الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر إسراف الأمين في اللهو والإنفاق
قَالَ ابن جرير [1] : ذُكِر عَنْ حُمَيْد بْن سَعِيد بْن بحر قَالَ: لما ملك محمد، ابتاع الخِصْيان، وغالى بهم وصيّرهم لخلْوته، ورفض النّساء والجواري.
وقال حُمَيْد: لما ملك وجَّه إلى البُلدان في طلب المُلهين [2] ، وأجرى لهم الأرزاق، واقتني الوحوش والسباع والطيور، واحتجب عَنْ أهل بيته وأمرائه، واستخفّ بهم، ومَحَقَ ما في بيوت الأموال، وضيّع الجواهر والنفائس. وبنى [3] عدّة قصور لِلَّهْوِ في أماكن. وعمل خمس حرّاقات عَلَى خِلْقة الأسد والفيل والعُقاب والحيّة والفَرَس، وأنفق في عملها أموالا. فقال أبو نُواس:
سَخَّر الله للأمين مطايا
…
لم تُسخَّر لصاحب المحرابِ
فإذا ما رِكابُه سِرْنَ برًّا
…
سار في الماء راكبًا ليث غابِ
أسدًا باسِطًا ذراعيه يهوي [4]
…
أهْرَتَ الشَّدْق كالحَ الأنيابِ
[5]
وعن الحسين بْن الضّحّاك قَالَ: ابتنى الأمين سقيفةً عظيمة، أنفق في عملها نحو ثلاثة آلاف ألف درهم [6] .
وعن أحمد بْن محمد البرمكيّ، أنّ إبراهيم بْن المهديّ غنّي محمد بْن زبيدة:
[1] تاريخ الطبري 8/ 508.
[2]
في الأصل «الملهيين» .
[3]
في الأصل «بنا» .
[4]
في الديوان «يعدو» .
[5]
ديوان أبي نواس 116، تاريخ الطبري 8/ 509 وفيه زيادة، والكامل في التاريخ 6/ 294 وفيه زيادة دون البيت الأخير، وفي تاريخ مختصر الدول لابن العبري 134 بيتان غير الأبيات التي هنا.
[6]
تاريخ الطبري 8/ 509.