة وهما نصفه وَألف وطاء عشرَة وهما نصفه وَلَام وسين تسعون وهما نصفه وكل وَاحِد من النصفين عشر والنصفان الْآخرَانِ تِسْعَة أمثالهما

قَالَ وأنشدني أيدمر مَمْلُوك محيي الدّين الْجَزرِي رحمهمَا الله فِي لانس فِي قيسارية جهاركس فِي الْخَال من السَّرِيع

(مَا اسْم إِذا أَعْطيته كتبه

مُصحفا إِن كَانَ ملك الْيَمين)

(يبين إِن صحف مَعَ حذف لَا

وَهُوَ إِذا أثبتها لَا يبين)

فحللته وَأنْكرت عَلَيْهِ لَفظه اسْم لِأَنَّهُ فِي الْغَالِب لَا يَسْتَعْمِلهُ القدماء إِلَّا فِي الْأَعْلَام وَكتب ابْن البطريق بِحَضْرَة شرف الدّين ابْن عنين لِابْنِ عَدْلَانِ الْمَذْكُور بَيْتَيْنِ مترجمين وهما من الْخَفِيف المجزوء

(ابْن عَدْلَانِ نَحوه

فائق والتراجم)

ص: 208

(فَهُوَ نحترجم البلا

د كَقَوْلي كشاجم)

)

فحلهما ابْن عَدْلَانِ فِي الْحَال

وَاجْتمعَ ابْن عَدْلَانِ يَوْمًا هُوَ وَأَبُو الْحسن الجزار فَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن عِنْدِي تفصيلة صوف عرسي وَبَالغ فِي وصفهَا بالْحسنِ فَقَالَ ابْن عَدْلَانِ أعطنيها فَلَمَّا عَاد الجزار إِلَى منزله سَيرهَا إِلَيْهِ وَكتب مَعهَا من السَّرِيع

(لَو أَنَّهَا عرسي لأرسلتها

فَكيف بالتفصيلة العرسي)

(وَلَا تقل لَيْسَ لَهُ غَيره

فَأَنت مَأْمُون على عرسي)

فَلَمَّا اجْتمعَا بعد ذَلِك قَالَ لَهُ الْعَفِيف تَقول فَأَنت الْمَأْمُون فَقَالَ الجزار من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن لقبك عفيف الدّين وَالثَّانِي أَنَّك من الْموصل فَقَالَ لَهُ نسخت بالْكلَام الثَّانِي حكم الأول

كتبت إِلَيْهِ نَاصِر الدّين حسن بن النَّقِيب من المجتث

(تالله مَا الْعِيد عِنْدِي

مذ غبت عني عيد)

(وَهل يسر بعيد

من أَنْت عَنهُ بعيد)

فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ

(إِنِّي إِذا مَا اجْتَمَعنَا

بعد الشَّقَاء سعيد)

(مَا ذَلِك الْيَوْم عيد

بل ألف عيد وَعِيد)

(مولَايَ تبدأ بالفض

ل ثمَّ أَنْت بعيد)

(إِن كَانَ لي مِنْك وعد

فَلَيْسَ يخْشَى وَعِيد)

وَكتب إِلَيْهِ نَاصِر الدّين أَيْضا ملغزاً فِي سيف من مجزوء الرمل

(يَا عفيف الدّين يَا من

دق فِي الْفَهم وجلا)

(وَالَّذِي سموهُ فِي النا

س عليا وَهُوَ أَعلَى)

(يَا أَخا الْفضل الَّذِي فِي

هـ لنا الْقدح الْمُعَلَّى)

أَي شَيْء طعمه مر وَإِن كَانَ محلى

(وَهُوَ شيخ لَا يُصَلِّي

وَلكم بِالضَّرْبِ صلى)

(مَاله عقل وَكم من

هـ اسْتَفَادَ النَّاس عقلا)

(جفْنه من غير سهد

مَا يَذُوق النّوم أصلا)

ص: 209

(وَهُوَ لَا يحسن قولا

وَلَقَد يحسن فعلا)

)

(وَهُوَ إِذْ تعكسه قي

س فصحفه وَإِلَّا)

(وَهُوَ مطبوع نحيف

عِنْدَمَا يلقاك سلاً)

(وَلكم بدد جمعا

وَلكم جدد شملا)

(وَلكم قد سبق العذ

ل وَكم قطع وصلا)

(فَأَبِنْ عَنهُ بأحلى

مِنْهُ فِي اللَّفْظ وَأجلى)

(وابق فِي إيوَان عز

وَبِنَاء لَيْسَ يبْلى)

فَكتب الْجَواب

(نَاصِر الدّين الَّذِي فا

ق جَمِيع النَّاس فضلا)

(وَالَّذِي وَافق فِي الاس

م الَّذِي وَافق فعلا)

(وَالَّذِي أشعاره أح

لى من الْحل وَأحلى)

(هُوَ حُلْو فِي فَم النا

س وَفِي الْعَينَيْنِ يجلى)

(إِن تسلني عَن رقيقٍ

لَك يجلى حِين يحلا)

(هُوَ أثنى فِي زمَان

وَيرى فِي ذَاك فحلا)

(يشرب المَاء وَلَا يَأ

كل إِلَّا اللَّحْم أكلا)

(والندى يُؤْذِيه والنا

ر لَهُ ألف فيصلى)

وَهُوَ يعمي الْعين لَا شكّ مَتى مَا كَانَ كحلا

(محرم فِي كل وقتٍ

مَا رَآهُ النَّاس حلا)

(أعجمي وفصيح

جمع الوصفين كلا)

(وَهُوَ كالمرآة يُبْدِي

مثل رَأْي الشكل شكلا)

ولموع برقه الخلب لَا يمطر وَبلا وَأَخُوهُ نشأة الْخط وَلَا يكْتب فصلا عينه مذ فَارق الجفن فقرن الْقرن حلا

(يألف الْكَلْب فقد أش

بِهِ أهل الْكَهْف قبلا)

(وَعَلِيهِ أَبَد الدَّهْر

ذُبَاب مَا تولى)

ص: 210

(وَهُوَ مثل النَّاس فِي النش

أة مذ قد كَانَ طفْلا)

)

(وَيرى شرخاً وشيخاً

بَعْدَمَا قد كَانَ كهلا)

سبق التَّصْحِيف ذَا الشَّيْء وشنف الْأذن حلى

(وَهُوَ نَار وَكَذَا التص

حيف فِي الْعَكْس وَإِلَّا)

قلت لما جَاءَنِي أَهلا بذا اللغز وسهلا لغز كَالشَّمْسِ دقَّتْ مَعَانِيه وجلا وَفِي ابْن عَدْلَانِ يَقُول ابْن قلاقس الشَّاعِر من المنسرح إِن ابْن عَدْلَانِ حَاز يقظته ورثهَا عَن دماغ عدلانه

(فَإِن تشككت فِي الحَدِيث إِذا

فَانْظُر إِلَى لبها بِأَسْنَانِهِ)

البطائحي الْمُقْرِئ عَليّ بن عَسَاكِر بن المرجب بن الْعَوام أَبُو الْحسن البطائحي الضَّرِير المعري من قَرْيَة المحمدية قدم بَغْدَاد صَغِيرا واستوطنها إِلَى أَن توفّي بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة قَرَأَ بهَا الْقُرْآن على أبي الْعِزّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القلانسي وَأبي عبد الله الْحُسَيْن الدباس وَأبي بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن المزرفي وسبط أبي مَنْصُور الْخياط وَغَيرهم وَقَرَأَ الْأَدَب على الشريف أبي البركات عمر بن إِبْرَاهِيم الزيدي الْكُوفِي وَسمع الْكثير من أَحْمد بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَمُحَمّد بن أبي يعلى ابْن الْفراء وَأحمد بن الْحسن ابْن الْبناء وَغَيرهم

وَحدث وأقرأ النَّاس وصنف فِي الْقُرْآن عدَّة مُفْرَدَات وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي الْقرَاءَات ووجوهها وعللها وطرقها وَحسن الْأَدَاء والإتقان والثقة والصدق وَكَانَ يعرف النَّحْو جيدا وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة روى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَأَبُو الْعَبَّاس الْبَنْدَنِيجِيّ وَدَاوُد بن معمر الْقرشِي

النمدجاني الشَّاعِر عَليّ بن عَطاء أَبُو الْحسن النمدجاني قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَاعِرًا مشتهراً بالمجانة سكيراً لَا يكَاد يرى صَاحِيًا الْبَتَّةَ سلك طَرِيق أبي

ص: 211

الرقعمعق فِي التهكم والتحامق وَصَحبه بِمصْر مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ رَجَعَ فَاسْتحْسن الْإِقَامَة بِجَزِيرَة صقيلية لما فِيهَا من الشَّرَاب

وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبع مائَة وَقد أسن وَكَانَ شَيخا أعرج وَفِي نَفسه يَقُول من الهزج

(تبديت إِلَى النَّاس

فَقَالُوا أَنْت إِبْلِيس)

)

(رَأَوْا شَيخا قَبِيح الْوَجْه

فِي طمريه تدنيس)

(ورجلاً فعلهَا فِي الأ

ض لَا تَفْعَلهُ ألفوس)

(فَلَمَّا استثبتوا أَمْرِي

وأمري فِيهِ تلبيس)

(رموني بِالَّذِي فِي

وَقَالُوا إِنَّه بيس)

(فَقلت الْحسن مَحْمُود

هبوا أَنِّي طَاوُوس)

وَقَالَ أَيْضا من مخلع الْبَسِيط

(رَأَتْ مشيبي فأنكرته

فَقلت لم تنكري لذاك)

(قَالَت من العرج أَنْت أَيْضا

فَقلت لَا إِنَّمَا أحاكي)

ابْن الزقاق عَليّ بن عَطِيَّة بن مطرف أَبُو الْحسن اللَّخْمِيّ البلنسي الشَّاعِر

ص: 212

الْمَشْهُور الْمَعْرُوف بِابْن الزقاق

أَخذ عَن ابْن السَّيِّد واشتهر وامتدح الأكابر وجود النّظم وَتُوفِّي دون الْأَرْبَعين سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة من شعره يصف قوساً من الْكَامِل

(أفديك من نبعية زوراء

مشغوفة بمقاتل الْأَعْدَاء)

(ألفت حمام الأيك وَهِي نضيرة

وَالْيَوْم تألفها بِكَسْر الْحَاء)

قلت أَخذه من قَول أبي تَمام من الْكَامِل

(هن الْحمام فَإِن كسرت عيافة

من حائهن فَإِنَّهُنَّ حمام)

وَمِنْه من الرمل

(كلما مَال بهَا سكر الصِّبَا

مَال بِي سكر هَواهَا والتصابي)

(أسعرت فِي عبراتي خجلاً

إِذْ تجلت فتغطت بالنقاب)

(كذكاء الدجن مهما هطلت

عِبْرَة المزن تَوَارَتْ بالحجاب)

وَمِنْه من الوافر

(عذيري من هضيم الكشح أحوى

رخيم الدل قد لبس الثيابا)

(أعد الهجر هاجرة لقلبي

وصير وعده فِيهَا سرابا)

وَمِنْه من المنسرح

(وأغيد طَاف بالكؤوس ضحى

فحثها والصباح قد وضحا)

)

(وَالرَّوْض يُبْدِي لنا شقائقه

وآسه الْعَنْبَري قد نفحا)

(قُلْنَا وَأَيْنَ الأقاح قَالَ لنا

أودعته ثغر من سقى القدحا)

(فظل ساقي المدام يجْحَد مَا

قَالَ فَلَمَّا تَبَسم افتضحا)

وَمِنْه من الطَّوِيل

(ألمت فَبَاتَ اللَّيْل من قصر بهَا

يطير وَمَا غير السرُور جنَاح)

(وَبت وَقد زارت بأنعم لَيْلَة

يعانقني حَتَّى الصَّباح صباح)

(على عَاتِقي من ساعديها خمائل

وَفِي خصرها من ساعدي وشاح)

وَمِنْه من الْكَامِل

(مَا كَانَ أحسن شملنا ونظامه

لَو كنت لَا تصغي لقَوْل الْكَاشِح)

(إِنِّي لأعجب كَيفَ يغرب عَنْك مَا

أضمرت فِيك وَأَنت بَين جوانحي)

ص: 213

وَمِنْه من الْخَفِيف نثر الْورْد فِي الغدير وَقد دَرَجه بالهبوب نشر الرِّيَاح مثل درع الكمي مزقها الطعْن فسالت بِهِ دِمَاء الْجراح وَمِنْه فِي بلنسية من الوافر

(بلنسية إِذا فَكرت فِيهَا

وَفِي آياتها أَسْنَى الْبِلَاد)

(وَأعظم شَاهِدي مِنْهَا عَلَيْهَا

بِأَن جمَالهَا للعين باد)

(كساها رَبنَا ديباج جسنٍ

لَهُ علمَان من بَحر ووادي)

وَمِنْه من الطَّوِيل

(بذلت لَهَا من أدمع الْعين جوهرا

وقدما حَكَاهَا فِي الصيانة والستر)

(فَقَالَت وأبدت مثله إِذْ تبسمت

غنيت بِهَذَا الدّرّ عَن ذَلِك الدّرّ)

وَمِنْه من الطَّوِيل

(سقتني بيمناها وفيهَا فَلم أزل

يجاذبني من ذَاك أَو هَذِه سكر)

(ترشفت فاها إِذْ ترشفت كأسها

فَلَا والهوى لم أدر أَيهمَا الْخمر)

وَمِنْه من المتقارب

(وَمَا شقّ وجنته عابثاً

وَلكنهَا آيَة للبشر)

)

(جلاها لنا الله كَيْمَا نرى

بهَا كَيفَ كَانَ انْشِقَاق الْقَمَر)

وَمِنْه من الطَّوِيل

(شموس جلتهن النُّجُوم الشوابك

وقضب أَرَاك روضهن الأرائك)

(أوانس حلاها الشَّبَاب قلائداً

جواهرها مَا هن عَنهُ ضواحك)

وَمِنْه من الْبَسِيط

(بانوا وَمَا عهِدت نَفسِي شموس ضحى

أضحت مطالعهن الأينع الذلل)

(حلوا بساحات أجراع الْحمى ونأوا

فَمَا لنا غير أنفاس الصِّبَا رسل)

وَمِنْه من الطَّوِيل

(وَشهر أدرنا لارتقاب هلاله

عيُونا إِلَى جو السَّمَاء موائلا)

(إِلَى أَن بُد أحوى المدامع أحور

يجر لأبراد الشَّبَاب ذلاذلا)

ص: 214

(فَقلت لَهُ أَهلا وسهلاً ومرحبا

ببدر حوى طيب الشُّمُول شمائلا)

(أتطلبك الْأَبْصَار فِي الجو نَاقِصا

وَأَنت كَذَا تمشي الأَرْض كَامِلا)

وَمِنْه أَيْضا من الْكَامِل

(لله شهر مَا انتظرت هلاله

إِلَّا كنون أَو كعطفة لَام)

(حَتَّى تبدى لي أغن مهفهف

لضيائه ينجاب كل ظلام)

(فعطفت أهتف فِي الْأَنَام ضللتم

وغلطتم فِي عدَّة الْأَيَّام)

(مَا جَاءَنَا شهر لأوّل لَيْلَة

مذ كَانَت الدُّنْيَا ببدر تَمام)

قلت معنى جيد وَلكنه طول بِهِ فِي إِتْيَانه فِي أَرْبَعَة أَبْيَات وَمَا هُوَ مُتَمَكن فَقلت من الطَّوِيل

(وَلما تراءينا الْهلَال بدا لنا

محيا حبيب لم يغب قطّ عَن فكري)

(فَقلت عَجِيب أَن يرى الْبَدْر هَكَذَا

تَمامًا وَنحن الْآن فِي غرَّة الشَّهْر)

وَمِنْه من السَّرِيع

(لي سكن شطت بِهِ غربَة

جَادَتْ لَهَا عَيْنَايَ بالمزن)

(مَا حسن الصُّبْح وَلَا راقني

بياضه مذ بَان فِي الظعن)

(كَأَنَّمَا الصُّبْح لنا بعده

عين قد ابْيَضَّتْ من الْحزن)

وَمِنْه فِي فرس أغر من الْكَامِل)

(وأغر مصقول الْأَدِيم تخاله

يَوْمًا إِذا جمع الْعتاق رهان)

(يطَأ الثرى متحيراً فَكَأَنَّهُ

من لحظ من فِي مَتنه نشوان)

(فَكَأَن بدر التم فَوق سراته

حسنا وَبَين جفونه كيوان)

وَمِنْه من الطَّوِيل

(تطلع مثل الْبَدْر فِي غسق الدجى

فجنت قُلُوب حائمات وأجفان)

(تود سويداواتهن لَو أَنَّهَا

إِذا مَا بدا فِي صحن خديه خيلان)

وَمِنْه من الطَّوِيل

(وسَاق يحث الكأس حَتَّى كَأَنَّمَا

تلألأ مِنْهَا مثل ضوء جَبينه)

(سقاني بهَا صرف الحميا عَشِيَّة

وثنى بِأُخْرَى من رحيق جفونه)

ص: 215

(هضيم الحشا ذُو وجنة عِنْد مية

تريك جني الْورْد فِي غير حِينه)

(فأشرب من يمناه مَا فَوق خَدّه

وألثم من خديه مَا فِي يَمِينه)

وَمِنْه من الوافر

(أديريها على الزهر المندى

فَحكم الصُّبْح فِي الظلماء مَاض)

(وكأس الراح تنظر عَن حباب

تنوب لنا عَن الحدق المراض)

(وَمَا غربت نُجُوم الْأُفق لَكِن

نقلن من السَّمَاء إِلَى الرياض)

وَمِنْه من الْكَامِل

(وَعَشِيَّة لبست رِدَاء شَقِيق

تزهى بلون للخدود أنيق)

(لَو أَسْتَطِيع شربتها كلفاً بهَا

وَعدلت فِيهَا عَن كؤوس رحيق)

(أبقت بهَا الشَّمْس المنيرة مِثْلَمَا

أبقى الْحيَاء بوجنة المعشوق)

وَمِنْه من الْكَامِل

(أَتَرَى مخصرها أعير سوارها

والجيد لُؤْلُؤ ثغرها الْبراق)

(فتطوقت من ثغرها بقلادة

وتوشحت من حليها بنطاق)

وَمِنْه من الرمل

(يفضح الْبَدْر كمالاً إِن بدا

والدمى العفر جمالاً إِن رَمق)

(أطلعت خجلته فِي خَدّه

شفقاً فِي فلق تَحت غسق)

)

وَمِنْه من الْكَامِل

(ومهفهف أحوى اللمى ذِي مقلة

تزري ظباها بالكمي الْفَارِس)

(فعلت شمائله الْعَذَاب بمهجتي

فعل النعامى بالقضيب المائس)

(كالغصن هز على كثيب أهيل

كالصبح أطلع تَحت ليل دامس)

وَقَالَ رحمه الله وأظنها كتبت على قَبره من الطَّوِيل

(أإخواننا وَالْمَوْت قد حَال دُوننَا

وللموت حكم نَافِذ فِي الْخَلَائق)

(سبقتكم للْمَوْت والعمر طية

وَأعلم أَن الْكل لَا بُد لاحقي)

(بعيشكم أَو باضطجاعي فِي الثرى

ألم نك فِي صفو من الْعَيْش رائق)

(فَمن مر بِي فليمض بِي مترحماً

وَلَا يَك منسياً وَفَاء الأصادق)

ص: 216

وَمِنْه من الوافر

(ومقلة شادن أودت بنفسى

كَأَن السقم لي وَلها لِبَاس)

(يسل اللحظ مِنْهَا مشرفياً

لقتلي ثمَّ يغمده النعاس)

وَمِنْه وَلم أره لغيره من الْبَسِيط

(كم زورة لي بالزوراء خضت بهَا

عباب بَحر من اللَّيْل الدجوجي)

(وَكم طرقت قباب الْحَيّ مرتدياً

بصارم مثل عزمي هندواني)

(وَاللَّيْل يسترني غربيب سدفته

كأنني خفر فِي خد زنجي)

وَأَعْجَبهُ هَذَا الْمَعْنى فكرره فَقَالَ من الْكَامِل

(زارت على شحط المزار متيماً

بالرقمتين ودارها تيماء)

(فِي لَيْلَة ذوائبها بهَا

فتضاعفت بعقاصها الظلماء)

(والطيف يخفى فِي الظلام كَمَا اختفى

فِي وجنة الزنْجِي مِنْهُ حَيَاء)

وَقَالَ فِي حمام من مجزوء الرمل

(رب حمام تلظى

كتلظي كل وامق)

(ثمَّ أذرى عبرات

صوبها بالوجد نَاطِق)

(فغدا مني وَمِنْه

عاشق فِي جَوف عاشق)

وَقَالَ من الْكَامِل)

(ومسددين إِلَى الطعان ذوابلاً

فازوا بهَا يَوْم الْهياج قداحا)

(متسربلي قمص الْحَدِيد كَأَنَّهَا

غُدْرَان مَاء قد ملأن بطاحا)

(شبوا ذبال الزرق فِي ليل الوغى

فأنار كل مذرب مصباحا)

(سرج ترى الْأَرْوَاح تطفي غَيرهَا

عَبَثا وهذي تطفىء الأرواحا)

(لَا فرق بَين النيرات وَبَينهَا

إِلَّا بِتَسْمِيَة الوشيج رماحا)

(هبها فِي الظلام كواكباً

لم لَا تغور مَعَ النُّجُوم صباحا)

(هزت متون صعادها فَاسْتَيْقَظت

بَأْسا وضرجت الجسوم جراحا)

(وجنى الكماة النَّصْر من أطرافها

لما انْثَنَتْ بأكفها أدواحا)

(لَا غرو أَن راحت نشاوى واغتدت

فَلَقَد شربن دم الفوارس رَاحا)

قلت هَكَذَا يكون الشّعْر فَإِنَّهُ شُعُور بغوامض الْمعَانِي

ص: 217