المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر ما فعله الأفطس بمكة - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ١٣

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثالث عشر (سنة 191- 200) ]

- ‌الطَّبَقَةُ الْعِشْرُونَ

- ‌سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ

- ‌خُرُوجُ ثَرْوَانَ بْنِ سَيْفٍ بَحَوْلايَا

- ‌خُرُوجُ أَبِي النِّدَاءِ بِالشَّامِ

- ‌اسْتِغْلاظُ أَمْرِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ

- ‌وِلايَةُ حَمُّوَيْهِ بَرِيدَ خُرَاسَانَ

- ‌غَزْوَةُ يَزِيدَ بْنِ مَخْلَدٍ الرُّومَ

- ‌تَوْلِيَةُ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ الصَّائِفَةَ

- ‌مضيّ الرشيد إلى درب الحديث

- ‌عَزْلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى

- ‌حَجُّ هَذَا الْعَامِ

- ‌امْتِنَاعُ الصَّائِفَةِ

- ‌سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ

- ‌شُخُوصُ هَرْثَمَةَ إِلَى خُرَاسَانَ

- ‌تَوَجُّهُ الرَّشِيدِ لِحَرْبِ رَافِعٍ

- ‌تَحَرُّكُ الْخُرَّمِيَّةِ

- ‌قَتْلُ أَبِي النِّدَاءِ

- ‌تَحَرُّكُ ثَرْوَانَ الْحَرُورِيِّ

- ‌حَبْسُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى

- ‌سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ

- ‌مُوَافَاةُ الرَّشِيدِ جُرْجَانَ

- ‌الْوَقْعَةُ بَيْنَ هَرْثَمَةَ وَأَصْحَابِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ

- ‌غلط جبريل بَخْتَيْشُوعَ فِي تَطْبِيبِ الرَّشِيدِ

- ‌الرَّشِيدُ يَقْتَفِي أَخْلاقَ الْمَنْصُورِ

- ‌إِجَازَةُ الرَّشِيدِ مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ

- ‌صُحْبَةُ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْمِضْحَاكِ لِلرَّشِيدِ

- ‌مَوْعِظَةُ ابْنِ السَّمَّاكِ لِلرَّشِيدِ

- ‌الْبَيْعَةُ لِلأَمِينِ

- ‌مَسِيرُ رَجَاءٍ الْخَادِمِ بِالْخَلْعِ إِلَى الأَمِينِ

- ‌بِنَاءُ الأَمِينِ لِمَيْدَانِ الْكُرَةِ

- ‌الْمَأْمُونُ يُهْدِي الأَمِينَ التُّحَفَ

- ‌دُخُولُ هَرْثَمَةَ سَمَرْقَنْدَ

- ‌مَقْتَلُ نِقْفُورَ مَلِكِ الرُّومِ

- ‌سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ

- ‌ثَوْرَةُ أَهْلِ حِمْصَ بِعَامِلِهِمْ

- ‌عَزْلُ الأَمِينِ لِأَخِيهِ الْقَاسِمِ عَنِ الْوِلايَاتِ

- ‌الأَمْرُ بِالدُّعَاءِ لِمُوسَى ابْنِ الأَمِينِ

- ‌تَنَكُّرُ الأَمِينِ لِلْمَأْمُونِ

- ‌الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ يُؤَلِّبُ الأَمِينَ عَلَى الْمَأْمُونِ

- ‌الْتِحَاقُ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ بِالْمَأْمُونِ

- ‌قُدُومُ هَرْثَمَةَ عَلَى الْمَأْمُونِ

- ‌إِرْسَالُ الأَمِينِ وُجُوهًا إِلَى الْمَأْمُونِ

- ‌مُبَايَعَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُوسَى الْمَأْمُونَ سِرًّا

- ‌إِسْقَاطُ اسْمِ الْمَأْمُونِ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ

- ‌إِرْسَالُ الْمَأْمُونِ الرَّسُولَ بِالْبَقَاءِ عَلَى عَهْدِهِ لِلأَمِينِ

- ‌نَصَائِحُ أُولِي الرَّأْيِ لِلأَمِينِ

- ‌بَيْعَةُ الأَمِينِ لابْنِهِ مُوسَى بِوِلايَةِ الْعَهْدِ

- ‌وُثُوبُ الرُّومِ عَلَى مَلِكِهِمْ

- ‌سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ

- ‌بَعْضُ الشِّعْرِ الَّذِي قِيلَ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ لِمُوسَى

- ‌تَسْمِيَةُ الْمَأْمُونِ بِإِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ

- ‌عَقْدُ الأَمِينِ الْوِلايَاتِ لِعَلِيِّ بْنِ عِيسَى

- ‌جَمْعُ الأَمِينِ أَهْلَ بَغْدَادَ لِقِرَاءَةِ الْعَهْدِ لابْنِهِ

- ‌شُخُوصُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى لِلْقَبْضِ عَلَى الْمَأْمُونِ

- ‌اسْتِعْمَالُ ابْنِ حُمَيْدٍ عَلَى هَمْدَانَ

- ‌لِقَاءُ جَيْشِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بِجَيْشِ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ

- ‌رَفْعُ نُسْخَةِ الْبَيْعَةِ عَلَى الرُّمْحِ

- ‌مَقْتَلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى

- ‌انْهِزَامُ الْبُخَارِيَّةِ

- ‌التَّسْلِيمُ بِالْخِلافَةِ لِلْمَأْمُونِ

- ‌انْشِغَالُ الأَمِينِ بِصَيْدِ السَّمَكِ

- ‌شِعْرٌ فِي مَقْتَلِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى

- ‌تَوْجِيهُ الأَمِينِ لِلأَبْنَاوِيِّ

- ‌قِلَّةُ تَدْبِيرِ الأَمِينِ مَعَ كَثْرَةِ الْجَيْشِ

- ‌مَقْتَلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بِسَهْمٍ

- ‌شَغَبُ الْجُنْدِ بِبَغْدَادَ عَلَى الأَمِينِ

- ‌اسْتِعْدَادُ الأَبْنَاوِيِّ لِمُحَارَبَةِ طَاهِرٍ

- ‌حَبْسُ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ لِلْمُنْكَسِرِينَ مِنْ جَيْشِ أَبِيهِ

- ‌تَرَاجُعُ الأَبْنَاءِ أَمَامَ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ

- ‌حِصَارُ طَاهِرٍ لِهَمْدَانَ

- ‌طَاهِرٌ يُؤَمِّنُ الأَبْنَاوِيَّ

- ‌ظُهُورُ أَبِي الْعُمَيْطِرِ السُّفْيَانِيِّ بِدِمَشْقَ

- ‌أَبُو الْعُمَيْطِرِ يَضْبِطُ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهَا حَتَّى السَّاحِلِ

- ‌غَلَبَةُ طَاهِرٍ عَلَى كُوَرِ الْجِبَالِ

- ‌غَدْرُ الأَبْنَاوِيِّ بِجُنُودِ طَاهِرٍ

- ‌مَقْتَلُ الأَبْنَاوِيِّ

- ‌طَاهِرٌ يُخُنْدِقُ عَلَى جُنْدِهِ قُرْبَ حُلْوَانَ

- ‌سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ

- ‌الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ يَحُثُّ أَسَدَ بْنَ يَزِيدَ عَلَى نُصْرَةِ الأَمِينِ

- ‌أَسَدُ بْنُ يَزِيدَ يَطْلُبُ نَفَقَةَ سَنَةٍ لِجُنْدِهِ

- ‌حبْس الأمين لأسد بْن يزيد

- ‌اختيار أحْمَد بْن مَزْيد لقتال طاهر بْن الحسين

- ‌وصيّة الأمين لأحمد بْن مزيد

- ‌احتيال طاهر عَلَى جيوش الأمين حتى تقاتلوا وتفرّقوا

- ‌تسليم ما احتواه طاهر إلى هَرْثَمَة بْن أَعْيَن

- ‌تولية المأمون للفضل بْن سهل عَلَى جميع المشرق

- ‌تولية الحَسَن بْن سهل ديوان الخراج

- ‌إطلاق عَبْد المُلْك بْن صالح مِن الحبس

- ‌وفاة عَبْد المُلْك وعودة الرجّالة

- ‌خطبة الحسين بْن عليّ في الأبناء

- ‌بيعة الحسين المأمون وخلعه الأمين

- ‌حبس الأمين وأمّه في قصر المنصور

- ‌خطبة محمد بْن أبي خَالِد لاعتزال الحسين بْن عليّ

- ‌خطبة الشَّيْخ الكوفي وإخراج الأمين مِن حبسه

- ‌الصفح عَنِ الحسين بْن عليّ

- ‌هرب الحسين بْن عليّ وقتله

- ‌تجديد البيعة للأمين

- ‌هرب الفضل بْن الربيع

- ‌مسير طاهر بْن الحسين لقتال محمد بْن يزيد المهلّبي

- ‌مصرع محمد بْن يزيد وما قِيلَ في رثائه

- ‌تولية طاهر العمال عَلَى البحرين وأخذ الطاعة مِن الكوفة والموصل وغيرها

- ‌إقرار العمّال عَلَى أعمالهم

- ‌هزيمة محمد البربريّ عند جسر صرصر

- ‌انهزام الفضل بْن موسى عَنِ الكوفة

- ‌إدبار أمر الأمين

- ‌ذكر خبر خلع دَاوُد بْن عيسى الأمين

- ‌إقامة الموسم

- ‌انهزام عليّ بن نهيك أمام هَرْثَمَة

- ‌شغب الْجُنْد عَلَى طاهر وقتالهم لَهُ

- ‌تفريق الأمين الخزائن والذخائر عَلَى الناس

- ‌مكاتبة طاهر لقوّاد الأمين واستمالتهم

- ‌سنة سبَع وتسعين ومائة

- ‌التحاق المؤتمن ومنصور بالمأمون

- ‌شكوى المسلمين مِن أعمال زهير بْن المسيبّ

- ‌اشتداد الحصار عَلَى الأمين ببغداد

- ‌دَرْس محاسن بغداد

- ‌تسلُّم طاهر لقصر صالح

- ‌مقتل جماعة في قصر صالح

- ‌التحاق جماعة مِن القادة والعباسيين بطاهر

- ‌إقبال الأمين على اللهو والشرب وسوء حال أهل بغداد

- ‌قتال الغوغاء والعيّارين والحرافيش عَنِ الأمين وما قِيلَ فيهم

- ‌وقعة درب الحجارة

- ‌وقعة باب الشّماسية

- ‌وقعة العُراة وما قِيلَ فيهم

- ‌ظهور السفيانيّ بالشام

- ‌حصار ابن بَيْهس لدمشق

- ‌سنة ثمانٍ وتسعين ومائة

- ‌ذكر استيلاء طاهر عَلَى بغداد

- ‌ذِكر غناء الجارية ضَعْف

- ‌حكاية المسعودي عَنْ مقرطة الأمين

- ‌شدّة بطش الأمين

- ‌الإشارة عَلَى الأمين بالخروج إلى الجزيزة والشام

- ‌النصح للأمين بالاستسلام لهَرْثَمَة

- ‌وقوع الأمين في الأسر

- ‌ما رُوِيَ حول أسر الأمين

- ‌ذكر خبر قتل الأمين

- ‌رثاء إبراهيم بْن المهديّ للأمين

- ‌وثوب الْجُنْد بطاهر

- ‌ما قِيلَ في رثاء الأمين

- ‌ذكر إسراف الأمين في اللهو والإنفاق

- ‌رجاء ابن حنبل الرحمة للأمين

- ‌استيلاء ابن بَيْهَس عَلَى دمشق

- ‌ذكر خروج ابن الهِرش في سِفْلة الناس

- ‌استعمال المأمون للحسن بْن سهل عَلَى جميع البلاد المفتوحة

- ‌ولاية طاهر الجزيرة والشام ومصر والمغرب

- ‌ذِكر ثورة أهل قُرْطُبَة

- ‌سنة تسعٍ وتسعين ومائة

- ‌خروج ابن طباطبا بالكوفة

- ‌ذكر أمر أَبِي السرايا

- ‌وقعة قصر ابن هبيرة

- ‌توجيه أَبِي السرايا عمّاله عَلَى المدينة ومكة

- ‌ذكر خروج داود بْن عيسى مِن مكّة

- ‌دخول حسين بْن حسن مكّة وظُلم أهلها

- ‌ذكر انهزام أَبِي السرايا

- ‌وثوب عليّ بْن محمد بالبصرة

- ‌ظهور إبراهيم بْن عليّ باليمن

- ‌سنة مائتين

- ‌مقتل أَبِي السرايا

- ‌افتتاح البصرة واختفاء الطالبيين

- ‌ذكر ما فعله الأفطس بمكة

- ‌ذكر تفرُّق الطالبيّين عَنْ مكّة

- ‌ذكر الحج هذا العام

- ‌مقتل هَرْثَمَة

- ‌ذكر فتنة الْجُنْد ببغداد

- ‌ذكر توجيه رجاء بْن أَبِي الضحّاك لإشخاص عليّ الرضا

- ‌ذكر إحصاء ولد العبّاس

- ‌ذكر قتل الروم ملكهم اليون

- ‌ذكر قتل يحيى بْن عامر

- ‌تراجم الأعيان في هذا العَشْر

- ‌حرف الألِف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

الفصل: ‌ذكر ما فعله الأفطس بمكة

موسى بْن جعفر أخو عليّ بْن موسى الرضا، وهو الَّذِي يقال لَهُ زيد النار، لكثرة ما حرّق من دُور العباسيّين بالبصرة. وكان يأتي بالرجل مِن المُسَوَّدَة فيحرّقه بالنار. وانتهب تُجّار البصرة، فأسره عليّ بْن أَبِي سَعِيد، واختفى الطالبيّون [1] .

‌ذكر ما فعله الأفطس بمكة

وأما حُسين بْن حسن الأفطس فبدّع بمكة حتى تردّه طائفة مِن أهلها، فهدم دُورهم، وأخذ أبناءهم، وجعل أصحابه يَحلّون ما عَلَى الأساطين مِن الذَّهَب اليسير، ويقلعون الشبابيك. فبلغهم قتْلُ أَبِي السرايا، فأتى حسين إلى محمد بْن جعفر الصّادق، وكان شيخًا فاضلا مُحبّبًا إلى الناس، تاركًا للخروج، قد روى العلم عَنْ أَبِيهِ، فقال: قد تعلم ما لك في الناس، فابرز نبايعك بالخلافة، فلا يختلف عليك اثنان، فأبى ذَلِكَ. فلم يزل بِهِ ابنه عليّ وحسين بْن حسن حتى غلبا عَلَى رأيه، وأقاموه يوم الجمعة في ربيع الآخر، فبايعوه، وحشروا الناسَ لمبايعته طَوْعًا وكرهًا. فأقام كذلك أشهرًا [2] .

ووثب حُسين عَلَى امرَأَة قُرَشِيّة بارعة الحُسن، فأخذها قهرًا مِن بيت زوجها، وبقيت عنده أيامًا، ثمّ هربت [3] .

ووثب عليّ بن محمد عليّ أمْرَدٍ بديع الجمال، فأخذه مِن دارهم، وأركبه فَرَسه في السَّرْج، وركب عَلَى الكفل، وذهب بِهِ في السّوق حتى خرج بِهِ إلى بئر ميمون في طريق مِنى. فاجتمع أهل مكة والمجاورون، وأغلقت

[1] تاريخ الطبري 8/ 535، تاريخ خليفة 470، تاريخ اليعقوبي 2/ 447، العيون والحدائق 3/ 347، تاريخ حلب 240، الفخري 220، الكامل في التاريخ 6/ 310، نهاية الأرب 22/ 195، 196، البداية والنهاية 10/ 246، مقاتل الطالبيين 534.

[2]

تاريخ الطبري 8/ 533، 537، العيون والحدائق 3/ 348، الكامل التاريخ 6/ 311، 312، نهاية والأرب 22/ 197، البداية والنهاية 10/ 245، تاريخ ابن خلدون 3/ 244.

[3]

الطبري 8/ 537، الكامل 6/ 312، نهاية الأرب 22/ 198.

ص: 77