الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلاصة الفصل:
يتبين مما سبق براءة من ذكرنا من فرية الأشعرية، وبيان أنهم سائرون على طريق السلف، من إثبات الصفات لله تعالى على الحقيقة، بلا تكييف ولا تشبيه.
ولم أستوعب من نسبه الأشعريان إلى الأشعرية ممن هو برئ منها خشية الإطالة، وإنما ذكرت نماذج يستدل بها المنصف على بعد الأشعريين عن التحقيق العلمي، وعلى تشبعهما بما لم يعطيا.
بل إن الأشعريين وللأسف قد ذهبا إلى أبعد من هذا، فحكما بأن الصحابة والتابعين كانوا من المتكلمين.
فقد نقلا عن عبد القادر البغدادي (ص270) على وجه الإقرار له قوله: (فأول متكلميهم من الصحابة: علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .... ثم عبد الله بن عمر
…
وأول متكلمي أهل السنة من التابعين: عمر بن عبد العزيز، وله رسالة بليغة في الرد على القدرية.
ثم زيد بن علي زين العابدين
…
ثم الحسن البصري
…
ثم الشعبي
…
ثم الزهري
…
) اهـ.
ولا أدري كيف يجتمع هذا مع ظهور علم الكلام في أوائل القرن الثاني؟
أم كيف يجتمع هذا مع إطباق السلف على ذم علم الكلام والنهي عنه، والتحذير من أهله؟ والآثار في ذلك كثيرة جداً، أفردت فيها مصنفات، ولا يكاد كتاب في السنة يخلو من باب في ذم الكلام.