المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(والفُلْهُودُ، بضمّهما، والمُفَلْهَدُ) ، نقلهما الصاغانيُّ عَن غَيرهمَا، كلُّ ذالك: - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٨

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌(فصل الْحَاء) الْمُهْملَة مَعَ الدَّال)

- ‌حتد

- ‌حثرد

- ‌حدد

- ‌حدبد

- ‌حَدْرَد

- ‌حرد

- ‌حرفد

- ‌حرقد

- ‌حرمد

- ‌حزد

- ‌حسد

- ‌حشد

- ‌حصد

- ‌حضد

- ‌حفد

- ‌حفرد

- ‌حفند

- ‌حفلد

- ‌حقد

- ‌حقلد

- ‌حكد

- ‌حلبد

- ‌حلقد

- ‌حلد

- ‌حمد

- ‌حمرد

- ‌حمشد

- ‌حند

- ‌حنجد

- ‌حود

- ‌حيد

- ‌(فصل الْخَاء) الْمُعْجَمَة مَعَ الدّال الْمُهْملَة)

- ‌خبند

- ‌خجد

- ‌خدد

- ‌خرد

- ‌خربد

- ‌خرمد

- ‌خزمد

- ‌خشد

- ‌خضد

- ‌خفد

- ‌خلد

- ‌خمد

- ‌خود

- ‌خيد

- ‌(فصل الدَّال) الْمُهْملَة مَعَ نَفسهَا)

- ‌دأَد

- ‌دَدَ)

- ‌دَدَدٌ

- ‌درد

- ‌دربد

- ‌دربند

- ‌درورد

- ‌دعد

- ‌دنبد

- ‌دود

- ‌(فصل الذَّال) الْمُعْجَمَة مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌ذرد

- ‌ذود

- ‌(فصل الراءِ) مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌رأَد

- ‌ربد

- ‌رثد

- ‌رجد

- ‌رخد

- ‌ردد

- ‌رشد

- ‌رصد

- ‌رضد

- ‌رعد

- ‌رغد

- ‌رفد

- ‌رقد

- ‌ركد

- ‌ركند

- ‌رمد

- ‌رند

- ‌رهد

- ‌رَود

- ‌رِيدِ

- ‌(فصل الزَّاي) مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌زأَد

- ‌زبد

- ‌زبرجد

- ‌زرد

- ‌زعد

- ‌زغد

- ‌زغبد

- ‌زغرد

- ‌زفد

- ‌زمرد

- ‌زند

- ‌زنمرد

- ‌زهد

- ‌زود

- ‌زيد

- ‌(فصل السِّين) مَعَ الدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ)

- ‌سأَد

- ‌سبد

- ‌سْتَد

- ‌سبرد

- ‌سجد

- ‌سجرد

- ‌سحد

- ‌سُّخْدُ

- ‌سدد

- ‌سرد

- ‌سربد

- ‌سرمد

- ‌سرند

- ‌سرهد

- ‌سعد

- ‌سعرد

- ‌سغد

- ‌سفد

- ‌سفرد

- ‌سقد

- ‌سكد

- ‌سكلكند

- ‌سلخد

- ‌سلغد

- ‌سلقد

- ‌سمد

- ‌سمرد

- ‌سمعد

- ‌سمغد

- ‌سمند

- ‌سمهد

- ‌سنجرد

- ‌سَنَد

- ‌سود

- ‌سهد

- ‌سهرد

- ‌سيد

- ‌(فصل الشين) الْمُعْجَمَة مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌شحد

- ‌شخد

- ‌شدد

- ‌شجرد

- ‌شرد

- ‌شرزد

- ‌شعبد

- ‌شفند

- ‌شقد

- ‌شكد

- ‌شمرد

- ‌شمعد

- ‌شمهد

- ‌شهد

- ‌شهمرد

- ‌شود

- ‌شيد

- ‌(فصل الصَّاد) الْمُهْملَة مَعَ الدَّال)

- ‌صخد

- ‌صدد

- ‌صرد

- ‌صرخد

- ‌صرفند

- ‌صعد

- ‌صغد:

- ‌صفد

- ‌صفرد

- ‌صفعد

- ‌صلد

- ‌صلخد

- ‌صلغد

- ‌صَمد

- ‌صمخد

- ‌صمرد

- ‌صمعد

- ‌صمغد

- ‌صند

- ‌صود

- ‌صهد

- ‌صيد

- ‌(فصل ال‌‌ضَّاد)الْمُعْجَمَة مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌ضَّاد)

- ‌ضبد

- ‌ضدد

- ‌ضرغد

- ‌ضغد

- ‌ضفد

- ‌ضفند

- ‌ضمد

- ‌ضود

- ‌ضهد

- ‌(فصل الطاءِ) مَعَ الدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ)

- ‌طرد

- ‌طرند

- ‌طود

- ‌طسبند

- ‌(فصل الْعين) مَعَ الدَّال، الْمُهْمَلَتَيْنِ)

- ‌عبد

- ‌عبرد

- ‌عتد

- ‌عجد

- ‌عجرد

- ‌عجلد

- ‌عدد

- ‌عرد

- ‌عربد

- ‌عرجد

- ‌عرقد

- ‌عزد

- ‌عسد

- ‌عسجد

- ‌عسقد

- ‌عشد

- ‌عصد

- ‌عصلد

- ‌عضد

- ‌عطد

- ‌عطَرَّدٌ

- ‌عفد

- ‌عقد

- ‌عكد

- ‌عكرد

- ‌عكلد

- ‌علد

- ‌علكد

- ‌علمد

- ‌علهد

- ‌عمد

- ‌عمرد

- ‌عنجد

- ‌ عَنَدَ

- ‌عنجرد

- ‌عنقد

- ‌عنكد

- ‌عود

- ‌عهد

- ‌عيد

- ‌(فصل الْغَيْن) الْمُعْجَمَة مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌غجد

- ‌غدد

- ‌غرد

- ‌غرقد

- ‌غرند

- ‌غزد

- ‌غلد

- ‌غمد

- ‌غمرد

- ‌غنجد

- ‌غيد

- ‌(فصل الفاءِ) مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌فأَد

- ‌فثد

- ‌فثفد

- ‌فحد

- ‌فدد

- ‌فَرد

- ‌فرثد

- ‌فرشد

- ‌فرصد

- ‌فرقد

- ‌فرند

- ‌فرنكد

- ‌فرهد

- ‌فزد

- ‌فسد

- ‌فصد

- ‌فغد

- ‌فقد

- ‌فلد

- ‌فلهد

- ‌فند

- ‌فنجدكرد

- ‌فنكد

- ‌فدكرد

- ‌فود

- ‌فَهد

- ‌فيد

الفصل: (والفُلْهُودُ، بضمّهما، والمُفَلْهَدُ) ، نقلهما الصاغانيُّ عَن غَيرهمَا، كلُّ ذالك:

(والفُلْهُودُ، بضمّهما، والمُفَلْهَدُ) ، نقلهما الصاغانيُّ عَن غَيرهمَا، كلُّ ذالك:(الغلامُ الحادِرُ السَّمِينُ) زادَ أَبو عَمرٍ و: الَّذِي قد (راهَقَ الحُلُمَ)، وَيُقَال: غُلامٌ فَلهَدٌ، إِذا كَانَ مُمْتَلِئاً. وَعَن كُرَاع. غُلامٌ فَلْهَدٌ: يَمْلأُ المَهْدَ.

‌فند

: (الفِنْدُ، بِالْكَسْرِ: الجَبَلُ العَظِيمُ) وقِيل: الرَّأْسُ العَظِيمُ مِنْهُ، (أَو قِطْعَةٌ (مِنْهُ) . وقولهُ:(طُولاً) ، هاكذا وَقَعَ التّعبيرُ بِهِ فِي الصّحاح وَغَيره، وَزَاد بعضٌ بعدَه: فِي دِقةٍ. قَالَ شيخُنا: والأَظْهَرُ فِيهِ أَنه مفعولٌ مُطْلَق، أَي تَطولُ طُولاً.

وَفِي قولِ عليَ رضي الله عنه للأَشْتَرِ: (لَو كانَ جَبَلاً لَكَانَ فِنْداً لَا يَرتَقِيه الحافِرُ، وَلَا يُوفِي عَلَيْهِ الطَّائرُ) قَالَ ابنُ أَبي الحَديدِ فِي شرْح (نَهْج البَلاغة) : الفِنْد: هُوَ المُنْفَرِد من الجِبَالِ. والجَمْع أَفنادٌ. (ويُفْتَحُ) ، وهاذه عَن الصاغانيِّ.

(و) الفِنْدُ، بِالْكَسْرِ:(لَقَبُ شَهْلٍ) ، بفتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الهاءِ، وَهُوَ ابْن شَيْبَانَ بنِ رَبِيعَةَ بن زِمَّان، (الزِّمَّانِيِّ) ، بِكَسْر الزّاي وَتَشْديد الْمِيم، أَحد فُرسانِهم، وَكَانَ يُقَال لَهُ: عدِيدُ الأَلْف. وَفِي بعض النّسخ: الرمَّانيّ، بضمّ الراءِ، وَهُوَ غلط. وَبَنُو زِمَّان: قبيلةٌ من رَبيعةَ بنِ نِزَارٍ، وهم بَنو زمَّان بن مالكِ بن صَعْب بن عليّ بنِ بكْر بن وائِل بن قاسِط بن هِنْب بن أَفْصَى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلة بن أَسد بن رَبيعة. وسيأْتي فِي اللَّام للمنصِّف أَنَّ شَهْلاً هُوَ اللَّقَبُ، والفِنْد اسمُه، وَالَّذِي هُنَا هُوَ الصَّوَاب. واختُلِف فِي سَبَبِ تَلقِيبه بِهِ، فَقيل لِعِظَمِ شَخْصه، كأَنَّه فِنْدٌ من جَبَلٍ، أَي رُكْنٌ مِنْهُ. كَذَا فِي اللِّسَان. أَو لقَوْلِه فِي بعضِ الوقائع: استَنِدُوا إِليَّ فإِنّي فِنْدٌ لكم. وسُمِّيَ بِهِ مَن قِيلَ فِيهِ: (أَبْطَأُ مِن فِنْدٍ لِتَثَاقُلِه فِي الحاجاتِ، كَمَا فِي الأَساس. وَقيل: من الفِنْد بمعنَى غُصْنِ الشَّجَرةِ، وَقيل: من الفِنْدِ بمعنَى الطائفةِ من اللَّيْل. وَقيل: من

ص: 504

قَوْلهم: هُم فِنْدٌ على حِدَةٍ، أَي فِئَةٌ. وَقيل غير ذالك.

كتاب م كتاب (و) الفِنْد، بِالْكَسْرِ أَيضاً:(أَرْضٌ لَمْ يُصِبْها مَطَرٌ) ، وَهِي الفِنْدِيَّةُ.

(و) الفِنْد: (الغُصْنُ) من أَغصانِ الشَّجَرَة، قَالَ:

مِن دُونِها جَنَّةٌ تقْرُو لَهَا ثَمَرٌ

يُظِلُّه كُلُّ فِنْدٍ ناعمٍ خَضِل

(و) الفِنْد، بِالْكَسْرِ:(النَّوْعُ)، يُقَال: جاءُوا أَفْنَاداً، أَي أَنواعاً مُخْتَلفَة.

(و) الفِنْدُ أَيضاً: (القَوْمُ مجتمِعةً)، يُقَال: لَقِينا فِنْداً من النّاسِ، أَي قوما مُجْتَمَين، وهم فِنْدٌ على حِدَةٍ، أَي فِئَةٌ أَو جماعةٌ متفرِّقةٌ، كَمَا فِي النِّهَاية. وسيأْتي.

(و) الفَنَدُ (بِالتَّحْرِيكِ: الخَرَف، وإِنكارُ العَقْلِ لِهَرَمٍ أَو مَرَضٍ) ، وَقد يُستعمَل فِي غير الكِبَرِ، وأَصْلُه فِي الكِبَرِ. (و) الفَنَدُ:(الخَطَأُ فِي القولِ والرَّأْيِ، و) الفَنَد: (الكَذِبُ، كالإِفْنَادِ) . وَقَول الشاعِر:

قَد عَرَّضَتْ أَرْوَى بِقَوْل إِفنَادْ

إِنَّمَا أَراد بقَوْلٍ ذِي إِفناد، وقَوْلٍ فِيهِ إِفنادٌ. وَفِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع: وفَنَدَ فُنُوداً وأَفْنَدَ: كَذَب: وفَنِدَ الرجلُ فَنَداً ضَعُف رَأْيه من الهَرَم.

قلت: فقد فَرَّ بَين المصدَرَيْنِ.

وَفِي اللِّسَان: الفَنَدُ فِي الأَصل: الكَذِبُ، وأَفْنَدَ: تكلَّمَ بالفَنَدِ. ثمَّ قَالُوا للشَّيْخِ، إِذا هَرِمَ: قد أَفْنَدَ، لأَنّه يتَكَلَّم بالمُحرَّفِ من الْكَلَام عَن سَنَنِ الصِّحَّة. وأَفنَدَ الرَّجلُ: أُهْتِرَ. كَذَا فِي (الأَفعال) لِابْنِ القطَّاع.

(وَلَا تَقُلْ، عَجُوزٌ مُفَنَّدةٌ، لأَنها لم تَكن) فِي شَبِبيبَتِها (ذاتَ رأْيٍ أَبداً) فتفَنَّدُ فِي كِبَرِهَا. وَفِي الكَشَّاف: وَلذَا لم يُقَلْ للمرأَةِ: مُفَنَّدَة، لأَنَّها لَا رَأْي لَهَا حتَّى يَضْعُف.

قَالَ شَيخنَا: وَلَا وَجهَ لِقَوْلِ السَّمِين: إِنَّهُ غريبٌ، فإِنه مَنقولٌ عَن أهْلِ اللّغَة، ثمَّ قَالَ: ولعلَّ

ص: 505

وَجْهَه أَنَّ لهَا عَقْلاً، إِن كَانَ نَاقِصا يَشْتَدُّ نقصُه بِكِبَرِ السِّنِّ. فتأَمَّلْ انْتهى.

(وفَنَّدَه تَفْنِيداً: كَذَّبَهُ وعَجَّزَهُ وخَطَّأ رَأْيَهُ) وضَعَّفَهُ. فِي التَّنْزِيل العَزِيز، حكايَة عَن يعقُوبَ، عليه السلام:{لَوْلَا أَن تُفَنّدُونِ} (يُوسُف: 94) قَالَ الفرَّاءُ: يَقُول لَوْلَا أَن تُكَذِّبُونِي، وتُعَجِّزُوني وتُضعِّفوني، وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ فَنَّدَ رأْيَه، إِذا ضَعَّفَه، والتَّفنِيد: اللَّوْمُ، وتَضْعِيفُ الرَّأْيِ، (كَأَفْنَدَهُ) إِفناداً.

وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا كَثُر كلامُ الرجلِ من خَرَفٍ فَهُوَ المُفْنِد والمُفْنَد وَفِي الحَدِيث: (مَا يَنتظِر أَحدُكم إِلا هَرَماً مُفْنِداً أَو مَرَضاً مُفْسِداً) وأَفْنده الكِبَرُ: أَوقَعَه فِي الفَنَدِ. وَفِي حَدِيث أُمِّ مَعْبَد: (لَا عابِسٌ وَلَا مُفْنَدٌ) ، وَهُوَ الَّذِي لَا فائدةَ فِي كَلَامه لِكِبَرٍ، أَصابَه. فَهِيَ تَصِفُه صلى الله عليه وسلم وَتقول: لم يَكُن كذالك. وَفِي الأَساس: وفُلان مُفَنْدٌ ومُفَنَّدٌ، إِذا أُنكِرَ عَقْلُه لَهُ 2 رَمٍ أَو خَلَّطَ فِي كَلَامه، وأَفنَدَه الهَرَمُ: جعَلَه فِي قِلَّة فَهْمٍ كالحَجَرِ. قَالَ شيخُنَا: ثمَّ تَوسَّعُوا فِيهِ فَقَالُوا: فَنَّدَه إِذا ضَعَّفَ رأْيَه ولَامَهُ على مَا فَعَلَ. كَذَا فِي (الكَشَّاف) .

(و) من الْمجَاز: فَنَّدَ (الفَرَسَ) تَفْنِيداً، إِذا (ضَمَّره) ، أَي صَيَّره فِي التَّضمير كالفِنْد، وَهُوَ الغُصْنُ من أَغصانِ الشَّجَرَة، ويَصْلُح للغَزْو والسِّباق. وَقَوْلهمْ للضَّامِر من الخَيْل: شَطْبَة، مِمّا يُصَدِّقه. قَالَه الصاغانيُّ، وَبِه فَسَّر هُوَ والزَّمَخْشريُّ الحَدِيث (أَن رجلا قَالَ للنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: (إِنْي أُرِيد أَن أُفَنِّدَ فَرساً، فَقَالَ عليكَ بِهِ كُمَيْتاً أَو أَدْهمَ أَقْرَحَ أَرْثَم مُحَجَّلاً طَلْقَ اليُمْنَى) ، كَمَا نقَله عَنهُ صاحِبُ اللِّسَانِ. وَقَالَ شَمِرٌ، قَالَ هارُونُ بن عبد الله وَمِنْه كَانَ سمِعَ هاذا الحَدِيث:(أُفَنِّدَ) أَي أَقْتَنِيَ فَرَساً، لأَن افْتنادَكَ الشَيْءَ

ص: 506

جَمْعُك لَهُ إِلى نفْسِه، من قَوْلهم للجَماعة المجتمِعة: فِنْدٌ، قَالَ: ورُوِيَ أَيضاً من طَرِيق آخَرَ. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: قَوْله (أُفَنِّدَ فَرَساً) ، أَي أَرْتَبِطَه وأَتَّخِذَه حِصْناً أَلْجَأُ إِليه ومَلَاذاً إِذا دَهَمَني عَدُوٌّ. مأْخوذٌ مِنْهُ فِنْدِ الجَبَلِ، وَهُوَ الشِّمْراخُ العَظِيمُ مِنْهُ، قَالَ: ولَسْت أَعرف أُفَنِّد بِمَعْنى أَقْتَنِي.

قلت: وهاذا المعنَى ذكرَه الزمخشريُّ فِي لأَساس. ولعلَّ الوَجْهَ الأَوْلَ الّذِي نقلَه عَنهُ صاحِبُ اللِّسَان يكون فِي (الْفَائِق) أَو غَيره من مُؤَلَّفَاته، فلينْظعر.

(و) فَنَّدَ (فُلاناً على الأَمرِ: أَرادَهُ مِنْهُ، كفانَدَه) فِي الأَمر مُفَنَدةً، (وتَفَنَّدَه) ، إِذا طَلَبَه مِنْهُ، نَقله الصاغانيُّ.

(و) فَنَّدَ (فِي الشَّرَابِ) تَفنيداً: (عَكَفَ عَلَيْهِ)، وهاذه عَن أَبي حنيفةَ (و) فَنَّدَ (فُلانٌ) تَفنيداً:(جَلَسَ على) الفَنْد، بِالْفَتْح، وَهُوَ (الشِّمْراخُ من الجَبَلِ) وَهُوَ أَنْفُه الخارِجُ مِنْهُ، وَمن ذالك يُقَال للضَّخْم الثقيلِ: كأَنَّه فَنْدٌ، كَمَا فِي الأَساس.

(وفِنْدٌ بِالْكَسْرِ: جَبَلٌ بَين الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَين) زادَهُما الله شرفاً، قُرْبَ البحرِ، كَمَا فِي المعجم.

(و) فِنْدٌ: (اسمُ أَبي زَيْدٍ مولَى عائِشةَ بنتِ سعْدِ بن أَبي وَقَّاص) ملِكِ بن وُهَيب بن عبدْه منَاف بن زُهْرَة.

(و) كَانَ أَحدَ المُغَنِّين المُحسِنين، وَكَانَ يجْمَع بَين الرِّجال والنِّسَاءِ، وَله يقولُ عبدُ الله بنُ قيس الرُّقَيَّاتِ:

قُل لِفِنْدٍ يُشَيِّع الأَظْعَانَا

رُبَّمَا سَرَّ عَيْنَنا وكَفَانَا

وَكَانَت عائشةُ (أَرسلَته يأْتِيها بنارٍ فوَجَدَ قَوْماً يَخْرُجُونُ إِلى مِصْرَ فَتَبِعَهُم، وأَقامَ بهَا سَنَةً ثمَّ قَدِمَ) إِلى المدينةِ، (فأَخَذَ نَارا وجاءَ يَعْدُو فَعَثَر) ، أَي سقَطَ، (وتَبَدَّدَ الجَمْرُ فَقَالَ: تَعِسَت العَجَلَةُ، فقِيل:(أَبْطَأُ من فِنْدٍ) . وَفِي

ص: 507

الأَساس: وسُمِّيَ بِهِ مَن قِيل فِيهِ. (أَبطأُ مِن فِنْدِ) لتثاقُلِه فِي الحاحاتِ. وَمن سجعات الحريريّ: أَبُطْءَ فِنحد، وصُلُودَ زَنْد. وَهُوَ من الأَمثال الْمَشْهُورَة، ذكره الميدانيُّ والزَّمَخْشَريُّ واليوسيُّ فِي (زَهْر الأَكم) وحمزةُ وغيرُهُم.

قَالَ شيخُنَا: وحكَى الزَّمَخْشَريُّ فِي (المستقصَى) أَنَّ بعْضَ الرُّوَاة حَكَاهُ بالقَاف، وَهُوَ ضعيفٌ لَا يُعْتَدُّ بِهِ. قلتُ: هاكذا قيَّده الذَّهبيُّ بِالْقَافِ ساكِتاً عَلَيْهِ، ولاكنّ الحافظَ قَالَ: إِن ابنَ مَاكُولَا رَجَّح الأَول.

(و) الفِنْدُ: الطائِفَةُ من اللَّيْلِ. و (أَفنادُ اللَّيْلِ: أَرْكانُه)، قيل: وَبِه سُمِّيَ الزِّمّانِيُّ فِنداً كَمَا تقدَّمَ.

(و) فِي الحَدِيث: ((صَلَّى الناسُ على النَّبِيِّ، صلَّى اللهُ ليْه وسلَّم أَفناداً أَفْناداً)) قَالَ ثعلبٌ: (أَي) فِرْقاً بعد فِرْقٍ، (فُرَادَى بِلَا إِمامٍ)، هاكذا فَسَّروه (وَقيل: جَماعَاتٍ) بعْدَ (جماعاتٍ) مُتَفَرِّقِين، قوما بعدَ قَوْم. قَالَ ثَعْلَب:(وحِزُرُوا) ، أَي المُصلُّون فكانُوا (ثلاثِين أَلْفاً، وَمن الملائكةِ سِتِّينَ أَلْفاً، لأَن مَعَ كُل) مؤمنٍ (مَلَكَيْنِ) ، نَقله الصاغانيُّ.

قَالَ شيخُنا: وَقد قَالَ بعض أَهْلِ السِّيَرِ: إِنَّ المُصَلِّين عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم لَا يكادُون يَنْحَصِرُون. وحديثُ عائشةَ يَشْهَدُ لَهُ. انْتهى.

قَالَ أَبو مَنْصُور: تَفْسِير أَبي العبَّاس لقَوْله: صَلَّوْا عَلَيْهِ أَفناداً، أَي فُرادَى، لَا أَعْلَمه إِلّا من الفِنْد من أَفنادِ الجَبَل، والفِنْد الغصْنِ من أَغصانِ الشّجر، شَبَّه كلَّ رَجلٍ مِنْهُم بِفِنْدِ من أَفنادِ الجَبَلِ، وَهِي شمارِيخِ.

(وقولُه صلى الله عليه وسلم ، فِيمَا رَوَاهُ شَمِرٌ عَن واثِلة بن الأَسْقَع أَنه قَالَ (خَرَجَ رَسُولُ الله، صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَتزعمُونَ أَنِّي آخِرُكُم وَفَاةً؟ أَلَا إِني مِن أَوَّلِكُم وَفَاةً (تَتَّبِعُونِّي أَفناداً يُهْلِكُ بعضُكم بَعْضًا)) وَفِي رِوَايَة: (يَضْرِب بعْضُكم رِقَابَ بَعْضٍ)(أَي تَتَّبِعُونِّي ذَوِي فَنَدٍ، أَي ذَوِي عَجْزٍ وكُفْرٍ للنِّعْمةِ) .

ص: 508

وَفِي (النِّهَايَة) : أَي جَماعاتٍ مُتفرِّقينَ، قوْماً بعدَ قَومٍ، وحدهم فِنْدٌ. وَفِي حديثِ عائِشَةَ، رضي الله عنها (أَن النَّبيَّ، صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَسْرَعُ الناسِ بِي لُحُوقاً قَوْمِي، تَستَجْلِبهم المَنَايَا، وتَتنافَسُ عَلَيْهِم أُمَّتُهُم وَيعِيشُ النّاسُ بَعْدَهم أَفناداً يَقْتُلُ بعْضُهم بَعْضًا) . قَالَ أَبو مَنْصُور: مَعْنَاهُ أَنهم يَصيرون فِرَقاً مُختلِفِينَ، يَقتُلُ بعضُهم بَعْضًا، قَالَ: هم فِنْدٌ على حِدَةٍ، أَي فِرْقَة على حِدَةٍ.

(و) فِي الصّحاح: (قَدُومٌ فِنْدَأوَةٌ: حادَّةٌ)، وجمْعه: فَنَادِيدُ، على غيرِ قياسٍ.

(والفِنْدَأْيَةُ) ، مَرَّ ذِكْرُه (فِي الهَمْز) ، وَهُوَ الفأْسُ العَرِيضةُ الرَّأْسِ.

(والتَّفَنُدُ: التَّنَدُّمُ) ، وذَكره المصنِّف فِي كتاب (البصائر) لَهُ، والصاغانيُّ فِي التكملة.

وممَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

الفِنْدَةُ، بِالْكَسْرِ: العُودُ التّامْ تُصْنَع مِنْهُ القَوْس، وجاءُوا من كلِّ فِنْدٍ، بِالْكَسْرِ، أَي من كلِّ فَنَ، (ونَوْع) .

قلت: وَمِنْه اشتقاقُ لَفْظ الأَفَنْدِي لصاحِبِ الفُنُن، زادُوا أَلِفاً عِنْد كَثْرة الاستعمالِ، إِن كَانَت عربيّةً. وَقيل: روميّةٌ، مَعْنَاهُ: السَّيِّدُ الكَبِيرُ، كَمَا سَمِعتُ من بَعْضٍ.

ويَفْتَنِد فِي قَوْل حُصَيْب الهُذَلِيّ:

تُدْعَى خُثَيْمُ بنُ عمرٍ وَفِي طوائِفِها

فِي كُلِّ وَجْهٍ رَعِيلٌ ثمَّ يَفْتَنِدُ

معناهُ يَفْنَى، من الفَنَد وَهُوَ الهَرَم، ويُروَى: يُقتَثَدُ، أَي يُقْطَع كَمَا يُقْطَع القَثَدُ.

وفانِيد: نَوْعٌ من الحَلواءِ يُعْمَل بالنَّشَا وكَأَنَّها أَعجميّةٌ لِفَقْد فاعِيل من الْكَلَام العربيِّ. وَلِهَذَا لم يذكرْها أَكثَرُ أَهْل اللّغَة.

قلت: وسيأْتي فِي الْمُعْجَمَة. وَلَكِن قَالَ شيخُنا: إِنَّه بِالْمُهْمَلَةِ أَلْيَق.

ص: 509