الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه طويلاً فجعل لا يستطيع أن يأكلها قال فرماها من فمه فلمارأينا قد صنع ذلك أمسكنا عنه أيضاً فدعا النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الطعام فقال أخبرني عن لحمك هذا من أي هو قال يا رسول الله شاة كانت لصاحب لنا فلم يكن عندنا ما نشتريها منه وعجلنا وذبحناها فصنعناها لك حتى يجيء فنعط ثمنها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم برفع الطعام وأمر أن يطعموه الأسارى وقال الطبراني في معجميه حدثنا أحمد بن القاسم حدثنا بشر بن الوليد حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة بالإسناد المذكور وكذا رواه طلحة وابن المظفر وابن عبد الباقي من طريق بشر قال الحافظ في تخريج أحاديث الهداية وهذا معلول والمحفوظ ما رواه محمد بن الحسن عن أبي حنيفة اهـ.
1516 - وقال للصحابة ألا ترون ما يقول صاحبكم يزعم أن الروم ستغلب فخاطرهم أبو بكر رضي الله عنه بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما حقق الله صدقة وجاء أبو بكر رضي الله عنه بما قامرهم به قال عليه السلام هذا سحت فتصدق به وفرح المؤمنون بنصر الله وكان قد نزل تحريم القمار بعد إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم له في المخاطرة مع الكفار
.
قال العراقي: الحديث المذكور رواه البيهقي في الدلائل من حديث ابن عباس وليس فيه أن ذلك كان بإذنه صلى الله عليه وسلم وهو عند الترمذي وحسنه والحاكم وصححه دون قوله أيضاً هذا سحت فتصدق به اهـ
قلت: الأقرب إلى سياق المصنف ما أخرجه أبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال لما نزلت ألم غلبت الروم الآية قال المشركون لأبي بكر رضي الله عنه ألا ترى إلى ما يقول صاحبك يزعم أن الروم تغلب فارساً قال صدق صاحبي قالوا هل لك أن نخاطرك فجعل بينه وبينهم أجلاً فحل الأجل قبل أن تغلب الروم فارساً فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فساءه فكرهه وقال لأبي بكر ما دعاك إلى هذا قال تصديقاً لله ورسوله قال تعرض لهم وأعظم الخطر واجعله إلى بضع سنين فأتاهم أبو بكر
فقال هل لكم في العود فإن العود أحمد قالوا نعم فلم تمض تلك السنون حتى غلبت الروم فارساً وربطوا خيولهم بالمدائن وبنوا الرومية فقمر أبو بكر فجاء به يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا السحت تصدق به وأما حديث ابن عباس الذي أشار إليه العراقي وأن الترمذي حسنه والحاكم صححه فقد رواه أحمد والطبراني في الكبير وابن مردويه والضياء في المختارة ولفظهم عنه في قوله تعالى الم غلبت الروم قال غلبت وغلبت قال كان المشركون يكرهون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أصحاب كتاب فذكروه لأبي بكر رضي الله عنه فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما أنهم سيغلبون فذكره أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلاً فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل بينهم أجلاً خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وأخرج ابن جرير من حديث ابن مسعود نحوه وفيه فقالوا هل لك أن نقامرك فبايعوه على أربعة قلائص إلى سبع سنين ولم يكن شيء ففرح المشركون بذلك وشق على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم كم بضع سنين عندكم قالوا دون العشر قال اذهب فزايدهم وازدد لى سنتين في الأجل قال فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس ففرح المؤمنون بذلك وأخرجه الترمذي وصححه والدارقطني في الأفراد والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والبيهقي في الشعب من حديث نيار بن مكرم السلمي قال لما نزلت هذه الآية خرج أبو بكر رضي الله عنه يسيح في نواحي مكة بها فقال ناس من قريش لأبي بكر ذاك بيننا وبينكم يزعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارساً في بضع سنين أولا نراهنك على ذلك قال بلى وذلك قبل تحريم الرهان فارتهن أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان فقالوا لأبي بكر لم نجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين فسم بيننا وبينك وسطر ننتهي إليه قال فسموا بينهم ست سنين فمضت الست قبل أن يظهروا فأخذ المشركون رهن أبي بكر فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبي بكر بتسميته ست سنين قال لا لأن الله تعالى قال في بضع سنين فأسلم عند ذلك ناس كثير وأخرج ابن جرير وابن حاتم والبيهقي عن قتادة قال لما أنزل الله هذه الآية صدق المسلمون ربهم وعرفوا أن الروم ستظهر على فارس فاقتمروا هم