المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

انظر كم فضل من الله تعالى تفضّل به على عباده - تفسير الشعراوي - جـ ١٦

[الشعراوي]

الفصل: انظر كم فضل من الله تعالى تفضّل به على عباده

انظر كم فضل من الله تعالى تفضّل به على عباده في هذه الحادثة، ففي كل مرحلة من مراحل هذه القضية يقول سبحانه:{وَلَوْلَا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ. .} [النور:‌

‌ 20]

وهذا دليل على أن ما حدث كان للمؤمنين نعمة وخير، وإنْ ظنوه غير ذلك.

لكن أين جواب لولا؟ الجواب يُفهَم من السياق وتقديره: لَفُضحْتُم ولَهلكتم، وحصل لكم كذا وكذا، ولك أنْ تُقدِّره كما تشاء.

وما منع عنكم هذا كله إلا فضل الله ورحمته.

وفي موضع آخر يوضح الحق سبحانه منزلة هذا الفضل: {قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58] .

فالحق سبحانه وتعالى شرع منهجاً ويحب مَنْ يعمل به، لكن فرحة العبد لا تتم بمجرد العمل، وإنما بفضل الله ورحمته في تقبُّل هذا العمل. إذن: ففضْل الله هو القاسم المشترك في كل تقصير من الخَلْق في منهج الخالق عز وجل.

وبعد هذه الحادثة كان لا بُدَّ أنْ يقول تعالى: {ياأيها الذين آمَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشيطان. .} .

ص: 10222