الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجُرجان عرضًا، وقرّر لَهُ عُمالة ثلاثة آلاف [ألف] درهم [1] ، ولقّبه ذا الرئاستين.
تولية الحَسَن بْن سهل ديوان الخراج
ثمّ ولّى أخاه الحَسَن بْن سهل ديوان الخراج [2] .
إطلاق عَبْد المُلْك بْن صالح مِن الحبس
وكان في حبْس الرشيد عَبْد المُلْك بْن صالح بْن عليّ، فأطلقه الأمين وقرّبه، فدخل عَلَيْهِ أحد الأيام وقال: يا أمير المؤمنين إنّي أرى الناس قد طمعوا فيك، وقد بذلت سماحتك، فإنْ بقيت عَلَى أمرك أبطَرْتهم، وإنْ كَفَفْت عَنِ البذْل سخطْتَهم، ومع هذا فإنّ جُنْدك قد داخَلَهم الرعبُ وأضْعَفَتْهُمُ الوقائع، وهابوا عدوَّهم. فإنْ سيّرتهم إلى طاهر غلب بقليلِ مَنْ معه كثيَرهم.
وأهل الشام قوم قد مرّستهم الحرب وأَدَّبَتْهم الشدائد، وجُلُّهم مُنْقادُ إليّ، مُسارعٌ إلى طاعتي. فإنْ وجّهتني أتّخذت لك منهم جُنْدًا تعظُم نكايته في عدوّه. فولاه الشام والجزيرة واستحثّه عَلَى الخروج [3] ، فلمّا بلغ الرَّقّة أقام بها، وأنفذ رُسُلَه وكُتُبَه إلى رؤساء الأجناد بجمع الأمداد والرجال والزواقيل والأعراب مِن كلّ فَجّ، وخلع عليهم. ثمّ إنّ بعض جُنْده الخُراسانيّة نظر إلى فرسٍ كانت أُخِذت منه في وقعة سليمان بْن أَبِي جعفر بالشام تحت بعض الزَّواقيل. فتعلق بها، فتنازعا الفرس، واجتمع
[1] زيادة من: الطبري 8/ 424، الكامل 6/ 257، والمنتقى من تاريخ الإسلام لابن الملا.
[2]
تاريخ الطبري 8/ 424، الكامل في التاريخ 6/ 256، 257، العيون والحدائق 3/ 327، 328، البدء والتاريخ 6/ 108، 109، نهاية الأرب 22/ 176، المختصر في أخبار البشر 2/ 20، البداية والنهاية 10/ 236، النجوم الزاهرة 2/ 151، مآثر الإنافة 1/ 215، تاريخ سنيّ ملوك الأرض 166، 167.
[3]
تاريخ الطبري 8/ 424، الكامل في التاريخ 6/ 257، النجوم الزاهرة 2/ 151.
الناس وتأهّبوا، وأعان كلٌ منهم صاحبه، وتضاربوا بالأيدي. فاجتمعت بعض الأبناء إلى محمد بْن أَبِي خَالِد الحربيّ وقالوا: أنت شيخنا، وقد ركب الزواقيلُ منّا ما سَمِعْتُ، فاجمع أمرنا وإلا استذلّونا، فقال: ما كنت لأدخل في شَغْب، ولا أشاهدكم [1] عَلَى مثل هذه الحال. فاستعدّ الأبناء وأتوا الزّواقيل وهم غارّون، فوضعوا فيهم السيف، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة.
فتنادى الزواقيل ولبسوا لأمَة الحرب. ونشبت الحرب بينهم، فوجّه عَبْد المُلْك رسولا يأمرهم بالكَفّ. فرموه بالحجارة. وكان عَبْد المُلْك مريضًا مُدْنَفًا، وقال: واذُلاه! تُستضام العربُ في دُورها وبلادها وتُقتل. فغضب مِن كَانَ أَمْسك عَنِ الشرّ مِن الأبناء، وتفاقم الأمرُ. وقام بأمر الأبناء الحسين بْن علي بْن عيسى بْن ماهان، وأصبح الزواقيل وقد جَيَّشوا بالرَّقّة، واجتمع الأبناء والخُراسانيّة بالرافقة. وقام رجلٌ مِن أهل حمص فقال: يا أهل حمص، الهربُ أهون مِن العطب، والموت أهون من الذلّ، النفير النفير قبل أن ينقطع الشمل [2] ويعسر المهرب [3] ، ثمّ قام نمر بْن كلب [4] فقال نحو ذَلِكَ، فسار معه عامّة أهل الشام ورحلوا [5] .
وأقبل نصر بْن شبت في الزّواقيل، وهو يَقُولُ:
فرسانَ قيسٍ اصبري [6] للموت
…
لا تُرْهِبُنّي عَنْ لقاء الفَوْت
دعي التَّمنّي بعسى وليت
[7]
.
ثمّ حمل هو وأصحابه، فقاتل قتالا شديدًا، وكثُر القتل والبلاء في
[1] في الأصل «اساعدكم» ، والتصحيح من الطبري.
[2]
عند الطبري 8/ 426، «ينقطع السبيل» ، وكذلك في الكامل 6/ 258.
[3]
عند الطبري 8/ 426 «المذهب» ، والمثبت يتفق مع ابن الأثير 6/ 258.
[4]
عند الطبري وابن الأثير «رجل من كلب» .
[5]
في الأصل «هللوا» ، والخبر في تاريخ الطبري 8/ 426، 427، والكامل في التاريخ 6/ 258.
[6]
عند الطبري «اصمدنّ» .
[7]
تاريخ الطبري 8/ 427.