الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ"(1).
وفي آخر: قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: "جَنَاهَا"(2).
أبو داود، عن زيد بن أرقم قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني (3).
وذكر أبو أحمد من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثَلَاثَةٌ لَا يُعَادُونَ صَاحِبُ الضِّرسِ وصَاحِبُ الرَّمَدِ وَصَاحِبُ الدُّمَلِ"(4).
وهذا يرويه مسلمة بن علي الخشني وهو ضعيف عندهم.
البخاري، عن أنس بن مالك قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقعد عند رأسه، فقال له:"أَسْلِمْ" فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:"الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ"(5).
باب في الطب
مسلم، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لِكُلِّ دَاءِ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءٌ الدَّاءَ بَرَأَ بِإذنِ اللهِ"(6).
(1) رواه مسلم (2568).
(2)
رواه مسلم (2568).
(3)
رواه أبو داود (3102).
(4)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (6/ 313).
(5)
رواه البخاري (1356).
(6)
رواه مسلم (2204).
وروى يحيى بن زهدم بن الحارث عن أبيه قال: حدثني أبي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تكْرهُوا أَرْبَعًا فِإنَّهَا لأرْبَعَةٍ، لَا تكْرهُوا الرَّمَدَ فَماِئهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْعَمَى، وَلَا تكْرهُوا الزُّكَامَ فَإنَّهُ يقْطَعُ عُرُوقِ الْجُذَامِ، وَلَا تكْرهُوا السُّعَالَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْفَالج، وَلَا تكْرهُوا الدَّمَامِيلَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْبَرَصِ"(1).
ذكره أبو أحمد بن عدي.
الترمذي، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ عَلَى الطَّعَامِ فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ"(2).
قال: هذا حديث حسن غريب.
مسلم، عن أسماء أنها كانت تؤتى بالمرأة الموعوكة فتدعو بالماء فتصبه في جيبها وتقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ" وقال: "إِنَّهَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ"(3).
الطحاوي، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَشُنَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ مِنَ السَّحَرِ ثَلَاثًا"(4).
وعن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأبرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَمَ"(5).
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
(1) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (7/ 242).
(2)
رواه الترمذي (2040).
(3)
رواه مسلم (2211).
(4)
رواه الطحاوي في المشكل (2/ 346) والنسائي في الكبرى (7612) وأبو يعلى (3794) والحاكم (4/ 200 و 401).
(5)
رواه الطحاوي في المشكل (2/ 346) والبخاري (3261) والنسائي في الكبرى (7614).
وذكر قاسم بن أصبغ عن أم خالد بنت سعيد قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا حم الزبير أن يبرد له ماء ثم نصبه عليه.
مسلم، عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسْقِهِ عَسَلًا" فسقاه ثم جاءه فقال: إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقًا ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال:"اسْقِهِ عَسَلًا" فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ اللهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلًا" فسقاه فبرأ (1).
وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلّا السَّامَ" والسام الموت (2).
وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ تُذْهِبُ بَعْضَ الْحُزْنِ"(3).
أبو داود، عن سعد بن أبي وقاص قال: مرضت مرضًا أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثَدْيَيَّ حتى وجدت بردها على فؤادي فقال: "إِنَّكَ رَجُلٌ مَفْؤودٌ ائْتِ الْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ أَخَا ثَقِيفٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَتَطَبَّبُ، فَلْيَأخذْ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوة الْمَدِينَةِ فَلْيَجَأْهُنَّ بِنَواهُنَّ ثُمَّ لِيُدَّلِكَكَ بِهِنَّ"(4).
مسلم، عن عائشة قالت: لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأشار أن لا تَلدُّوني فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال:"لَا يَبْقَى أَحَدٌ مِنْكُمْ إلَّا لدَّ غَيْرَ الْعَبَّاسِ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ"(5).
(1) رواه مسلم (2217).
(2)
رواه مسلم (2215).
(3)
رواه مسلم (2216).
(4)
رواه أبو داود (3875).
(5)
رواه مسلم (2213).
وعن أم قيس قال: دخلت بابن لي على النبي صلى الله عليه وسلم وقد أعلقت عليه من العذرة، فقال:"عَلَامَ تَدْعَوْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذِهِ الْعِلَاقِ، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِي فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجُنُبِ، وَيُسْعَطُ مِنَ الْعُذْرء وَيُلَدُّ مِنْ ذَاتِ الْجُنُبِ"(1).
وعن وائل بن حجر أن طارق بن سويد الجعفي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه، أو كره أن يصنعها، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال:"إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ"(2).
أبو داود، عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث (3).
وذكر الدارقطني عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسقى البهائم الخمر (4).
الصحيح في هذا موقوف على ابن عمر.
الترمذي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السّمِّ، وَالْكَمْأة وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ"(5).
البخاري، عن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه قال: "هَرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قُرَبٍ لَمْ تَحَللْ أَوْكِيتهُنَّ لَعَلي أعْهَدُ إِلى النَّاسِ" فأجلسنا، في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. ثم طفقنا نصب عليه حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج إلى الصلاة (6).
(1) رواه مسلم (2214).
(2)
رواه مسلم (1984).
(3)
رواه أبو داود (3870).
(4)
ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 133 و 247).
(5)
رواه الترمذي (2066).
(6)
رواه البخاري (4442).
الترمذي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ خَيْرَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالسُّعُوطُ وَاللَّدُودُ وَالْمَشْيُ. . . . . ." وذكر الحديث (1).
أبو داود، عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وَثْءٍ كان به (2).
الترمذي، عن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سألها:"بِمَ تَسْتَمْشِينَ؟ " قالت: بالشبرم، قال:"حَارُّ جَارٌّ" قالت: ثم استمشيت بالسنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لَوْ أَنَّ شَيْئًا كَانَ فِيهِ شَفَاءٌ مِنَ الْمَوْتِ لَكَانَ فِي السَّنَا"(3).
قال: هذا حديث غريب.
يعني دواء المشي.
وذكر أبو أحمد من حديث محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أخبرنا هشام بن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَنْفَعُ مِنَ الْجُذَامِ أَنْ تَأْخُذَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ كُلَّ يَوْمِ تَفْعُل ذَلِكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ"(4).
قال: لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير الطفاوي وله غرائب وإفرادات وكلها تحتمل، ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا.
وقد قال فيه يحيى بن معين: صالح.
وقال فيه أبو حاتم: صدوق إلا أنه يهم أحيانًا.
وقال فيه أبو زرعة: منكر الحديث.
أبو داود، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ احْتَجَمَ لِسَبع
(1) رواه الترمذي (2047 و 2048).
(2)
رواه أبو داود (3863).
(3)
رواه الترمذي (2081) وفي نسختنا حسن غريب.
(4)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (6/ 195).
عَشَرَةَ وتعَ عَشَرَةَ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ كَانَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ" (1).
مسلم، عن جابر بن عبد الله قال: رُمِيَ أُبَيٌّ يوم الأحزاب على أكحله، فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
البخاري، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي شَرْطةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنا أَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ"(3).
وفي حديث جابر بن عبد الله: "وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ" خرجه مسلم (4).
أبو داود، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَ خَيْر أَكْحَالِكُمُ الإِثْمدُ يُنْبِتُ الشَّعْرَ وَيَجْلُو الْبَصَرَ"(5).
زاد الترمذي: وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثًا في كل عين (6).
مسلم، عن عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعْرِضوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لَا بَأْسَ بالرُّقَى مَا
لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ" (7).
وعن أبي سعيد الخدري أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر، فمرُّوا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم، فلم يضيفوهم فقالوا لهم: هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ أو مصاب؟ فقال رجل منهم: نعم، فأتاه
(1) رواه أبو داود (3861).
(2)
رواه مسلم (2207).
(3)
رواه البخاري (5681).
(4)
رواه مسلم (2205) والبخاري (5683).
(5)
رواه أبو داود (4061).
(6)
رواه الترمذي (1757).
(7)
رواه مسلم (2200).
فرقاه بفاتحة الكتاب، فبرأ الرجل فأُعطِيَ قطيعًا من غنم، فأبى أن يقبلها وقال: حتى أذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: يا رسول الله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم وقال:"مَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ" ثم قال: "خُذُوا مِنْهُمْ وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ"(1).
وقال البخاري من حديث ابن عباس: فقال: يا رسول الله آخذ على كتاب الله أجرًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللهِ"(2).
أبو داود، عن عقبة بن عامر بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذب بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} ويقول: يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوّذٌ بِمِثْلِهِمَا" قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة (3).
مسلم، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها (4).
وعنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: "أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤك شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سُقْمًا" فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل، أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع، فانتزع يده عن يدي ثم قال:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاجْعَلْنِي مَعَ الرَّفِيقِ الأَعْلَى" قالت: فذهبت أنظر فإذا هو قد قضى (5).
(1) رواه مسلم (2201).
(2)
رواه البخاري (5737).
(3)
رواه أبو داود (1463).
(4)
رواه مسلم (2192).
(5)
رواه مسلم (2192).
وعنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل عليه السلام قال: "بِسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُل دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ شَرَّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ"(1).
وعن عثمان بن أبي العاص أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَألمْ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأحَاذِرُ"(2).
البخاري، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: "إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَةِ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامةٍ"(3).
الترمذي، عن أبي خزامة بن يعمر عن أبيه قال: سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أرأيت رُقى نسترقيها ودواء نتداوى به وَتْقَاةَ نَتَّقِيَها هل ترد من قدر الله شيئًا؟ قال: "هِيَ مِنْ قَدَرِ اللهِ"(4).
قال: حديث حسن صحيح.
وذكر أبو داود عن القاسم بن حسان عن عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعود كان يقول: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يكره عشر خلال، الصفرة يعني الخلوق، وتغيير الشيب وجر الإزار والتختم بالذهب، والتبرج بالزينة لغير محلها، والضرب بالْكِعَابِ والرقى إلا بالمعوذات، وعقد التمائم، وعزل الماء لغيره أو
(1) رواه مسلم (2185).
(2)
رواه مسلم (2202).
(3)
رواه البخاري (3371).
(4)
رواه الترمذي (2065).
غير محله، وفساد الصبي غير مُحَرِّمِهِ. وقال معتمر: عن أو لغير محله (1).
عن عبد الرحمن بن حرملة ضعفه البخاري وقال: لا يصح حديثه. ذكر ذلك ابن عدي وليس ذلك أيضًا بمشهور في أصحاب ابن مسعود.
مسلم، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَم، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ، والنَّبِيّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ إِذْ رُفعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي، فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ وَلَكِن انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ، فَنَظَرتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيم فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمتكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة بِغيْرِ حِسَابٍ، وَلَا عَذَابٍ" ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام
وَلَمْ يشركوا بالله، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ؟! " فأخبروه فقال: "هُمُ الَّذِينَ لَا يَرْقُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال:"أَنْتَ مِنْهُمْ" ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال:"سَبقَكَ بِهَا عكَاشَةُ"(2).
البخاري، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى أنه كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن. قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا قال: "يَا عَائِشَةُ أَعَلِمْتِ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَي، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلآخَرِ: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصمِ، قَالَ: فِي أَي شَيْءِ؟ قَالَ: فِي مشْطٍ وَمِشَاطَةٍ، قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ
(1) رواه أبو داود (4222).
(2)
رواه مسلم (220).
تَحْتَ رعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ" قال: فأتى البئر حتى استخرجه؟ فقال: هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحنَّاءِ وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ" قالت: فاستخرج، قالت: قلت: أفلا أي تَنَشِّرْتَ؟ فقال: "أَمَا وَاللهِ فَقَدْ شَفَانِي وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ شَرًّا"(1).
وقال مسلم بن الحجاج: فقلت: يا رسول الله أفلا أحرقته؟ قال: "لَا أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللهُ عز وجل وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا فَأمرْتُ بِهَا
فَدُفِنَتْ" (2).
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شيْءٌ سَابَقَ الْقَدَر سَبقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا"(3).
مالك، عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة
فَلُبِطَ سهل، فأتُيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف والله ما يرفع رأسه، فقال:"هَلْ تَتهِمُونَ لَهُ أَحَدًا؟ " قالوا: نتهم عامر بن ربيعة، قال: فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة فتغيط عليه وقال: "عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ
أَخَاة أَلَا بَرَّكْتَ اغْتَسِلْ لَه" فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه، فراح سهل مع الناس ليس به بأس (4).
ورواه معمر عن الزهري عن أبي أمامة قال فيه: ثم أمره، يعني النبي صلى الله عليه وسلم فغسل وجهه وظهور عقبيه وغسل صدره وداخلة إزاره وركبتيه وأطراف قدميه
(1) رواه البخاري (3175 و 3268 و 5763 و 5765 و 5766 و 6063 و 6391).
(2)
رواه مسلم (2189).
(3)
رواه مسلم (2188).
(4)
رواه مالك (2/ 228).
وظاهرهما في الإناء، ثم أمره فصب على رأسه، وكفأ الإناء من خلفه، قال: وأمره فحسى منه حسوات فقام فرجع مع الركب.
ذكره أبو عمر في التمهيد في حديث ابن شهاب عن أبي أمامة (1).
مسلم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصَحّ"(2).
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَا عَدْوَى وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ" فقال أعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلها، قال:"فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ؟ "(3).
الترمذي، عن المفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فأدخله معه في القصعة ثم قال:"كُلْ بِسْمِ اللهِ ثِقَّةً بِاللهِ وَتَوَكُّلًا"(4).
قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن محمد عن المفضل.
وروى هذا الحديث شعبة عن حبيب بن الشهيد عن أبي بريدة أن ابن عمر أخذ بيد مجذوم.
وحديث شعبة أثبت عندي وأصح.
وذكر أبو أحمد من حديث المغيرة بن عبد الرحمن الحذامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الْمَجْذُومَ كَمَا يُتَّقَى الأَسَدُ"(5).
(1) التمهيد (6/ 234 - 235).
(2)
رواه مسلم (2221).
(3)
رواه مسلم (2220).
(4)
رواه الترمذي (1817).
(5)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (6/ 356).