المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مَسَاجِدِنَا أَوْ أَسْوَاقِنَا بِنَبْلٍ فَلْيَأْخُذْ عَلَى نِصَالِهَا لَا يَعْقِرْ بِكَفِّهِ - الأحكام الوسطى - جـ ٤

[عبد الحق الإشبيلي]

الفصل: مَسَاجِدِنَا أَوْ أَسْوَاقِنَا بِنَبْلٍ فَلْيَأْخُذْ عَلَى نِصَالِهَا لَا يَعْقِرْ بِكَفِّهِ

مَسَاجِدِنَا أَوْ أَسْوَاقِنَا بِنَبْلٍ فَلْيَأْخُذْ عَلَى نِصَالِهَا لَا يَعْقِرْ بِكَفِّهِ مُسْلِمًا" (1).

‌‌

‌باب

مسلم، عن المقدام بن عمرو قال: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نَحْثِيَ التراب في وجوه المداحين (2).

وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر عنده رجل، فقال رجل: يا رسول الله ما من رجل بعد رسول الله أفضل منه في كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ" مرارًا يقول ذلك ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنْ كَانَ

أَحَدُكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلَانًا إِنْ كَانَ يُرى أَنَّهُ كَذَلِكَ وَلَا أُزكي عَلَى اللهِ أَحَدًا" (3).

باب

مسلم، عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: "أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ"(4).

وذكر الدارقطني عن ابن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا دَعَتْ أَحَدَكُمْ أُمُّهُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَليُجِبْ وَإِذَا دَعَاهُ أَبُوهُ فَلَا يُجِبْ".

قال: هكذا رواه حفص بن غياث عن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر مرسلًا.

(1) رواه البخاري (452 و 7075).

(2)

رواه مسلم (3002).

(3)

رواه مسلم (3000).

(4)

رواه مسلم (2548).

ص: 252

ورواه عبد العزيز بن أبان عن أبي ذئب عن ابن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم متصلًا، والمرسل أصح.

مسلم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جرَيْجٍ، وَكَانَ جرَيْجٌ رَجلًا عَابِدًا فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمَّهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتي فَأَقْبَلَ عَلى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ أُمُّهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ عَلى صَلَاتِهِ، فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِ الْمُومِسَاتِ فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ، وَكَانَتْ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يتمَثَّلُ بِحُسْنِهَا فَقَالَت: إنْ شِئْتُمْ لأَفْتِننَّهُ لَكُمْ، قَالَ: فَتَعَرضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ راعِيًا كَانَ يَأوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ فَأَتَوْهُ فَاسْتَنزَلُوهُ وهدموا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ فَقَالُوا: زَنَيْتَ بهَذِهِ الْبَغِيِّ فَوَلَدَتْ مِنْكَ، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاؤُوا بِهِ فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّي، فَصَلَّى فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ وَقَالَ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبْوكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي، فَأَقبَلُوا عَلى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: لَا، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلْوا، وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ أُمَّهُ فَمَرَّ رَجُلٌ راكِبٌ عَلى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْني مِثْلَ هَذَا، فَتَرَكَ الثَّديَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فنظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْضَعُ" قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه فجعل يمصها، قال: "وَمَرُّوا بِجَارِيَة وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ وَنعمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابني مِثْلَهَا، فَتَرَكَ الرِّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ فَقَالَتْ: حَلْقَى، مَرَّ رَجُل حَسَنُ الْهَيْئَةِ فَقُلْتُ:

ص: 253

اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقْلُتَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمَرُّوا بِهَذِهِ الأمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ، فَقُلْت: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابني مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، قَالَ: إِنَّ ذَلكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبارًا فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَإِنَّ هَذه يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ وَلَمْ تَزْنِ وَسَرِقْتِ وَلَمْ تَسْرقْ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا" (1).

وذكر أبو أحمد من حديث عباد بن كثير بن قيس الرملي وليس بالثقفي عن عروة بن رويم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنْ كَانَ الْجِهَادُ عَلى بَابِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَخْرُجْ إِلَّا بِإذْنِ أَبَوَيْهِ"(2).

عباد بن كثير الرملي وثقه ابن معين، وضعفه أبو زرعة وأبو حاتم.

وقال البخاري: فيه نظر.

ووثقه أيضًا زياد بن الربيع اليحمري وكان زياد من الثقات.

وقد رواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: نا مخرمة بن بكير عن أبيه عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . . . فذكره.

تفرد به أحمد بن علي وأنكر عليه.

وقد روي موقوفًا ولم يذكر فيه نافع، ذكره أبو أحمد أيضًا (3).

وذكره الترمذي عن ابن عمر قال: كانت تحتي امرأة أحبها وكان أبي يكرهها، فأمرني أن أطلقها فأبيت، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"يَا عَبْدَ الله طَلِّق امْرَأَتَكَ"(4).

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

(1) رواه مسلم (2550).

(2)

رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (4/ 337).

(3)

رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (1/ 185).

(4)

رواه الترمذي (1189).

ص: 254

أبو داود، عن أبي أسيد قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به عند موتهما؟ قال: "نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ عَهدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا وَصِلَةُ الرحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا"(1).

البزار، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُ لِوَالِدَيْهِ وَالدَّيُّوثُ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَقُوقُ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَنَّانُ عَطَاءهُ وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ"(2).

خرجه النسائي أيضًا (3).

وخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ لَا شَكَّ فِيهِن: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْو الْوَالِدِ عَلَى وَلَده"(4).

البزار، عن أبي هريرة قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أبي وهو في ظل أُطْمةٍ فقال: عتا علينا ابن أبي كبشة فقال ابنه عبد الله: والذي أكرمك بالحق لئن شئت لآتينك برأسه فقال: "لَا وَلَكِنْ بُرَّ أَبَاكَ وَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُ"(5).

مسلم، عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم:"مَنِ ادَّعَى أَبًا فِي الإِسْلَامِ غَيْرَ أَبِيهِ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ"(6).

مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا

(1) رواه أبو داود (5142).

(2)

رواه البزار (1786) الى قوله المترجلة.

(3)

رواه النسائي (5/ 80 - 81).

(4)

رواه الترمذي (3448).

(5)

رواه البزار (2708 كشف الأستار) ورواه الطبراني في الأوسط (231). وابن حبان (428).

(6)

رواه مسلم (63).

ص: 255

وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ" (1).

مسلم، عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ".

قال سفيان: يعني قاطع رحم (2).

البخاري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئ وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا"(3).

مسلم، عن أبي هريرة أن الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن فقال: إن لي عشرة من الولد فما قبلت واحدًا منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ"(4).

وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ لله مِئَةَ رَحْمَةٍ، أَنْزَل منْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ فَبِهَا يتعَاطَفُونَ وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ وَبِهَا يَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وتسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(5).

الترمذي، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفُقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ"(6).

قال: هذا حديث حسن صحيح.

مسلم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأشج، أشج عبد

(1) رواه مسلم (2563).

(2)

رواه مسلم (2556).

(3)

رواه البخاري (5991).

(4)

رواه مسلم (2318) والبخاري (5997).

(5)

رواه مسلم (2752).

(6)

رواه الترمذي (2013).

ص: 256

القيس: "إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبهُمَا اللهُ الْحِلْمُ وَالأنَاة"(1).

البخاري، عن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا أَدْرك النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ"(2).

الترمذي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْحَيَاءُ مِنَ الإيمَانِ وَالإيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاء وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ"(3).

قال: هذا حديث حسن صحيح.

وذكر أبو عمر من حديث معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ دِينِ خُلُقٌ وَخُلُقُ الإسْلَامِ الْحَيَاءُ، مَنْ لَا حَيَاءَ لَهُ لَا دِينَ لَهُ".

قال: هذا حديث الشاميين وإسناده حسن.

قال: وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا الإسَلَامَ بِخَصْلَتَيْنِ" قلت: وما هما؟ قال: "الْحَيَاءُ وَالسَّمَاحَةُ فِي اللهِ لَا فِي غَيْرِهِ".

ذكره في باب مالك عن [سلمة بن] صفوان من كتاب التمهيد (4).

الترمذي، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقَيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وإِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيء"(5).

قال: حديث حسن صحيح.

البزار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكمْ لَنْ تَسعُوا النَّاسَ

(1) رواه مسلم (17).

(2)

رواه البخاري (3483 و 3484 و 6120).

(3)

رواه الترمذي (2009).

(4)

التمهيد (21/ 142) وفي النسختين مالك عن صفوان وهو خطأ. وإنما هو مالك عن سلمة بن صفوان.

(5)

رواه الترمذي (2002).

ص: 257

بِأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمُ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ" (1).

الترمذي، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:"يَا ذَا الأُذُنَيْنِ" قال: يعني مازحه (2).

قال: هذا حديث حسن غريب.

أبو داود، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ وَالاقْتِصَادَ جُزْءٌ مِنْ خِمْسَةٍ وَعِشرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ"(3).

وعن أبي ذر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ"(4).

مسلم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالسُّرعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ"(5).

أبو بكر بن أبي شيبة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرتهُ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنْ اعْتَذَرَ إِلَى اللهِ قَبِلَ اللهُ مِنْهُ عُذْرَهُ"(6).

مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَلَا زادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلّا عِزًا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ"(7).

(1) رواه البزار (1677) وأبو يعلى (6550).

(2)

رواه الترمذي (1992) وهذا الحديث لا يوجد في النسخة المغربية. وفي نسختنا من سنن الترمذي حديث صحيح غريب.

(3)

رواه أبو داود (4776).

(4)

رواه أبو داود (4782).

(5)

رواه مسلم (2609).

(6)

رواه ابن أبي شيبة. في المسند (3125 المطالب العالية) وعنه أبو يعلى في مسنده (4338).

(7)

رواه مسلم (2588).

ص: 258

البخاري، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ"(1).

مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَيْنَ الْمُتَحَابُّون بِجَلَالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي"(2).

مالك، عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قالَ اللهُ تبارك وتعالى: وَجَبَتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِي وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ"(3).

الترمذي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ نَادَاهُ مُنَاد أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ الْجَنَّة مَنْزلًا"(4).

قال: حديث حسن غريب.

أبو عمر بن عبد البر، عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لها:"مَنْ أَنْتِ؟ " قالت: جثامة الْمُزَنِيَّةُ، فقال:"بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمزَنِيَّةُ، كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟ " قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله تُقْبَلُ على هذه العجوز هذا الإقبال قال: "إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا أَيَّامَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ"(5).

مسلم، عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَصَاحِبُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذيَكَ

(1) رواه البخاري (6021).

(2)

رواه مسلم (2566) ومالك (2/ 234).

(3)

رواه مالك (2/ 236) مطولًا.

(4)

رواه الترمذي (2008).

(5)

رواه ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 1810).

ص: 259

وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةَ، وَصَاحِبُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً" (1).

البزار، عن ابن عباس قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أي جلسائنا خير؟ قال: "مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللهِ رُؤيتُهُ، وَزَادَكُمْ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ وَذَكرَكُمْ بِالآخرة عَمَلُه"(2).

الترمذي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَلَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَيْنهَى عَن الْمُنْكَرِ"(3).

وروى واصل بن عبد الرحمن أبو حرة الرقاشي قال: قال محمد بن سيرين: قال عمرة: قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَقِيُلوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ زَلَّاتهمْ"(4).

ذكره أبو أحمد بن عدي في باب واصل ولم يذكر له علة.

مسلم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهُوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ"(5).

النسائي، عن معاذ بن جبل قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويبعدني من النار، قال: "لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ

(1) رواه مسلم (2628).

(2)

لم أره بهذا اللفظ في مجمع الزوائد منسوبًا إلى البزار، بل نسبه إليه (10/ 78) بلفظ قال رجل: يا رسول الله من أولياء الله؟ قال: "الذين إذا رُؤوا ذكر الله".

ورواه بهذا اللفظ أبو يعلى (2437) ونسبه إليه في مجمع الزوائد (10/ 226) ورواه أيضًا عبد بن حميد (631) وسنده ضعيف من أجل مبارك بن حسان.

(3)

رواه الترمذي (1921).

(4)

رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (7/ 87).

(5)

رواه مسلم (2988).

ص: 260

عَلَيْهِ تُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤتي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُج الْبَيْتِ" ثم قال: "أَلَا أَدُلُكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ" ثم تلا هذه الآية:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِع. . . . . .} حتى بلغ {يَعْمَلُونَ} ثم قال: "أَلَا أُخُبِركَ برَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَتهِ وَسَنَامِهِ" قلت: بلى يا رسول الله، قال:"رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهادُ" قال: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ " قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه فقال:"كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا" قلت: يا رسول الله وَإِنَا لَمْؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بهِ؟ قال: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاس فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ" أو قال: "عَلى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدَ أَلْسِنَتِهِمْ"(1).

البخاري، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ"(2).

مسلم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئ مِنْهُمَا مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ"(3).

البخاري، عن أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ وَلَا يَرْمِيهِ بالْكُفْرِ إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ"(4).

مسلم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَا يَنْبَغِي لِصدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا"(5).

الترمذي، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ

(1) رواه النسائي في التفسير (414).

(2)

رواه البخاري (6044).

(3)

رواه مسلم (2587).

(4)

رواه البخاري (6045).

(5)

رواه مسلم (2597).

ص: 261

الْمُؤمِنُ بِالطَّعَانِ وَلَا اللَّعّضانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ" (1).

قال: هذا حديث حسن غريب.

أبو داود، عن جابر بن سليم قال: رأيت رجلًا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئًا إلا صدروا عنه، قلنا: من هذا؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: عليك السلام يا رسول الله مرتين، قال:"لَا تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلَامُ فَإنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَيتِ، قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ" قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: "أَنَا رَسُولُ اللهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَإِذَا أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتُهُ أَنْبَتَهَا لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ بِأرضٍ قَفْرٍ وَفَلَاةٍ فَضَلَّتْ راحِلَتك فَدَعَوْتُهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ" قال: قلت: اعهد إلي، قال: لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا" فما سببت بعده حرًا ولا عبدًا ولا بعَيرًا ولا شاة، قال: "وَلَا تَحْقرنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَارْفَعْ إِزاركَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أبيْتَ

فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزارِ فِإنَّهَا مِنَ الْمَخْيَلَةِ، وَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمَخْيَلَةَ، وَإِن امْرُءٌ شَتَمَكَ أَوْ عَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ" (2).

وقال النسائي: "يَكُون أَجرُ ذَلِكَ لَكَ وَوَبَالُهُ عَلَيْهِ"(3).

البخاري، عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضُوا إِلَى مَا قَدْ قَدَّمُوا"(4).

الترمذي، عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسُبُّوا الأمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الأحْيَاءَ"(5).

(1) رواه الترمذي (1977).

(2)

رواه أبو داود (4084).

(3)

رواه النسائي في الكبرى (9699).

(4)

رواه البخاري (1393 و 6516).

(5)

رواه الترمذي (1982).

ص: 262

مسلم، عن أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتقيَانِ فيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ"(1).

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تُفْتَح أَبْوَابُ الْجَنَّة يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ باللهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيقُولُ [فَيُقَالُ]: انْظُرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا"(2).

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَتَدْرُونَ مَا الْغِيْبَةُ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"ذَكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتبتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهتَّهُ"(3).

أبو داود، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هُؤُلَاء يَا جبْرِيلُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَاْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِيهِمْ وَفِي أَعْرَاضِهِمْ"(4).

الترمذي، عن عائشة قالت: حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلًا، فقال:"مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ رَجُلًا، وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا" قالت: فقلت: يا رسول الله إن صفية امرأة، وقالت بيدها هكذا كأنها تعني قصيرة، قال لها:"لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بِهَا مَاءَ الْبَحْرِ لَمُزِجَ"(5).

قال: حديث حسن صحيح.

(1) رواه مسلم (2560).

(2)

رواه مسلم (2565).

(3)

رواه مسلم (2589).

(4)

رواه أبو داود (4878).

(5)

رواه الترمذي (2502).

ص: 263

وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَد اللهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(1).

قال: حديث حسن صحيح.

أبو داود، عن عائشة أنه اعتل بعير لصفية بنت حيي وعند زينب فضل ظهر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب:"أَعْطِيهَا بَعِيرًا" فقالت: أنا أعطي تلك اليهودية، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرها ذا الحجة والمحرم وبعض صفر (2).

مسلم، عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا يَدْخُل الْجَنَّةَ نَمَّامٌ"(3).

مسلم، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلَى الْبر، وإِنَّ الْبِر يَهْدِي إِلَى الْجنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِديقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُور يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيتحَرى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا"(4).

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا ائتُمِنَ خَانَ"(5).

وفي طريق آخر: "وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ"(6).

أبو داود، عن أم كلثوم بنت عقبة قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) رواه الترمذي (1931) وفي نسختنا في السنن حسن فقط وهو كذلك في النسخة المغربية.

(2)

رواه أبو داود (4602).

(3)

رواه مسلم (105).

(4)

رواه مسلم (2607).

(5)

رواه مسلم (59).

(6)

رواه مسلم (59).

ص: 264

يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لَا أَعُدُهُ كَاذِبًا الرَّجُلُ يُصْلحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ الْقَوْلَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الإصْلَاحَ، وَالرَّجُلُ يقُولُ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأتَهُ وَالْمَرْأة تُحَدِّثُ زَوْجَهَا"(1).

خرجه مسلم أيضًا (2).

وخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَهِيمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ اثْنَتيَنِ فِي ذَاتِ اللهِ، قَوْلُهُ: إنِّي سَقِيمٌ، وَقَوْلُهُ بَلْ فَعَلَهُ كَبيرُهُمْ هَذَا، وَوَاحِدَةً فِي شَأْنِ سَارة فَإِنَّهُ قَدِمَ أَرْضَ جَبَّارٍ وَمَعَهُ سَارةٌ وَكَانَتْ أَحْسَنَ النَّاس، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ إِنْ يَعْلَمْ أَنَّكِ امْرَأَتِي يَغْلِبني عَلَيْكِ، فَإنْ سَألَك فَأخبِرِيهِ أَنَّكِ أُخْتِي فَإِنَّكِ أُخْتِي فِي الإِسْلَام، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ فِي الأَرْضِ مُسْلِمًا غَيْرِي وَغَيْرَكِ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْضَهُ رِآهَا بَعْضُ أَهْلِ الْجَبَّارِ فَأَتَاهُ فَقَالَ: لَقَدْ قَدِمَ أَرْضَكَ امْرَأَةٌ لَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تكونَ إِلَّا لَكَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَأُتِيَ بِهَا فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَقُبِضَتْ يَدَهُ قَبْضَةً شَدِيدَةً فَقَالَ لَهَا: ادْعي اللهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِي وَلَا أَضُرُّكِ، فَفَعَلَتْ فَعَادَ فَقُبِضَتْ أَشَدَّ مِنَ الْقَبْضَةِ الأولَى، فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ فَفَعَلَتْ، فَعَادَ فَقُبضَتْ أَشَدَّ مِنَ الْقَبْضَتيَنِ الأُولَيَيْنِ، فَقَالَ لَهَا: ادْعي اللهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِي فَلَكِ عَهْدُ اللهِ أَنْ لَا أَضُرَّكِ، فَفَعَلَتْ فَأُطْلِقَتْ يَدُهُ، فَدَعَا الَّذِي جَاءَ بِهَا، فَقَالَ: إِنَّمَا آتَيْتَنِي بِشَيْطَانٍ وَلَمْ تَأْتِنِي بِإِنْسَانٍ، فَأَخرجْهَا مِنْ أَرْضِي وَأَعْطِهَا هَاجَرَ، قالَ: فَأَقْبَلَتْ تَمْشِي، فَلَمَّا رَآهَا إِبْرَاهِيمُ انْصَرَفَ فَقَالَ لَهَا، مَهيمْ، فَقَالَتْ: خَيْرًا كَفَّ اللهُ يَدَ الْفَاجِرِ وَأَخْدَمَ خَادِمًا" قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء (3).

الترمذي، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأفضَل

(1) رواه أبو داود (4921).

(2)

رواه مسلم (2605).

(3)

رواه مسلم (2371).

ص: 265

مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّيَامِ؟ " قالوا: بلى، قال: "صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ" (1).

قال: هذا حديث صحيح.

البزار، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ أَبْلَغَ ذَا سُلْطَانِ حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغَهَا ثَبَّتَ اللهُ قَدَمَيْهِ عَلى الصِّرِاط يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الأَقْدَامُ"(2).

مسلم، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمُومِنُ لِلْمُومِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"(3).

وعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ [فِي] تَوادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتكى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهْرِ وَالْحُمَّى"(4).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذي يَأْتِي هَؤلَاء بِوَجْهِ وَهَؤُلَاء بِوَجْهٍ"(5).

وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَا يُلْدَغُ الْمُومِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدِ مَرَّتَيْنِ"(6).

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَنَافَسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرْوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا"(7).

(1) رواه الترمذي (2509).

(2)

رواه البزار (1593 كشف الأستار).

(3)

رواه مسلم (2585).

(4)

رواه مسلم (2586).

(5)

رواه مسلم (2526).

(6)

رواه مسلم (2998).

(7)

رواه مسلم (2563).

ص: 266

أبو داود، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَاْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ" أو قال: "الْعُشْبَ"(1).

وعن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرَ أَنْ يُعَجِّلَ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدّخِر لَهُ فِي الآخِرَةِ مِثْل الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ"(2).

مسلم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الظلْمَ ظُلُمَاتٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(3).

وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تعالى: "يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرمًا فَلَا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُوني أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُوني أُطْعِمُكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتكسُوني أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُوني أَغْفِرُ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي إِنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرُكُمْ وإنْسُكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَر قَلْبِ رجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرُكُمْ وَإِنسكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوني فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلتهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمخيطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ

(1) رواه أبو داود (4903).

(2)

رواه أبو داود (4902).

(3)

رواه مسلم (2579).

ص: 267

ثمَّ أُوفِيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلّا نَفْسَهُ" (1).

وذكر الدارقطني عن أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "دَعْوةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَإِنْ كَانَتْ مِنْ فَاجِر فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ"(2).

الترمذي، عن أبي بكر الصديق أنه قال: أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمهُمْ اللهُ بِعِقَابِ مِنهُ"(3).

قال: هذا حديث حسن صحيح.

البزار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا رَأَيْتُم أُمّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ إِنَّكَ ظَالِمٌ فَقَدْ تُودِّع مِنْهُمْ"(4).

يقال: إن في إسناده انقطاعًا.

البخاري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءِ فَلْيتحلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدَرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تكنْ لَهُ حَسَنَاتٌ

(1) رواه مسلم (2577).

(2)

ورواه أحمد (2/ 367) وابن أبي شيبة (10/ 275) والطيالسي في مسنده (1266) والخطيب في تاريخه (2/ 271 - 272) والقضاعي في مسند الشهاب (315) وله ما يعضده.

(3)

رواه الترمذي (3057).

(4)

رواه البزار (3302 كشف الأستار) وأحمد (2/ 163 و 189 - 190 و 190) وابن عدي (6/ 123) وأبو بكر الشافعي في الفوائد (6/ 65/ 2) والحاكم (4/ 96).

ص: 268

أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ" (1).

أبو داود، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللهُ عز وجل: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ"(2).

الترمذي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذِّلُّ مِنْ كُل مَكَانٍ يُسَاقُونَ إِلَى سِجْنِ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولِسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ"(3).

قال: هذا حديث حسن.

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَيَنْتهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبائِهِمْ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونَنَّ عَلَى اللهِ أَهْوَنَ مِنَ الْجُعْلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخُرءَ بأَنْفِهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّة الْجَاهِلِيةِ، إِنَّمَا هُو مُؤمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وآدَمُ مِنْ تُرَابٍ"(4).

وفي رواية: "عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاء"(5).

قال: حديث حسن.

النسائي، عن الحارث بن مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ دَعَا بِدَعْوى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَى جَهَنَّمَ" فقال رجل: يا رسول الله وإن صام وصلى؟ قال: "نَعَمْ وإنْ صَامَ وَصَلَى، فَادْعُوا بِدَعْوة اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ بِهَا الْمُسْلِمِينَ الْمُؤمِنِينَ عِبَادَ اللهِ"(6).

(1) رواه البخاري (2449 و 6534).

(2)

رواه أبو داود (4090).

(3)

رواه الترمذي (2492) وفي نسختنا من السنن حسن صحيح.

(4)

رواه الترمذي (3955) وفي نسختنا من سنن الترمذي حسن غريب.

(5)

رواه الترمذي (3956).

(6)

رواه النسائي في الكبرى (8866) وفي التفسير (369).

ص: 269

الترمذي، عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّكُمْ مَنْصُورُونَ وَمُصِيبُونَ وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ، فَمَنْ أَدْرك ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَتَّقِ اللهَ وَلْيَأمُرْ بالْمَعْرُوفِ وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكر، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيتبَؤأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"(1).

قال: هذا حديث حسن صحيح.

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَعْظَمَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانِ جَائِرٍ"(2).

وعن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني، فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أية آية؟ قال: قلت: قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرًا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًا مُطَاعًا وَهَوًى مُتبًعا وَدُنْيَا مُؤثَرَةً، وإِعْجَابَ كُلِّ رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصةِ نَفْسِكَ وَدع الْعَوَامَ فَإِنَّ مِنْ وَرائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ أجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا مِثْلَ عَمَلِكُم".

وفي رواية: قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: "لَا بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ"(3).

قال: هذا حديث حسن غريب.

مسلم، عن أسامة بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُؤتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَيَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرِّحَاءِ، فَيَجْتَمعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ

(1) رواه الترمذي (2257).

(2)

رواه الترمذي (2174).

(3)

رواه الترمذي (3058).

ص: 270

بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَيقُولُ: بَلَى قَدْ كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ" (1).

أبو داود، عن العرس بن عميرة الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا" وقال مرة: "فَأَنْكَرَهَا كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَمَنْ شَهِدَهَا"(2).

البزار، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الدَّالُ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ، وَاللهُ يُحِب إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ"(3).

مسلم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَا زالَ جِبْرِيلُ عليه السلام يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُورثُه"(4).

وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ إِنَّما هُوَ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ" وأشار مالك بالسبابة والوسطى (5).

البخاري، عن صفوان بن سليم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:"السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيلَ"(6).

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (7).

مسلم، عن عائشة قالت: جاءت امرأة ومعها ابنتان لها، فسألتني فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها، ثم قامت فخرجت وابنتاها،

(1) رواه مسلم (2989).

(2)

رواه أبو داود (4345).

(3)

رواه البزار (656) زوائد الحافظ.

(4)

رواه مسلم (2625).

(5)

رواه مسلم (2983).

(6)

رواه البخاري (6006).

(7)

رواه البخاري (6007) ومسلم (2982).

ص: 271