المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌باب في العقيقة

وعن نبيشة الخير رجل من هذيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلَاثٍ كَيْ تُشبِعَكُمْ فَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالْخَيْرِ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، وَإِنَّ هَذ الأَيَّامَ أَيَّامَ أَكلٍ وَشُرْبِ وَذِكْرِ اللهِ" فقال رجل: إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب فما تأمرنا؟ قال: "اذْبَحُوا للهِ فِي أَيِّ شَهْرِ مَا كَانَ، وَبَرُّوا اللهَ وَأَطْعِمُوا فقال رجل: يا رسول الله إنا كنا نُفْرِعٌ فَرعًا في الجاهلية فما تأمرنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فِي كُلِّ سَائِمَةٍ مِنَ الْغَنَمِ فَرْعٌ تَغْذُو غَنَمُكَ حَتَّى إِذَا اسْتَحْمَلَ ذَبَحْتَهُ وَتَصَدَّقْتَ بِلَحْمِهِ عَلَى ابْنِ السَّبِيلِ فَإنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ" (1).

‌باب في العقيقة

مالك، عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فقال: "لَا أُحِبُّ الْعُقُوقَ" وكأنه كره الاسم وقال: "مَنْ وُلدَ لَهُ وَلَا فَأَحِبُّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدهِ فَلْيَفْعَلْ"(2).

قال أبو عمر بن عبد البر: لا أعلم يروى معنى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ومن حديث عمرو بن شعيب.

وقد اختلف فيه على عمرو وأحسن أسانيده ما أسنده عبد الرزاق وقال: أخبرنا داود بن قيس قال: سمعت عمرو بن شعيب يحدث عن أبيه عن جده قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فقال: "لَا أُحِبُّ الْعُقُوقَ" وكأنه كره الاسم، قالوا: يا رسول الله ينسك أحدنا عن ولده؟ قال: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ

(1) رواه النسائي (7/ 170) وفي الكبرى (4556).

(2)

رواه مالك (1/ 328).

ص: 139

عنْ وَلدِهِ فَلْيَفْعَلْ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مِثْلَانِ، وعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ" (1).

أبو داود عن أم كرز قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مِثْلَانِ وَعَنِ الجَارِيَةِ شَاةٌ"(2).

الترمذي، عن يوسف بن ماهك أنهم دخلوا على حفصة بنت عبد الرحمن فسألوها عن العقيقة، فأخبرتهم أن عائشة أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُمْ:"عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ"(3).

قال: حديث حسن صحيح.

زاد النسائي: "لَا يَضُرُّكُمْ ذُكْرَانًا كَانَتْ أَمْ إِنَاثًا"(4).

خرجه عن أم كرز عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال: عن سلمان بن عامر الضبي أن رسول لله صلى الله عليه وسلم قال: "فِي الْغَلَامِ عَقِيقَةٌ فَأَهرِيقُوا عَنْهُ دَماءً وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى"(5).

وعن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ غُلَامٍ رَهِينٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى"(6).

سماع الحسن عن سمرة حديث العقيقة صحيح.

ذكر أبو داود هذا الحديث كما ذكره النسائي.

وذكره من طريق همام قال: أخبرنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن

(1) التمهيد (4/ 304 - 305) والحديث رواه عبد الرزاق (7961) والنسائي (7/ 162 - 163).

(2)

رواه أبو داود (2836).

(3)

رواه الترمذي (1513).

(4)

رواه النسائى (7/ 165).

(5)

رواه النسائي (7/ 164).

(6)

رواه النسائي (7/ 166).

ص: 140

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ غُلَامٍ رَهِينٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُدَمَّى" فكان قتادة إذا سئل عن الدم كيف يصنع به؟ قال: إذا ذبحت العقيقة أخذت منها صوفه واستقبلت بها أوداجها، ثم توضع على يافوخ الصبي حتى تسيل على رأسه مثل الخيط، ثم يغسل رأسه بعد ويحلق (1).

هذا وهم من همام، وليس يوجد هذا.

وقال غيره: همام ثبت، وقد سبق أنهم سألوا قتادة عن صفة التدمية المذكورة فَوَصَفَهَا.

وذكر أبو أحمد من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْخَلُوقُ بِمَنْزِلَةِ الدَّمِ" يعني في العقيقة (2).

إبراهيم هذا لا أعلم أحدًا وثقه إلا أحمد بن حنبل وحده، وأما الناس فضعفوه.

الترمذي، عن علي رضي الله عنه قال: عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة، وقال:"يَا فَاطِمَةُ احْلِقِي رَأْسَهُ وَتَصَدَّقِي بِزِنَةِ شَعْرِهِ فِضَّةً" قال: فوزناه فكان وزنه درهمًا أو بعض درهم (3).

قال: ليس إسناده بمتصل.

وذكر ابن أيمن من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن كبشًا وعن الحسين كبشًا (4).

وهو صحيح.

(1) رواه أبو داود (2837).

(2)

رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (1/ 234).

(3)

رواه الترمذي (1519).

(4)

ورواه أبو داود (2841) وانظر المحلى (6/ 242) وإرواء الغليل (4/ 379 - 380).

ص: 141

وفيه عن أنس، ذكره ابن الجهم وهو صحيح أيضًا (1).

وذكر أبو داود من حديث ابن عباس: وكان مولد الحسن في عام أحد، ومولد الحسين في العام الثاني.

وكان سماع أم كرز من النبي صلى الله عليه وسلم في العقيقة: "عن الغلام شاتان" الحديث المتقدم ذكره النسائى (2).

ومولد الحسن والحسين ذكره أبو محمد (3).

ومن مراسيل أبي داود عن جعفر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في العقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن والحسين: "أَنْ يَبعَثُوا إِلَى بَيْتِ الْقَابلَةِ مِنْهَا بِرِجْلٍ، وَكلُوا وَأَطْعِمُوا وَلَا تَكْسِرُوا مِنْهَا عَظْمًا"(4).

وذكر عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبد الكريم أبي أمية قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الغلام من بني هاشم إذا أفصح سبع مرات: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ. . . . .} إلى آخر السورة (5).

أبو داود، عن بريدة قال: كنا في الجاهلية إذا ولد لنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران (6).

البزار، عن عائشة بهذا قالت: فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلوا مكان الدم خلوقًا (7).

(1) ورواه ابن حبان (5309) وأبو يعلى (2945) وغيرهما وانظر المحلى (6/ 242).

(2)

رواه النسائي (7/ 165) وفي الكبرى (4543).

(3)

المحلى (6/ 242).

(4)

رواه أبو داود في المراسيل (379).

(5)

رواه عبد الرزاق (7976).

(6)

رواه أبو داود (2843).

(7)

رواه البزار (1239 كشف الأستار) وأبو يعلى (4521) وابن حبان (5309) وغيرهم.

ص: 142