الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي كتاب أبي الفرج الأصبهاني: كان له ابن يسمى عبد المجيد وكان محمد بن منادر مفتونا به، فلما سقط من سطوح داره ليلة عرسه فمات رثاه ابن منادر بمراث من أحسنها قوله وكان الرشيد الخليفة يقول فيها: أي شعر هذا لولا أنه في سوقه: -
كل حي لاقى الحمام فمودى
…
ما لحي موئل من خلود
يفدح الدهر من شمارخ رضوى
…
ويخط الصخور من هبود
يقول فيها:
إن عبد المجيد حين تولى
…
هد ركنا ما كان بالمهدود
ما درى نعشه ولا حاملوه
…
ما على النعش من عفاف وجود
فلما قال:
لأقيمن مأتما كنجوم الليل
…
زهرا يلطمن حر الخدود
خرجت أمه بانة فعملت مأتمة، وقالت واه. واه، فهي أول من قاله.
وفي بانة هذه يقول ابن منادر لما توفيت وخرج إلى جنازتها:
اليوم يوم الثلاثاء ويوم ثالث بانة
…
اليوم يكثر فيه الظباء في الجبانة
وكان له ابن يسمى أبا الصلت بن عبد الوهاب وكان محمد بن منادر مولعا بهجائه وفيه يقول [ق 44/أ].
إذا أنت تعلقت بحبل من أبي الصلت
…
تعلقت بحبل واهن القوة منبت
3409 - (م 4) عبد الوهاب بن عطاء أبو نصر الخفاف العجلي مولاهم البصري سكن بغداد
.
قال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث مضطرب، وفي رواية عبد الله
عنه: أما أنا فأحدث عنه، وقال ابن نمير: حدث عنه أصحابنا.
وقال أبو أحمد الحاكم: سمعت أبا الحسن الغازي سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: أبو نصر ليس بالقوي عندهم.
وفي رواية الحسن بن محمد الخلال عن الدارقطني: ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب الثقات وقال: قيل للبخاري: أيش حاله فقال: يكتب حديثه. قيل له: يحتج به قال: أرجو. إلا أنه كان يدلس عن ثور وأقوام أحاديث مناكير.
وفي رواية الميموني عن أحمد: ضعيف الحديث.
وقال ابن عدي: لا بأس به، قال محمد: أرجو أن يكون ابن عطاء هذا من أهل الطبقة الثالثة وهو ثقة قاله الحسن بن سفيان وغيره.
وقال الصدفي: حدثني محمد بن قاسم قال: سمعت النسائي يقول: ابن عطاء الخفاف ليس به بأس.
وقال يحيى بن سعيد: تكلم في مذهبه ونسب إلى التشيع.
وفي رواية عبد الخالق عن يحيى بن معين: صدوق ثقة.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: مات ببغداد سنة أربع ومائتين لثلاث عشرة بقيت من المحرم.
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب " الثقات " قال: قال عثمان يعني ابن أبي شيبة:
عبد الوهاب بن عطاء ليس بكذاب، ولكن ليس هو ممن يتكل عليه.
وروى عنه عبد بن حميد الكشي في تفسيره عدة أحاديث.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث معروفا صدوقا - إن شاء الله تعالى.
وهذه اللفظة سقطت على المزي فلم يذكرها وذكر غيرها من كلام ابن سعد مما ينتفع به الخطيب لكونه شهد له بسكنى بغداد وأغفل ما ليس له به حاجة.
فظن المزي أن الخطيب استوفى جميع ما ذكره ابن سعد مما تمس الحاجة إليه وليس كذلك، والله تعالى أعلم.
وذكره العقيلي في جملة " الضعفاء ".
وقال ابن أبي خيثمة: لم يدخل أبي عنه في " المسند " شيئا.
وفي قول المزي: قال خليفة ابن خياط: مات بعد المائتين نظر؛ وذلك أن خليفة لم يذكره في " تاريخه " الذي على السنين وإنما ذكره في كتاب " الطبقات " فقط ولفظه فيه: من نزل بغداد وأتاها من المحدثين فذكر جماعة آخرهم متوفى سنة أربع وستين ومائة ثم قال: وبعد هؤلاء فذكر جماعة آخرهم [ق44ب] متوفى سنة اثنتين ومائتين ثم قال: وبعد هؤلاء عبد الوهاب بن عطاء الخفاف مولى بني عجل يكنى أبا نصر وكثير بن هشام يكنى أبا سهل مات بفم الصلح سنة تسع ومائتين فذكر جماعة آخرين.
فهذا كما ترى لم يتعرض لوفاته جملة، وإن كانت بعد المائتين بلا شك، إنما تعرف بطبقته، والله تعالى أعلم.