الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ حسين والي:
المتوفى سنة "1362هـ-1943م":
نشأته وحياته:
نشأ في بيت كريم الأصل عريق في المجد، فهو ابن المرحوم الشيخ "حسين والي" بن "إبراهيم والي" بن "إسماعيل والي" بن "وهدان والي"، و"وهدان والي" الجد الثالث للمترجم له ينتسب إلى "السلطان عامر" ابن "مروان الحسيني"، وينتهي نسب "السلطان عامر"، هذا إلى الإمام علي كرم الله وجهه.
وقد ولد الفقيد ببلدة "ميت أبي علي" الملحقة بمركز "الزقازيق" من أعمال الشرقية سنة 1896م -وكان والده من علماء الأزهر الفحول المعاصرين "للأشموني"، والإنبابي" "والطويل" وغيرهم، وكان مدرسا بالمدرسة التجهيزية، تثق به وزارة المعارف، فتسند إليه رياسة الامتحانات العامة، وتعهد إليه بتفتيش المدارس، كما كان من المقربين للخديو "توفيق باشا".
تعلم المترجم في مكتب القرية وحفظ فيه القرآن الكريم، ولما أوفى على التاسعة من عمره استصحبه والده إلى القاهرة، حيث كان يقيم بقصر عمه المرحوم "مصطفى بهجت باشا" بحي "السيدة زينب"، وهناك أدخل مدرسة ابتدائية أتم بها دراسته، ثم ألحق بالأزهر حول الثالثة عشرة من عمره، فتلقى العلوم على أساتذته بجد ومثابرة حتى نال شهادة العالمية، وقد عرف طول درسه بالبحث والتدقيق.
وعين بعد ذلك مدرسا في الأزهر، فدرس كثيا من علوم الفقه والشرع، وخاصة كتاب "الأم" في مذهب الشافعية إذ أذن له بتدريسه أستاذه
"الأشموني"، ولما يتجاوز الثلاثين من عمره، وكانت حلقة درسه مقصد الطلاب لثقتهم به، وتمكنه من مادته.
ولما كان من العلماء الأثبات الراسخين في الإفتاء كان المغفور له الشيخ "محمد عبده"، يحيل عليه استفتاءات ترد إليه من مختلف الأقطار الإسلامية، فكان مثار الإعجاب بدقته، وعمله ورسوخ قدمه حتى إن "مجلة المنار" أشارت إلى ما كان له من جهود في تحري الحقيقة، وتوخي الصواب فيما كان يصدره من فتاوى للمسلمين في شتى الأقطار.
ولما أنشئت مدرسة القضاء الشرعي اختير مدرسا لعلوم الأدب العربي، والإنشاء والمنطق وأدب البحث، والمناظرة، وبعض العلوم الشرعية، فتلقى عنه هذه العلوم طائفة من نابغي القضاء الشرعي، "ومما يذكر عنه بمناسبة اشتغاله بالتدريس في مدرسة القضاء أنه كان جلدا على العمل دقيقا في مراجعة ما يكتب تلامذته، حتى إن حضره صاحب العزة الأستاذ "أحمد إبراهيم بك" رحمه الله -وصف الفقيد لنا بهذا الوصف في مقام ذكر حسناته قال: إنه كان أحد اثنين عرفا بالتدقيق في العمل، والقيام بالواجب المدرسي، وهما الفقيد العظيم، والمغفور له الشيخ "محمد المهدي" الذي كان وكيلا لمدرسة القضاء الشرعي1.
على أنه كان موصول الأواصر بالأزهر، وهو يدرس بمدرسة القضاء إذ شغل منصب المفتش العام للأزهر، والمعاهد الدينية حين أنشئت وظائف التفتيش في الأزهر.
ومما يذكر أن له في الأزهر تشريعا صدر به قانون في سنة 1911 لا يزال هذا التشريع متبعا حتى الآن في المعاهد الدينية -ثم إنه نقل من التفتيش إلى معهد طنطا حيث عين وكيلا له، وقد أظهر من حسن الإدارة، وبراعة التوجيه ما زاد في فضله.
1 من كلمة منصور فهمي باشا في تأبينه في المجمع اللغوي.
وإذ تولى المغفور له "السلطان فؤاد" عرش مصر اختير لمنصب كاتم السر العام للأزهر والمعاهد الدينية، فاضطلع بأعماله الضخمة، وأعبائه الجسام على غير وجه، ومما يذكر له بالحمد والتقدير أنه في أثناء توليه هذا المنصب قررت لجنة 1 إصلاح المعاهد الدينية، وضع الأزهر تحت تفتيش وزارة المعارف كفاء عشرين ألف جنيه تأخذها المعاهد الدينية من وزارة المالية، وكان ذلك في وزارة المرحوم "يحيى إبراهيم باشا"، ولما رفع قرار اللجنة إلى مجلس الوزراء أصدر رأيه بالموافقة عليه، إلا أن "واليا" حملته الغيرة على استقلال الأزهر، فغضب له واستطاع بنفوذه البالغ، ولباقته الساحرة أن يصرف الأمر عن وجهه بعد ما تهيأ له من أسباب التنفيذ.
عضويته في جماعة كبار العلماء:
وفي سنة 1924 تقدم ببحث علمي لينال عضوية الجماعة، فصدرت الإرادة الملكية بتعيينه في عضوية هذه الجماعة الموقرة.
في مجلس الشيوخ:
ثم اختير بعد ذلك عضوا في مجلس الشيوخ، فمثل الأزهر أكرم تمثيل ودوى صوته الديني في جنبات المجلس، فقاوم التبشير وحض على العناية بالقرآن الكريم في المدارس الإلزامية، ووقف للغة العربية موقف المدافع الغيور، فكان يثور حين يجد خطأ في الأداء منبها صاحبه إلى الصواب مهما علا شأنه.
ومما يذكر في هذا الصدد أنه دخل المجلس يوما، فقال لأعضائه: فيم تبحثون؟ فقالوا: نبحث قانون التسول، فقال لهم: التسول معناه الاستكراش واسترخاء البطن، فهل تريدون في ذلك بحثا؟ وكانت ملاحظة لغوية طريفة دلت على براعته التي شهد بها الجميع في كل مواقفه.
1 اللجنة الجماعة يجتمعون في الأمر ويرضونه.
في المجمع اللغوي:
ولما أنشىء مجمع فؤاد الأول للغة العربية في ديسمبر سنة 1932م كان أحد عشرين عضوا، وقع الاختيار عليهم للقيام برسالة المجمع، وقد شهد له بالفضل والتمكن في اللغة جميع علمائها الذين عرفوا فيه الدقة، وغزارة العلم وسعة الاطلاع.
صفاته وأخلاقه:
هذا وقد كان رحمه الله جم الذكاء حاضر البديهة عذب الحديث آخذا بأسباب الجد عظيم الخلق، عفيف اللسان نزيه الرأي كريم التواضع، فأكرم بهاتيك أن تكون صفات العلماء.
مكانته اللغوية وأسلوبه:
كان رحمه الله دائم البحث والتنقيب في كتب اللغة وعلومها والأدب وفنونه، وكان شديد الغيرة على اللغة العربية حريصا على تنقيتها مما يشوبها من الخطأ والدخيل، دائب السهر على سلامتها من كل يشوبها.
وقد أثر عنه إذ عين وكيلا لمعهد طنطا أنه كان نافذ الرقابة على العلماء والطلاب، ولما لاحظ بعض الخطأ في عبارتهم أراد أن ينقيها من هذا الزيف، وأن يضع حدا لما يشوب الألسنة من الخطأ، فكان يكتب ما يتداول من الكلمات على اللوح مبينا الخطأ هاديا إلى الصواب، وقد ظل يعرض هذه الكلمات في فناء المعهد مرتين في كل أسبوع، وذلك مما كان له أعظم الأثر في صحة العبارة، وسلامتها من كل شائبة.
وكان آية الآيات في غزارة المادة، ودقة البحث والتملئ من العلم، والتهدي إلى وجه الصواب فيما يتناوله من البحوث.
ومن يطلع على محاضر الجلسات للمجمع اللغوي، ويستقرئ ما دار فيها
من بحث وتنقيب يجده صاحب الفصل الضخم، والعلم الجم والرأي السديد، ويجد له من الجهد الموفور ما يرمي على جهد جماعة مجتمعة.
وكان الحكم الفصل في المجمع فيما يطرح من بحث، ويتناول من دراسة، قوى الحجة متين البرهان، مكنته سعة أفقه وطول اطلاعه على أسرار العربية، ودقائقها من أن يكون "فيصل هذه المناقشات يقول حين يدور الجدل في الاصطلاح، أو القاعدة القول الذي يقطع الشك، ويقف المناقشة على ما يحسن السكوت عليه1".
وقد شهد بوفرة علمه، وشدة تمكنه في اللغة وعلومها، وبراعته في البحث وتفوقه فيه، ما نشره في صحيفة المجمع من أبحاث لغوية بارعة، وخاصة ما كتبه بعنوان "سبيل الاشتقاق بين السماع والقياس"، المنشور في الجزء الثاني من صحيفة المجمع، فإنه نموذج القدرة الفائقة، والدرس الحصيف والبحث المتين.
وكان إلى جانب هذا أديبا عذب الأسلوب متخير اللفظ، فصيح العبارة محكم النسج، رائع البيان حتى فيما يكتبه من بحوث ودراسات علمية.
شعره:
وكان ينظم الشعر ويجيده على إقلال، إلا أنه كان منقطع النظير في التاريخ الشعري، فقد أنشأ فيه القصائد الطوال، وبلغ من البراعة فيه أن يجعل أحد مصراعي القصيدة رمزا للتاريخ الهجري، والمصراع الآخر رمزا للتاريخ الميلادي، ومن ذلك قصيدته التي سماها "شوارة عكاظ"، قالها في مدح الشيخ "محمد عبده"، وبدأها بالفخر بنفسه وهي تبلغ خمسين بيتا، يؤرخ المصراع الأول من كل منهما عام 1898م، والمصراع الآخر عام 1316هـ، كما أن عنوانها يؤرخ عام إنشائها بالتاريخ الميلادي.
1 من كلمة منصور باشا فهمي في حفل تأبينه في المجمع اللغوي.
وللشيخ كتاب لم يطبع سماه "عصا موسى" في قريض العرب، والمولدين ذكر في هذا الكتاب قصيدة له سماها "مليكة شعر الدهر"، وتؤرخ هذه التسمية بحساب الجمل عام إنشائها، وهو 1310هـ -ويقول عن هذه القصيدة: إنها مائة تاريخ في ستين بيتا كل ثلاثة أبيات خمسة تواريخ تكتب في الأصل خطا واحدا، فتكون القصيدة عشرين خطا، وحينئذ تقرأ على أوجه متعددة لو قرأت على أصل كتابتها كانت مسدسة، وكان المصراع الأول منها، وما تحته من كل تسديس عشرين تاريخًا لعام 1310هـ، والصراع الثاني وما تحته كذلك عشرين تاريخا لعام 1892م، والمصراع الثالث وما تحته كذلك عشرين تاريخا إلى سنة 1906 قبطية، والمصاريع الثلاثة المذكورة مصرعة إلى انتهائها، والمصراع الرابع وما تحته كذلك عشرين تاريخا لسنة 2204 رومية لازمة فيه قافية النون، كل مصراع ما ذكر تاريخ، والمصراعان الخامس والسادس، وما تحتهما كذلك عشرين تاريخ لسنة 5653 عبرانية كل مصراعين تاريخ واحد لازمة في الخامس قافية الدال الموصولة بالهاء، وفي السادس قافية اللام.
ولست أدري إلى أي حد احتمل الشيخ عناء هذه الطريقة، وكيف أطاق هذا الجهد المضني، ولكنها قدرة وولوع.
مؤلفاته:
ترك الشيخ مؤلفات قيمة كثيرة أعانه على تأليفها طول مثابرته، وفيض علمه وبعض هذه المؤلفات مطبوع ككتاب أدب البحث والمناظرة، وكتاب الاشتقاق ورسالة في التوحيد، ورسائل في الإملاء، وله غير ذلك مؤلفات جليلة لا تزال مخطوطة في فقه الشافعية الذي كان إماما فيه، وفي علم الحيوان، وفي علم الكلام وتاريخه، كما ألف في اللغة كتابا ضخما تناول فيه اللغة، وعوامل نشأتها وتطورها واختلافها ونمو اللغة وتعدد لهجاتها، وما أدخل على اللغة العربية من ألفاظ غريبة عنها مع تبيين أصل هذه الألفاظ.
هذه المؤلفات ثروة ذات خطر، وحبذا لو أتيحت مراجعتها، وطبعت لينتفع الناس بكنوزها.
نموذج من نثره:
مما نشر في الجزء الثاني من مجلة المجمع بعنوان "سبيل الاشتقاق بين القياس والسماع".
كان للعرب في الجاهلية كلام كثير، وشعر كثير لم يكن لهم علم أصح منه، ولم ينته إلينا جميع ما قالوه؛ لأن اعتمادهم كان على الرواية لا على دواوين معروفة، فإنهم كانوا أميين لا يعلمون الكتاب، ومن علمه منهم فهو قليل.
ولما جاء الإسلام لفت العرب عما كانوا عليه، وبهرهم القرآن بأساليبه وشغلهم بأحكامه، وتكاليفه، وغادر القادرون منهم الأرض الجرز إلى غيرها في شلمنون ساقتهم فشرقوا وغربوا إلى أن هلك منهم من لا يحصون موتا وقتلا، بيد أنه كان لمن بقي في بلاد العرب، ومن خرج فترات أو فرص حصل فيها إثبات طرف من الرواية، وطرف من الكلام والشعر عليه من الرونق ما لم يكن من قبل.
هذا ما صارت إليه لغة العرب من الكثرة، فلم ترثها من العرب إلا كما يرث الرجل من أبيه نحو الكفاف من الرزق.
ثم حدثت أطوار عبثت فيها يد الحدثان بطائفة من هذا، فبعضها أصابه الفناء، وبعضها أصابه التفريق، ولولا حسن التصرف وسعة الحيلة لكشفت الحاجة عن وجهها العابس.
إننا نجد مواطن غير تامة الإفادة، أو البيان في أمهات الكتب اللغوية التي بين أيدينا، وقد حشدت ما يرى كثيرا وهو قليل من الكثير الذي ذهب، ولو وصلت إلينا اللغة وافرة، لوجدنا طلبتنا فيما نحسب، ومن هذه المواطن ما انساقت إليه الفكرة الآن.
قد يذكر اللغوي الكلمة التي من شأنها أن تشتق، أو يشتق منها ولا يذكر الأصل أو الفرع، أو يقول مثل كلمة كذا لا فعل لها، أو المصدر ممات أو لا تقل كذا، والفطين المستنبط لا يقف عند ذلك، بل ينبعث للإحاطة بأسبابه وتوسيع البحث عنه، والنظر في الاشتقاق وأصول العربية، فإذا سلك هذا المنهج رأى أن بعض المحظور يصير غير محظور، وأن الشيء قد يمنع من جهة، ولا يمنع من جهة أخرى، وأن هناك ما يقدر على القياس، ولا يتكلم به لوجود مانع، وأن هناك ما يؤتي به على القياس، ويتكلم به وإن لم تتكلم به العرب؛ لأنه لا مانع، وما قيس على كلام العرب وسلم من موانع الاستعمال فهو من كلام العرب، وعلماء العربية لم يضعوا أصولهم لما سمع من العرب، وإنما وضعوها لما لم يسمع.
ومما ألقاه في إحدى جلسات المجمع ما يأتي:
سادتي:
أتشرف بأن أقوم بينكم لألقي كلمة في القرارات السبعة التي رآها مجمع اللغة العربية الملكي في دور الانعقاد الثاني، وبيان مأخذها وسبيل الانتفاع بها، وما رآها إلا عن نظر صحيح وحجج قائمة، وقد دعت إليها الدواعي وبعثت عليها البواعث، وإن المجمع لا تفتر له همة عن خدمة اللغة، ومعالجة إنمائها بالاشتقاق وغيره، وقيامها بالأغراض التي يتطلبها الزمان مع المحافظة عليها، حتى لا يكون هناك ميل عن سنن الطريق.
وإذا كان المجمع نعمة على اللغة وأهلها من نعم صاحب الجلالة، مولانا المعظم أيده الله وأبقاه، فإن من شكر النعمة الدأب في العمل، وإن شاء الله رأى الناس أن الطل صار وابلا.
وإنما ألقى كلمتي في ضوء من بحوثي التي سمعها المجمع، وعول عليها عند النظر في المسائل.
لقد سن المجمع طريقة لإكمال المواد اللغوية التي ورد بعضها، ولم ترد بقيتها حتى ينتفع بها يجيزه القياس من هذا.
إن كتب اللغة هي مثابة اللغويين والأدباء وغيرهم، وقد جمعت كثيرا وبينت كثيرا، وإن لبعضها إصلاحا مرشدا، ولكن فيها وراء ذلكم أصولا لم تذكر مشتقاتها، ومشتقات لم تذكر أصولها، وقد يذكر في بعض هذا أنه لا يقال كذا أو لا فعل لكذا، أو أن المصدر ممات، أو ما شأنه أن يمنع من سد الثلمة، ومرجع هذا الكلام العرب، والعرب أمراء الكلام يتصرفون فيه بالسليقة يتكلمون تارة بالكلمة، ومشتقاتها وتارة يتكلمون ببعض دون بعض، وطورا يحيون الكلمة يم يميتونها كالمرء يتذوق الشيء، فإذا لم يعجبه طعمه طرحه.
فهمنا هذا كما في كتب اللغة، وإن من اللغويين ذوي أحلام كشفوا الغطاء عن بعض ما نظن أنه محظور، فإذا هو مباح ولو من طريق القياس، فكان ذلكم من أسباب التكملة التي رآها المجمع، أما ترك الأمر على حاله، فإخفار لذمة اللغة.
ومن بحث في كتب اللغة بحث استقصاء، وكان بصيرا بأصول العربية والاشتقاق عرف مواطن الاتفاق والاختلاف، ومنزلة كل من المختلف فيه، وعرف أن كثيرا مما أشرت إليه يجوز في القياس، وإن لم تتكلم به العرب، فمما قيس على كلام العرب، ولم يمنع من التكلم به مانع كان من كلام العرب، فما وضعت أصول العربية والاشتقاق لما فاتوه، وإنما وضعت لما لم يقولوه.
لما رأى المجمع رأيه جعل المذكور في كتب اللغة سبيلا إلى غير المذكور، وآوى إلى ركن شديد مما حقق علماء العربية، فأزال توهم بعض الناس أن ما لم تنص عليه كتب اللغة مطروح، وأفاد أن أصول العربية هي الأدوات التي تستخرج بها الثروة اللغوية المذكورة.
ومن الأمثلة قول لسان العرب، "بخن فهو باخن""طال"، والخاء من بخن مفتوحة، فإذا بحثت في كتب اللغة عن ضبط عين المضارع، وعن المصدر لم تجد، فيفهم من تفسير بخن بطال أن بخن فعل لازم، ويفهم من فتح عينه أن مصدره هنا على مثال فعول قياسًا، ويفهم من كون عينه حرف حلق أنها تفتح في المضارع قياسا، كدأب يدأب دءوبا، فيقال بخن يبخن بخونا.
نموذج من شعره:
قال يقرظ كتاب "شذا العرف في فن الصرف" لمؤلفه الشيخ الحملاوي، وهو من تاريخه الشعري:
شذا العرف بالطبع مبناه رق
…
1001 381 114 98 300
وبرق اطصفا الصرف لطفا برق
…
308 181 401 120 302
كتاب نقي أغار الحسود
…
423 160 1202 109
وأخمل كل كتاب سبق
…
677 50 423 162
كتاب كريم عظيم مقام
…
423 270 1023 181
صفا مثلما رق لطفا ورق
…
171 611 300 120 110
كتاب تباهي بأقعد وضع
…
423 270 1020 871
وأضحى حليفا لحسن نسق
…
825 129 148 210
به الصرف وافاه أسمى افتخار
…
7 501 93 111 1183
فأبدى زهاء عظيم الأفق
…
97 13 1020 182
غوى الصرف زلفا فأرجعه
…
1016 401 118 359
فصار برجعته كالفلق
…
371 680 261
صنيع أخي الفضل وافى الأيادي
…
23 611 941 65 57
وأرقى جليل شريف الأرق
…
317 73 590 332
أغر البرايا النبيل الفريد
…
1201 245 133 325
من البدر دون زكاء اتمحق
…
90 237 60 726 199
غياث العلا الحملاوي العزيز
…
1511 132 126 125
مناط النهى من به الفخر حق
…
100 96 90 7 911 108
لعمرك هذا الذي عز جاها
…
360 706 741 77 10
يبث ثناء المديح نطق
…
504 556 93 159
سنة 1893
…
سنة 1312
وقال يهنئ الشيخ "حسونه النواوي" بتوليته مشيخة الأزهر من قصيدة عدتها خمسة وعشرون بيتا صدورها للتاريخ الهجري "1313"، وأعجازها للتاريخ الميلادي "1895" على طريقة الرسم الكوفي.
لعمرك مجد الدهر حسونة الأسمى
…
أخو المجد خدن العز رب العلا قدما
أشم الورى رأيا ومجدا ومحتدا
…
وأفخمهم فضلا وأطودهم علما
وقال يهنئ الشيخ "محمد عبده" من قصيدة طويلة صدورها تاريخ لسنة "1317هـ"، وأعجازها لسنة "1899م"، وهي على طريقة الرسم الكوفي أيضا:
توحد عزك لاذ ونهى
…
جناه سواك ولاذ وعظم
فأنت مآل القوافي تزفم
…
فرائد طالت بأغلى الكلم
منيع الذرى ووطيد السعو
…
د منيع العلا وأغر الشيم
مسدد رأي إذا الرأي ند
…
م وشهم عزيز إذا الخطب عم