المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشيخ محمد شهاب الدين المصري: - الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة - جـ ٣

[محمد كامل الفقي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثالث

- ‌تابع الأزهر والنشر

- ‌الشيخ عبد العزيز البشري

- ‌أزهريون لغويون أدباء

- ‌مدخل

- ‌الشيخ حسن قويدر الخليلي:

- ‌الشيخ عبد الهادي نجا الإبياري:

- ‌الشيخ حسين المرصفي:

- ‌الشيخ حمزة فتح الله:

- ‌الشيخ سيد المرصفي:

- ‌الشيخ حسين والي:

- ‌الشعر في العصر الحديث

- ‌مدخل

- ‌شعراء الأزهر والتجديد في الشعر:

- ‌الثورة على الأوزان الشعرية:

- ‌نظر علماء الأزهر إلى الشعر:

- ‌الصبغة العامة في شعر الأزهريين:

- ‌شعراء الأزهر

- ‌مدخل

- ‌السيد إسماعيل الخشاب:

- ‌الشيخ حسن العطار:

- ‌السيد على درويش المصري

- ‌الشيخ محمد شهاب الدين المصري:

- ‌السيد علي أبو النصر المنفلوطي:

- ‌الشيخ علي الليثي:

- ‌الشيخ عبد الرحمن قراعة:

- ‌الأزهريون أساتذة شعراء العصر

- ‌مدخل

- ‌المرصفي والبارودي:

- ‌الشيخ البسيوني وشوقي:

- ‌الشيخ محمد عبده وحافظ:

- ‌قراعة وعبد المطلب:

- ‌خاتمة:

- ‌الفهارس

- ‌فهرست الجزء الأول

- ‌فهرست الجزء الثاني

- ‌فهرست الجزء الثالث

- ‌أهم مراجع البحث:

الفصل: ‌الشيخ محمد شهاب الدين المصري:

‌الشيخ محمد شهاب الدين المصري:

المتوفى سنة "1274هـ-1857م"

نشأته وحياته:

هو، "محمد" بن "إسماعيل" بن "عمر المصري" الشهير بشهاب الدين، ولد بمكة سنة 1210هـ، ثم وفد إلى القاهرة صبيا، ونشأ بها والتحق بالأزهر، فطلب العلم على شيوخه، واختصر منهم بالشيخ "حسن العطار" والشيخ "العروسي"، وكان مفطورا على حب الأدب، بارع النظر في فنونه دائم التوفر على مطالعته، ونال حظا وافرا من علوم الرياضة كالهندسة والحساب والموسيقى والألحان، وكاتب أدباء عصره، ويعمه الطلاب للاقتباس من أدبه، والانتفاع بمعارفه، وممن تخرج عليه في فقه اللغة والبيان الأديب المعروف المرحوم الشيخ "أحمد فارس الشدياق".

وقد تولى "شهاب الدين" تحرير الوقائع المصرية، فكان أحد من رفعوا شأنها، وهذبوا لغتها، حيث كان الشيخ "حسن العطار" رئيس تحريرها، فلما تولى الأخير مشيخة الأزهر، وترك رياسة التحرير أسندت إلى "شهاب الدين"، فأطلق يد الشيخ "أحمد فارس الشدياق" في إنشاء الفصول وتحبير الرسائل، وظل هو مشرفا على تحريرها حتى سنة "1252هـ-1836م"، ثم جعل مصححا بالمطبعة ببولاق.

وكان مداخلا للكبرار موصولا بالعظماء نديما مسامر فكها، ومحاضرا ذا نكتة بارعة وبديهة مساعفة، وحديث طلبي، وقد تسامع الناس بهذه المواهب، ونمى للخديو "عباس الأول" براعته وسعة روايته وخفة روحه فقربه وأدناه من مجلسه، وجعله صاحب أسماره وكبير ندمائه، وأباح له الدخول دون إذن عليه، وبلغ من الخطوة والمكانة ما لم يبلغ شاعر معه "إذ جعل في كل قصر من قصوره حجرة يبيت فيها الليلتين والثلاث إذا طلبه

ص: 160

للمجالسة والمنادمة1"، فأفاض عليه من نعمه وأغدق عليه من كرمه، وصار شفيعا لديه فيما جل من الأمور.

وكانت له مع "عباس" نوادر ومفاكهات منها ما رواه صاحب أعيان القرن الثالث عشر، وذلك أن "شهاب الدين" كان جالسا في حجرته بأحد القصور، ومعه بعض جلساء الوالي ينتظرون الإذن بالدخول عليه، فقال في عرض الكلام.

يقولون: إن البغلة لا تحمل أفلا يكون ذلك بسبب رطوبة، أو ما أشبهها مما يمنع الحمل، وعند الأمير أطباء كثيرون فلو أنه أطال الله بقاءه أمر بعضهم بالبحث عن سبب هذه العلة وإزالتها، فلست أشك في أنها تحمل بعد ذلك وأسرع بعض العيون، فأبلغ عباسا كلامه فجاء بعد هنيهة أحد رجال القصر، وقال له: يا أستاذ يقول لك "أفندينا" أننا سنأمر بعض الأطباء بما أشرت، ولكن إذا لم تحمل البغلة ماذا يكون؟ فبهت القوم لنقل الحديث بهذه السرعة إلا شهابا، فإنه وقف وقال: أبلغ مولاي أن شهابا له كذبتان كل سنة أيام الباذنجان هذه إحداهما1.

ويرجع اتصال "شهاب الدين""بعباس الأول" إلى ما قبل ولايته على مصر حيث كان "كتخدا" لجده، فقد كانت للشاعر تهان متعاقبة لفتت نظر "عباس" إليه، حتى إذا ما صارت الولاية إليه قربه وأدناه.

ولما صارت الولاية "لسعيد باشا" اتصل الشاعر به، وأجزل له المدح، وأزجى له التهاني في كل مناسبة إلا أنه لم يجد من خصب جنابه ما وجده من "عباس"، فقد كان الثاني أشد حدبا عليه، وتكريما له وبرًّا به.

ثم بدأ المترجم ينقطع للدرس، ويعكف على التأليف، وينشر أدبه على الناس حتى استأثر الله به.

1 أعيان القرن الثالث عشر لأحمد تيمور باشا ص138.

ص: 161

وكان ذكيًّا عبقريًّا ممتازًا بقوة المناظرة، ورصانة الجدل وقدرته على الحوار راوية كثير الإنشاء يتنادر في مجالسه بطرائف من شعره، ويطرف مجالسيه بألوان فاتنة من أدبه، فلا يمل له حديث ولا يغمض عنه جفن.

شعره:

شعر "شهاب الدين" من أجود الشعر في هذا العصر، وهو صورة صادقة للحياة الاجتماعية في زمنه، ومرآة صافية تتمثل فيها حياته وصفاته، وهو يقول الشعر غير مستعص عليه، وإنما يواتيه طيعا وينقاد إليه غير متأب.

وأكثر ما في شعره إنما هو المدائح التي وجهها "لمحمد علي ولعباس" الذي كان شاعره، ثم "لسعيد" من بعده، بل إنه ليمدح كثيرًا ممن لهم مقام كريم وجاه رفيع، فيمدح "أدهم باشا" و"مختار بك" ناظري المعارف، ومديري إدارة المدارس، ويمدح "عارفا بك" شيخ الإسلام بتركية، والشريف "محمد بن عوان" وأستاذيه الشيخ "حسن العطار"، والشيخ "محمد والعروسي"، كما يمدح الشيخ "أحمد الصائم"، والشيخ "محمد العباسي المهدي" المفتي والشيخ "محمد عليش" شيخ المالكية، "والسيد محمد البكري" نقيب الأشراف وغيرهم، ولعل لرقة حاله سببا يتصل بإفراطه في المدائح، فقد نشأ وزانا صغيرا يزاول ذلك في أسواق البيع، فاتخذ من هذه المدائح عنوانا له ليحيا حياة رغد وكرامة.

وقد كانت له مدائح نبوية إلا أنها لم تبلغ شيئًا من شعره بجانب ما بلغه المدح الآخر.

فمما قاله يمدح به "محمدا عليا"، وليكتب على مسجد القلعة الذي أنشأه سنة 1261هـ.

مليك جليل الشأن ليس كمثله

جليل بعلياه اقتدى كل مقتدي

محمد آثار على مآثر

عزيز افتخار ساد كل مسود

هو المنهل العذب الذي دون ورده

تزاحمت الأقدام في كل مورد

ص: 162

هو الغيث يحيي كل قطر بجوده

فيخضل من قطر الندى وجهه الندى

هو الشمس لم تحجب سناها غمامة

ولا أنكرت أضواءها عين أرمد

له همم تسمو إلى هامة العلا

إذا حددت لا تنتهي بالتحدد

مبان إذا أمعنت فيها مؤرخًا

تريك على قدر العزيز محمد

630 110 304 125 92

سنة 1261هـ.

ومما امتاز به شعر "شهاب الدين" السلاسة والسهولة، وخضوعه للشاعر يصرفه في كل أمر، ويطوعه لكل غرض فينساب بين يديه عذاب رقيقا، ويشف عن المعنى الذي سيق له بلطف وسلاسة، وذلك الذي جعل "شهابا" يستخدم شعره في التعبير عن رغائبه، والإفصاح عن آماله ومطالبه، وهو في هذه الأغراض لا تعقيد فيه ولا غموض، يحتاج إلى بغلة يركبها وله على "عباس" دالة، فيرفع إليه هذه الأبيات الطريفة، فيهتز لها ويجيب رغبته، وذلك حيث يقول:

تبت عن مدح غير بابك يا من

أنت ذخري وموئلي وثمالي

وتجردت عن سواك لعلي

أكتسي خلعة ألسنا المتلالي

وترجيت من جميل العطايا

بغلة حالها يليق بحالي

أن بدا لي ركوبها تهت عجبا

في ازدهار وبهجة واختيال

أو بدا لي ارتباطها فاجتلاها

في مجالي الجمال زين مجالي

فتفضل وامنن وأنعم على من

هو عبد من بعض بعض الموالي

وترق حاله، ويشتد عسره فيكتب إلى "عبد الباقي بك" خازن خزينة الخديو، فيقول:

أصبحت في مضايق

من فاقة وعطب

وصرت محتاجا إلى

نوالك المستعذب

ص: 163

وأنت باقي الكرما

وخير سامي الرتب

فاصرف إلى ما تشا

من فضة أو ذهب

حتى أعود ساعيا

في جمع شمل الحسب

ويكتب إلى "أدهم باشا" يشكو إليه ضيق يده، فيقول من قصيدة طويلة:

فبادر إلى الشكوى وقل: إن صاحبي

محا رسمه عصف الرياح الروامس

وقد ضاقت الدنيا عليه وأظلمت

وكان شهابا في الدياجي الدوامس

فوسع عليه بالذي أنت أهله

وخلصه من أشراك ضيق المنافس

ولم يكن "شهاب" يقرض الشعر يطلب به بغلة، أو ينشد فضة أو ذهبا فحسب بل كان ينظمه كلما عرضت له حاجة أو دفعته مسألة، فإنه لينظمه ملتمسا به من أمين "جمرك" بولاق "علي بك حسيب" شيئا من السمن لندرته، فيقول له:

ألية بالسمن أو بزبدة

لله در أصلها الحليب

لأعرضن الحال للفتى الذي

رجاء من يرجوه لا يخيب

وهكذا طوع الشعر فنظمه في حاجته ومسألته، وعبر به عن شكايته وأمله وأودعه مطامح نفسه جلت أو هانت.

"وشهاب الدين" يخضع في شعره لما شاع في عصره من طلب الزينة، ونشدان الصنعة والجرى وراء الطلاء، فيغرى بالجناس وخاصة في مطالع القصائد، فيقول في مطلع قصيدة يوجهها إلى "عباس" ويستهديه "بغلة":

أكؤس تجلي ببنت "الدوالي"

أم شهي الرضاب فيه "الدوالي"

فيوقع الجناس بين "الدوالي" بمعنى العنب، وكلمة "الدوالي" الثانية المركبة من "الدوا" مقصورا مضافا إلى اللام المقرونة بياء المتكلم.

ص: 164

ويقول في مطلع قصيدة يهنئ بها عباسا بنجاته من مرض.

تاب الزمان وقال: إني "نادم"

فادعوا الندامى والمدام و"نادمو"

فقد أوقع الجناس بين "نادم" من الندم، وفعل الأمر "نادموا" من المنادمة.

ويقول أيضا في مطلع قصيدة يهنئه بها على أثر عودته من الأستانة.

شرح الصدور قدوم أعدل "وال"

فأدر مدام الإنس صاح و"وال"

فالجناس بين "وال" الأولى بمعنى راع، والثانية فعل أمر من الموالاة.

ويولع بالتورية لا سيما في "شهاب" كنيته، فيستعملها في شعر طبعة حينا وعصية حينا، ومن ذلك قوله:

هاك مني وصيفة بنت فكر

مثلها خادم ومثلك يخدم

حرست في سماء حسن حلاها

"بشهاب" به الشياطين ترجم

ويقول في مدحه "عباسًا الأول".

هاك مني فريدة بنت فكر

ما اعترتها يد الخنا بمساس

لو أتاها الشيطان يسترق السـ

ـمع رماها "شهابها" بانتكاس

ويقول إذ يمدح الشيخ "أحمد الصائم" أحد شيوخ الأزهر.

هذا شهابك بالمرصاد يثقب من

يسمعون وترديهم قوافيه

فقد استعمل كلمة "شهاب" موربا بها بين معنييها "كنيته"، "والشهاب الذي ترجم الشياطين به المذكور في قوله تعالى:{وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} .

ويتناول المصطلحات العلمية متأثرا بها، فيقول:

رطيب قوام أهيف القد لم تدع

ليانة عطفيه قياسا لقائس

فإن قسته بالبان فالفرق ظاهر

وإن بالعوالي فهي غير موائس

ص: 165

فالقياس هنا من مطصلح علم المنطق.

ويشير إلى علل الصرف، فيقول:

علل الصرف في الضرورة تلغي

كيف ذو الصحة اختيارًا يعل

ويغرق في مصطلحات علم النحو فيوري بها ويقول:

رأيت "حالا""مضى""فعل"

"أبرز" في شأنه "الضمير"

فكل هذه الكلمات مصطلحات نحوية ودى بها الشاعر عن معانيها النحوية وغير النحوية.

ولشهاب الدين كتابا لطيفة يعبر بها مبتكرا لها، فهو يكنى عن المطر "بابن السحاب"، فيقول:

زوجوها "بابن السحاب" فجاءت

من دراري حبابها بذراري

ويكنى عن "الخمر" ببنت الكرم" فيقول:

"بنت كرم" عذراء شهد لماها

كشذا المسك في مذاق العقار

وعن القصيدة "ببنت فكر" و"وليدة فكر" و"وصيفة"، فيقول:

هاك مني خريدة "بنت فكر"

ما اعترتها يد الخنا بمساس

ويقول خدا "وليدة فكر" راق منظرها

كأن ريقتها ضرب من الضرب

ويقول أرجو قبول "وصيفة" قد قلدت

بحلاك عقدا لم تنله وصائف

وشعر "شهاب الدين" من أوضح الشعر في هذا العصر وأسهله طريقا وأرقه حاشية، وهو أقل متكلفي الصنعة وطلاب المحسن تعقيدا وغموضا، وهذه المحسنات التي تشيع في شعر "شهاب الدين" لا تؤثر في جمال شعره كثيرا، فتراه على غير قليل من السلاسة والوضوح، وجمال المعنى -ومن رقيق شعره ما قاله متغزلا.

ص: 166

بروحي من لغصن البان شابه

ومشروب الطلاب بلماه شابه

مليح لم يخط له عذار

وفي رقي له أبدا كتابه

بدا العقد الفريد بفيه نظما

وحكم في ديوان الصبابة

ومر فلم أجد صبرا عليه

وأحشائي ترى عذابا عذابه

رمى قلبي بسهم قد مضى في

رميته ولم يخطئ مصابه

وراح وقد بدا برق الثنايا

ودمعي هاطل يبدي انسكابه

يلوح وجهه بدر ولكن

عليه من ذوائبه سحابه

بخد روضة يرعاه طرفي

وقلبي بالجوى يصلي النهاية

يدير من الحديث عتيق خمر

فيسكرني ولم أطعم شرابه

أراه في محاسنه عليا

ولكن ما تنزل للصحابة

سعيت فزرته فازاداد تيها

وولى معرضا يولي اجتنابه

أنا الجاني على نفسي لأني

دخلت على عزيز الغاب غابه

فبدلني بنوم الليل سهدا

وعوضني الشجون على الدعابة

سألقى منه غايات الأماني

وسوف تكون عقباها عتابه

ولا شك أن هذه الأبيات على حظ غير قليل من الجودة والرقة، والوضوح وخصب المعاني.

ونظم الأبيات الآتية لترسم على مائدة الطعام:

أيها السيد الكريم تكرم

وتنازل ما شئت أكلا شهيا

وتفضل بجبر خاطر من هم

أتقنوا صنعه وخذ منه شيا

وتحدث على الطعام وآنس

واحدا واحدا بشوش المحيا

واستزدهم أكلا وقل: إن هذا

طاب نضجا وصار غضا طريا

ص: 167

فهلموا بنا ومدوا إليها

أيديا باعها ينال الثريا

ثم قل: يا أحبتي هل لكم في

بعض شيء من النبيذ المهيا

ولئن ساغ شربه للتمري

وكلوا واشربوا هنيئا مريا

وإذا ما أكلت ضيفا فأرخ

أن هذا لرزقنا كل هنيا

................................

51 706 388 50 66

سنة 1261هـ.

وهذه الأبيات متوسطة الجودة إلا أنها طريفة الموضوع.

آثاره:

ديوان شعره:

ديوان شعره الكبير الحجم الواقع في 380 صفحة المشتمل على شعره الرقيق بالنسبة لعصره، وهو مرتب على حروف المعجم طبع بمصر سنة 1277هـ.

سفينة الملك ونفيسة الفلك:

وهو كتاب جليل اشتهر الشهاب به أودعه كثيرا من الموالي والموشحات والأهازيج، والأزجال التي يتغنى بها، وقد جدد بهذا الكتاب دارس الغناء العربي، "وافتتح مغالقه بعد إيصادها من عهد الأصبهاني، ومن سار على نهجه ممن جاء بعده، وأوضح معالمه وأبان ما استعجم من آياته، فكان فيه المبرز من بين أدباء المتأخرين والمعلم الأخير الذي لم يأت مثله إلى الآن1، وهو مرتب

1 أعيان البيان للسندوبي ص36.

ص: 168

على ثلاثة أبواب -الأول في الموسيقى، والثاني فيما نظمه فيها، والثالث في الألحان- وقد طبع بمصر غير مرة، ولما أتمه سنة 1259هـ، قال في تاريخه:

هذي سفينة فن بالمنى شحنت

والفضل في بحره العجاج أجراها

وإذ جرت بالأماني فيه أرخها

سفينة البحر باسم الله مجراها

...............................

600 241 102 66 250

سنة 1260هـ.

وله رسالة في التوحيد

ورسالة في الآوفاق

ص: 169