الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولًا: الناحية السلبية
ويراد بالناحية السلبية أن تكون العبارة خالية من أساس الاضطراب الصوتي والخشونة القاسية التي لا تنم عن عاطفة أو خيال، وبذلك تجد الكلمات مطردة، متناسقة الحروف والكلمات، تقرؤها جهرة فتحس بالصوت متناسب الأنغام صافيًا، ومما يعين في ذلك ما يلي:
1-
قدرة الكاتب -بذوقه المصفى- على إبعاد الكلمات المتنافرة الحروف أو العبارات المتنافرة الكلمات والجمل مهما يكن سبب التنافر1 وذلك نجده في قول البحتري:
حلفت لها بالله يوم التفرق
…
وبالوجد من قلبي بها المتعلق
والأصل من قلبي المتعلق بها، فلما فصل بين الموصف -قلبي- والصفة "المتعلق" بالضمير "بها" قبح ذلك ونجد تتابع الإفاضات أفسد أسلوب البيت الثاني من قول كشاجم:
والزهر والقطر في رباها
…
ما بين نظم وبين نثر
حدائق كف كل ريح
…
حل بها كل قطر
وهذه الميمات التي اعتصمت بأوائل الكلمات، في البيت الآتي، جعلته ثقيل النغم:
1 راجع المثل السائر، ص56 وما بعدها، ص110 وما يليها، والصناعتين.
ملكت مطال مولود مفدى
…
مليح مانع مني مرادي
وفي النثر ما ورد لرجل يمدح كريمًا:
"يا مغبوق كأس الحمد يا مصبوح، ضاق عن نداك اللوح، وببابك المفتوح تستريح، وتريح ذا التبريح، وترفه الطليح".
ومما ذكر مثالًا للكلمات المتناسقة والعبارات المتناسبة السلسلة ما ورد لامرأة في أخيها عمرو:
فأقسم يا عمرو لو نبهاك
…
إذًا نبها منك داء عضالًا
إذًا نبها ليث عريسة
…
مغيثًا مفيدًا نفوسًا ومالًا
2-
سرعة الأذن في إدراك الرتابة الصوتية التي تبدو في ترديد نغمة بعينها في النص الأدبي حيث تبعث الملل، وخير منه التنويع الذي يحتفظ فيه بمستوى الموسيقى لتلائم الموضوع.
وكثيرًا ما يقع الكتاب والشعراء والخطباء في هذا الخطأ وهو نوع من المماطلة اللفظية وقع فيه الشاعر حيث قال:
دان بعيد محب مبغض نهج
…
أغر حلو ممر لين شرس
3-
وبعد ذلك لا بد من ملاحظة النغمة العامة للأسلوب، والتيار الصوتي الذي يجب أن يطرد في غير قوة ولا ملل، وذلك متوقف على براءة العبارة من الكلمات الطويلة الكثيرة، وترديد الجمل المتشابهة والعبارات العادية إلى مدى بعيد.