الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيمارستان بدر غلام المعتضد
قال ثابت بن سنان بن ثابت بن قُرَّة في بيمارستان بدْر ما يأتي: كانت النفقة على البيمارستان الذي لبدر غلام المعتضد بالمخرم من ارتفاع وقف سجاج أم المتوكل على الله. وكان الوقف في يد أبي الصقر وهب بن محمد الكلوذاني وكان قسط من ارتفاع هذا الوقف يصرف إلى بني هاشم، وقسط إلى نفقة البيمارستان وكان أبو
الصقر يروح على بني هاشم مالهم ويؤخر ما يصرف إلى نفقة البيمارستان وبضيقه فكتب والدي أي والد ثابت وهو
سنان بن ثابت بن قرَّة إلى أبي الحسن علي بن عيسى بن الجراح يشكو إليه هذا الحال ويعرفه ما لحق المرضى من الضرر بذلك وقصور ما يقام لهم من الفحم والمؤن والدثار وغير ذلك عن مقدار حاجتهم؛ فوقع على ظهر رقعته إلى أبي الصقر توقيعا نسخته: أنت أكرمك الله على ما ذكره وهو غليظ جدا والكلام فيه معك خاصة فيما يقع منك يلزمك وما أحسبك تسلم من الإثم فيه وقد حكيت عني في الهاشميين قولا لست أذكره وكيف تصرفت الأحوال في زيادة المال أو نقصانه ووفوره أو قصوره ولا بد من تعديل الحال فيه بين أن تؤخذ منه وتجعل للبيمارستان قسطا بل هو أحق بالتقدم على غيره لضعف من يلجأ إليه وعظيم النفع به فعرفني أكرمك الله ما النكتة في قصور المال ونقصانه في تخلف نفقة المارستان هذه الشهور المتتابعة وفي هذا الوقت خاصة الشتاء واشتداد البرد. فأحتل بكل حيلة لما يطلق لهم ويعجل حتى يدفأ من البيمارستان من المرضى والممرورين بالدثار والكسوة والفحم ويقام لهم القوت ويفصل لهم العلاج والخدمة، وأجبني بما يكون منك في ذلك وأنفذ لي عملا يدلني على حجتك وأعن بأمر المارستان فضل عناية إن شاء الله.